أخبار وتقارير

في المرحلة الرابعة من التصعيد.. اليمن يفرض عقوبات جديدة على إسرائيل

في المرحلة الرابعة من التصعيد.. اليمن يفرض عقوبات جديدة على إسرائيل

في خضم الأحداث والتداعيات التي تشهدها المنطقة والعالم منذ الـ 7 من أكتوبر برز اليمن على الساحة الدولية بثقل عسكري وسياسي كبيرين بشكل لفت الأنظار نحو هذه التحولات والتطورات الهامة التي جعلت اليمن يتصدر المشهد الإقليمي والدولي

وهو يواجه منفردا أمريكا والدول المنجرة دوما في الذيل الامريكي ويفرض عقوبات على السفن الاسرائيلية والمتجهة إلى الموانئ الفلسطينية المحتلة.

ناصر الخذري
بسبب التعنت الأمريكي والإسرائيلي والإصرار على تشديد الحصار الخانق وارتكاب المزيد جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة .. تتصاعد العمليات العسكرية للقوات المسلحة اليمنية وفق خطط مدروسة ومراحل متتالية لتشمل كل مرحلة من مراحل التصعيد عمليات أوسع وضربات أشد فتكا وإيلاما بالعدو الصهيوني والأمريكي, ولذلك فإن إعلان القوات المسلحة عن البدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد وتوسيعها تم ربطه بمدى إقدام الاحتلال الصهيوني على اقتحام مدينة رفح المكتظة بأكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني هجرهم الاحتلال قسريا من شمال ووسط قطاع غزة.
وسبق أن اكدت القوات المسلحة في بيانات لها منذ ما بعد عملية الـ7 من أكتوبر أن هذه العمليات تنفذ من أجل وقف العدوان الصهيوني وحصاره لقطاع غزة ولكن العدو الصهيوني والأمريكي عمد الى اختلاق مبررات وذرائع واهية من أجل التواجد غير الشرعي في المياه اليمنية لتقديم الحماية للسفن الإسرائيلية, وبالرغم من كثافة القوة والمدمرات التي جلبها الأمريكان الى البحر الأحمر والمحيط الهندي وخليج عدن إلا أنها لم تؤثر ولم تقدم الحماية للملاحة الصهيونية ولم تستطع في نفس الوقت ان تحمي نفسها أمام الضربات التي توجهها القوات المسلحة اليمنية لها.

موقف تاريخي
بعد الفشل الذريع والهزائم المتتالية التي مني بها جيش الاحتلال الصهيوني وأمريكا وحلفها البحري وفي ظل الحراك الطلابي الذي تشهده الجامعات الأمريكية وجامعات عدد من الدول الأوروبية وجدت أمريكا نفسها أمام تحد كبير في ظل تكشف زيف العناوين التي تدعيها أمريكا في رعايتها للحقوق والحريات مما جعلها تبحث عن وسائل أخرى تمارسها على حركة حماس والوسطاء كقطر ومصر للضغط على حماس بقبول الشروط التي وضعتها أمريكا وإسرائيل الى جانب تقديم وسطاء للضغط على اليمن من اجل وقف عملياته العسكرية في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي, إلا أن الرد اليماني كان اكبر مما يتوقعه الأمريكان بإعلان مرحلة جديدة من مراحل التصعيد بتحذير الاحتلال الصهيوني من أي حماقة قد يقدم عليها في مدينة رفح, وبعد المرحلة الرابعة من التصعيد يدرك الاحتلال وداعموه من الدول الغربية والعربية أيضا أن اليمن أذا قال فعل وهذا ما أكدته العمليات العسكرية السابقة التي دكت أهدافا حساسة في إيلات (أم الرشراش) واستهدفت سفنا ومدمرات أمريكية وبريطانية وأخرى تتبع إسرائيل بعضها تم إغراقها والأخرى تم إعطابها وأخرى غادرت البحر الأحمر والتي وصل عددها الى حد الآن اكثر من 10 قطع حربية ما بين مدمرات وسفن حربية.

معادلات جديدة
من خلال خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس استطاعت القوات المسلحة اليمنية ان تفرض معادلات عسكرية جديدة على مستوى المعركة البحرية والبرية والجوية وهي تتصدى لأعتى عدوان همجي تقوده أمريكا وبريطانيا وبقية الدول المنجرة في الذيل الأمريكي وتسدد ضربات متتالية وصلت الى عمق الأراضي المحتلة كل هذه الانتصارات جعلت من العالم ينظر لليمن الصاعد في آسيا كدولة عظمي حيدت احدث تكنولوجيا الدفاع العسكري للمدمرات والطائرات الحربية والاستطلاعية مثل طائرات (mq9) التي تمكنت الدفاعات الجوية اليمنية من إسقاطاها رغم حداثتها وكلفتها المادية التي تصل قيمة الواحدة منها 30 مليون دولار .

مسرح عمليات جديد
اتساع مسرح العمليات الجديد للقوات المسلحة اليمنية فرض حظرا شاملا على الملاحة الصهيونية والشركات والسفن المرتبطة بكيان العدو على عدد من المسطحات المائية المختلفة ما بين المحيطات والبحار والمضائق وأكد قدرة القوات المسلحة على خوض غمار هذه المعركة الواسعة والمعقدة قياسا بالقدرات العسكري للقوى المعادية, ذلك ان التطور المتسارع الذي وصلت اليه القوات المسلحة بإدخال تقنيات جديدة في تكتيك المعركة الحديثة والمشتركة بإدخال أجيال من الطائرات المسيرة قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى مكنها من إصابة أهدافها بنجاح بعد أن جعلت من حداثة الأسلحة ومنظومات الردع الأمريكية والصهيونية تبدو كأسلحة تقليدية امام السلاح اليمني الذي تجاوز تقنيات العدو العسكرية كالرادارات والبوارج وحاملات الطائرات وتكنولوجيا الفضاء.

سلاح العصر
يرى محللون عسكريون أن المستوى المتقدم في التقنيات والخصائص الفنية والتدميرية للطائرات المسيرة والصواريخ المجنحة التي تطير على مستويات منخفضة جعل منظومات الدفاع الجوي كالباتريوت وثاد والقبب الحديدية وحيتس وآور عاجزة عن التصدي لهذا النوع من الطائرات المسيرة التي يطلق عليها سلاح العصر كونها السلاح الفعال الذي يحقق أهدافه بدقة عالية ويصنع باقل كلفة مالية .

القدرة على الردع
بعد إعلان كل مرحلة من مراحل التصعيد تكون القوات المسلحة قد وضعت في حسابها التداعيات المحتملة التي قد يقدم عليه العدو واعدت لذلك العدة للتصدي والرد على أي هجوم معاد وهذا ما أتضح جليا خلال التصدي للعدوان الأمريكي والبريطاني في المياه الإقليمية اليمنية وفي سماء اليمن بشكل عام.

مفاجآت المرحلة الرابعة
ضمن استراتيجية خوض معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس تخوض القوات المسلحة اليمنية غمار هذه المعركة المقدسة وفق خطوات مدروسة تتواكب مع التصعيد وتعنت العدو الصهيوني واستمراره في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الإنسانية التي تنوعت ما بين استخدام القتل بالتجويع والقصف بالصواريخ والقنابل الامريكية المحرمة والفتاكة التي تواصل حصد عشرات الألاف من المدنيين في قطاع غزة منذ أكتوبر من العام المنصرم, وفي ظل التمادي والإيغال في الدماء لأكثر من 213 يوما مضت القوات المسلحة في اعلان بيانها التاريخي الذي تلاه المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع وسط الحشود المليونية الجمعة 3 مايو الجاري عن البدء بتنفيذ المرحلة الرابعة من التصعيد والتي تشمل استهدافُ كافةِ السُّفُنِ المخترِقةِ لقرارِ حظرِ الملاحةِ الاسرائيليةِ والمتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ من البحرِ الأبيضِ المتوسطِ في أيِّ منطقةٍ تطالُها القوات المسلحة.

تطورات المعركة
وأوضح العميد سريع أن القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ تتابع تطوراتِ المعركةِ في قطاعِ غزةَ منِ استمرارٍ للعدوانِ الإسرائيليِّ والأمريكيِّ والتحضيرِ الجِدِّيِّ لتنفيذِ عمليةٍ عسكريةٍ عدوانيةٍ ضدَّ مدينة رفح وأضاف : " نتابعُ العرضَ المطروحَ على المقاومةِ والذي يريدُ فيه العدوُّ انتزاعَ ورقةِ الأسرى دونَ وقفٍ دائم لإطلاقِ النار.
وأكد أنه وتنفيذاً لتوجيهاتِ السيدِ القائدِ عبدِالملك بدرِ الدينِ الحوثيِّ يحفظهُ اللهُ في الانتصارِ لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ واستجابةً لنداءاتِ الشعبِ الفلسطينيِّ ومع تعنتِ العدوِّ الإسرائيليِّ والأمريكيِّ فإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ وبعونِ اللهِ تعالى تعلنُ بَدءَ تنفيذِ المرحلةِ الرابعةِ منَ التصعيدِ، والتي تشمل استهدافُ كافةِ السُّفُنِ المخترِقةِ لقرارِ حظرِ الملاحةِ الاسرائيليةِ والمتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ من البحرِ الأبيضِ المتوسطِ في أيِّ منطقةٍ تطالُها القوات المسلحة.
وأشار إلى أن تنفيذ المرحلة الرابعة سيبدأ من ساعةِ إعلانِ هذا البيان.. مؤكدا أنه في حالِ اتجهَ العدوُّ الإسرائيليُّ إلى شنِّ عمليةٍ عسكريةٍ عدوانيةٍ على رفح، فإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ ستقومُ بفرضِ عقوباتٍ شاملةٍ على جميعِ سُفُنِ الشركاتِ التي لها علاقةٌ بالإمدادِ والدخولِ للموانئِ الفلسطينيةِ المحتلةِ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ وستمنعُ جميعَ سُفُنِ هذه الشركاتِ من المرورِ في منطقةِ عملياتِ القواتِ المسلحةِ وبغضِّ النظرِ عنْ وجهتِها.

أعلنت بدء المرحلة الرابعة من التصعيد القوات المسلحة تؤكد على التالي :
أولاً: استهدافُ كافةِ السُّفُنِ المخترِقةِ لقرارِ حظرِ الملاحةِ الاسرائيليةِ والمتجهةِ إلى موانئِ فلسطينَ المحتلةِ من البحرِ الأبيضِ المتوسطِ في أيِّ منطقةٍ تطالُها أيدينا.
ثانياً: يبدأُ تنفيذُ هذا من ساعةِ إعلانِ هذا البيان.
ثالثاً: في حالِ اتجهَ العدوُّ الإسرائيليُّ إلى شنِّ عمليةٍ عسكريةٍ عدوانيةٍ على رفح، فإنَّ القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ ستقومُ بفرضِ عقوباتٍ شاملةٍ على جميعِ سُفُنِ الشركاتِ التي لها علاقةٌ بالإمدادِ والدخولِ للموانئِ الفلسطينيةِ المحتلةِ من أيِّ جنسيةٍ كانتْ وستمنعُ جميعَ سُفُنِ هذه الشركاتِ من المرورِ في منطقةِ عملياتِ القواتِ المسلحةِ وبغضِّ النظرِ عنْ وجهتِها.

دلالات وأبعاد
كما حملت المرحلة الرابعة من التصعيد دلالات وابعادا هامة ورسائل نارية قوية منها :
- قدرة القوات المسلحة اليمنية على مواصلة خوض معارك واسعة برية وبحرية وجوية واسعة النطاق وبمديات بعيدة تصل لأكثر من 2500كم تقريب.
-التأييد الشعبي الكبير لهذه العمليات المتواصلة والمتصاعدة يمثل ركيزة أساسية لتعزيز ثبات وانتصارات القوات المسلحة في ملحمة الدفاع عن السيادة الوطنية والقضية الفلسطيني.
- ان القدرات الدفاعية اليمنية بما وصلت اليه من تطور في المجالين العسكري والتقني جعلها قادرة على إصابة أهدافها المعادية بدقة عالية رغم حداثة أسلحة القوى المعادية وعلى رأسها أمريك.
- التأكيد أن أي مغامرة صهيونية بإقتحام مدينة رفح الفلسطينية ستكون عواقبها وخيمة على الاحتلال وشركات الملاحة المرتبطة به
- وضع المعتدين أي كانوا امام حقيقة أن اليمن بات رقما صعبا و يمتلك من القدرات الدفاعية ما يمكنه من الدفاع عن السيادة وعن قضايا الأمة العربية والإسلامية والتي تأتي في مقدمتها القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك .

قوة عالمية حقيقية
وعن الدور اليمني الفاعل والمؤثر المساند لغزة عسكريا وما احدثه بيان المرحلة الرابعة من التصعيد الذي أعلنته القوات المسلحة من ردود أفعال متعددة نتطرق لبعض منها حيث قال الرئيس السوري بشار الأسد: "قدم اليمن وغزة دروساً في العزة والكرامة والشهامة والارادة وفي حب الوطن وهذه العناصر لوحدها من دون وجود امكانيات حقيقية قد حولت اليمن وفلسطين ليس الى قوة اقليمية بل الى قوة عالمية حقيقية."
فيما عبرت حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية عن الشكر والتقدير للشعب اليمني قيادة وحكومة وشعبا على موقفهم التاريخي المساند لغزة والشعب الفلسطيني, ودعت حماس وفصائل المقاومة الأنظمة والشعوب العربية الى تبني الموقف اليمني والاقتداء به في دعم ونصرة غزة والمقاومة الفلسطينية.

المزيد من الحصار
وعن المرحلة الرابعة من التصعيد .. أكد محللون وخبراء عسكريون وسياسيون في حديثهم لبرنامج "غزة.. ماذا بعد؟" الذي بثته قناة الجزيرة مساء الجمعة 3 مايو الجاري أن هذا التصعيد يصب في صالح المقاومة في غزة وسيفرض المزيد من الحصار على إسرائيل.

فرض حصار كامل
وفي هذا السياق، يوضح الباحث السياسي والإستراتيجي الفلسطيني سعيد زياد أن "المرحلة الرابعة من التصعيد" تنقسم إلى قسمين أساسيين: الأول دخل حيز التنفيذ وهو استهداف جميع السفن المتوجهة إلى إسرائيل حتى إذا كانت في البحر الأبيض المتوسط، ما يعني فرض حصار كامل على إسرائيل وعلى السفن المتجهة إليها.
ويرتبط القسم الثاني من المرحلة بعملية رفح التي تهدد بها إسرائيل، ويقول زياد إن القوات المسلحة اليمنية منحت المقاومة الفلسطينية في غزة "ورقة قوة وضغط قوية جدا".
وتهدف المقاومة إلى إشعال أكثر من جبهة لعزل العدو الإسرائيلي، وخلق واقع إقليمي جديد، وقد نجحت -يواصل زياد- في كسر هيمنة إسرائيل في البر والبحر، وسرديتها دوليا.

مخاطر توسع الصراع
ومن وجهة نظر أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، الدكتور حسن أيوب، فإن التصعيد يعني أن هناك مخاطر لتوسع الصراع، وأن الولايات المتحدة الأمريكية غير قادرة على احتواء التصعيد الخطير، بدليل أن التحالف الذي أنشأته أمريكا لم يستطع التصدي للهجمات اليمنية.
وتوقع أيوب أن تضغط الولايات المتحدة أكثر على إسرائيل بشأن عملية التفاوض مع المقاومة، وأن تمنع العملية العسكرية في رفح جنوبي قطاع غزة.

كسر الهيمنة الأمريكية
ومن جهته، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا أن "المرحلة الرابعة من التصعيد" تعني الانتقال من خليج عدن والبحر الأحمر وبحر العرب إلى المحيط الهندي وإيلات، واليوم إلى البحر الأبيض المتوسط.
ومن خلال البحر الأبيض المتوسط تنفتح إسرائيل على العالم بنسبة 90%، ويشير العميد حنا إلى أن الهيمنة الأميركية على العالم هي عبر المتوسط (الأسطول السادس) وعبر البحر الأحمر والمحيط الهندي.
موضحا بأن البحر الأبيض المتوسط تتواجد فيه ثروة نفطية وغازية لإسرائيل، "ويكفي أن تسقط قذيفة أو مسيّرة قرب سفينة واحدة يكون الأمر بمثابة تهديد لمسار الملاحة البحرية وللأمن القومي الإسرائيلي"، وقال إن شركات التأمين أيضا سترفع تأمينها.

امر جيد للمقاومة
وبشأن إمكانية الرد الأمريكي ، أوضح العميد حنا أن واشنطن لا تريد حربا في المنطقة "وهذا أمر جيد لمحور المقاومة".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا