محليات

الدكتور العراقي عبدالحميد السعدون رئيس مجلس أمناء جامعة الحضارة لـ« 26 سبتمبر »:من حبي لليمن جاءت فكرة إنشاء جامعة الحضارة بكلياتها التخصصية

الدكتور العراقي عبدالحميد السعدون رئيس مجلس أمناء جامعة الحضارة لـ« 26 سبتمبر »:من حبي لليمن جاءت فكرة إنشاء جامعة الحضارة بكلياتها التخصصية

من الأهمية التي يكتسبها التعليم الأكاديمي ودوره في بناء الفرد وخدمة المجتمع والارتقاء بواقع التنمية ومتطلبات النهوض،

جاء حديثنا مع مؤسس جامعة الحضارة في اليمن ورئيس مجلس أمنائها الدكتور عبدالحميد السعدون عراقي الجنسية، رئيس "مؤسسة السعدون للعلوم والتكنولوجيا"  التي لها العديد من الاهتمامات العلمية والثقافية، والجامعات التابعة لها في عدد من الدول العربية.
وفي اللقاء التالي تطرق الدكتور السعدون إلى عدد من المواضيع المرتبطة بواقع التعليم الجامعي في اليمن وإسهامات جامعة الحضارة العلمية والبحثية لتجويد العملية التعليمة، بالإضافة إلى خطط الجامعة وإستراتيجيتها المستقبلية.. فإلى الحصيلة:

حاوره عبر تقنية zoom /  عبدالحميد الحجازي
> بدايةً نرحب بكم في صحيفة ٢٦ سبتمبر، ونود أن تعطونا نبذة تعريفية عن شخصكم الكريم، وكيف جاءت فكرة انشاء جامعة الحضارة في اليمن؟
>> أهلاً وسهلاً بكم، ونشكر لكم إتاحة مثل هكذا فرصة عبر صحيفتكم الغراء " 26 سبتمبر" صحيفة كل اليمنيين والعرب بما تحمله من مهنية مشهود لها في الوسط الإعلامي المحلي والعربي، وأحب أن اعرف بنفسي، فأنا محب اليمن السعيد الدكتور/ عبدالحميد عبدالهادي السعدون (عراقي الجنسية) ورئيس مؤسسة "عبدالحميد السعدون للعلوم والتكنولوجيا" والتي من ضمن أنشطتها في مجال التعليم العالي  جامعة الحضارة في الجمهورية اليمنية، وجامعات في دول عربية أخرى.
ونظراً للدور البارز للتعليم العالي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في مختلف دول العالم ومنها اليمن؛ فقد جاءت فكرة إنشاء جامعة الحضارة في اليمن، من حبي أولاً لليمن التاريخ والإنسان، شعب الحضارة والأصالة الذي يستحق منا الكثير والكثير، وللدور الذي يلعبه التعليم العالي في التأثير على التطور الحضاري والمعرفي للشعوب، وإيماناً من جامعة الحضارة بالعملية التعليمية التربوية و تأثيرها الإيجابي على رقي الشعوب وإحداث التطور التعليمي الذي تسهم الجامعات بدرجة رئيسية في تحقيقه.. وانطلاقاً من ذلك فقد تم تأسيس جامعة الحضارة في العام 2012م استناداً إلى موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن بموجب القرار الوزاري رقم 104 لسنة 2012م.
وتحتوي جامعة الحضارة على ثلاث كليات هي: كلية العلوم الطبية، وفيها: طب الأسنان والصيدلة والمختبرات، وكلية الهندسة وتضم: الهندسة المعمارية، وهندسة الحاسوب، وهندسة الاتصالات، وهندسة النفط والغاز، و تقنية المعلومات، وعلوم الحاسوب، وكلية التجارة والعلوم الإدارية وتضم: تخصصات إدارة الأعمال والمحاسبة ونظم معلومات، وكلية العلوم الإنسانية و تضم تخصصات الشريعة والقانون والعلوم السياسية و اللغة الإنجليزية والترجمة، وتلك البرامج مرتبطة ارتباطاً مباشراً باحتياجات سوق العمل المحلي والإقليمي، وقد باشرت الجامعة الدراسة في المركز الرئيسي بمحافظة عدن في العام الدراسي 2012/2013م وفي فرع صنعاء في العام 2013/2014م.
كما أن الجامعة ستعمل قريباً على فتح أقسام جديدة مثل الصيدلة السريرية والطب البشري والتصميم الداخلي، كما ستعمل الجامعة إن شاء الله على التأسيس لمستشفى جامعة الحضارة الجامعي.

 إستراتيجية تطويرية
>  ما الإضافة العلمية التي تميزت بها جامعة الحضارة كرافد للتعليم الجامعي الخاص في ظل اتجاه رأس المال للاستثمار في الجانب الأكاديمي؟
>> انتهجت جامعة الحضارة مدخل الإدارة الاستراتيجية في عملها الوظيفي بشقيه الأكاديمي والإداري، وترجمت ذلك من خلال إعداد مشروع تطويري بالاستعانة بالخبراء ذوي العلاقة بمجال التخصص، وكان الإطار العام للمشروع محدداً بإعداد استراتيجية الجامعة 2025م في ضوء الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة 2020- 2030م، واشتق منها استراتيجيات الكليات والتوجهات الاستراتيجية للأقسام العلمية، فضلاً عن مراجعة وتطوير الهيكل التنظيمي للجامعة وكلياتها، وتوصيف البرامج الأكاديمية ومقرراتها الدراسية.
ولما كانت رسالة جامعة الحضارة " تقديم خدمة تعليمية وبحثية متميزة، تشجع الطلبة على التفكير الناقد المرتكز على التحليل والاستنباط والابتكار، من خلال موارد بشرية مؤهلة، وبرامج أكاديمية مجودة، وبيئة تعليمية مشجعة، وشراكة محلية ودولية فاعلة" فإننا ومع الطاقم المتميز في الجامعة مسؤولون عن تحقيق رسالة الجامعة في سياق قيمي وبرامج تدريسية متميزة، ومعامل مجهزة بكل التجهيزات اللازمة، وهيئة تدريس مشهود لها بالكفاءة العلمية والمهنية، إلى جانب قيادة متميزة ذي كفاءة إدارية وأكاديمية عالية، ورسوم دراسية ملائمة، وانضباط كامل في سير العملية التعليمية، بالإضافة إلى توظيف وتعيين أوائل الخريجين في كادر الجامعة، وابتعاث أوائل الخريجين المعينين في الجامعة للدراسات العليا في الخارج على حساب الجامعة، وكل ما سبق يعزى إلى أننا ننظر إلى الطالب محور العملية التعليمية بوصفه رأس المال المعرفي الذي يقع على عاتقه تحريك عجلة التنمية وازدهار اليمن السعيد.

استكمال رسالتنا التعليمية
> جامعة الحضارة كغيرها من المؤسسات التعليمية المتضررة جراء العدوان.. كم حجم الخسائر التي لحقت بمبنى الجامعة في عدن، وتداعيات ذلك خصوصاً على طلاب وطالبات الجامعة من أبناء عدن؟
>> مبنى الجامعة في عدن كان هو المقر الرئيس للجامعة وكان يضم  كل كليات الجامعة الموجودة حالياً في صنعاء، وكان مشروعاً استثمارياً كبيراً كلفنا تجهيزه ملايين الدولارات محبة في اليمن وشعبها، وتجسيداً للعلاقة التاريخية بين العراق واليمن، وبعد أن اكتمل المشروع بكل متطلباته وانطلقت الجامعة لأداء رسالتها التعليمية، حل الدمار والخراب بشكل كلي وخرج مبنى الجامعة عن الخدمة جراء العدوان على اليمن حتى اللحظة، وتأثرنا اقتصادياً بذلك على المستوى الشخصي، فضلاً عن خسارة الطلبة الدارسين للخدمة التعليمية التي كانوا يتلقونها، ومع ذلك لم نتوقف أو ننسحب بل أصررنا على استكمال رسالتنا التعليمية الأكاديمية من فرع الجامعة في العاصمة صنعاء.

مراجعة ومواكبة
> كيف تنظرون إلى وضع التعليم الجامعي في اليمن، ومتطلبات النهوض به سيما مخرجات التعليم التي يجب أن تلبي احتياجات سوق العمل؟
> بالنظر إلى عمر التعليم الجامعي في اليمن فقد وصل إلى نصف قرن، وهذه حقبة زمنية ليست بسيطة، غير أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى مراجعة دورية من متخصصين وخبراء، ومواكبة كل جديد وخاصة متطلبات واحتياجات سوق العمل المحلي والعربي والدولي، وما يبشر بأن هناك مراجعة للتعليم الجامعي اليمني هي مستهدفات الرؤية الوطنية التي تركز بدرجة أساسية على التعليم العام والتعليم الجامعي والتعليم المهني بوصفها مرتكزات أساسية للنهوض باليمن وإخراجها من الوضع الاقتصادي الحالي إلى الوضع المأمول.. وأنا على ثقة أن هناك رغبة كبيرة لدى القيادة السياسية في اليمن والمجتمع اليمني أيضاً لإجراء الإصلاحات اللازمة لمسيرة التعليم والنهوض بواقع التعليم لا سيما التعليم الجامعي.

جملة من الإنجازات
> مؤخراً نالت جامعة الحضارة عضوية اتحاد الجامعات العربية.. حدثونا عن معايير نيل العضوية، وأهمية هذه العضوية؟
>> حصلت جامعة الحضارة بصنعاء، على عضوية اتحاد الجامعات العربية، بعد تحقيقها جملة من الإنجازات على الصعيد التعليمي والأكاديمي، وهذه العضوية تكسبها ميزة تنافسية في الأداء الأكاديمي والتعليمي .. كما  أن حصول الجامعة على عضوية الاتحاد سيمكنها من المشاركة في الأنشطة والمؤتمرات والندوات العلمية وكذا الإسهام في مناقشة السياسات والخطط التعليمية التي تصدر عن الاتحاد، وتبادل الخبرات والمعارف والمجلات العلمية والإصدارات والأساتذة.
ويأتي هذا الإنجاز من إيماننا بأهمية تعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية محلياً وعربياً ودولياً للارتقاء بمستويات الأداء الأكاديمي وفقاً للمعايير العالمية للحصول على مخرجات نوعية تلبي احتياجات السوق المحلي والإقليمي.
وبالنسبة للمعايير التي مكنت جامعة الحضارة من  الحصول على عضوية إتحاد الجامعات العربية، فيأتي على رأسها الموجهات الاستراتيجية للجامعة 2021- 2025م الطموحة لتعزيز القدرات الأكاديمية للجامعة، بالإضافة إلى الخطوات التي قطعتها الجامعة في جانب تطوير اللوائح والهيكل التنظيمي وتطوير البرامج الأكاديمية والمقررات الدراسية وتوصيفها وفقاً لمعايير مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة.

تحقيق التنمية
> انطلاقا من أهمية البحث العلمي كأساس للتنمية في مختلف المجالات.. ما هي رؤية الجامعة للإسهام في تطوير واقع البحث العلمي وموضوعاته بحيث توجه لحل مشكلات المجتمع؟
>> تولي الجامعة البحث العلمي أهمية بالغة وفقاً لنظرة ثاقبة تعزز مفهوم الشراكة الحقيقة بين الجامعة ومساهمتها في حل مشكلات المجتمع،  ويؤكد هذا الزعم أن الجامعة أفرزت في غاياتها الاستراتيجية ما يخص دعم البحث العلمي وإسهاماته في تحقيق التنمية الشاملة في اليمن وتحقيق رؤية بناء الدولة الحديثة 2030م في سياق وطني، فضلاً عن توجيه بحوث الطلبة في سياق الموجهات والأولويات التي تنشدها اليمن وتطلعات إلى تحقيقها.

جودة ونوعية
> وماذا عن استراتيجية الجامعة وخطتها المستقبلية للارتقاء بمختلف جوانب العملية التعليمية؟
>> كما يقال " الجامعة من دون استراتيجية كالسفينة بلا قبطان، تتلاطمها الأمواج حتى تغرق" ومن هذا المنطلق، وفي ضوء الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة، ووفقاً للمنهجية العالمية المتعارف عليها في التخطيط الاستراتيجي، وعلى يد خبراء وطنيين، أعدت الجامعة إستراتيجيتها 2025م، وخلصت إلى أهدافها الرامية إلى تحسين العملية التعليمية والنهوض بالمؤسسة لتحقيق رؤيتها، وكان من ابرز تلك الأهداف استكمال مشروع حوكمة الجامعة، بما يعزز نظم المساءلة والشفافية، ويحقق ممارسات مهنية تتسم باللامركزية على مستوى مكونات الجامعة، تحسين جودة ونوعية البرامج الأكاديمية الجامعية والعليا لتلبية حاجات الفرد والمجتمع.. وكذا إعداد جيل من الخريجين على مستوى عالٍ للارتقاء بالمعروض من الكوادر في سوق العمل المحلي، والإقليمي. والعمل على استقطاب الكوادر البشرية الأكاديمية والإدارية المؤهلة، وتنميتها واستثمارها على أساس مهني وأخلاقي في تحقيق رؤية ورسالة الجامعة.. إضافة إلى دعم جهود البحث العلمي المعرفي والتطبيقي في المجالات المختلفة وبما يحقق التنمية الشاملة، وإيجاد حلول فاعلة وملموسة للبنية التحتية اللازمة للعملية التعليمية، وبما يضمن استدامتها، وفقاً للمعايير المتعارف عليها، والتوسع في الشراكات وتطوير العلاقة مع الجامعات ومؤسسات البحث العلمي محلياً وإقليمياً ودولياً.
وفي الأخير أشكركم على إتاحة هذه الفرصة الثمينة لنقل تجربة جامعة الحضارة للقارئ الكريم والذي يمثل عينة مثقفة من أولياء الأمور وفئات المجتمع اليمني العريق، مع أمنياتي لليمن السعيد أن يظل سعيداً، والتحية والتقدير لقيادة الجامعة وجميع منسوبيها وللقائمين على صحيفة 26 سبتمبر.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا