فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة (الحلقة الثالثة)

البحرين تعتبر الحليفَ الأمريكي الأبرز خارج الناتو وأرتيريا تعتبر قاعدة “إسرائيلية” بالكامل

حجم القوات الأمريكية والأجنبية في الخليج والمنطقة

من أعقد وأهم الممرات البحرية والحسَّاسة في العالم هي منطقة الخليج، بالإضافة إلى أنها أحد مصادر الطاقة في العالم (خزان النفط الكبير نصف إمدَادات العالم من النفط والغاز من تلك المنطقة)،

فهي أحد الأسواق الكبيرة ومناطق الاستهلاك، وَأَيْـضاً تأخذ أهميتها من موقعها الاستراتيجي، حَيثُ وجود المضائق والممرات، وخليج عدن، والبحر الأحمر والبحر العربي والمحيط الهندي صعوداً إلى أُورُوبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط..

كذلك أنها الممر الملاحي وَالجوي الذي يربط الشرق بالغرب وآسيا بالعالم الغربي مع وَجود الكثير من الجزر ذات المواقع المهمة.

وتوجد في المنطقة العديد من القواعد العسكرية والأساطيل البحرية منتشرة هنا وهناك، بالإضافة إلى قواعد أُخرى مهمتها تقديم الدعم وكقوة احتياط، إضافة مع مهامها الرئيسية بالسيطرة على عموم الشرق الأوسط والقرن الافريقي.

أولاً: القواتُ والقواعدُ الموجودة في المنطقة

1- قيادةُ العمليات الأمريكية الوسطى يضاف إليها “إسرائيل” في الفترة الأخيرة، حَيثُ نقلت مهامها من أُورُوبا إلى القيادة الوسطى.

ونطاق مسؤولية تلك القيادة يشمل بلدان الشرق الأوسط، شمال أفريقيا، وآسيا الوسطى، ومن أشهرها أفغانستان والعراق،

وَتشرف على الدعم والمهام القتالية ولديها قواعد في الكويت، البحرين، قطر والإمارات العربية، عُمان، باكستان، وآسيا الوسطى والأردن والسعوديّة.

2- القواعد تعلن أمريكا أنها تقودُ أكثرَ من تحالف وائتلاف دولي في المنطقة:-

الأول يشمل 34 دولة، والثاني يحوي على 10 دول رئيسة، وَمن أهم التشكيلات والقواعد في المنطقة كُلٌّ من:-

منطقة القرن الافريقي (افريكوم) في جيبوتي قبالة عدن، وتأتي أهميتها من الاطلالة على مضيق باب المندب بوابة قناة السويس، والإشراقة على المحيط الهندي والبحر الأحمر، حَيثُ تتواجد فيها أكثر من 16 دولة وَ19 قاعدة يتواجد فيها أكثر من 4000 عنصر من البحرية الأمريكية، موزعين على 6 قواعد أمريكية، وفيها أَيْـضاً قواعد ألمانية وبريطانية ويابانية وإيطالية واسبانية (وفرنسية بواقع ثلاث قواعد) ومنطقة عسكرية للاتّحاد للأُورُوبي تحتوي على رصيف ومطارات، وَأَيْـضاً هناك قاعدة صينية تحتوي على رصيف قادر على استيعاب حاملة طائرات وغواصات.

الصومال:

وهي مطلة على البحر الأحمر وفيها قواعد تركية وأمريكية وبريطانية وإسرائيلية. أرتيريا الواقعة على البحر الأحمر ويمكن القول إنها قاعدة إسرائيلية بالكامل.

الكويت:

فيها قاعدتان جوية مع أكبر نقطة جوية لوجستية إقليمية مع قاعدة بحرية، وأكثر من 2200 مركبة ومدرعة تكتيكية، وأكثر من 13000 عنصر من الجيش الأمريكي وتنتشر هناك العديد من المعسكرات الخَاصَّة بالدعم اللوجستي. البحرين تعتبر الحليف الأمريكي الأبرز خارج الناتو وفيها قاعدة أمريكية في قاعدة الشيخ عيسى وَأَيْـضاً قيادة الأسطول الخامس، والبحرين أكبر منطقة مركز للدعم البحري الأمريكي في المنطقة، ويتواجد فيها أكثر من 70000 عنصر أمريكي، كذلك فيها قاعدة بريطانية في ميناء سلمان (اتش اس أم الجفير).

السعوديّة

القاعدة الأمريكية في قاعدة الأمير سلطان مع 1000 جندي أمريكي وتوجد فيها العديد من الأسلحة الأمريكية الاستراتيجية من الصواريخ الباليستية إلى القاذفة الاستراتيجية B12.

قطر وقاعدتَي العديد والسيلية

تعدان من أكبر القواعد الجوية، ويتواجد فيها أكثر من 11000 عنصر أغلبهم من العناصر الجوية العاملة في مركز العمليات المشتركة للعمليات الجوفضائية والجناح 379 للعمليات الجوية مع أطول مهبط جوي بطول 5كم، ومستودعات متنوعة، كذلك يوجد في قطر قاعدة كبيرة لتركيا.

الإمارات

فيها قاعدة أمريكية في “الظفرة” من ضمنها طائرات مسيرة وأُخرى F-35، وهناك قاعدتين في “الفجيرة” مع رصيف بحري خاص في جبل علي يستخدمه المارينز، كما توجد قاعدة فرنسية فيها أكثر من 700 عنصر، وأُخرى استرالية وهي قاعدة المهاد الجوية المعروفة باسم قاعدة “السلام”.

قاعدة انجرليك في تركيا

من الممكن حسابها على تلك القوات نظراً لأهميتها لطبيعة المهام، وَأَيْـضاً الأمريكيين “FAS”، وإلى جانب المهام العادية، ولأنها تستضيف ما لا يقل عن 50 قنبلة نووية من طراز B61 في حظائرها، تمثل نحو ثلث القوة النووية الأمريكية الموجودة في أُورُوبا، مما يدل على أهميتها الاستراتيجية لواشنطن وحلف شمال الأطلسي.

سوريا

هناك وجودٌ للقوات الأمريكية منها قاعدة عسكرية قرب الكسوة في “البوكمال” قاعدة “التنف” وعدة منشآت في 3 محافظات مختلفة، وهناك وجود عسكري تركي مكثّـف في منطقتين تسيطر عليهما المعارضة الحليفة لأنقرة، كما أن هناك ثلاث قواعد فرنسية على الأقل بالقرب من عين العرب، وصرين وعين عيسى، كذلك هناك وجود عسكري إماراتي وسعوديّ مع وجود مصري هامشي.

العراق

للولايات المتحدة نحو 5000 جندي أمريكي في العراق، وقد أشَارَت القيادة المركزية الأمريكية إلى أنه لا توجدُ خططٌ لسحب هؤلاء الجنود، سواء من قاعدة عين الأسد أَو قواعد أُخرى في شمال العراق مع أخبار تؤكّـد نشر أمريكا لأسلحة وصواريخ استراتيجية في الإقليم مع وجود الكثير من المقرات الخَاصَّة بالموساد الإسرائيلي.

أيضاً هناك ما يقارب من 5000 جندي تركي ينتشرون حَـاليًّا في كردستان العراق وفي بعشيقة، وهي منطقة خاضعة لسيطرة الحكومة المركزية العراقية وتقع شرقي الموصل،

كما جندت تركيا عدد غير قليل من تنظيم داعش ومقاتلين آخرين من عرب وتركمان العراق وَسوريا، وقامت ببناء أكثر من قاعدة منها متنيا في منطقة قريبة من جبال قنديل.

كذلك تتواجدُ في شمال العراق بؤرٌ وتنظيماتٌ انفصالية وإرهابية عراقية وإيرانية وتركية تحظى بدعم أمريكي وسعوديّ وإسرائيلي وخليجي تتخذ من شمال العراق مقرات لها لتصدير الفوضى لكل من تركيا وإيران وسوريا.

هذه مجمل القوات والقواعد الأمريكية والأجنبية في المنطقة متعددة المهام والواجبات منها التجسس والرصد والمتابعة، بالإضافة إلى الانتشار والتدخل السريع، والغريب وَالعجيب أن الأغلب الأعم من مهام تلك القواعد والقوات موجه ضد جمهورية إيران الإسلامية ومحور المقاومة.

3- الأساطيل الأسطول الخامس الأمريكي ومقره في البحرين وَالذي يحتوي على حاملة طائرات منها مقاتلات تكتيكية لمعالجة الأهداف الجوية والبحرية فوق السطح وتحت السطح، وأُخرى قاصفة وقاذفة للقنابل وطائرات التزود بالوقود وأُخرى مروحية وعدد من الغواصات الهجومية منها نووية وعدد غير قليل من المدمّـرات والفرقاطات والطرادات والبوارج وكاسحة ألغام والعديد من السفن القتالية يتجاوز عددها 20 سفينة.

ويضاف إلى ذلك القوة 59 التي أضيفت إلى الأسطول الخامس والتي تحتوي على أكثر من 100 سفينة مسيَّرة ومركبة ذكية، وعدد من الطائرات بدون طيار مهمتهما تعزيز القدرات، والدقة في المراقبة والاستطلاع وسرعة التعامل مع التهديدات، بالإضافة إلى المهام القتالية الأُخرى.

الخلاصةُ أن معظم القدرات والإمْكَانيات التسليحية لكل من أمريكا والناتو موجودة في المنطقة بما فيها الأسلحة الاستراتيحية من صواريخ باليستية إلى القاذفات الاستراتيجية B12 وغيرها من الأسلحة الحديثة.

* عباس الزيدي

كاتب عراقي- مرافق الشهيد أبو مهدي المهندس