الأخبار

فاز بايدن أم ترمب : التغييرات المتوقعة للسياسة الامريكية تجاه اليمن

26سبتمبر – خاص

يتابع اليمنيون كغيرهم مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية وإن كانوا الأقل إهتماماً بتلك العملية ونتائجها المتوقعة بين بقية شعوب المنطقة نظراً لما تشهده البلاد من عدوان مستمر برعاية أمريكية غير أن البعض يرى إلى أن هناك تأثيرات محددة يمكن من خلالها قراءة واقع السياسة الأمريكية تجاه اليمن على ضوء نتائج الانتخابات الحالية وهذه التأثيرات لا يمكن أن تعمل على تغيير جذري في تلك السياسة لكن يمكن أن تؤدي بطريقة أو بأخرى نحو إعادة ترتيب أولويات الإدارة الامريكية خاصة ما يتعلق بعلاقاتها مع الأنظمة العربية بالنظر الى متغيرات الواقع الميداني على الساحة اليمنية وفشل تلك الأنظمة في تنفيذ الاجندة المتعلقة بالعدوان واعترافها بشكل غير مباشر بالإخفاق في تحقيق اهداف حربها العدوانية على الشعب اليمني.

فاز بايدن أم ترمب : التغييرات المتوقعة للسياسة الامريكية تجاه اليمن

 

ترمب الدعم مقابل المال

عرف الرئيس الأمريكي ترمب بطريقته الخاصة في اجبار أنظمة دول الخليج وعلى رأسها السعودية والامارات على دفع عشرات المليارات من الدولارات مقابل الحماية وكذلك صفقات الأسلحة وهذه العقلية التجارية الحاكمة للبيت الأبيض لا تتردد في عقد المزيد من الصفقات مع تلك الأنظمة الريعية وكل ذلك على حساب أرواح ودماء اليمنيين الأمر الذي يؤكد أن إستمرار تلك السياسة قد يجعلنا أمام مراحل مستمرة من العدوان دون التوقف لقراءة مضامين نتائج خمس سنوات من العدوان وكيف أن الإستمرار في شن الحرب قد يؤدي الى نتائج كارثية لن يتحملها اليمنيون فحسب بل والدول المعادية كذلك.

وإلى جانب الأموال فإن ترمب وكذلك الإدارات الامريكية المختلفة تتعهد بشكل مستمر بدعم الكيان الإسرائيلي وقد أتضح مؤخراً بما لايدع مجالاً للشك إن إستمرار العدوان يُعد استجابة حقيقية للأجندة الإسرائيلية بل كان العدوان بوابة واسعة للتطبيع مع أنظمة عربية جميعها تشارك في العدوان من ابوظبي حتى الخرطوم.

 

بايدن هل من تغيير؟

يمثل المرشح بايدن الحزب الديمقراطي في حين أن النخبة السياسية الامريكية بنسختها الديمقراطية أو حتى الجمهورية تتفق على خطوط عريضة فيما يتعلق بمنطقتنا عموماً وعلى رأس تلك الخطوط الدعم للكيان الإسرائيلي وبمعنى أوضح أن هناك توافق على الغايات والاهداف مع اختلاف الوسائل ولهذا قد نجد التيار الديمقراطي أكثر حماسة لاستعادة سياسات الرئيس أوباما فيما يتعلق بالملفين الداخلي والخارجي وهذا ما قد يدفع بايدن في حال فوزة الى تقديم نفسه فيما يتعلق بملف الكيان الإسرائيلي في نفس المستوى الذي قدمه ترامب وهنا يمكن أن نشهد خلال الفترة المقبلة تطبيع عربي إسرائيلي تقوده السعودية ولا يمكن هنا أن نفرق بين بايدن وترمب سوى في آليات الضغط فترمب كان اكثر صراحة لدرجة التهكم على قادة السعودية فيما بايدن سيتجه الى سياسة أكثر دبلوماسية فيما يتعلق بالسعودية وبقية المنظومة العربية الموالية لواشنطن وبمعنى اشمل انه سيكون أكثر تأدباً في التعامل مع القادة العرب لكن أهدافه لا تختلف عن أهداف سلفه الذي حقق نجاحات اقتصادية داخلية من خزائن الملوك وحسابات الأمراء.

 

اليمن وموقعها؟

لعل عدم الاهتمام اليمني بهذه الانتخابات ونتائجها المتوقعة يعود الى الاعتقاد الجازم بأن واشنطن لها سياسة واضحة تجاه المنطقة وتنظر الى العرب من زاوية الأمن الإسرائيلي أو التفوق المستمر لإسرائيل وتنظر الى اليمن كذلك من زاوية الانحياز الكامل للسعودية وبقية أدواتها في المنطقة كالامارات إضافة الى مشاركة الكيان الإسرائيلي الخشية من إستمرار التوجه اليمني نحو الاستقلال وبروز القوى الوطنية المناهضة للعدوان والرافضة للتطبيع غير أن وسائل التعامل الأمريكي مع هذا الواقع قد تختلف الى حد ما بين الجمهوريين والديمقراطيين مع اتحاد الأهداف طبعاً ولهذا يرى البعض أن وصول بايدين قد يدفع إدارته الى اعتبار ما يحدث في اليمن دليل آخر على إخفاقات ترمب وهو ما سيؤدي الى اعتماد استراتيجية جديدة قد تعتمد فيها على خيارات ناعمة مع الاستمرار في التغطية على الحرب العسكرية الظالمة من قبل السعودية والامارات دون أن تظهر كدولة مشاركة في ذلك العدوان حفاظاً على سمعة الإدارة الجديدة وابرازها في موقع الحرص على السلام ليس في اليمن فحسب وإنما في كل مناطق الصراع بالعالم.

 

الخيار اليمني:

على ضوء ذلك فالكثير من أبناء الشعب اليمني يعول بشكل أساسي على الصمود والالتفاف حول قيادته وقواته المسلحة ولجانه الشعبية باعتبار أن هذا الخيار هو الذي سيؤدي الى تحقيق الأهداف اليمنية من خلال فرض واقع يجبر دول العدوان على وقف حربها وجرائمها ورفع حصارها ووحده الفشل من سيدفع تلك الأنظمة ومن يقف خلفها في واشنطن الى إعادة تقييم الوضع والبحث عن حلول حتى لا يمتد ذلك الفشل فيصيب واشنطن بتسجيل نقطة هزيمة أخرى في قائمة إخفاقات تدخلاتها العسكرية والسياسية المباشرة والغير مباشرة في المنطقة والعالم.

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا