كتابات | آراء

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية الحلقة التاسعة

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية الحلقة التاسعة

إذا كان الاحتلال قد استطاع تدمير جزء مهم من البنية التحتية الفلسطينية فإنه قد فشل فشلاً ذريعاً في كسر الإرادة الفلسطينية وإضعاف روح التحدي والمقاومة فالصعوبات والمشاق لم تزد الشعب الفلسطيني إلا تصميماً على نيل الحرية والاستقلال

الخلاص من ظلم الاحتلال البغيض والأمر الأهم الآن هو توفير الإستراتيجية السلمية والرؤية القيادية الصحيحة للاستمرار في الكفاح وتعزيز مقومات الوحدة والصمود للاستمرار في الكفاح وتعزيز مقومات الوحدة والصمود وتحويل التضحيات والمنجزات الكفاحية إلى منجزات سياسية ملموسة وليس مجرد التوصل إلى اتفاقيات مجزوءة تغدو حلقات جديدة في سلسلة الوثائق والاتفاقيات البائسة التي قد تصبح بدورها مغذية للإحباط والتمرد من جديد العدد 518 يناير 2002م.
الفقرة أعلاه هي من مقال الدكتور مصطفى البرغوتي وهو من الشخصيات الفلسطينية الكبيرة كتبه قبل أكثر من 22 عاماً لكنه مازال يحتفظ بآنيته وحيويته وما ذكره عن تدمير الصهاينة جزء من البنية التحتية الفلسطينية فإن التدمير للبنية التحتية الآن أشد وطأة وأكثر بكثير من الذي حصل عام 2001م الذي هو عام الانتفاضة الفلسطينية الذي شهد تفاعلاً ملموساً للشارع الفلسطيني وكانوا آنذاك يؤيدون استمرار الانتفاضة والكثير من يثقون بأنها ستحقق هدفها في الاستقلال ولكن بعد مرور أكثر من 22 عاماً لم تحقق أهدافها ووجد الشعب الفلسطيني نفسه أسيراً لإملاءات الصهاينة نظراً لسياسة إسرائيل فرض الأمر الواقع على الأرض وفي مقال الدكتور البرغوثي المعنون" الثمن غالي ولكن الحرية أغلى" الذي نشر في مجلة العربي الكويتية العدد 518 يناير 2002م تناول المقال العديد من المسائل ومن أبرزها أولاً عدم هدر التضحيات في ظل تصاعد الضغوط الدولية وعدم السماح بهدر تضحياته الباهظة يقصد الشعب الفلسطيني.
ثانيا ضرورة التعلم من أخطاء تجربة أوسلو وعدم وقف الكفاح الفلسطيني وعدم الانزلاق إلى نفق الاتفاقيات الجزئية والانتقالية بل الإصرار على التركيز على الأمور الجوهرية وهي إنهاء الاحتلال والاستيطان وإقامة الدولة المستقلة وتحرير القدس العربية وتأكيد حقوق اللاجئين.
ثالثاً: إن أي مفاوضات جانبية تجري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لن تؤدي إلى نتائج بحكم تركيبة المجتمع الإسرائيلي المتطرفة وميزان القوى القائم وبالتالي فلا بد من المطالبة بإطار دولي متوازن وبضغط دولي لتطبيق الشرعية والقرارات الدولية وقد يكون من المفيد في هذا الإطار الدعوة لعقد مؤتمر دولي جديد على شاكلة مؤتمر مدريد بوفد فلسطيني مستقل هذه المرة وإرفاق ذلك بجهد منسق لبناء حركة تضامن دولية واسعة مع القضية الفلسطينية كما أنه لابد من استثمار الإقرار العام بعد ما جرى في الولايات المتحدة الأمريكية بأن الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي هو عامل رئيسي في زعزعة الاستقرار الاستراتيجي في المنطقة والعالم وبالتالي فإن حل القضية الفلسطينية وتلبية حقوق الشعب الفلسطيني هو مفتاح الاستقرار والأمن والسلام وفي مقال أضاف في نفس المرجع كتب الدكتور عزمي بشاره رئيس التجمع الوطني الديمقراطي في فلسطين المقال الإضافي بعنوان الدمار الإسرائيلي وبناء الذات الفلسطينية أشار فيه إلى ضرورة مواجهة الآلة التدميرية الإسرائيلية بإستراتيجية فلسطينية واضحة تعيد بناء الذات الفلسطينية القادرة على المواجهة وفي فقرات أخرى قال عزمي أن الاحتلال أعمى وكان يصُعق في كل مرة يكتشف فيها أن المسافرين في السيارة التي استهدفتها مروحياته تألفوا من رجل أمن فلسطيني وناشط من حماس وآخر من فتح وآخر من الشعبية وهكذا.
لقد فقد الاحتلال عيونه بفقدان عملائه المباشرين بين السكان مع زوال الاحتلال المباشر عن المناطق المأهولة وقيام السلطة الفلسطينية وربما احتاج إلى بعض المتعاونين من أجل تنفيذ سياسة الاغتيالات الإرهابية بكثافة ولكن الاحتلال بشكل عام بقي أعمى كما بقي تائها في تحديد المسؤولين عن المقاومة الشعبية وأعمال الاحتجاج وعن عمليات المقاومة قد وصل به التخبط حد اتهام عشائر وحمائل وعائلات بالمسؤولية عما يجري في رفح وخان يونس وغيرها مُنذ عام 1948م لم يكن الاحتلال الإسرائيلي تائهاً متعثراً كما كان عليه في عام الانتفاضة الأول فقد جهدت المخابرات العسكرية وأجهزة الأمن العام الإسرائيلية في وضع سيناريوهات من تفاصيل وشذات معلومات فلا يجد الجيش الإسرائيلي طريقاً إلا بالقصف العشوائي والبلدوزر والمواجهة الشاملة.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا