محليات

رغم انه لا يزال طالباً في كلية طب الأسنان.. عشق الطب وتفوق على أقرانه من السنة الأولى لدراسته الجامعية :

رغم انه لا يزال طالباً في كلية طب الأسنان.. عشق الطب وتفوق على أقرانه من السنة الأولى لدراسته الجامعية :

الباحث الدكتور أحمد الصارطي ينجح بكفاءة في نقل ضرس العقل بديلاً لضرس آخر
العقل اليمني يثبت تفوقه يوماً بعد يوم وفي العديد من المجالات العلمية والعملية.. وها نحن اليوم أمام حالة من النبوغ والإبداع العلمي في مجال طب الأسنان،

والتي تستحق الوقوف عندها وتسليط الضوء على هذه الإضافة النوعية التي حملت اسم اليمن ضمن مشاركة لعدد من الأبحاث لعملية في جراحة الفك والأسنان على المستوى الإقليمي.
الباحث الدكتور الشاب أحمد محمد عبده الصارطي من محافظة البيضاء مديرية الصومعة، طمح بعد حصوله على معدل 89% في الثانوية العامة بمدرسة ثانوية الكويت عام 2014م على ولوج عالم الطب ودراسة احد تخصصاته ليحقق بذلك حلم حياته الذي هام به منذ الصغر، فالتحق في العام 2016م بكلية طب الأسنان بجامعة الحضارة، وبدأ مشوار الـ1000 ميل.

عبدالحميد الحجازي
طب الأسنان
 احمد الصارطي تفوق في كلية طب الأسنان منذ السنة الأولى وأحرز  المراكز المتقدمة، وأضحى الأول على دفعته.. وخلال الخمس السنوات التي أمضاها الصارطي في الدراسة عكف على قراءة الجديد من الأبحاث والكتب في تخصص طب الأسنان، وكان مهتم بالتجديد أو إضافة الجديد في هذا المجال.. وكما قال: " إلى جانب شغف القراءة والاطلاع، ساعدني كثيراً الكادر التعليمي في جامعة الحضارة، الذين هم من خيرة كوادر طب الأسنان بين الجامعات اليمنية، وكثيراً ما كنت أناقشهم واستوعب منهم الكثير من المعلومات".
وأضاف: في المستوى الثاني تدربت في إحدى المراكز الطبية الحكومية لمدة 6 أشهر وكانت أول تجربة لي سابقة لمستواي، حيث أفادتني كثيراً في تشخيص الحالات المرضية بأنواعها، وحفزتني على القراءة بكثرة، وفي المستوى الثالث بدأت بعمل دورات تدريبية في الجامعة للطلاب الآخرين، وهنا اكتسبت مهارة جديدة في حياتي العلمية والعملية.

مبادرة شبابية
إلى جانب التدريب قام احمد الصارطي وهو في المستوى الثالث طب اسنان بإعداد كتيب يتضمن شرحاً مبسطاً عن كيفية تشخيص أشعة الأسنان، بالإضافة إلى قيامه مع مجموعة من زملائه بتأسيس مبادرة شبابية "مبادرة شباب يد العون" التي اتجهت نحو العديد من الأعمال التوعوية والعلمية والخيرة والاجتماعية، وما زالت قائمة إلى الآن.

إضافة بحثية
من خلال متابعة الطالب والباحث احمد الصارطي للأبحاث العلمية الجديدة في طب الأسنان، جذب انتباهه أحد البحوث العملية الأجنبية التي تتحدث عن عملية نقل الأسنان من مكان لآخر، هذا البحث شد اهتمام الصارطي الذي أحب أن يتعمق ويطلع على أكبر كم من المعلومات في هذا الجانب، فقام بمناقشة أشهر الدكاترة الجراحين في اليمن والمختصين بجراحة الفم والوجه والفكين عن إمكانية نجاح عمليات نقل الأسنان، لكن جميعهم قالوا: إن هذا الأمر جديد على طب الأسنان في اليمن وفي المنطقة العربية، وفي حالة نجاح هذا النوع من العمليات ستكون إضافة نوعية لطب الأسنان.

دقة ومهارة
في هذا الوقت كان أحمد الصارطي قد تشبع بالمراجع التي استطاع الحصول عليها، وتمكن من إنجاز بحثه في إمكانية نقل الأسنان نظرياً وبقي عليه أن يثبت ذلك عملياً.
وهنا نترك الحديث للدكتور احمد الصارطي حيث يقول: " بعد فترة جاءني مريض يعاني من ضرس مدمر ومحال معالجته لبياً وتعويضه، إلى جانب انه كان يشتكي من ضرس العقل أثناء العض، وحينما قمت بالفحص وجدت ان ضرس العقل غير متسوس ويمكن الاستفادة منه ونقله إلى مكان الضرس المدمر، وأيضاً نسبة نجاح هذه العملية عالية فطرحت الموضوع على المريض، وأجبت على كل تساؤلاته بعدها اقتنع ووافق على إجراء العملية".
ويضيف الدكتور احمد: "كنت أعلم أن إجراء هذه العملية يمثل تحدياً كبيراً لي، فهي عملية تحتاج  إلى دقة ومهارة ومعرفة، تضمن المحافظة على حيوية السن، فعملية قلع سن ووضعه في مكان آخر دون ان يموت عصب السن، هذه بحد ذاتها تحدياً كبيراً، وخطوة قد يفشل فيها الكثيرون، علاوة على ذلك أن هذه العملية هي أول عملية من هذا النوع في اليمن وهي أيضاً الأولى من نوعها التي تطبق على الضرس العلوي، وبفضل الله وتوفيقه نجحت في إجراء هذه العملية".

عملية أخرى
 لم تكن عملية نقل سن إلى مكان آخر هي العملية الوحيدة التي أجراها الباحث الدكتور أحمد الصارطي فقد أجرى أيضاً عملية نقل لإجراء من الضرس السفلى إلى ضرس آخر في الفك العلوي.. هذه العملية أجراها لإحدى المريضات، وقال الدكتور الصارطي عنها: "العملية ناجحة بكل المقاييس".

أعلى علامة
بعد نبوغ الباحث الدكتور أحمد الصارطي في مجال تخصصه، أتت الفرصة ليشارك باسم اليمن خارجياً ويقدم بحثه النوعي من خلال هذه المشاركة.. ونترك الحديث الباحث الدكتور الذي قال: " أكثر من شجعني على المشاركة الدكتورة إيمان اليحيري المعيدة في عيادة جامعة الحضارة.
ويضيف: شاركت باسم بلدي اليمن في المسابقة التي أقامتها الجامعة السورية الخاصة، والتي كانت على مستوى الوطن العربي، وتمكنت من اجتياز كل المراحل الأولى من المسابقة، كون موضوع البحث "نقل سن من مكان لآخر" جديد ومحط اهتمام الجميع، وقبلت أنا الوحيد من بين المشاركين من الدول العربية، حتى وصلت للنهائيات في المسابقة مع الطلاب السوريين.
ويستطرد الدكتور أحمد قائلاً: ناقشت البحث، وأحرزت تقدماً في المناقشة، والحمد لله حصلت على أعلى علامة مناقشة بين كل المتقدمين، حتى الطلاب المنافسين السوريين أنفسهم أعجبوا بالمناقشة، وهذا توفيق من الله له الحمد والفضل.

مراكز بحثية
وطالب الباحث الدكتور الصارطي الجهات الرسمية التبني الجاد للجانب البحثي،  وأن يحظى الجانب العلمي بشكل عام والطبي بشكل خاص باهتمام أكبر..
 لافتاً إلى أنه وفي وقت سابق طرح على عضو المجلس السياسي الأعلى أحمد الرهوي، ووزير التعليم العالي عند زيارتهما لجامعة الحضارة، فكرة إنشاء مراكز بحثية تتولى تطوير عملية البحث العلمي، خصوصا وأن لدينا كوادر وباحثين ومبدعين كُثر.

تشجيع وامتيازات
 التميز الذي أحرزه الباحث الدكتور أحمد الصارطي كإضافة علمية أحرزه العقل اليمني، وكان وراءه عطاء علمي من دكاترة جامعة الحضارة وتشجيع من إدارة الجامعة.. حيث يقول الباحث: "لا أنكر ولن أنسى تشجيع إدارة جامعتي جامعة الحضارة على الإنجاز الذي حققته، فقد تم منحي منحة دراسات عليا على حساب الجامعة، وكذا إعفائي عن كافة الرسوم المتبقية من دراستي، إلى جانب تكفلهم بسفري إلى سوريا في حال استوجب ذلك، كما وعدتني إدارة الجامعة بالعمل كمعيد رسمي من فترة الامتياز، وأن احصل على عيادة خاصة بي في الامتياز بالجامعة، بالإضافة إلى  إعفائي من الرسوم الرمزية للمرضى الذين أعالجهم في عيادات الجامعة".

في الوقت المناسب
 حالياً يقوم الدكتور أحمد الصارطي بعمل بحثين آخرين، أشار إلى أن أحدهما فريد من نوعه متحفظاً عن التصريح بموضوع البحث، وقال: "بإذن الله في الوقت المناسب سأعلن عن هذا البحث ليتم نشرة في مجلة علمية عالمية، وكلي ثقة بأن هذا البحث سيكون شيئاً جديداً  وسيغير فكرتنا عن قلع الأسنان.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا