أخبار وتقارير

أهمية ودلالات إحياء  ذكرى الهجرة النبوية

أهمية ودلالات إحياء ذكرى الهجرة النبوية

الاحتفاء بذكرى الهجرة النبوية يحمل دلالات عظيمة وبالغة الأهمية، خاصة في ظل الأوضاع التي تمر بها بلادنا جراء استمرار العدوان والحصار..

فإحياء شعبنا اليمني لهذه الذكرى العطرة يجسد ارتباط هذا الشعب العظيم برسول الأمة ونبيها محمد صلى الله عليه وآله وسلم والسير على نهجه والاقتداء بسيرته وبصفاته وأخلاقه الكريمة.
ومن دلالات إحياء شعبنا لهذه المناسبة الدينية العظيمة هو استلهام الدروس والعبر في كافة جوانب وشؤون الحياة ومن هذه الدروس والعبر القيمة والهامة التي حملتها هجرة المصطفى عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام في تعزيز وحدة الصف والتحلي بالصبر والصمود والإصرار على التضحية والفداء في مواجهة أعداء الله وأعداء الأمة والدين الإسلامي الحنيف، واليوم تتجلى وتتجسد هذه القيم والمعاني والمبادئ العظيمة والسامية في مواجهة شعبنا اليمني الأبي للعدوان البربري الغاشم وإفشال مخططاته التآمرية الهدامة والحاقدة.. واليمنيون على امتداد التاريخ الإسلامي منذ فجر الإسلام وحتى اليوم قد تفردوا وتميزوا عن بقية الشعوب الإسلامية وبشكل منقطع النظير في إحيائهم واحتفائهم بالمناسبات الدينية ومنها ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم.
 فالهجرة النبوية مثلت الانطلاقة القوية في تأسيس كيان الإسلام، وكانت نقطة البداية لمسيرة التحولات التي تحققت للإسلام والتي غيّرت وجه التاريخ ومجرى الحياة الإنسانية.
 فهجرة الحبيب المصطفى من مكة إلى المدينة المنورة تعتبر حدثاً فاصلاً ومحطة إيمانية ينبغي علينا التوقف عندها لنجدد في نفوسنا الهمم والعزائم القوية من خلال ما حملته هذه المناسبة وهذا الحدث الديني العظيم من دروس وعبر لنمضي بكل قوة وثبات وإصرار لا يلين نحو إرساء دعائم الدولة الإسلامية ونشر الدين في أصقاع المعمورة.
وهنا سنعرج باختصار على حدث الهجرة النبوية، فبعد ما استَحْكَمَ البلاءُ على العُصْبةِ المؤمنةِ بمَكَّة، أذِن اللهُ جلَّ ثناؤه لنبيِّه بالهِجْرةِ إلى المدينة، لِيكونَ في مَأمَنٍ من تربُّصِ قُرَيشٍ، يدعو إلى ربِّه، ويقيمُ دينَه الذي ارتضاه بين ظهرانَيْ أهلِ المدينةِ.. فهاجر إلى المدينة واتَّخذها وطنًا وكانتْ هذهِ الهِجْرةُ فيصلًا بين الإسلامِ والكفرِ، أعزَّ اللهُ بها الإسلامَ، وأذلَّ بها الكُفْرَ، وضرَبَ بها على عَهْدٍ من الأذى والعذابِ والخَسْفِ لَقِيَه المسلمون بمكة.
فدَالَتْ الدَّولةُ للإسلامِ، ودُحِرَتْ دَوْلَةُ الكُفرِ، وجُعِلَتْ كلمةُ اللهِ هي العُلْيا، وكَلمةُ الذين كفروا السُّفلى، ووقَعَتْ بين أهلِ الإسلامِ والكُفْرِ مَعارِكُ اعترك فيها الحقُّ والباطلُ، فزهَقَ الباطلُ إنَّ الباطلَ كان زهوقًا، وتكلَّلتْ حياةُ المسلمين بعد ذلك بألوانٍ من الظَّفَرِ والنَّصْرِ يومَ بَدْرٍ والأحزابِ، وانكسر أهلُ الكُفْرِ خائبين لم ينالوا خيرًا.. وفتحَ اللهُ على نبيِّه مكَّة أحبَّ أرض الله إليه، وهو عزيزُ الجانبِ منيعُ الحِمى، ظاهرُ المعونة والتأييد والرعاية، ذلك الفتحُ المبينُ الذي أتى وكأنْ لم تُسْكَبْ يومًا على عَرَصات مكة العَبَرات، وتشتدَّ الآلامُ، لقد جاءَ الفتحُ وقد هَلَكَ مِنْ صَناديدِ الكفر من هَلَكْ، واتَّبع رسولَ اللهِ وسلك سبيلَ المؤمنين مِنْهُم مَنْ سَلَكْ.
ولذا فان حديثَ الهجرةِ يُنَادي بصوتٍ يَسْمَعُه القريب والبعيدَ: أنَّ الشَّدائدَ لا تدوم، وأنَّ الاصطفاءَ قرينُ الابتلاءِ، وأنَّ المكارمَ مَنُوطةٌ بالمكارِهِ، وأنَّ العِبْرَةَ بكمالِ النِّهايات لا بنقصِ البدايات، وأنَّ العبدَ يَبْذُل الأسبابَ واللهُ يُنجِحُ المساعي، وأنَّ الفرجَ مع الصَّبر، وأنَّ النَّصْرَ معَ الكَرْبِ، وأنَّ معَ العُسْرِ يُسْرًا.. إنَّها هجرةٌ تكشِفُ: أنَّ سِيرةَ النبيِّ الهادي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم عليها تُوزَنُ الأقوالُ والأعمالُ والأحوالُ، وأنَّه لا خَيْرَ في هَدْيٍ يخالِفُ هَدْيَ محمد صلى الله عليه وسلم وأئمة آل بيته الأطهار، وأنَّه لَنْ يَصْلُح آخرُ هذه الأمَّةِ إلا بما صَلَح به أوَّلُها وأنَّ مَكابَدةَ المشاقِّ طريقُ الانطلاقِ.. ومِنْ ظُلمةِ الآلامِ تَنْبَلِجُ أساريرُ الآمال.

# وكيل محافظة ريمة

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا