أخبار وتقارير

عظمة المشروع القرآني وعالميته

عظمة المشروع القرآني وعالميته

الاستاذ/ علي المتميز / 

بداية يخفى على الكثير من الناس ماهية المشروع القرآني وكينونته، وما هي الخلفيات والحيثيات التي أوصلت هذا المشروع الى ما هو عليه اليوم؟

منذ انطلاق الصرخة (شعار البراءة) مرفقة بالمقاطعة الاقتصادية للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية والتي كانت ايذاناً ببداية المشروع القرآني الذي تبناه السيد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه في عزلة مران مديرية حيدان بمحافظة صعدة اليمنية.. إنها البدايات التي استندت إليها المسيرة القرآنية المعتمدة على أساس راسخ ووثيق وهو العودة الصادقة للقرآن الكريم، والخروج من حالة الضياع والتيه التي سيطرت على الواقع اليمني والواقع العربي والإسلامي عموماً.
فقد شهدت الساحة العربية والإسلامية في العام 2001م الكثير من الأحداث والتحولات التي أوجدها المشروع الأمريكي والإسرائيلي في منطقتنا، أحداث خطيرة مخططة ومدروسة من أعداء الدين والأمة التي تعيش حالة من فقدان الوعي وعدم القدرة على التركيز ودراسة وتحليل الأحداث أوصلتها إلى وضع من الخضوع والانقياد الأعمى لأمريكا وإسرائيل لم يسبق له مثيل.
الشهيد القائد ومن خلال تجربته في الحياة وبصيرته الثاقبة ووعيه العالي رأى وجوباً ضرورة مواجهة المشروع الأمريكي الإسرائيلي بمشروع قراني يحمل روح الإسلام ومضامينه، ويجسد آيات القرآن وحقائقه بالاعتماد على الله والثقة المطلقة به سبحانه وتعالى، وتحملا للمسؤولية الإيمانية والأخلاقية في انتشال الأمة من واقعها المزري والأليم والعودة بها إلى منهجها ودينها للقدرة على مواجهة المخاطر المحدقة بها.. فأنطلق الشهيد القائد سلام الله عليه بهذا المشروع القرآني ليكون في ذلك الوقت نواة ومنطلقاً لأبناء الأمة في القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم التي كلفهم الله بها من الجهاد في سبيله والدفع بالأعداء وتحصين الأمة وحمايتها.. وحمل هذا المشروع أهدافاً قرآنية تمثل استراتيجية إلهية يتطلبها الواقع وتحتاجها البلدان والأوطان ويصدقها الميدان وتشهد لها الأحداث والمتغيرات.
ومن يقينه رضوان الله عليه المطلق بنصر الله وتأييده وتصديقاً بوعوده كان الشهيد القائد يمضي بالمشروع مبيناً للناس وموضحاً لهم أبعاد هذا المشروع ومنطلقاته بالمحاضرات والدروس والكلمات ليضع المنهج للمشروع ويرسي الدعائم الاساسية اللازمة لنهوضه وتحقيق أهدافه.
ورغم استشهاده سلام الله عليه في الحرب العدوانية الأولى التي شنتها السلطة اليمنية العميلة انذآك وخسارة الأمة الفادحة والعظيمة لمثل هذا القائد الفذ والملهم، إلا أن الله سبحانه قد أراد لهذا المشروع ان يستمر ويكبر وينمو ويتعاظم استناداً لما وضعه وأسسه الشهيد القائد، ورغم استمرار الحروب العبثية والظالمة التي استهدفت من يحملون هذا المشروع ويتبنون هذه الثقافة على امتداد ست سنوات وست جولات من الحروب الظالمة، فقد توسع المشروع وازداد صلابة وأصبح أكثر حضوراً في الساحة المحلية والإقليمية في ظل قائد من أعلام الهدى سخره الله وهيأه لهذا المشروع هو السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.
كثيرة وكبيرة هي الأحداث والمتغيرات التي رافقت نشأة المسيرة القرآنية ولسنا بصدد ذكرها هنا لكننا نشير إلى محطات مهمة في عمر المسيرة القرآنية المظفرة مثلت تحولات استراتيجية أسهمت في جعل هذا المشروع عالمياً وأظهرته على الساحة المحلية والدولية كبارقة أمل لأبناء الإسلام، وهو ما شهدناه من الأحداث الأخيرة التي رافقت معركة طوفان الأقصى، والموقف اليمني المشرف والمساند للمقاومة في غزة، والذي كان نتاجاً لأحد أهم ثمار المشروع القرآني وهو الخروج من حالة التبعية العمياء لأمريكا وإسرائيل، ليس هذا فحسب بل ومواجهة هذا الاستكبار ومقارعته عسكرياً وإذلاله قولاً وفعلاً، ونصرة الإخوة من أبناء الإسلام في فلسطين والقضية الفلسطينية، ما مثل سابقة فردية لم تكن في حسبان أحد، وهذا كما قلنا ثمرة من ثمار المشروع الذي نشاهد تحقق أهدافه القرآنية يوماً بعد آخر.. إلا أن تلك الثمار اليوم أقرب وأوضح لكل ذي لب وكل منصف وحر وعزيز من أبناء الأمة الإسلامية وفي جميع بلدان العالم.. وهذا يجسد عالمية المشروع القرآني والحاجة الماسة له بين أوساط الأمة في ظل واقع ووضع عربي وإسلامي لا يسر صديقاً أو عدواً.
واليوم وأمام كل ما يجري يثبت الشهيد القائد رضوان الله عليه أهمية هذا المشروع وضرورته كمخرج وحيد وحل فريد للأمة وهو ما أثبته الواقع وستثبته الأيام والوقائع كمصاديق ودلائل وبراهين دامغة لصدق هذا المشروع وعالميته بعالمية القرآن الكريم.

* نائب رئيس المكتب التنفيذي
لإدارة الرؤية الوطنية

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا