محليات

عام دراسي جديد تحاصره نيران العدوان  والحرب الاقتصادية

عام دراسي جديد تحاصره نيران العدوان والحرب الاقتصادية

ينطلق العام الدراسي الجديد باليمن، في ظل ظروف اقتصادية وسياسية وعسكرية بالغة الصعوبة وغير مسبوقة، في بلد يعاني من عدوان غاشم وحصار جائر منذ نحو سبع سنوات..

وبدأ العام الدراسي الجديد، في ظل تحديات كبيرة أشد من الأعوام السابقة بسبب التدهور الإنساني الأكبر جراء تراجع العملة المحلية لأدنى مستوى في تاريخها وتجاوز سعر الدولار 1000 ريال يمني، في المناطق الجنوبية، مقابل أقل من 800 ريال للدولار، في الفترة المماثلة من العام 2020م. وأدى هذا التراجع للعملة المحلية إلى ارتفاع كبير للأسعار، بما في ذلك المستلزمات الدراسية التي تشمل الحقائب والدفاتر والأقلام، وكذلك رسوم الدراسة خصوصا في المدارس الأهلية.. قامت صحيفة "26 سبتمبر" بالاستطلاع التالي لمعرفة اراء المواطنين وخرجت بالحصيلة التالية:

• البداية كانت مع الاخت أم عبدالله حيث تحدثت إلينا قائلةً:
• آه ثم آه ثم آه ماذا أقول عن الغلاء وماهو الحل لست أدري أتمنى أولاً من الحكومة ضبط الاسعار لكي يتسنى لنا تعليم أبنائنا، فالأسعار مرتفعة والتجار يستغلون حاجة المواطن وبأنه سوف يشتري سوف يشتري ،فهو مضطر وهذا هو موسم بالنسبة لهم فالمواطن الأن أمامه تحديات تواجه أولاده خلال العام الدراسي الجديد فهذا العام الدراسي يأتي في ظل غلاء فاحش لم نشهده من قبل أبداً.. وأنا لدي خمسة أطفال أريد تسجيلهم في المدارس الحكومية، لكن هناك صعوبات كبيرة في توفير متطلبات الدراسة لهم من دفاتر وأقلام وحقائب، والظروف المعيشية الصعبة أجبرتني على خياطة حقائب مدرسية مستخدمة رغم مضض، ابنائي لم يعجبهم الحال حيث قال أحد، أبنائي روحي شوفي زملائي كل شيء جديد لم أجد أمامي سوى البكاء والقول ليس في اليد حيلة.

نكافح بشدة
• اما الاخت أم سفيان فأضافت:
• نحن هنا نازحون نواجه أوجاع الحرب التي ما زالت مشتعلةً في تعز، فيما غلاء الأسعار يٌعد الهم الذي أشغلنا وأشغل الكثير من العائلات .. لدي اربعة أولاد جميعهم في المرحلة الدراسية، من الصف الرابع حتى الثالث الثانوي يأتي هذا العام الدراسي ونحن نكافح بشدة من أجل توفير لقمة العيش لنا، وهذا لا يفي إلا ببعض متطلبات الأسرة نتيجة الغلاء الكبير، فالأشياء التي كانت ضرورية أصبحت كمالية فسعر الحقيبة الواحدة قد يتجاوز 6 آلاف ريال، والدفاتر أقل دفتر بسعر200 ريال ما يجعل توفير هذه المتطلبات، أمراً بالغ الصعوبة، وهناك الزي المدرسي نتمنى من المدرسين عدم اجبارنا على شراء الدفاتر الكبيرة وان يقتنعوا بالحاصل.

تدهور الوضع المعيشي
•  اما الاخ جمال الشرعبي فقال:
• إن العام الدراسي يأتي فيما الهموم تطغى على الكثير من الأسر..أنا الان هنا لشراء مستلزمات دراسية لأولادي، اشتريت حزمة دفاتر مكونة من 12 دفتراً يحوي كل واحد على 40 صفحة، بـ 2200 ريال يمني، مقارنة بـ 1500 ريال في العام الدراسي الماضي.. حتى الحقائب المدرسية ارتفع سعرها بشكلٍ كبير، ولا تقدر الكثير من الأسر على شرائها، قمت بشراء حقيبتين الواحدة بسعر 5 آلاف ريال، مقارنة بـ 3500 ريال العام الماضي فقط للأولاد الكبار، أما الصغار فتم أخذ حقائب الكبار الى الخياط لترميمها واعادة إصلاحها، وفوق هذا يقال إن الكتاب المدرسي ايضاً على أولياء الامور فلا توجد كتب في أغلب المدارس.. حسبنا الله ونعم الوكيل.
• اما الاخ/ خالد فاضاف:
• تدهور الوضع المعيشي في البلاد أدى إلى عدم قدرة أولياء الأمور على توفير مستلزمات المدرسة لأبنائهم، فضلا عن عدم قدرتهم على توفير مصاريفهم المدرسية، وهو ما يرفع من احتمالية حرمان كثير من الأطفال من حقهم بالتعليم، فهذا العام الدراسي الجديد أتى بعد عيدين، وفي ظل ظروفٍ اقتصاديٍ صعبةٍ وهذا ما ضاعف من مشاكلنا، فهناك قلق شديد بات يؤرق الكثير من أولياء الأمور مع انطلاق السنة الدراسية الجديدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن خاصةً مع ارتفاع الأسعار الذي يعقبه ارتفاع في كل شيء تقريباً ليبقى المواطن اليمني البسيط ضحية هذه الأوضاع الاستثنائية التي فرضتها قوى العدوان علينا منذ اليوم الأول لبدء العدوان على بلادنا .
ظروف قاسية
• اما الاخت أم وائل علي فقالت:
• إن حالي مثله مثل حال ملايين اليمنيين في بلادنا ممن لديهم أطفال يدرسون، وهذا العام الدراسي الذي يأتي في ظروف قاسية تمر بها البلاد، وهذه المتطلبات تصيب أولياء الأمور بالاكتئاب خاصةً أنهم معنيون بتوفير حاجيات أسرهم، وأناشد وزارة التربية والتعليم، وكذلك المدارس والمدراء والمعلمين في المدارس الأهلية والخاصة، وكذلك الحكومية أن لا يكلفوا الأسر فوق طاقتها ويخففوا من المتطلبات على الأسر لكي يتمكنوا من تعليم أبنائهم وجعلهم يلتحقون بالمدارس.. فأنا في كل عام دراسي أجد نفسي في أزمة اقتصادية، لكن هذا العام الظروف الاقتصادية والمادية مختلفة، وتكاد تكون منعدمة تماماً رغم أني أدخرت مبلغاً من المال لمواجهة هذه الظروف، لكن هذا الأمر لم يكن كافياً مع متطلبات هذا العام وارتفاع الأسعار وقلق الأسر تجاه عدم توفر المعاشات،  فأنا موظفة وليس لدي راتب .

ترشيد الانفاق
• أما الأخت أم ريام :
•  الحصار الذي فرضه العدوان على بلادنا دفعني لإخراج أولادي الخمسة من المدارس الخاصة ونقلهم إلى مدارس حكومية حتى أتمكن من إتمام العام الدراسي دون أن أدخل نفسي وزوجي في ديون لا نهاية لها، هناك المشاركة المجتمعية دعم رمزي للمعلم الذي يعلم الطلاب بدون ان يكون لديه راتب فهي أخف نتمنى من إدارة المدارس والمعلمين أن يتم تخفيف عدد الدفاتر الدراسية المطلوبة، مراعاة للظروف الاقتصادية القاسية والصعبة التي فرضها علينا الحصار.. فالأسرة اليمنية بطبيعتها تعيش على قدرٍ ما يكسبه رب الأسرة والذي يعتبر في الغالب عائلها الوحيد، ولقد حاولت ترشيد الانفاق والاستغناء عن متطلبات قد لا تكون أساسية لخلق حالة من التوازن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، وفي نفس الوقت عدم التقصير في توفير متطلبات أبنائي الدراسية وإدخال السعادة إلى قلوبهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا