قصف أرامكو جدة ..الضربة المفاجئة
قوى العدوان لم تتعاط مع التحذير لقواتنا المسلحة بإيجابية وواصلت غبائها السياسي والهمجي
كان من المفترض على تحالف العدوان السعودي الإماراتي أن يتعاطي مع تحذير وتهديد القوات المسلحة اليمنية بايجابية, وأن يعيد الحسابات في مسألة حصاره وعدوانه على الشعب اليمني،
لكن الغباء أو السياسة الهمجية العدوانية هو ما جعله يغض الطرف ويواصل عنجهيته في ارتكاب المجازر ومواصلة سياسة الحصار والتجويع ،بالتالي صادقت القوات المسلحة تهديدها ونفذتها عبر ذراعها الباليستية عملية قصف "محطة توزيع ارامكو" في جدة بصاروخ مجنح قدس (2 ) الذي ضرب المحطة بدقة وأشعل النيران في بعض مخازنها .
هذه العملية النوعية وهي في الأساس ما تزال عملية أولية ضمن عمليات الردع المتصاعدة كانت متميزةً إلى حد كبير فهي أخذت عناصر جديدة نذكر أهمها:
1- طبيعة الهدف الذي تم اختياره حيث كان محطة من محطات شركة ارامكو الواقعة في مدينة جدة والتي تعتبر من أهم الأهداف وأكثرها حساسية على المستوى الاستراتيجي والحيوي إذ أن المحطة تمثل أهمية كبرى في عملية توزيع الموارد البترولية وتخزين النفط كما أنها احد دعائم شركة ارامكو الرئيسية وبدونها يكون هناك شلل في توزيع النفط .
2- نوعية السلاح المستخدم الذي أدخل مسرح العمليات والمتمثل في منظومة "كروز قدس( 2 ) المجنحة" التي تعتبر فخر الصناعات الحربية الوطنية التي تم التوصل لها والمنظومة الأحدث من عائلة صواريخ الكروز بعيدة المدى ، فصاروخ قدس (2 ) يتمتع بتقنيات متطورة منها الدقة العالية في ضرب الأهداف والقدرة على المناورة وتجاوز دفاعات العدو الجوية والمدى البعيد .
3- التوقيت حيث كان توقيت العملية متزامناً مع اجتماع سري لبن سلمان ورئيس حكومة العدو نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي بومبيو فكان اختيار هذا الظرف مدروساً بعناية ومبنياً على معلومات استخبارية تؤكد بالساعة حصول هذا الاجتماع .
" أبعاد وتداعيات العملية"
فيما يخص الأبعاد والتداعيات نرى بأنها أثرت إلى حد كبير في معايير القوة والردع وفتحت أفق الجحيم على دول العدوان وفي مقدمتها السعودية التي تقصف بنيرانها, أما ما هو مترتب من معادلات نذكر أهمها:
أولا: أثبتت أن اليمن بقدراته الذاتية مستمر في تدعيم ترسانته الدفاعية وبالأخص الصاروخية وينجح في صنع وتطوير منظومات جديدة متقدمة منها منظومة كروز قدس (2) الذي تُعد من المنظومات المنافسة والذكية لمنظومات الكروز التي تصنعها الدول القوية القريبة لمنظومات التوماهوك وصواريخ كاليبر الروسية .
ثانيا: أثبتت العملية بأن تقنية الصواريخ اليمنية تفوق تقنية الأسلحة الدفاعية الأمريكية على رأسها منظومات الدفاع الجوي باتريوت الذي أثبتت فشلاً رهيباً في عمليات الاعتراض والرصد .
ثالثا: العملية أتت في توقيت اجتماع غايةً في السرية لبن سلمان ونتنياهو وبومبيو وهذه ضربة استخباراتية قاصمة, فعملية قصف محطة أرامكو في جدة أتت بعد معلومات تؤكد هذا الاجتماع, بالتالي كانت الرسالة قاسية وموجهة ليس فقط للنظام السعودي بل الأمريكي والإسرائيلي.
رابعا: قصف محطة ارامكو جدة لم تكن سوى خطوة أولية نحو تصعيد وتيرة العمليات الردعية على العمق السعودي.. فالقوات المسلحة اليمنية تحضر لعمليات حاسمة في هذه المرحلة, وذلك إذا ما استمر العدوان في الحصار وإغلاق المطارات والموانئ اليمنية .