الأخبار

  الدورات الصيفية .. وعي وتحصين وبصيرة

 

*للواء صلاح عبدالرحمن بجاش

 من الثمار الزكية اليانعة الطيبة النافعة التي يحصدها النشئ والشباب من أبنائنا الطلاب ، نتيجة التحاقهم بالدورات الصيفية، اكتسابهم الكثير من العلوم والمعارف والآداب وتنمية قدراتهم ومواهبهم وصقل مهاراتهم في مختلف الجوانب والمجالات، وكذا تحصينهم من كافة أشكال وأساليب الحرب الناعمة، بالوعي والبصيرة وترسيخ هويتهم الإيمانية وتعزيز ثقافتهم القرآنية والدينية، وتصحيح ما علق في أذهانهم من مفاهيم وثقافات مغلوطة وتبصيرهم بسبل الاستقامة على الطريقة وتجنب الأفكار المنحرفة والهدامة التي تتنافى مع تعاليم وهدي ومنهج القرآن الكريم، وهناك الكثير والكثير من الثمار والفوائد والمنافع التي يجنيها الطلاب والنشئ والشباب نتيجة التحاقهم بهذه الدورات الصيفية، التي تمكنهم وتتيح لهم استغلال فترة الإجازة الدراسية والعطلة الصيفية استغلالاً أمثلاً بما يعود عليهم بالخير والنفع والفائدة في كافة شؤون حياتهم وأمور دينهم ودنياهم.

   الدورات الصيفية .. وعي وتحصين وبصيرة

وفي هذا المقال، يحضر إلى ذهني بقوة منذ بدء كتابته، قبس من نور خطاب قائد الثورة والمسيرة القرآنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي - يحفظه الله - الذي ألقاه بمناسبة تدشين الدورات الصيفية هذا العام.. وسنورد هنا شيئاً يسيراً مما أشار إليه السيد القائد عن أهمية الدورات الصيفية، حيث قال: "ميزة الدورات الصيفية أنها تأتي في إطار التوجّـه التحرّري العملي الشامل لشعبنا الذي يستند إلى كتاب الله والهُــوِيَّة الإيمَـانية"، وتحدث أيضاً في ذات الخطاب عن خطورة الحرب الفكرية التي يشنها الأعداء وما يستخدمونه في هذه الحرب من أساليبهم ووسائل وما يسعون إلى تحقيقه من أهداف خبيثة وهدامة تتمثل في تدجين الأمة وتفريقها وإضعافها وتضليلها، مبيناً ذلك بقوله: "الأعداء لديهم الكثير من الأبواق وأقلام الزور لخدمتهم وتدجين الأمة لهم وتفريقها وإضعافها، ويُسخّرون مختلف وسائل الإعلام والتواصل لتضليل الأمة"، ولمواجهة هذه الحرب الشديدة الخطورة والهدامة والهادفة إلى طمس الهوية الإيمانية وتفسيخ القيم والمبادئ والأخلاق والآداب ونشر الأفكار المنحرفة والثقافات والمفاهيم المغلوطة التي تتنافى مع تعاليم وتشريعات ديننا الحق المبين وتتصادم مع مضامين وهدي القرآن الكريم.. لمواجهة ذلك أكد السيد القائد أنه لابد من التحصن بالوعي والبصيرة، وبالعلم النافع والمعرفة الصحيحة.

ولا شك أن المراكز والدورات الصيفية هي قبلة التزود بالوعي والبصيرة والثقافة القرآنية واكتساب العلوم والمعارف النافعة المفيدة.. وأبناء شعبنا اليمني العظيم أهل الإيمان والحكمة وشعب المدد والنصرة يدركون أهمية هذه الدورات الصيفية إدراكاً تاماً سواء في محافظات الوطن الحرة التي تشهد فيها المراكز الصيفية في كل عام جديد زيادة كبيرة وواسعة في الإقبال والتوافد والالتحاق بهذه المراكز، وبالتأكيد أن هذا الوعي والإدراك بأهمية الدورات الصيفية موجودٌ أيضاً عند إخواننا المواطنين القاطنين في المحافظات والمديريات التي ترزح تحت وطأة قوى العدوان والاحتلال وعصابات العمالة والخيانة والارتزاق، لكنهم مغلوبون على أمرهم ويعيشون واقعاً مأساوياً وجحيم فوضى عارمة وعبث هدام فرضه عليهم المعتدي المحتل وعصابات مرتزقته الآثمين.

لكننا نعد ونؤكد لإخواننا المواطنين في المديريات والمحافظات المحتلة أن خير ثورتنا المباركة ثورة ال21 من سبتمبر سيصل إليهم وسيعم كافة المناطق والأرجاء، وأن نور مسيرتنا القرآنية سيضيئ كل آفاق الوطن من أقصاه إلى أقصاه ، بل سيشع ضياؤه الساطع لينير مسار الأحرار نحو تحرير القدس والأقصى الشريف وكامل أرض فلسطين وكل مقدسات المسلمين.. فنحن ماضون بإرادة قوية وعزيمة جبارة فتية في دحر الغزاة الطامعين وسحق جموع المعتدين ومرتزقتهم المأجورين، وتطهير كل شبر وكل ذرة رمل في أرضنا اليمنية من رجس ودنس المحتل وأذنابه وعصاباته الآثمة.. وسنواصل المسير نحو وجهتنا العظيمة وهي الانتصار للقضية الفلسطينية ، القضية الأولى والمركزية لكل أحرار الأمة العربية والإسلامية.

تحركنا الجاد والفاعل والمثمر في هذا الدرب القويم لن يتوقف أبداً وذلك بوعي وبصيرة وصدق عزيمة وإيمان مطلق وثقة كاملة بنصر الله وعونه وتأييده لنا وسنواصل في هذا السبيل إعداد القوة والعدة كما أمرنا بذلك ذو العزة والجبروت والتسلح أيضاً بالعلم والمعرفة والثقافة القرآنية والهوية الإيمانية التي تتعزز اليوم من خلال الأنشطة والبرامج التعليمية والتربوية والثقافية والتنموية التي تقدمها المراكز والدورات الصيفية، وسنصل بإذن الله تعالى إلى الهدف المنشود والنصر الموعود والفتح والتمكين.. قال تعالى (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ)، وقال عز وجل (أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ).

*محافظ تعز

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا