كتابات | آراء

بأي ذنبٍ خُذلَت..؟!!

بأي ذنبٍ خُذلَت..؟!!

تدخل غزة الشهر الثامن من الحرب العدوانية الكونية الصهيو أمريكية، ولم يعد كابوس الموت والدمار يشبع بالقتل الفردي أو المذابح المصغرة، بل تجاوزه إلى صفقات كبيرة من الأرواح والمجازر الجماعية،

والمذابح الجماعية، والمقابر الجماعية، والتهجير الجمعي، والدموع الجماعية، والتجويع الجماعي، كل شيء أصبح جماعي؛ فشفرة الجمع هي المفتاح والزناد لآلة الحرب والقتل والمحرقة الصهيونية، مع بداية دخول الشهر الثامن تجاوز عدد ضحاياها من الشهداء الأبرار 23 ألفاً و975شهيداً وعدد الجرحى والمصابين ما يزيد عن 75 ألفاً و577 جريحاً ومصاباً وفق تقرير وزارة الصحة بقطاع غزة.. وما تزال الأفعى الصهيونية متعطشة للمزيد من الدم، غزة تتجرع ويلات الخذلان الأليم والتواطؤ عربياً وعالمياً، وشعوب الدنيا تتقن لعبة الصمت عاجزةً عن اتخاذ أي خطوات إجرائية لإيقاف هذا النزيف الجائر والاحتطاب البشري بحق أهالي وشعب غزة.
مالذي قدمته الشعوب العربية لغزة في الأساس الأول ؛استشعاراً لمبدأ الأخوة وحق الجوار وروابط الدين والإنسانية؟! لم يقدموا سوى الصمت خلف ضبابية التحييد وبلاستيكية التنديد والشجب الخجول والمُعَلَّب.. ولسان صمتهم ينتظر استكمال موسم الحصاد النهائي لجميع سكان القطاع ما بين فكّي القتل والتجويع؛ وكأن أحلامهم تتطلع إلى تثبيت قدم إسرائيل على حساب القدس والمقدسات، ولم تشهد الأمة العربية ما شهدته في الألفية الثالثة من الانسلاخ والتدجين الصريح فقد تغلّب عنوان (التطبيع) على عنوان الأخوة والعروبة, وهنا تكن أمريكا قد حققت قصة نجاح تضاف لملفها الدموي، فباللجام السحري (التطبيع) تمكنت من إسكات الشعوب ومراودتها عن عزتها وكرامتها فكان لها ذلك وزيادة وهنا يتحقق فيهم قول الشاعر :
"وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً
على المرءِ من وقع الحسام المهندِ"
ويحظى العدو بدعم وتحشيد أمريكي بريطاني أوروبي مباشر و بشتى أنواع الأسلحة والمعدات العسكرية إضافة إلى استقدام أكبر حاملة طائرات ومدمرات حربية وهي التي كانت تتمركز في أوكرانيا.. ومع ذلك لم تنجح الولايات ومن معها في تركيع المقاومة الفلسطينية وكسر شوكة أبطال كتائب القسام الجناح الجبار لحركة حماس، ولن تثني مواقف الشعوب الحرة المقاومة عن نصرة غزة ،فما نراه من حركات تحررية وأصوات مناهضة للعدوان في 170جامعةً أمريكية لهو مؤشر واضح على اقتراب صباحات الفتح الموعود والنصر الأعظم.. فبأي ذنبٍ خُذلت غزة يا قوم؟!!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا