كتابات | آراء

الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية.. أمام اختبار حقيقي!!

الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية.. أمام اختبار حقيقي!!

لاشك أن الاحتجاجات الطلابية الكبيرة التي تشهدها العديد في الجامعات الأمريكية منذ السابع عشر من إبريل الماضي وامتدت لتشمل عدد من الجامعات في دول أوروبية تمثل تطوراً هاماً ونوعياً في سياق ردود الأفعال العالمية الرافضة للعدوان الإرهابي الصهيوني

(الإسرائيلي الأمريكي) على غزة والمطالبة بإيقافه، بل تعد الأقوى تأثيراً على الإدارة الأمريكية كونها تأتي هذه المرة من د اخل أمريكا نفسها ومن أوساط المؤسسات الأكثر وعياً وهي الجامعات..
وقد تحدث الكثيرون عن هذه الاحتجاجات وأهميتها وذهبوا إلى مقارنتها بتلك الاحتجاجات التي حدثت أثناء الحرب الأمريكية على فيتنام وأدت إلى إيقافها.. ويتضح من خلال الإرتباك والتخبط اللذان يسيطران على إدارة بايدن وهي تبحث عن حيل وذرائع لإخمادها أن هذه الاحتجاجات فعلاً تبدو على قدر كبير من الأهمية وقد مثلت مفاجأة وصدمة كبيرة لهذه الإدارة المرتهنة للوبي الصهيوني خصوصاً وأنها جاءت في الوقت الذي كانت تُعد فيه نفسها هي وربيبتها إسرائيل لبدء المرحلة الأخيرة من عدوانهما على غزة والمتمثلة باقتحام رفح وهي تدرك تمام الإدراك بأن هذه المرحلة ستكون من أكثر المراحل كلفة مادياً وعسكرياً وسياسياً وأخلاقياً وهي لا تستطيع مواجهة هذه الكلفة إلاّ إذا كانت جبهتها الداخلية موحدة ومتماسكة.. أمَّا وقد اندلعت الاحتجاجات وتوسعت فإن المهمة تبدو أمامها صعبة ومعقدة للغاية وهو ما دفعها إلى التحرك العاجل لقمعها وإخمادها وبوسائل لم تلجأ إليها أعتى الأنظمة تسلطاً.. ومع ذلك ورغم هذه الهجمة الشرسة والإندفاع من قبل السلطة لقمعها يلاحظ أنها آخذة في التزايد والإتساع.. ويوماً عن يوم وهي تكتسب مناعة أكثر ضد الإختراق ومحاولة شيطنتها لتبرير الإجهاز عليها وقمعها.. لكن مهما قيل عن أهمية هذه الاحتجاجات الطلابية فإن الأمر الأهم يبقى مرهوناً بمدى قدرتها على الصمود والديمومة والاستمرارية وصولاً إلى تحقيق المطالب التي سبق وأعلن عنها المحتجون وفي مقدمتها وقف العدوان على غزة.. ومالم تصل إلى تحقيق الأهداف كلها أو بعضها أو على الأقل وقف اجتياح رفح فإنها من الناحية العملية تصبح عديمة الجدوى ولا معنى لها سوى تسجيل موقف أخلاقي يسهم على الأقل في ترميم صورة أمريكا التي تلطخت بفعل المجازر التي ساهمت في ارتكابها في غزة وعلى العرب والمسلمين ألاّ يعولوا عليها كثيراً وأن يعلموا أن الطريق الوحيد أمامهم لنيل الحقوق وفرض السلام هو طريق المقاومة ولا شيء غيره.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا