محليات

رغم تسع سنوات من العدوان والحصار.. الصناعات الدوائية اليمنية تثبت حضورها وجودتها

رغم تسع سنوات من العدوان والحصار.. الصناعات الدوائية اليمنية تثبت حضورها وجودتها

في منتصف العام الماضي 2023م أطلقت الهيئة العليا للأدوية، وثيقة السياسات الدوائية الوطنية والتي وضعت رؤية مستقبلية للوضع الدوائي في اليمن بما يلبي طموحات وتطلعات الشعب اليمني،

كما شملت تطوير الصناعات المحلية الوطنية في اطار رؤية توطين الدواء وهو البوابة الرئيسية للأمن الدوائي في اليمن.
وقد رافق تلك الخطوات وسبقها الاعلان عن 24 مصنعاً محلياً جديداً لصناعة الدواء، في حين لم يكن في اليمن حتى العام 2014م سوى 9 مصانع فقط ومعمل واحد للمعقمات والمطهرات لا يصل إنتاجها إلى 10% من قائمة الأدوية الأساسية، واقتصر الإنتاج على بعض المضادات الحيوية وأدوية السعال والمسكّنات.
"26 سبتمبر" وخلال حضورها المؤتمر العلمي التاسع لجمعية جراحي العظام اليمنية، أجرت الاستطلاع التالي، مع عدد من المختصين وممثلي شركات الأدوية، الذين تحدثوا عن أهمية تطوير الصناعات الدوائية والاثر الاقتصادي الايجابي في الحد من الاستيراد ودعم التوجه نحو الامن الدوائي اليمني.. فإلى الحصيلة:-

عبدالحميد الحجازي

* الدكتور أحمد احمد بعوم- شركة إخوان بعوم- قال:
** إن عقد المؤتمرات العلمية الطبية يحمل الكثير من الدلالات والرسائل عن صمود اليمن واستمرار عجلة التطور والتقدم في مختلف المجالات.. وأضاف: أن التطورات المتسارعة في الصناعات الدوائية اليمنية، تؤكد حرص الجانب الحكومي والقطاع الخاص على المضي نحو تحقيق الاكتفاء الدوائي من أصناف دوائية عديدة.
وأشار إلى أن شركة بعوم تتجه في القريب العاجل إلى إطلاق أول مصنع لها في اليمن لإنتاج عدد من الادوية التي يحتاجها سوق الدواء.. مؤكداً أن توجه القطاع الخاص للاستثمار في هذا الجانب الهام والمعزز للاقتصاد الوطني، لابد أن يحظى بالاهتمام والتشجيع من قبل الدولة، واعطاء الاولوية لإنتاج الأصناف التي تحد من عملية الاستيراد لها من الخارج.
وتطرق الدكتور احمد بعوم إلى ضرورة اهتمام مصنعي الدواء في اليمن بجودة الأصناف المنتجة حتى تكون قادرة على ومنافسة الأصناف الشبيهة للمستوردة، وبالتالي تحقيق الافضلية وكسب ثقة الطبيب والمريض بالمنتج الدوائي المحلي.

ثقة الأطباء والمرضى
* في حين يقول الدكتور رشيد وثاب مشرف في شركة سبأ فارما:
** لاحظنا في الأعوام الأخيرة تطوراً ملحوظاً في الصناعات الدوائية اليمنية من حيث التوسع في إنتاج الأصناف وافتتاح مصانع جديدة، وبالتالي سد الاحتياج المحلي في ظروف صعبة تعيشها بلادنا، وهذا يعود لدور الدولة والهيئة العليا للأدوية في تشجيع التوجه والاستثمار في الصناعات الدوائية، وتعزيز ثقة المواطن بجودة الدواء المصنع محلياً.
وأشار إلى أن المكانة الكبيرة التي اصبح المنتج الدوائي المحلي يحتلها من خلال ثقة الأطباء والمرضى بالدواء اليمني وفعاليته وتوفره وسعره المناسب، وعدم تأثره كما يتأثر الدواء المستورد بالنقل والتخزين اللذين يؤثرا على فعالية الدواء.
وأضاف: نحن في سبأ فارما أول مصنع وطني خاص في اليمن، ننتج نحو 400 صنف من الأدوية التي يحتاجها السوق المحلي، خصوصاً ادوية الامراض المزمنة كالسكر والضغط وغيرها من الأمراض.. و اعتبر الدكتور وثاب أن الاتجاه نحو صناعة الأدوية من الخامات الطبيعية اليمنية، من الاستراتيجيات التي يجب أن تهتم بها الدولة والمصنعين المحليين، لكن ذلك يحتاج إلى امكانات مادية وقدرات تصنيعية كبيرة تفوق حالياً قدرات القطاع المنتج في بلادنا، ويظل الأمر ضمن طموحات وآمال ورؤية المصنعين المستقبلية.

احتياجات السوق
* أما الدكتور عصام الشامي- شركة روشتا وكلاء جهاز الانسوجت- فيقول:
** لاشك ان صناعة الأدوية محلياً هو طموح كل العاملين في إنتاج واستيراد الأدوية في بلادنا، خصوصاً وان هناك خطوات ممتازة واهتمام ورعاية رسمية وتوجه لدى القطاع الخاص للاستثمار في الصناعات الدوائية وانتاج العديد من الأصناف التي غطت جزءا لابأس به من احتياجات السوق الدوائي المحلي.
وأشار إلى أن لدى شركة روشتا التي هي احدى فروع شركة بعوم، توجه بإنشاء مصنع محلي سيتم افتتاحه قريباً لإنتاج مختلف أصناف الأدوية التي تعطي عن طريق الحقن.. مؤكداً أن هذا المصنع يعد إضافة نوعية في تطوير وتوطين الصناعات الدوائية اليمنية، وكذلك توفير ملايين الدولارات التي تنهك الاقتصاد الوطني وتذهب لجيوب الشركات الدوائية الخارجية.
وأشاد الدكتور الشامي بالخطوات والتوجهات التي ترعاها الدولة بالشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز جوانب ومتطلبات الأمن الدوائي، والحرص على إنتاج الأدوية بجودة عالية تضاهي الجودة العالمية وتجعل المنتج الدوائي المحلي ينافس بقوة ويكسب ثقة الجميع.

تطور ملموس
* وعن أهمية تطوير الجانب التشخيصي الذي يجب أن يرافق توطين الصناعات الدوائية، تحدث رمزي الشرعبي - مدير العلاقات العامة بمركز نيو سكان التشخيصي- بالقول:
** ما من شكك بأن الاهتمام بتطوير المنظومة الطبية لا يقتصر فقط على اتجاه القطاع الخاص للاستثمار في الصناعات الدوائية وان كان ذلك يعد شيئاً مهماً، لذا يجب أن يرافق هذا التوجه توفير متطلبات التشخيص الجيد من المختبرات والاشعة والاجهزة التشخيصية الحديثة، حتى تتكامل عناصر الارتقاء بالجانب الطبي والدوائي.
وأشار الشرعبي إلى أنه وضمن اهداف وتوجهات مركز نيو سكان للارتقاء بخدمات التشخيص، يمتلك المركز وربما هو الوحيد بين بقية المراكز جهاز الرنين المغناطسي المتخصص بتصوير العظام والمفاصل، وهو ماساهم في تشخيص العديد من امراض المفاصل، إلى جانب تميز المركز في الخدمات التشخيصية الأخرى.
وأضاف: أن السنوات الأخيرة ورغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، فقد شهدت تطوراً ملموساً في الجانب الصحي، وكان القطاع الخاص هو المبادر في هذا التطور الذي جعل من العاصمة صنعاء خصوصا هدفاً للمرضى الذين يقصدونها من مختلف المحافظات لطلب الخدمات العلاجية والتشخيصية، وهذا يؤكد حالة التطور المستمر للجانب الصحي الذي انعكس في جودة ما يقدم للمواطنين من مختلف الخدمات.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا