أخبار وتقارير

أكدت أن القضية الفلسطينية أصبحت رمزاً للحرية والكرامة الإنسانية.. احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية تربك أعداء الإنسانية

أكدت أن القضية الفلسطينية أصبحت رمزاً للحرية والكرامة الإنسانية.. احتجاجات الجامعات الأميركية والأوروبية تربك أعداء الإنسانية

يؤكد الحراك الطلابي الجامعي الدولي المتنامي والمتعاظم والمتصاعد يوماً بعد آخر، بأن القضية الفلسطينية أصبحت رمزاً للكرامة الإنسانية ولحرية الشعوب،

كما أنها أضحت عنواناً للثورة على كل أشكال الفساد والغطرسة والظلم والاستكبار في العالم، والانتصار للحق في الحياة وللمبادئ والقيم الأخلاقية.. وفي هذا السياق يتواصل الحراك الطلابي الجامعي وتتسع رقعة يوماً بعد آخر في أمريكا وفي أوروبا وفي غيرها من البلدان، تضامناً ومساندة مع أهالي غزة ضد الحرب العدوانية والابادة الجماعية التي يرتكبها جيش وكيان الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني، بمشاركةٍ ودعمٍ لا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية وعدد من البلدان الأوروبية.

26 سبتمبر: خاص
في التقرير التالي سنسلط الضوء على تطورات الحراك الطلابي الجامعي الذي بدأ بإحدى الجامعات الأمريكية ليمتد ويتسع بشكل لافت ومتسارع إلى معظم الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية ومن ثم إلى عشرات الجامعات في العديد من البلدان الأوروبية والأسيوية الأمريكية الجنوبية، حيث شملت الاحتجاجات أيرلندا وكندا وألمانيا وفرنسا وأستراليا وسويسرا والمكسيك، والهند واليابان وشهدت جامعات هذه الدول اعتصامات وتحركات تطالب بوقف العدوان على غزة وسحب استثمارات الجامعات مع الشركات التي تربطها علاقات مع إسرائيل، وسط تحذيرات من اتساع دائرة الاحتجاجات الطلابية الجامعية وانضمام جهات أخرى إليها، وهو ما تشير إليه وتنبئ عنه الكثير من التطورات المتعلقة والمتصلة بمسار الاحتجاجات الطلابية.. فإلى التفاصيل..

انتفاضة عارمة الجامعات الأمريكية
تتواصل الاحتجاجات الرافضة للحرب العدوانية الإسرائيلية على قطاع غزة، في معظم الجامعات الأمريكية، حيث يطالب المحتجون بوقف فوري لإطلاق النار في غزة وانهاء الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة بمشاركة ودعم لا محدود من الإدارة الأمريكية، كما يطالب الطلاب المحتجون بقطع علاقات جامعاتهم مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها أية علاقات مع اسرائيل.
وبينما تمسكت إدارات الجامعات بضرورة فض الاعتصامات، اقترح رئيس مجلس النواب الأميركي مصادرة تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين في المظاهرات.

إلهاء عن المقابر الجماعية
من جانب آخر، طالب موظفون في الإدارة الأمريكية بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وقالوا -في بيان لهم- إنه من الواضح تماما أن المظاهرات الطلابية لا تسهم في تصاعد معاداة السامية.
وأشار البيان إلى أن الرئيس جو بايدن يستغل المظاهرات الطلابية فرصة للإلهاء عن المقابر الجماعية في مستشفيات قطاع غزة.
وأوضح أن الدعم المطلق الذي يقدمه الرئيس بايدن لإسرائيل حرم سكان غزة من حقهم في الحصول على التعليم.
ورفض البيان الصادر عن موظفين في الإدارة الأمريكية رد بايدن الجبان -حسب البيان- بتجريد الطلاب من حقوقهم المحمية دستوريا.

مصادرة التأشيرات
وفي السياق، قال رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون إن الجمهوريين يستعدون لممارسة الضغط على الجامعات بشأن المظاهرات الداعمة لفلسطين، وإنه يعتقد أن من واجبهم ممارسة الضغط واستخدام صلاحياتهم الأخرى في هذا الشأن.
وأضاف المسؤول الأمريكي لموقع "أكسيوس" أن مصادرة تأشيرات الطلاب الأجانب المشاركين في المظاهرات يجب أن تكون على الطاولة، وستتولى لجان برلمانية هذا الموضوع، كما دعا لبحث إلغاء الإعفاءات الضريبية للضغط على الجامعات بشأن المظاهرات.
ووفق وسائل إعلام أمريكية، بلغ عدد المحتجزين خلال الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية التي تشهد اعتصامات نحو 2200 طالب.

حجب الثقة
في سياق متصل، قالت وكالة "سي إن إن" الأميركية إن أعضاء هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم جامعة إيموري يصوتون لصالح حجب الثقة عن رئيس الجامعة، في حين ألغت جامعة فيرمونت خطابا لمندوبة واشنطن بالأمم المتحدة استجابة لمطالب المحتجين وسط استمرار الحراك الطلابي المناصر لقطاع غزة.
وأوضحت الشبكة، أن تصويت هيئة التدريس بكلية الآداب والعلوم جامعة إيموري بولاية جورجيا، لصالح حجب الثقة عن رئيس الجامعة، يأتي على خلفية استدعائه الشرطة ضد الطلاب المحتجين على العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
كما نقلت أن جامعة كاليفورنيا ريفرسايد توصلت لاتفاق مع المحتجين لإنهاء مخيمهم الاعتصامي مساء يوم أمس الأول، ليتضمن الاتفاق تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج.

مفاوضات
وترى تقارير أن هذه "الصفقة" تتعارض مع سياسة نظام جامعة كاليفورنيا المكون من 10 جامعات، بعد تأكيده الأسبوع الماضي معارضته "دعوات المقاطعة وسحب الاستثمارات من إسرائيل" حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس.
وبينما يطالب المتظاهرون بإنهاء الاستثمارات المتعلقة بإسرائيل والتسليح، تظهر المفاوضات الأخيرة أن بعض الجامعات تنظر إلى هذه القضية باعتبارها وسيلة لإنهاء الاحتجاجات مع دخول الكليات موسم التخرج.
وتنضم جامعة كاليفورنيا ريفرسايد بذلك إلى مجموعة صغيرة من الجامعات الأمريكية، بما في ذلك جامعات براون ونورث ويسترن وروتجرز، التي توصلت إلى اتفاقيات مع المتظاهرين لمناقشة قضية الاستثمار، بحسب تقارير صحفية أميركية.
كما أدى اتفاق جامعة براون لإجراء تصويت في مجلس الإدارة على خفض الاستثمارات المرتبطة بإسرائيل إلى إعلان أحد المانحين الرئيسيين، وهو قطب العقارات الملياردير باري ستيرنليخت (Barry Sternlicht) أنه أوقف تبرعاته مؤقتًا، والتي بلغ مجموعها أكثر من 20 مليون دولار، وفق موقع "إي دي سورس" (EDSource).
وذكرت أسوشيتد برس أن أعضاء هيئة التدريس في كلية بومونا (Pomona) في كاليفورنيا صوتوا لصالح سحب الاستثمارات من الشركات التي قالوا إنها تمول حرب إسرائيل في غزة، حسبما ذكرت مجموعة من أعضاء هيئة التدريس والطلاب.
ورغم أن التصويت ليس ملزما، فإن المؤيدين قالوا إنه يهدف إلى تشجيع مجلس الإدارة على التوقف عن الاستثمار في تلك الشركات والكشف عن استثماراته.

رضوخ
توصلت جامعة كاليفورنيا ريفرسايد الأمريكية إلى اتفاق مع المحتجين لإنهاء مخيم اعتصامهم. وقالت شبكة "سي إن إن" إن الاتفاق يتضمن تعهد إدارة الجامعة بالشفافية والإفصاح عن الاستثمارات وبرامج التعاون الأكاديمي مع الخارج.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر إعلامية أمريكية برضوخ إدارة جامعة إيفرغرين الأميركية لمطالب الطلاب المحتجين المؤيدين لفلسطين وأبرمت معهم مذكرة تفاهم في 30 أبريل المنصرم.
وبموجب مذكرة التفاهم، سيصدر رئيس الجامعة جون كارمايكل بيانا يطالب فيه بوقف إطلاق النار في غزة، والإفراج عن جميع المحتجزين وتوسيع المساعدات الإنسانية.
كما تعهدت الجامعة بعدم الموافقة على برامج الدراسة بالخارج، في إسرائيل أو غزة أو الضفة الغربية، أثناء استمرار الصراع، أو برامج في مناطق قد يُمنع فيها الطلاب بسبب هويتهم اليهودية أو الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، ستقترح لجان أخرى إنشاء هيكل جديد للمجلس المعني بعمل عناصر الشرطة في الجامعة بحلول خريف 2026، واعتماد صيغة جديدة للتعامل مع الأحداث دون تدخل الشرطة بحلول 2030.
ويأتي ذلك في وقت بلغ فيه عدد المحتجزين خلال الاحتجاجات الطلابية بالجامعات الأميركية -التي تشهد اعتصامات مستمرة- نحو 2200 طالب، وفق وسائل إعلام.

تصعيد الحراك الطلابي
وفي منحى تصعيدي للحراك الطلابي، بدأت مجموعة من الطلاب في جامعة برينستون أمس الأول، إضرابا عن الطعام تضامنا مع الفلسطينيين في غزة الذين يئنون تحت الحصار الإسرائيلي المستمر.
وأشار الطلاب المضربون عن الطعام إلى أن قرار الإضراب يأتي ردا على رفض إدارة بايدن تلبية مطالبهم بسحب دعمها لإسرائيل.

جامعات غربية
تتسع رقعة الاحتجاجات الطلابية يوماً بعد آخر، لتشمل المزيد من الجامعات في العديد من البلدان.. لم يقف الحراك الطلابي المساند لأهالي غزة عند حدود الولايات المتحدة الأمريكية، بل امتد إلى العديد من من الدول الأوروبية وغيرها.. وفيما يلي سنسلط الضوء على تنامي وتصاعد واتساع رقعة الاحتجاجات الطلابية الجامعية في عدد من بلدان العالم.

فرنسا
انضمت العديد من الجامعات الفرنسية العريقة للاحتجاجات المساندة لفلسطين والمطالبة بإيقاف الحرب العدوانية على غزة وسحب استثمارات الجامعات مع الشركات التي لها علاقات مع إسرائيل، ومن أهم الجامعات الفرنسية المنظمة للاحتجاجات، جامعة السوربون ومعهد العلوم السياسية بباريس، وغيرها من الجامعات الفرنسية.
وفي سياق التظاهرات الاحتجاجية المتضامنة مع غزة وفلسطين، شهدت ساحة البانثيون أو "مقبرة العظماء" في باريس تجمعا حاشدا لطلاب من مختلف الجامعات في العاصمة الفرنسية دعما لفلسطين واحتجاجا على قمع الأصوات الرافضة لسياسة الحكومة الفرنسية بشأن الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة.
وهتف المتظاهرون "إسرائيل قاتلة وماكرون متواطئ"، و"ارحل نتنياهو، فلسطين ليست لك"، و"أوقفوا الحرب والاحتلال".. مطالبين المؤسسات التعليمية في فرنسا بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية.
واختلطت الأعلام الفلسطينية بأعلام اتحادات الطلاب اليسارية، بما في ذلك الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا (يو إن إي إف)، والحزب الجديد المناهض للرأسمالية، والشباب الشيوعيون، فضلا عن حزب "فرنسا الأبية".
وانتقد معظم الطلاب والشخصيات السياسية المشاركة في المظاهرة لتقديم الدعم، القمع المتزايد الذي ترتكبه السلطة التنفيذية ضد كل الأصوات الداعمة للقضية الفلسطينية والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار ووقف تصدير السلاح للاحتلال.

تضييق الخناق على حرية التعبير
بدوره، اعتبر النائب عن حزب فرنسا الأبية توماس بورت أن إدارة معهد العلوم السياسية اتبعت توصيات وطلبات الحكومة الفرنسية القاضية بالتعامل بحزم مع حراك الطلبة، وعدم تعليق الاتفاق بين المعهد والجامعات الإسرائيلية.
وقال بورت إن "الحكومة اختارت قمع أولئك الذين يروجون للسلام ولا تفرض العقوبات على دولة إسرائيل".. واصفا ذلك بـ"الأمر الفاضح"، ومؤكدا على مساندته الطلاب "لأنهم شرف هذا الوطن، وسنكون إلى جانبهم لنحمل صوت الشعب الفلسطيني وصوت السلام والقانون الدولي".
من جهته، قال عضو المجموعة الشيوعية في مجلس بلدية باريس جون نويل أكوا إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "يحاول تضييق الخناق على حرية التعبير في البلاد، خاصة الشباب، وهذه مشكلة حقيقية وتتطلب ردود فعل غاضبة"، معتبرا أن "هناك حاجة ملحة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لأن الحرب التي تشنها إسرائيل أمر فظيع".
وأضاف أكوا في حديثه للجزيرة نت أن "على فرنسا لعب دورها في التاريخ، لأنها تستطيع استخدام كل ثقلها لفرض عقوبات من خلال الاتحاد الأوروبي على إسرائيل ووقف تسليم الأسلحة لها"، معتبرا أن الاحتجاجات الطلابية حق مشروع ولا يقبل النقاش أو التشكيك.

إضراب عن الطعام
وفي سياق قمع الاحتجاجات الطلابية، اقتحمت الشرطة الفرنسية يوم الجمعة الماضية، الحرم الجامعي لمعهد العلوم السياسية، لإخراج طلابه بالقوة بعد رفضهم مخرجات النقاش الذي تم مع الإدارة يوم الخميس الماضي.
وأوضح طلاب في المعهد أنهم شعروا بخيبة أمل إزاء التصريحات التي ألقيت خلال النقاش مع الإدارة.. مضيفين "لم نتفاجأ من هذا القرار لأن إدارة المعهد تريد الحفاظ على استثماراتها في الجامعات الإسرائيلية التي تساهم بشكل من الأشكال في الإبادة الجماعية ضد سكان غزة منذ أشهر".
وبشأن اقتحام الشرطة، قال الطلاب انه تم إجلاء نحو 100 طالب لمنعهم من البقاء داخل مبنى المعهد، مما دفع 10 طلاب إلى إعلان الإضراب عن الطعام، بمن في ذلك طلاب آخرون من جامعة في مدينة ريمز.
كما استنكر عدد من الطلاب أولوية إدارة المعهد في إجراء الامتحانات والاستمرار في الدراسة على حساب صحة الطلاب المضربين عن الطعام وما قد يترتب عليه لاحقا.

تهمة معاداة السامية
وبينما تستمر المظاهرات التي تنظمها الجمعيات الداعمة للقضية الفلسطينية في فرنسا والتحركات الطلابية في الجامعات لا تزال تهمة معاداة السامية تلاحقهم.
فعلى هامش المظاهرة في البانثيون حاول أعضاء من اتحاد الطلاب اليميني (يو إن آي) -وهم ناشطون مؤيديون لإسرائيل- مضايقة الطلاب الداعمين لغزة من خلال رفع لافتات كُتب عليها "أنصار حماس = إرهابيين"، و"مؤيدي حماس، ارحلوا"، لكن الشرطة تدخلت في اللحظة الأخيرة، لتجنب وقوع اشتباكات بعد أن صرخ المتظاهرون "نحن لسنا فاشيين".
وفي هذا الإطار، لفت طلاب يهود وهم من ضمن المحتجون ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، إلى أن هذه التصرفات تسعى إلى تشويش الرأي العام وتحويل انتباهه عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة.. مشيرين إلى إن "اتهام المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين بمعاداة السامية هو اختزال لما يحدث بالفعل وطريقة لقمع النضال من أجل الحرية الفلسطينية".
وقال الطلاب اليهود "بصفتنا يهودا نشارك دائما في الحركة الطلابية لدعم فلسطين".. واضافوا أن "الخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية أمر ضار للغاية بالنسبة لليهود الذين لا يرتبطون بإسرائيل ولا يدعمون سياستها، فهذا الخلط الخطير يؤدي إلى إفقار هويتنا ويختزلها في أيديولوجية سياسية لا تمثلنا على الإطلاق".

بريطانيا
امتد الحراك الطلابي إلى جامعات بريطانية عدة ذات مكانة عالية، منها جامعة "وارويك" وهي إحدى الجامعات الرائدة في تصنيف الجامعات العالمية.. وقد بدأ فيها الحراك الطلابي الاحتجاجي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة في 19 أبريل الماضي، إذ تجمع الطلاب في ساحة الحرم الجامعي دعما للتحالفات الطلابية المؤيدة لفلسطين حول العالم ومناصرة لغزة.
وأقام نحو 300 طالب من طلاب الجامعة مخيما وسط الحرم الجامعي يوم الجمعة 26 أبريل 2024 بدعوة من التحالف الطلابي المناصر لفلسطين.. وطالب المحتجون الجامعة بسحب استثماراتها من الشركات الداعمة للحرب في غزة، ووصفوا ذلك بأنه "تمويل للإبادة الجماعية".
وعلى رأس الشركات التي يدعو الطلاب جامعتهم إلى قطع العلاقات معها شركات بيع الأسلحة والمعدات، كما طالبوا بالمساعدة في إعادة بناء البنية التعليمية بغزة.
وعلى ذات الصعيد عصفت الاحتجاجات الطلابية بكلية لندن التي تعد من أقدم الجامعات في بريطانيا، وكانت الاحتجاجات الطلابية قد بدأت في كلية لندن بتاريخ 26 أبريل الماضي، وذلك حينما احتشد عشرات الطلاب المحتجين في الحرم الجامع، ورفعوا لافتات يتهمون فيها الجامعة بالتواطؤ مع مرتكبي الإبادة الجماعية في غزة.. وطالبوا الجامعة بوقف دعمها لإسرائيل -بما في ذلك العلاقات مع مصنعي الأسلحة والأكاديميين الإسرائيليين- وإلغاء الاتفاقيات مع جامعة تل أبيب.
ووزع ناشطون على أبواب الجامعة أوراقا فيها تعليمات تساعد الطلاب في حالة القبض عليهم، فيما وزعت مجموعة أخرى أوراقا تحث الطلاب على مزيد من العمل والتحرك في الجامعات والبنوك ومصانع الأسلحة.
وعلى ذات السياق، شهدت وتشهد عدة جامعات بريطانية أخرى احتجاجات طلابية تضامناً مع غزة وفلسطين وتنديداً باستمرار جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.
حيث انضمت في مطلع مايو الحالي جامعات ليدز ونيوكاسل وبريستول وشيفيلد وشيفيلد هالام إلى الاحتجاجات الطلابية.. وبدأ الطلاب المحتجون نصب الخيم في جامعاتهم، مطالبين بقطع العلاقات مع الشركات المؤيدة لإسرائيل والداعمة للإبادة الجماعية.
وقد كشفت الأبحاث التي أجرتها حملة التضامن مع فلسطين أن مجموع استثمارات جامعات المملكة المتحدة في إسرائيل يصل إلى أكثر من 420 مليون جنيه إسترليني (527 مليون دولار)، وأن هذه الاستثمارات تذهب إلى شركات تساهم في انتهاك القانون الدولي.

إسبانيا
امتد الحراك الطلابي الجامعي إلى اسبانيا وتحديداً إلى جامعة بلنسية وهي من أقدم الجامعات في إسبانيا، وقد أُسست عام 1499 ميلادي، ويدرس فيها أكثر من 48 ألف طالب من أكثر من 100 دولة، وقد تخصصت الجامعة في البداية في دراسة الطب والعلوم الإنسانية والدينية والقانون، ثم تطورت بعد ذلك لتضم تخصصات مختلفة ومتنوعة.
الجدير بالذكر أن جامعة بلنسية تعد من أوائل الجامعات التي تضامنت مع قطاع غزة، ورفضت الممارسات الإسرائيلية، فمنذ بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2023 اتخذ مجلس الجامعة موقفا واضحا رفض فيه الانتهاك الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني في قطاع غزة.
ونفى مدير الجامعة وجود أي اتفاقية بينها وبين الجامعات الإسرائيلية، وقال إنها لم تدرج أي مؤسسة إسرائيلية ضمن خطة برنامج التنقل "إيراسموس" لعام 2024.
وفي 22 فبراير 2024 أصدر مجلس شيوخ جامعة بلنسية إعلانا مؤسسيا أيده 153 وامتنع 33 عضوا عن التصويت طالب فيه بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار في غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن والسجناء، ووضع حد للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، والبدء بعملية سلام مبنية على الحوار والتفاوض.
وفي الأول من مايو الحالي، أقام طلبة الجامعة مخيما في الحرم الجامعي تضامنا مع غزة، لتكون أول جامعة إسبانية تلتحق بالحراك الطلابي العالمي الداعم لغزة.

إيطاليا
وفي إيطاليا تجمع طلاب جامعة نابولي فيدريكو الثاني يوم 8 أبريل الماضي، في مكتب رئيس الجامعة، ومن ثم تجمهروا باعداد كبيرة، محتجين على سياسة الجامعة وتعاونها مع إسرائيل، مما أجبر رئيس الجامعة ماتيو لوريتو على التحدث مع الطلاب الذين فاق عددهم 500 طالب.. واستجاب رئيس الجامعة لمطالب الطلاب، وتعهد بسحب الاتفاقيات المبرمة مع شركات بيع الأسلحة، وإنهاء الاتفاقيات مع الجامعات الإسرائيلية.

أيرلندا
أقام طلاب كلية ترينيتي في العاصمة الأيرلندية دبلن مطلع الأسبوع الجاري، مخيماً احتجاجياً أجبر الجامعة على تقييد دخول الحرم الجامعي وإغلاق معرض كتاب كيلز، أحد أهم عناصر الجذب السياحي في أيرلندا.
ووصف المحتجون تعبئتهم بأنها "مخيم للتضامن مع فلسطين" في أعقاب تزايد تجمعات مماثلة في أوروبا والولايات المتحدة. وأقيم المخيم الليلة الماضية بعد أن قال اتحاد طلاب كلية ترينيتي إن الكلية فرضت على الاتحاد غرامة قدرها 214 ألف يورو (230 ألف دولار) بسبب خسائر مالية تكبدتها نتيجة احتجاجات.
ويطالب المحتجون في كلية ترينيتي -أقدم جامعة في أيرلندا- بقطع علاقاتها مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها من الشركات التي تربطها علاقات بإسرائيل.
وقبل أيام قالت رئيسة الكلية ليندا دويلو، في بيان صدر قبل أيام، إن كلية ترينيتي تراجع استثماراتها في مجموعة من الشركات، وإن أكاديميين يدرسون اتخاذ قرارات بشأن العمل مع المؤسسات الإسرائيلية.
وتشتد معارضة الحرب الإسرائيلية على غزة بشكل كبير في أيرلندا، حيث خرج الآلاف من الأشخاص في مسيرات للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وانتقدت الحكومة الأيرلندية، من جانبها، بشدة موقف الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو منذ بداية الحرب.

كندا
في كندا واصل عشرات من الطلاب في "جامعة تورنتو" يوم أمس الأحد، اعتصامهم لليوم الرابع على التوالي لمطالبة الجامعة بإنهاء كل أشكال العلاقات مع المؤسسات التعليمية الإسرائيلية، وسحب الاستثمارات مع الشركات المرتبطة بإسرائيل. وأبلغت الجامعة الطلاب المعتصمين أن إقامة اعتصام دائم غير مسموح به.

ألمانيا
وفي ألمانيا، شهدت جامعة هومبولت بالعاصمة برلين يوم الجمعة الماضية، احتجاج مئات الأشخاص ضد الحرب الإسرائيلية على غزة.
في حين أعرب مفوض الحكومة الألمانية لـ"مكافحة معاداة السامية" فيليكس كلاين عن مخاوفه من "تصاعد الحملات المناهضة لإسرائيل في ألمانيا".
من جانبها، دعت وزيرة التعليم الألمانية الجامعات في ألمانيا إلى "اتخاذ إجراءات حازمة ضد معاداة السامية"، معتبرة أن "مدى الكراهية ضد إسرائيل واليهود في العديد من الجامعات الغربية أمر لا يطاق"، ومضيفة أن "التجاوزات الضخمة التي وقعت الأيام الماضية يجب أن تكون بمثابة تنبيه وتحذير لنا".
في حين حذر رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوزيف شوستر من أن الاحتجاجات مثل تلك التي تشهدها الولايات المتحدة "يمكن أن تنتقل أيضا إلى الجامعات الألمانية". وقال "أكبر ما يقلقني هو أن الظروف التي نراها في الولايات المتحدة ستظهر أيضا في ألمانيا، حيث إن العديد من المجموعات مترابطة على المستوى الدولي".

المكسيك
نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في مكسيكو خياما أمام "جامعة المكسيك الوطنية المستقلة"، والتي تعد من كبرى الجامعات المكسيكية، احتجاجا على استمرار الحرب على غزة.
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلاما فلسطينية، ورددوا شعارات بينها "عاشت فلسطين حرّة"، و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر!". ورفع المحتجون مطالب عدّة بينها أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.

أستراليا
بدأت الاحتجاجات في الجامعات الأسترالية بالتزامن مع الجامعات الأميركية، وتحديدا في جامعة سيدني، ثم توسعت إلى جامعات عدة أخرى، من بينها جامعة سيدني التي أقام فيها الطلاب مخيّما لهم داخل حرم الجامعة وذلك في 23 أبريل الماضي، مطالبين بقطع العلاقات مع الجامعات الإسرائيلية وشركات تصنيع الأسلحة.
وكتب المحتجون على خيامهم عبارات مؤيدة لفلسطين، منها "من النهر إلى البحر"، و"اقطع العلاقات مع مصنعي الأسلحة"، و"فلسطين حرة"، و"الأولى كولومبيا والثانية جامعة سيدني".
وبعد يومين من بدأ الاحتجاجات في جامعة سدني، تبعتها جامعة ملبورن في 25 أبريل الماضي، حيث اعتصم عشرات من طلابها داخل حرم الجامعة دعما لقطاع غزة وتنديدا بالمجازر الإسرائيلية.
وطالب المحتجون الجامعة بسحب استثماراتها وقطع العلاقات مع الشركات المصنعة للأسلحة، وأدانوا في بيان صدر عنهم "التدمير الممنهج لكل جامعات غزة، واستهداف الأكاديميين والطلاب".
وعلى ذات الصعيد شهدت الجامعة الوطنية الأسترالية حراكاً طلابياً تضامنياً مع غزة، حيث أقام الطلاب مخيما في الجامعة خلال الأسبوع الأخير من أبريل الماضي، وطالبوا بقطع العلاقات مع إسرائيل وإيقاف الاستثمارات.
وحسب بعض التقارير، فإن الجامعة الوطنية الأسترالية تستثمر نحو نصف مليون دولار في 3 شركات للأسلحة، وتوفر هذه الشركات قطع غيار لطائرات "إف 35" التي تستخدمها إسرائيل في قصف غزة.
وتزامنا مع احتجاجات الجامعة الوطنية الأسترالية أقيم مخيم في جامعة كوينزلاند، واحتج الطلبة ضد معهد أبحاث بوينغ في الحرم الجامعي، والذي يعمل على البحث وتطوير تقنيات الأسلحة والصواريخ التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

الجامعات التركية.. تضامن لفظي دون تحرك فعلي
وتماشيا مع الحراك الجامعي الدولي المتصاعد والمتعاظم بفعله الاحتجاجي المطالب بايقاف الحرب العدوانية ومجازر الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، أعربت الجامعات التركية يوم 25 أبريل الماضي عن دعمها الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين.
ونشرت الجامعات بيانا مشتركا على حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكدت فيه تعرّض الطلاب المحتجين سلميا في الجامعات الأميركية للعنف، وأكد البيان على التضامن مع الطلاب، واعتبر ما يحدث "انتهاكا لحقوق الإنسان الأساسية وللحرية الأكاديمية".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا