أخبار |

حدث له دالالت حاكمة يبنى عليها ...

حدث له دالالت حاكمة يبنى عليها ...

 مقدمة لا منها وهي الاعتراف لك عزيز القارئ الكريم، انني أكتب هذا المقال بكل طيبة نفس و صفاء روح استنادا على الحاحات واجبة الوفاء لقيم ألاخوة والعلاقة الرفاقية الوطنية التي ربطتني بدولة البروفيسور /عبدالعزيز صالح بن حبتور، على مدى زمن يقترب من النصف قرن تشاركنا فيها كثيرا من مر الحياة وقليل من حلوها.

لعله من نافلة القول الحديث عن أن قرار منح دولته اعلى وسام في البلاد ( وسام الوحدة 22 مايو ) ، "هذا الوسام الذي تم منحه لدولته وفق القرار الجمهوري رقم 35  لعام 1445ھ ، ولعله من الجدير هتا الحديث عن دلالات هذا التكريم الذي حظي به الحاكمة به أ.د.

عبدالعزيز صالح بن حبتور، )بمنحه وسام الوحدة 22 مايو( اعلى وسام في بلدنا)  من خلال ثلاث محطات او مرتكزات اساسية +خلاصة/خاتمة ، هي على النحو التالي

 1- :- احداث سبقت التكريم 2- .ادوار و مواقف لدولته

استوجبت التكريم .

3- .ادوار ومواقف وطنية يلزمها الوسام على حامله 4- .الخالصة وخاتمة المقال.

و انطلاقا من ذلك يمكننا تلخيص الاحداث التي سبقت التكريم وفق التالي - :

أ- ظروف العدوان وانشغال الجميع بها مستنفرين لصد العدوان ومراكمة القوة للصمود بغية تحقيق النصر بعون الله .

 ب - ذلك إلانشغال مكن من اختراقات انتهازية+ارتزاقية، ومثلما تراكمت عوامل القوة نشأت نقاط ضعف، لم يسمح طبيعة الظرف لتصحيحها في حينه.

 ج - مع تباشير النصر ونجاح الوساطات العمانية، والانخراط في مفاوضات مباشرة اقتربنا من مرحلة جديدة، لها استحقاقاتها لربما بل و من المؤكد ان حكومة الانقاذ لا طاقة و لا قدرة لها، على القيام بتخلق واستحضار أدوات ووسائل تأسيس وإدارة هذه المرحلة، و لا داع للشرح لماذا كان ذلك.

د - بالإعتماد على النقطتين (أ+ج) كان على قائد الثورة مسؤولية حسم القرار، بعدما بلغت قلوب الناس الحناجر.

د. كثر نصح القائد وإشاراته للفاسدين والقضاة بالكف عن إيغالهم بالفساد والمظالم، حتى حسبه الشعب  مجرد ( خطاب سياسي ) فقط وتوهم الفسدة ان ذلك قلة حيله بالفعل، بينما قائد الثورة ظل يتحين الفرص الى ان اطل علينا المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل صلوات ربي وتسليمه وعلى ٱله الطيبين الطاهرين(، فأعلن انه سيكون اكبر احتفال حاشد في عموم دول المسلمين وسيحمل تغيرات كبيرة وذلك ما كان فعلا .

ھ - يعلم قائد الثورة قبل غيره نقاء مكنونات بن حبتور، من روح وطنية وولاء وعظيم الفخر بالإنتماء لليمن وفوق ذلك نظافة يده وشفافية عمله ومصداقيته في إدارة أعمال الحكومة كرجل تكنوقراط

وأكاديمي لا يشق له غبار، وحتى لا يتوهم الخصوم انه قد جرى خذلانه بإقالته من رئاسة الحكومة، فقد اجتهد القائد في الاعلان عن ذلك بقرار منحه ( وسام الوحدة) تكريما وإشارة الى وحدوية دولته حفظه الله .

 ثانيا : أما الأدوار والمواقف التي استوجبت التكريم نوجزها على النحو التالي:

أ - لطالما كان دولة رئيس حكومة تصريف الاعمال بصنعاء، شخصية تتمتع بمواهب منها مهارة التواصل وحسن القبول "كيمياء ايجابية التفاعل" + كريزما قيادية وتلك هبات ربانية منذ ان

كان طالب جامعي ولربما من قبل ذلك، وتلك صفة مكنته من تحقيق نجاحات عملية وعلمية وحضور

قيادي سياسي/حزبي يشهد له بذلك حتى الخصوم المنصفين.

ب - منذ قيام الوحدة اليمنية ماعرفناه غير مناضل في سبيل ترسيخ جذورها حيثما تواجد، وكانت

جامعة عدن ابرز موقع تألقه كقائد أكاديمي/سياسي برع في توسيع اعداد الوحدوين وتمكينهم في ترجيح كفة الوحدويين بالجامعة والمجتمع كبيئة حاضنة .

ج - وحين تم تعيينه كنائب لوزير التربية والتعليم، احدث نقلة نوعية في عمل الوزارة و لا زال الى اليوم ذكره عطر في ارجائها وبين منتسبيها، بل ان دوره البارز حين تصدى لتصفية اوكار التفخيخ  وتصنيع المتشددين في المعاهد العلمية التابعة للوهابية والاخوان المسلمين، بعد تعيينه

كذلك وكيل وزارة لشؤون توحيد التعليم النظامي، وهي مهمة نكص عن القيام بها عتاولة حزب المؤتمر الشعبي العام حينها خوفا من الاغتيالات و انجزها بكل اقتدار وجدارة وحنكة سياسية .

خامسا- قاد واشرف على عدد من محافظات الجمهورية في عدد من الدورات الانتخابية المحلية/البرلمانية، محققا نجاحات وازنة بترسيخ التجربة الديمقراطية ببلادنا فلم تشهد انتخابات في المحافظات التي اشرف عليها اي مشاكل او حتى مخالفات تذكر.

د- ترأس جامعة عدن بعد هيجان اجتاح عدن بسبب تعيين رئيسين لها من المحافظات الشمالية،

خاصة بعد انطلاق الحراك الجنوبي )7-7-2007م ، حيث جعل من جامعة عدن منبرا  للجدل الوطني/السياسي، الذي ساهم في قيادة عدد من جولاته حول القضايا الخلافية بين ابناء الوطن الواحد، متصديا لتغول الاجهزة الامنية في مواجهة حالة التفلت وفوضى سلوك المتطرفين واصحاب الاجندات الخارجية، كما ساهم في تبريد اجواء الاحتقان بين الطرفين حيث سعى للإفراج عن اعداد من المعتقلين لدى الأجهزة الامنية بصفتيه الرسمية والشخصية لدى قيادة تلك الاجهزة.

ھ - في زحمة كل تلك الاعمال والانشطة، لم يغفل تطوير اداء جامعة عدن وهيئتها التعليمية والتعليمية المساعدة وموظفيها، فوسع المراكز العلمية وأدخل جودة التعليم الاكاديمي، الامر الذي

وفر لجامعة عدن التقدم في اسكور تراتبية الجامعات دوليا حيث حصلت جامعة عدن على شهادات تقديرية بما انجزته من ارتقاء اكاديمي .

و - بعد انطلالق الحرب العدوانية جاهد في سبيل تجنيب محافظة عدن حالة الفوضى وانعدام الخدمات او تدهورها، لكن قوى العدوان استشرست في السعي لتصفيته كشخصية قيادية تعيق اكمال سيطرتهم على عدن، وجندت في سبيل ذلك حشد من المرتزقة والدواعش لقتله او اعتقاله، فلم يركب البحر هاربا مثل العديد من دعاة الوطنية الى ما سمي بمهاجر الشتات، برغم توجيه الالمان له  الدعوة و الترحيب بإستضافته وفضل ركوب المخاطر صعودا الى صنعاء عاصمة الوطن الصامدة بوجه العدوان .

ز - حين دعاه الوطن لخدمته، من خلال اختياره من قبل قائد الثورة لتولي رئاسة حكومة الانقاذ بصنعاء لم يتخوف او يتردد للحظة واحدة في قبول التكليف رغم خطورة الموقع، فحمل روحه على كفه وتولى المنصب وعمل على إبقاء كافة اجهزة الدولة ومؤسساتها ثابتة بشموخ تمارس الاعمال لخدمة الشعب والتصدي للعدوان، مبتكرا مع فريقه الحكومي أساليب وطرائق تضمن نجاعة عملها قدر الإمكان من خلال ثبات العملة الوطنية وتوفر المواد التموينية والادوية والمحروقات وكل ماهو ضروري لديمومة الحياة برغم الحصار الخانق برا- بحرا- جوا، الذي راهنت

دول العدوان عليه لتعجيل سقوط الوطن تحت سيطرة العدوان

السعوماراتي/الصهيوامريكي .

ثالثا - الادوار التي يلزم بها الوسام كل من تشرف بحمله، والتي يمكننا ايجازها وفق مايلي :

 أ- يعلم الجميع ان حمل الوسام تشريفا وتكريما معنويا، لكنه يلزم حامله بالحرص و الالتزام الدائم

للجهوزية في تنفيذ اي تكليفات وكذا تنفيذ اي توجيهات مهما كانت درجة خطورتها، ولو كانت

نتائجها التضحية بالروح .

ب- الحضور الفاعل في قلب كل دعوات التعبئة والتحشيد الثوري/الوطني، في مواجهة دول العدوان

ومرتزقتهم في اي ميدان من ميادين البطولة والكرامة من اقصى حدود ترابنا الوطني الى اقصاه.

ج - الحضور الفاعل في الشارع السياسي والعمل الجاد على تعزيز لحمة النسيج الوطني، وخلق

قنوات تواصل جماهيري دائم وتقديم الاستشارات الضرورية والتوجيه اللازم لمنظمات المجتمع

المدني، بغية ترشيد اعمالها ورفع كفاءة أدائها كإحدى الشركاء في إدارة شؤون المجتمع ورافعات التنمية المستدامة.

د - البقاء الدائم بقرب كافة الفئات الشعبية لمعرفة ما يعانونه وما يؤرق حياتهم، وينقل نبض الشارع الى

القيادة الثورية/السياسية وكذا الحكومة، مقدما ما لديه من مقترحات وافكار تخدم مسارات البناء والتنمية

وتعزيز الصمود الوطني بوجه العدوان وتعظيم معطيات القوة ومراكمتها لإنجاز نصر مؤزر لشعبنا اليمني العظيم .

هه - عدم التأخر بتقديم النصح والمشورة بل وحتى النقد لكافة اجهزة الدولة ومؤسساتها، حينما يرى اي اعتوار في عملها او اختلال في طريقة ادائها، سواء طلبوا منه ذلك او لم يطلبوه باعتبار ذلك جزء من الخدمة العامة والواجب الوطني الذي لا يجب التردد في القيام به تحت اي ظرف من الظروف .

رابعا الخالصة-:

- :بعد قراءة متأنية لنقاط المرتكزات الثالثة، يستطيع حتى القارئ الكريم بذاته الوصول الى الخالصة التي

نوجزها بالتال-:-

1ـ لم تكن إقالة الحكومة خذلان او عقوبة او تخلص من عبئ ما شكله رئيسها او كامل اعضائها، بدليل ذلك التكريم المهيب، ألنه كان يمكن القيام بالإقالة والصمت حيالها نقطة اخر السطر.

2ـ كان الإعلان عن الولوج الى مرحلة جديدة تستوجب ما يلزم من التغيرات في سبيل تأسيس الدولة الوطنية القادرة على مواكبة ضرورات واحتياجات التحديث، وبما ان زبدة ما يؤكده علم الاجتماع السياسي، بخصوص ان التغيرات في إدارة الدولة لا يمكن ان تحققه الادارات السابقة بكامل قوامها .

3ـ دعونا لا نستعجل الامور او نبحث عن ولادة قيصرية، أو نتعسف التوقيت اللازم للتمحيص والتدقيق في اختيار كوادر وحملة الحقائب الوزارية في الحكومة القادمة وكذا تعيين رؤوسا الهيئات القضائية

والمصالح العامة، عندها يمكننا الحكم بشأن الإقالة وتحديد التسمية المناسبة لها وفق ما تمت الإشارة اليه سلفا .

اما في ختام هذا المقال فيمكنني القول ان اي شخص يعتبر ذاته ( مناضل وطني ) تربطه علاقة حميمية مثل

علاقتي بدولة رئيس حكومة تصريف الأعمال، الذي اختصرنا ما يحوزه من صفات و مؤهلات مبتعدين عن اي

مغالاة او جوانب عاطفية تجاه شخصه الكريم، حريصين على كل ما نعرفه ويعرفه الغالبية العظمى من ابناء

الوطن ممن زاملوه او عملوا تحت قيادته او من تربطهم علاقة طيبة به حتى ولو جيرة قديمة او راهنة.

ولم نشير في هذا المقال الى مكنونات عديدة فيها من النبل والرفعة الشيء الكثير حتى لا نبدو متحيزين كوننا نعلم ان شهادتنا

مجروحة في هذا الرجل الفذ، فهل يعتقد اي شخص انه من السهل عدم الوفاء لصمصام مثل بن حبتور، نعم سوف تعييرنا قريش وجرهم وقضاعة وقبلهم ألاوس والخزرج .

 ف لله ورسوله والوفاء من وراء القصد .

 

محمد عبدالمجيد الجوهري .

مدير عام بجامعة عدن.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا