الأخبار |

 بريق حضاري لا يخفت

الصناعات الخزفية والفخارية من أقدم الصناعات الشعبية في اليمن على الإطلاق، ولعل الحفريات والشواهد التاريخية هي الطريق إلى حقائق الأجداد والحضارات القديمة،

 بريق حضاري لا يخفت

الصناعات الخزفية والفخارية من أقدم الصناعات الشعبية في اليمن على الإطلاق، ولعل الحفريات والشواهد التاريخية هي الطريق إلى حقائق الأجداد والحضارات القديمة،

فطبيعة المادة الفخارية تمنحها القدرة على البقاء لفترات طويلة جدا دون أن تؤثر عليها عوامل التعرية، علاوة على أن فيها انعكاسا للموروث الثقافي والحضاري والتاريخي، فهي التي تحدد الفترة الزمنية لحضارة ما ومن خلالها يتم التعرف على الثقافات التي كانت سائدة في تلك الحضارة البائدة، إذن أصبح من الواجب علينا جميعا رؤساء ومرؤوسين استشعار الأهمية التي تحتلها هذه الصناعات وتشجيعها ومد يد العون والمساعدة لمن يمارس مثل هذه الحرف بدلا من محاربتها في بعض الأحيان بقصد أو بغير قصد، وقديما قالوا: لا تعرف قيمة الشيء إلا بعد فقده. في هذا الصدد يوضح المختصون طرق العمل في إنتاج الصناعات الخزفية والتي مازالت تتألق في العديد من مناطق اليمن لكنها تشهد بعض التراجع لأسباب مختلفة.. التفاصيل في التحقيق التالي.. بداية يقول المختص في شؤون صناعة الخزف أشرف المنجشي إن الشباب يحضرون أولا الطينة الجبلية ويختبرونها بعرضها على النار، ويبدأون بالعمل كل حسب تخصصه، فاللبن الخزفي «الطوب» يحيط بهم من جميع الجهات، منه الأحمر الذي أصبح فخارا بعد حرقه بالنار ـ وتسمى هذه العملية بعملية الفخر ـ وبعض الطوب لازال منتظرا دوره، وحتى حين، يحرص العاملون على حفظه بعيدا عن الماء وخصوصا الأمطار المتوقعة لئلا يتلف. ويمتاز هذا اللبن الخزفي بالمتانة والقدرة على البقاء مئات بل آلاف السنين إذ لا تؤثر فيه عوامل التعرية، ويستخدم الآن في الأفران الخاصة. يضيف المنجشي: يتم تعلم الحرفة عن طريق الوراثة، وبذلك تنتقل الحرفة من جيل إلى جيل في الأسرة الواحدة، ويتم ذلك بأن يأتي الصانع بأحد أبنائه أو كلهم للعمل معه في الورشة، وتبدأ أول مرحلة في تعلم الحرفة عن طريق المشاهدة ، وتأخذ فترة المشاهدة هذه مدة من أسبوع إلى شهر، ثم بعد ذلك تأتي مرحلة المساعدة عن طريق أن يطلب الحرفي «الصانع» من ابنه أن يقوم بمساعدته في نقل الأواني الجاهزة لتوضع في مكان معين في الورشة لا تصله الشمس حتى تجف، وتبدأ أولى المحاولات من قبل الابن بأن يقوم بالتوليف والتشطيب، وخلال تلك الفترة يتدرب على صنع وعمل النماذج الصغيرة مثل الفنجان والكأس والصحن، وإذا أتقن العمل بـدأ التدرب على صنع النماذج الكبيرة. أما الشخص الذي يتم تدريبه من خارج أسرة الحرفي فإنه يأتي إلى الورشة ليتعلم المهنة وخلال فترة التدريب لا يحصل على أجر، إنما أجرته تعلم الحرفـة. ويصنع الفخار من التراب الأبيض والأسود والأحمر ويدخل قسم من الرمل فى صناعتها إذ يتم نخل التراب ونقعه فى أحواض بعدها يصول ويصفى ويجبل ليصبح عجينة جاهزة لصنع الأواني والأدوات الفخارية. الطبخ الصحي ويؤكد اختصاصيون فى الاغذية أن الطبخ في الأواني الفخارية صحي جدا، ولا يشكل خطرا كما هي الحال مع الأواني المتميزة بضغط البخار. وبحسب نجل التاجر أحمد علي الخولاني صاحب محل لبيع الأواني الفخارية والخزفية أن أبناء اليمن اشتهروا منذ القدم بصناعة الأدوات المنزلية من مادة الخزف ولا تزال أدواتها موجودة حتى اليوم في العديد من مناطق اليمن والتي تشمل: أولا: إنتاج الأزيار وهي «جرار» مختلفة الأحجام تستخدم لحفظ المياة وتبريدها وكذا لتخزين التمور وحفظها لفترات طويلة. ثانيا المحاميس: ومفردها محماس وفي العربية محماص وهي المقلاة الخزفية التي تستخدم لتحميص البن الذي اشتهرت به بلاد اليمن لصناعة القهوة. ثالثا المراعيض: ومفردها مرعاض وهو الميزاب الذي يستخدم لتصريف المياه من المراحيض أو أسطح المنازل عند هطول الأمطار. كما تشمل الصناعات الخزفية والفخارية انتاج الكعدة: وهي الإبريق وتستخدم لصناعة القهوة. وإضافة إلى ذلك فان إنتاج اليمن للبن الشهير، كما يقول ماهر الشرفي، فقد تمت صناعة فناجين القهوة من الخزف ولا يزال استخدامها إلى اليوم في مناطق البادية وهي صحيّة جدا خصوصا أن فناجين معاشر، وهي وعاء خاص يشبه الصحن، توضع فيه فناجين القهوة وإنتاجها قائم حتى الآن. المباخر والمداخن ويبين الشرفي أن الأنشطة تشمل أيضا المباخر والمداخن وهي المجامر التي تستخدم في أغراض البخور في الأفراح والأتراح على حد سواء، ولها أشكال متعددة وألوان مختلفة 

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا