محليات

رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس لـ« 26 سبتمبر »:الاعتماد الأكاديمي العالمي هو تحدٍ لكل الجامعات حتى في الدول الأكثر تطوراً

رئيس جامعة صنعاء الدكتور القاسم عباس لـ« 26 سبتمبر »:الاعتماد الأكاديمي العالمي هو تحدٍ لكل الجامعات حتى في الدول الأكثر تطوراً

تفوقنا على جامعات دولية ميزانيتها التشغيلية تفوق موازنة اليمن كاملة
انتشرت في الآونة الأخيرة العديد من القضايا المثارة للجدل في المجتمع العلمي بخصوص سياسة جامعة صنعاء

وما يقال عن عملها خارج إطار قانون الجامعات اليمنية، منها ما يندرج ضمن الإشاعات التي تقوم وسائل الإعلام التابعة للعدوان بترويجها واستغلالها للتوظيف السياسي، ومنها ما يتم تداوله في الداخل عبر الكادر الأكاديمي والطلاب والناشطين بسبب عدم التوضيح من قبل رئاسة الجامعة للعديد من الإشكاليات التي أثارت ضجةً في وسائل التواصل الاجتماعي مثل امتحانات القبول والسكن الجامعي وقضية المستشار الثقافي للجامعة، ولفهم وتفنيد كل تلك الشائعات التقت صحيفة "26سبتمبر" برئيس جامعة صنعاء الأستاذ الدكتور القاسم محمد عباس، فإلى حصيلة الحوار:

حاوره: عبدالله عبدالسلام
* هل هناك خطة مدروسة للاهتمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية؟ وما صحة التسريبات التي تتحدث عن إقدام رئاسة الجامعة تجميد أو إغلاق بعض الأقسام التي أعداد طلابها قليل؟ ولماذا لا تحل مشكلة نسبة الطلاب القليلة في تلك الأقسام؟
** إشكالية عدم اقبال الطلبة على الأقسام الإنسانية ليست مشكلة الجامعة، إنما مشكلة ما قبل وما بعد الجامعة، قبلها يجب توعية الطلاب بأهمية هذه الأقسام وعلى أولياء أمورهم أن يدركوا هذا الأمر ويدفعوا أبناءهم باتجاه هذه التخصصات، وما بعد الجامعة هو سوق العمل إذا وجد الطالب وظيفة مشرفة تضمن له العيش الكريم بالتأكيد سيتجه نحوها.
اذاً عزوف الطلاب عن هذه التخصصات ليست مشكلة الجامعة، وليس نحن من يحل هذه المشكلة، لأنها مشكلة توجه دولة ووعي مجتمعي، لكن بالنسبة لعزوف الطلبة ليست الكليات الإنسانية فقط التي تعاني منه إنما أيضاً التخصصات العلمية الأساسية مثل الفيزياء والرياضيات وغيرها من فروع كلية العلوم وبخصوص موضوع إغلاق بعض الأقسام والمساقات العلمية هذا غير صحيح، بالعكس هذه الأقسام التي عدد طلابها قليل لدينا أكثر من مساق علمي في نفس التخصص، ولدينا كليات فروع مثل كلية المحويت، خولان، أرحب، وفيها هذا العدد القليل ورغم ذلك تستمر الدراسة ونتحمل تكاليف غير عادية مثل أجور ساعات ومعامل وكل ذلك حتى من أجل 4 طلاب.
* لماذا لا يتم إقرار عدة حلول مثلاً جمع تخصصات الفروع التي تحمل نفس التخصص في تخصص واحد؟
** لأنهم من سكان تلك المناطق وبرغم ذلك نحن فكرنا في هذا الحل خلال العام الحالي.
* هل هناك خطط لإضافة تخصصات جديدة للجامعة، أو تطوير التخصصات الحالية حيث إنها تواكب التطور العلمي الحاصل في العالم، وكذلك أسواق العمل؟
** بكل تأكيد نحن العام الماضي فتحنا العديد ليس من التخصصات بل الكليات، إضافة إلى تخصصات كثيرة في الكليات الموجودة، وفتحنا مساقات علمية جديدة مثلاً في كلية الزراعة فُتحت أكثر من 3 أقسام، في الهندسة فتحنا قسم وفي التربية فتحنا عدة أقسام وغير ذلك.
* نحن الآن في عصر التطور التكنولوجي، ماذا حققت الجامعة في هذا المجال ولماذا لا تتم الإجراءات والمتابعات إلكترونياً؟
** حققنا في هذا المجال الكثير، بدليل أتمتة شؤون الطلاب فكل المعلومات الخاصة بالطالب الجامعي أصبحت موجودة ضمن نظام الكتروني بالتشارك مع وزارة التعليم العالي وهي بيانات خاصة لأكثر من 100 ألف طالب في دراسة البكالوريوس في كل الأقسام والمستويات وخلال هذا النظام يستطيع الطالب انجاز كل معاملاته المالية عبر الموقع، لكن التقصير هو من الطلاب لأنه عندما يطلب أي خدمة معينة يُحمل نفسه مشقة الذهاب إلى الكلية وهو ليس بالضرورة أن يذهب لأن كل الخدمات التعليمية متمثلة بالتنسيق وتسديد أي خدمة يريدها ومعرفة النتيجة كلها يجدها في الموقع وهو مستقر في البيت، وأتمنى من وسائل الإعلام أن تسير في قضية التعريف بما يجري في جامعة صنعاء من نقلات نوعية في إطار حماية حقوق الطالب وتصحيح وضع شؤون الطلاب أو التقنية الجديدة.
* لكن دكتور هناك الكثير من الطلاب لم يستطيعوا الدخول إلى البريد الالكتروني؟
** نستطيع أن نقول إن الطلاب كسالى ولا يمكن أن نقول إنهم يعانون من الجهل الالكتروني بدليل أن كل الطلبة في الأقسام يملكون حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي في الفيس بوك والواتس وصحيح كان هناك في البريد الإلكتروني إشكالية ربطها بجوجل، لكن الآن أصبح الموضوع سلس وبيد الطالب بعد اعطائه كلمة سر وأسم مستخدم لموقع الجامعة، من خلالكم أطلب من أبنائي الطلبة أن يفعلوا التواصل الالكتروني عبر موقع جامعة صنعاء لان هذا سيوفر عليهم السير إلى الجامعة، وأحيانا الأمور المالية في غاية الحساسية ويتعرضون للابتزاز او للاحتيال من قبل بعض الأشخاص المنتحلين لشخصية الموظف وضبطنا الكثير منهم.
* هل هناك آلية تنظيمية لطريقة عمل الأجهزة الأمنية في الحرم الجامعي، هناك من يتحدث عن تعرض بعض الطلاب والناشطين لعملية عنف جسدي ولفظي؟
** لم تصلني أي شكوى حول هذا، ولم أجد أي خبر في المواقع.
*ولكن هذا حصل وأثار ضجة حول عمل الأجهزة الأمنية في الجامعة؟
** إلى الآن لم تصلني أي شكوى بعنف جسدي، وأنا أقف إلى جانب الطالب بأبسط الأمور، فما بالك بعنف جسدي لن نسكت ابداً، لكن أحيانا تحصل إشكاليات بين طلبة فيذهبون بنقل بلاغات خاطئة للأمن، والأخير بدوره يتخذ إجراءات لكن لا تصل للعنف أبداَ وخلال فترة قصيرة عقدت اجتماعاً مع الأمنيين في الجامعة ومنعتهم من التصرف في شؤون الطلاب ماعدا في حالة الاشتباه الأمني الخطير، وإلا عند أي إشكالية عمادة الكلية هي من تتصرف فهناك عميد ومشرف أكاديمي ورؤساء أقسام.
* ماهي سياسة القبول التي ستتخذها الجامعة للعام الجامعي الجديد 2021-2022م؟ وما ردكم على الاتهامات الموجهة للجامعة بقبول من لديه وساطة، أو طلاب ذوي الدخل العالي؟
>> سياسة القبول لهذا العام هي نفس سياسة العام الماضي، أما حول الاتهام الموجه لنا فهو قديم، وللأسف وسائل الإعلام مسئولة عن هذا الاتهام وعن عدم نقل الصورة الحقيقية لما يجري في الجامعة، ويمكنكم التأكد والتركيز على إجراءات الامتحانات من أجل تصل المعلومات الصحيحة للمواطن، من خلال الزيارات الميدانية لآليات امتحانات القبول التي لا يتدخل أحد فيها لأنها مؤتمتة والطالب يمتحن في جهاز الكمبيوتر بعد ذلك تترحل نتيجته للنظام، وهو الذي يعلن النتيجة من خلال المفاضلة الالكترونية، يعني نتائج القبول لا تتدخل فيه الأيادي البشرية لا أنا رئيس الجامعة ولا غيري يستطيع التدخل لأنه نظام مغلق وكذلك وسائل الإعلام ينبغي عليها توعية المجتمع ونقل الإجراءات الشفافة غير القابلة للاختراق والوساطة، لكن هذا المفهوم المنتشر بين المجتمع هو منقول عبر الطالب الذي يذهب يختبر فلا ينال النصيب في القبول، ويتعذر لأسرته بعدم قبوله لأنه لا يملك وساطة، لا نسميه فاشل ولكن لم يكن الحظ من نصيبه.
* ماهي مشاريعكم الجديدة نحن الآن على أبواب سنة جديدة.. وهناك ازدياد في الكثافة السكانية وخاصة في صنعاء، وينبغي معالجة مشكلة السقف المحدد لبعض الكليات؟
** اعتقد أنا أن الكليات الطبية الحكومية والجامعات الحكومية وإلى جانبها الخاصة، تفي بالغرض لأنه لدينا 8 كليات طبية حكومية وهذا العدد يعد كبيراً بما فيها جامعتان طبيتان وهي جامعة جبلة وجامعة 21 سبتمبر، و6 كليات طبية في الجامعات الحكومية الأخرى، وضعف هذا موجود في الجامعات الأهلية، وهو كفيل أن يستوعب الطلبة في هذا المجال، لكن القصور ليس في التعليم الجامعي وانما في التعليم الفني والمهني.
*ولكننا دائماً ما نسمع شكاوى من الطلبة بعدم قبولهم بسبب الطاقة الاستيعابية خصوصاً في الكليات الطبية؟
>> الطالب لديه 7 خيارات غير جامعة صنعاء، ممكن اعددها لك الآن وهي: جامعة 21 سبتمبر في أمانة العاصمة، جامعة ذمار، وإب وجبلة والحديدة وجامعة تعز وغيرها من الجامعات الموجودة في المحافظات الجنوبية مثل جامعة عدن وحضرموت كلها طبية، وكما ذكرت وضعف هذا العدد من الجامعات الخاصة.
*تحدثت في حوار سابق أن هدفكم هو السعي وراء الاعتماد الأكاديمي العالمي، ماذا حققتم في هذا الجانب حتى الآن، وما تعليقكم على ترويج العدوان بأن الجامعة غير معتمدة منذ بداية الحرب؟
** الاعتماد الأكاديمي العالمي هو تحدٍ لكل الجامعات حتى في الدول الأكثر تطوراً، والموضوع هذا نصب أعيننا ونخطو فيه خطوات حثيثة، وكل ما ذكرته سابقاً من الأتمتة الالكترونية وأنظمة شؤون الطلاب وكذلك مشروع كبير وهو موضوع توصيف المقررات لكل المساقات العلمية في جامعة صنعاء، هو خطوة مهمة جدا في الحصول على الاعتماد الأكاديمي العالمي وأوضح لك وللسادة القراء أن الاعتماد الأكاديمي العالمي يختلف من تخصص إلى آخر لان هناك هيئات اعتماد عالمية متخصصة في المجالات المختلفة، فهناك هيئات متخصصة في مجال الطب فقط وكذلك هناك أيضاً هيئات متخصصة في مجال الهندسة والحاسوب ومثلها مجالات الآداب والعلوم وغيرها.
* وبخصوص ترويج العدوان أن الجامعة غير معتمدة؟
** عند بداية ترويجهم لهذا الخبر الكاذب نزل تصنيف جامعة صنعاء وتجاوزت أكثر من 800 نقطة أي أكثر من 800 جامعات عالمية، والتي يتلقى فيها أساتذتها مرتبات من ميزانية تشغيلية قد تكون موازنة البحث العلمي لها يفوق موازنة اليمن كاملة وبفضل جهود الأكاديميين والإداريين حققنا هذا النجاح الكبير في عام واحد، في ظروف العدوان وانعدام المرتبات والموازنة التشغيلية للجامعة.
* أيضاً سمعنا ردود بعض الدكاترة أن هذا التصنيف خاص بأعمالهم العلمية وليس له صلة بإدارة الجامعة؟
** هذا صحيح وهم محقون، فالجامعة هي ليست مباني وعمداناً، هي الطالب وعضو هيئة التدريس وإدارة، وبالتأكيد عضو هيئة التدريس هو أساس نجاحنا في التصنيف وهو "رأس مال البلد"، ومن خلال هذا الأستاذ الذي صمد واستمر في العطاء والبحث العلمي بدون مرتب وبدون تأمين صحي وقصور في خدمات الإسكان ارتفع تصنيفنا.
*بعض الكليات اختبرت طلابها هذه السنة بطريقة نظام الأتمتة وهو تطور كبير، لكنه قوبل برفض كبير من قبل بعض الدكاترة لان هذه الطريقة لا تناسب مواد بعض الكليات وتعد كارثة فالطالب الجامعي لا بد له أن يكتب مقالة علمية ويحلل وينتقد ويقدم رأيه؟
** هذا الموضوع تمت مناقشته كثيراً، فالمهارات التعليمية المختلفة كالكتابة والنقد يجب أولاً أن تدرب وهذا يتم من بداية الفصل الدراسي خلال أعمال السنة وبعد أن تدرب تقيم، لكن أن يأتي الطالب في نهاية السنة وأقيم له أي مهارة هذا خطأ كبير فالمهارة لابد أن تدرب ثم تقيم والامتحان النهائي ليس له دخل بالمهارات وتقييمها لأنها يجب تدريبها وتقييمها بعيداً عن الامتحان، لأن الامتحان النهائي عبارة عن الصقل المعرفي لخلاصة المادة ومن خلال الامتحان الإلكتروني اتضح لنا مشاكل في الأداء العلمي وصححنا تلك المسارات في كثير من الكليات التي فرضنا عليها هذا النظام، وعبر هذه الأعمال حققنا نقلة نوعية للعملية التعليمية، بالإضافة إلى ان أعمال السنة تكون مدخلة في النظام، تدخل تختبر وتعرف "مالك وما عليك ومابش حاجة اسمها زادوا علي غلطوا علي في الكنترول" لأن النتيجة تظهر لك مباشرة.
*ماهي البرامج في جامعة صنعاء التي توقف تمويلها جراء الحرب والعدوان؟
** بفضل الله نحن لم نوقف أي برنامج بل بالعكس استحدثنا كثيراً من البرامج في دراسة البكالوريوس والأكثر منها في الدراسات العليا وتقدر تقول انه نحن دخلنا أكثر من 100 برنامج في الدراسات العليا.
* تعرض علماء جامعة صنعاء وكوادرها الكبار خلال الفترة الماضية للانقراض بسبب الأوضاع السيئة وعدم قدرتهم في توفير الأدوية بعد معاناتهم بأمراض مزمنة، لماذا لا يكون لكم تدخل وتضعوا حلولاً لمعالجة هذه المشكلة؟
** هي كارثة حلت بالشعب اليمني نتيجة عدوان غاشم شمل كامل الشعب منهم سياسيون واقتصاديون ورجال أعمال، وأساتذة جامعات توفوا نتيجة عدم توفر الأدوية والإمكانات الطبية وعدم السفر إلى الخارج، وكذلك الدعم المادي الذي يفقده بالأساس الأستاذ الجامعي لأنه يفقد أبرز حقوقه منها التأمين الصحي ونحن لا ننكر أن الدكاترة الثروة الوطنية الأهم في أي دولة من دول العالم ومنها اليمن، ومثل ما قلنا سابقاً نحن رفعنا تصنيف الجامعة من خلال هذا الدكتور الذي كان موجوداً من قبل لكنه تلقى شيئاً بسيطاً من الدعم سميناه أجور الساعات ورفعنا أجور المناقشات والبحث العلمي ولذلك انطلقوا انطلاقات حققت العديد من النجاحات وكان بإمكاننا أن نتدارك هذه المشكلة إذا التفتت الدولة إلى هذا الأكاديمي من خلال التأمين الصحي والذي لن يكلف الدولة الشيء الكبير مقارنة بالجهات الأخرى، مثل الاتصالات بكل فروعها والضرائب والمالية والجمارك وغيرها، إلى درجة انه موظف في وزارة الشباب والرياضة لديه تأمين صحي، والأكاديميون الذين نعتبرهم علماء ورأس مال اليمن ليس لديهم تأمين صحي، وتحتجز جثثهم في المستشفيات الخاصة لأن أسرهم غير قادرة على الدفع، والجامعة لا حول لها ولا قوة في هذه القضية.
*تكلمت عن البدائل المالية ولكن بعضهم يرى أنها لا تكفي وتنقطع بين الحين والآخر؟
** بكل تأكيد هذا ليس محل للنقاش، لأن أجور الساعات هي تعتبر بدل مواصلات للأستاذ كي يستطيع الحضور للجامعة وتقديم محاضراته وإيصال رسالته العلمية وبالتأكيد أيضاً فالراتب لا غنى عنه لأنه حق من حقوق الدكاترة وهو الحد الأدنى، حتى الراتب كم هو راتب الأستاذ الجامعي في حال وجوده لن يتجاوز 500 دولار، علماء بهذا القدر يجب أن يعطوا أكثر من ذلك، لكنهم "راضون بالراتب هذا اينه".
* تحدثت في حوار سابق لك أنكم تواجهون معضلة كبيرة بشأن السكن الجامعي وأن قيادات في الدولة تقف إلى صف المخالفين وتتناسى عضو * هيئة التدريس، ما دوركم لإيقاف هذه المعضلة التي دائماً ما تثير ضجة كبيرة آخرها طرد أسر وعائلات بعض الدكاترة؟
** نحن أمام واقع مرير بخصوص هذه القضية، الجامعة تملك 216 وحدة سكنية، وعدد الدكاترة في جامعة صنعاء تقريباً 2000 عضو هيئة تدريس، المعادلة معقدة كيف تسكن 2000 دكتور في 216 وحدة سكنية، مستحيل يسكن أكثر من دكتور في شقة واحدة ولذلك تم التعديل في اللائحة وإصدار قرار جديد من مجلس الوزراء بتسكين الأكثر احتياجاً، ونحن عملنا دراسة وجدنا أن أكثر من 70% من الدكاترة يملكون سكناً خارج الجامعة اما مؤجر له أو مسكن ابنه، واتخذنا قرار أن السكن الجامعي من حق عضو هيئة التدريس الفقير الذي لا يجد سكناً وقمنا بتنفيذ القرار ونحن الآن في صدد إخراج الدكاترة الذين يملكون فللاً مؤجرة وزملاؤهم "يتشرشحون" في المحاكم والأقسام بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف الإيجار، وكان المفروض منهم أن يغلبوا المصلحة العامة مصلحة زميلهم وأن يخلي الشقة الجامعية بدون مشاكل لكن للأسف هناك بعض الأشخاص الأنانيين وبخصوص وقوف بعض قيادات الدولة إلى جانب بعض الدكاترة، فهذا الدكتور كان في مناصب سيادية ومعه علاقات مع مسؤولين كبار فيتصل المسؤول يدعم صاحبه وعندما أوضح لهم وجهة النظر، يتقبلون  هذه الفكرة ويسحبون الغطاء عن الأستاذ المخالف.
* إلى اين وصلت اجراءاتكم بخصوص إخراج 120 ساكناً تم تسكينهم في مساكن الجامعة قبل توليكم رئاستها؟
** هؤلاء شملتهم من ضمن الذين سيتم إخراجهم من مساكن الجامعة، وإلى الآن نحن أخرجنا مجموعة لا بأس بها ممن هم ليسوا أعضاء هيئة تدريس وتم تسكينهم سابقاً بسبب سفر الدكتور وتأجيره للشقة لشخص آخر.
* أثار أكاديميون وناشطون قضية طرد الجامعة لأسر بعض العلماء الكبار وممن لهم فضل على البلد، ما تعليقكم؟
** كما قلت لك نحن لن ولم نطرد أحداً إلا بحسب القانون الجديد وكل من تم طردهم يملكون أكثر من منزل خارج الجامعة، ولكن البعض من الإعلاميين والأكاديميين يقومون بدغدغة مشاعر الناس بأسماء رنانة، ولا يعلم أن الجامعة أمام تحدٍ كبير لدينا الفا عضو هيئة تدريس ومائتان وحدة سكنية وأنا ادعو المشككين بإجراءات الجامعة ووسائل الإعلام أن يحضروا للجامعة نشكل لجنة فحص ونسميها لجنة بيان حالة، ونشوف وضع عضو هيئة التدريس الفقير خارج الجامعة الذي لا يجد سكناً، والدكتور الذي يملك سكناً في الخارج ومؤجراً له وأيضاً يتأكدون حول إشاعة دول العدوان بطردنا الدكتور واستبداله بدكتور آخر محسوب على أنصار الله، نحن نعمل قرعة وادعو جميع وسائل الإعلام إلى تغطية تلك القرعة ونشوف من سوف يسكن، وإذا ثبت أن الجامعة تسكن من لا يستحق عليهم أن يفضحونا ويعلنوا ذلك للملأ.
*الكثير من الطلاب لديهم الحماس في التقدم للدراسات العليا الماجستير والدكتوراه ولكن التكاليف المالية التي تحملها الطالب بكاملها تضع حداً لهذا الحماس، لماذا لا تقفون إلى جانبهم في تحصيل شهاداتهم العليا؟
** إذا وقفنا إلى جانبهم من سيقف إلى جانب الأستاذ المشرف، الدراسات العليا تحتاج إلى تكاليف كبيرة للمشرف وكذلك أجور الساعات التدريسية التي هي أكثر، ونحن اتخذنا قراراً من أجل نشجع الدراسات العليا التي كانت قد أغلقت تماماً والسبب هو المنطق الذي تتكلم عنه أن الطالب فقير ومن خلال التسليم بهذه الفكرة أغلقت الدراسات العليا لأن عضو هيئة التدريس، لن يقبل بالإشراف مجاناً وسيقول لك: "أنا ادرس مجانا في البكالوريوس"، وهم مشكرون فالجامعات اليمنية لم تتوقف يوماً واحداً في ظل انقطاع المرتبات لمدى خمسة أعوام وإذا أغلقت الدراسات العليا في جامعة صنعاء، الذي يريد أن يدرس أين سيتجه؟ بالتأكيد سوف يسافر للدراسة في الخارج، والرسوم التي سيدفعها للخارج من الأفضل يدفعها في الداخل وستحل مشكلة المشرف والقسم ونحن اتخذنا قرارات هي مساعدة تدعم الدكتور في مواصلة مشوراه العلمي، وكما تعلم اجور ساعات الدراسات العليا ضعف أجور الساعات التدريسية في البكالوريوس، ولا تفكر أن رسوم الدراسات العليا تستفيد منها الجامعة فهي توظفها للدكتور للأشراف والمناقشة.
* البعض يقول لماذا لا يسلم الطالب الرسوم للدكتور مباشرة مادام وهي تصل إليه فلماذا تستلمها الجامعة؟
** لان الدكتور عندما يستلمها من الطالب مباشرة فيها إهانة له، مثلاً أنت عندما تعطي المشرف مستحقاته إلى يده ويقوم بتقييم رسالتك ويقول إنها لا ترقى للمناقشة العلمية يأتي الطالب هنا يتهم الدكتور "أنت شليت مني رشوة".
* انتشرت وثيقة لمهام "المستشار الثقافي" لجامعة صنعاء في أوساط الكادر الأكاديمي، وما يقال عن مخالفتها للقوانين واللوائح وتعارضها مع مهام بعض المسؤولين في الجامعة، ما توضيحكم لهذا الموضوع الذي أثار ضجة كبيرة؟
** أولاً لرئيس الجامعة الحق في أن يعين مستشارين والقانون يضمن ذلك، ثانياً لمجلس الجامعة أن يستعين بثلاثة من خارج الجامعة كأعضاء هيئة التدريس وأعضاء في مجلس الجامعة للاستنارة ولدعم الجامعة سواء كانوا مثقفين أو علماء وأصحاب رؤوس أموال ومسؤولين هذا القانون يكفل ذلك ونحن نعمل في اطاره.
* وماذا عما يقال بخصوص أن مهام المستشار تعارض مهام مجالس الأقسام العلمية؟
** بالنسبة لاختصاصاته هي اختصاصات ثقافية بحتة وليست بديلاً عن أي مكون لمكونات الهيكل الأكاديمي للجامعة وانما هي للاستشارة والاستئناس بالتنقيح الفكري الثقافي، والمستشار الثقافي ليس بشخصه إنما لجنة ثقافية يرأسها هو ومكونة من الكثير من المذاهب والأطياف السياسية، بحيث تظهر رسائلنا وكتبنا والمعلومات الجامعية بشكل لائق أخلاقياً ودينياً وحتى أيضاً من ناحية المضمون الفلسفي.
* ما الآثار المترتبة على قرار حكومة عدن بعدم قبول أي شهادة عليا لخريجي جامعة صنعاء بحجة تعيين جامعة صنعاء "مستشار ثقافي"؟
** القرار هذا لم نسمع به ولم ولن يطبق، لأن العالم يتكلم عن تصنيف أكاديمي للجامعات، ومن هم هؤلاء لكي يسحبوا الاعتراف عن الجامعات، أصلا هم لأحد يعترف بهم وليس لديهم نشاط ثقافي، بل على العكس الملحقون في الدول تسببوا بكوارث أمنية في تلك الدول لأنهم سرقوا حقوق الطلبة وأصبحوا مفضوحين في العالم وأقول أن جامعة صنعاء أكبر من وزارتهم ومن دولتهم الهشة.
* ما صحة ما يقال من اتهامات لرئاسة الجامعة من العمل خارج إطار قانون الجامعات اليمنية واللوائح المنظمة مثلا بإحالة بعض الدكاترة في بعض الأقسام دون المرور بالمجالس العلمية لها؟
** هذا الكلام غير صحيح كل الإجراءات التي تتم في جامعة صنعاء وفقاً للائحة، وإلا لن يسكت علينا أحد، وكل من لديه مظلومية من طالب أو أستاذ ضدنا عليه أن يتوجه للقضاء انا اليوم وانت عندي وقعت أكثر من 6 رسائل من القضاء دعوة حضور لجلسات، "محد يستحي مننا" وأيضاً القضاء مستقل ويقف إلى جانب الطالب أو الأستاذ ويكون القضاة سعيدين بأن يصدروا أحكاماً ضد الجامعة.
*هل سيتم فتح النظام العام في كليتي البترول والعلوم الطبية التطبيقية أم ستقتصر على نظام النفقة الخاصة كما حدث السنة الماضية ولماذا؟
** نعم ستقتصر على النظام الموازي..
* لماذا؟
** نحن في نفقات تأسيس هذه الكليات وهي كبيرة جداً، ودعمنا كما يعلم الجميع دعم ذاتي من خلال ايراداتنا وليس لدينا موازنات، ولا يوجد أي جهة داعمة وقدمت الجامعة لطلابها خدمة جديدة لم تكن موجودة وهي كبيرة بالإضافة إلى ذلك تم فتح مساقات علمية أخرى مجانية، مثلا كلية الزراعة رفعنا الطاقة الاستيعابية من 200 إلى 800، وفتحنا كلية الطب البيطري وفيها الدراسة مجانا والإقبال عليها كبير.
* ما خطة جامعة صنعاء في تمويل مراكز الأبحاث التابعة لها، وهل هي موقفة أم تؤدي عملها بالشكل المطلوب؟
** مراكز الأبحاث ليست متوقفة بل على العكس تؤدي مهمة بحثية كبيرة، وفيها عدد كبير من الباحثين الأكفاء والذين يقومون بالنشر في مجلات عالمية محكمة سنوياً، وعضو هيئة التدريس اسمه الباحث في هذه المراكز البحثية إذا مرت سنة ولم ينشر بحثه في مجلة محكمة يتم استبعاده من الكادر الباحث، أيضاً هذه الأبحاث سترفد الوطن بالحلول والآراء والابتكارات.
* لماذا لا يتم تدريس طلبة الجامعة مادة (تاريخ اليمن) كمتطلب مثل بقية الجامعات العربية، لتعريف الطالب بتاريخ بلده فالكثير لا يعرف عنها شيء؟
** باعتبارنا عضو في المجلس الأعلى للتعليم سنقوم بتبني هذا الطرح وهو في غاية الأهمية وارتباط الطالب اليمني بتاريخه قد يكون ارتباطاً ضعيفاً جداً ولن نقول معدوم لأن هناك طلبة مدركين لكثير من حقائق التاريخ أيضا هناك الكثير من التشويه والتزوير في حقائق التاريخ "من قيل وقال" والكتب المنشورة بدون رقابة عليها، وليش نقولك إن مهام المستشار الثقافي في الجامعة مهمة لتقويم الكثير من الاختلالات.
* هل جامعة صنعاء على استعداد لاستقبال الكادر الأكاديمي اليمني المغترب في السعودية بعد قرار طردهم كما سمعنا في الآونة الأخيرة؟
** بكل تأكيد نحن مرحبون بهم جميعاً واتخذنا قراراً في الجامعة بإعادة جميع من فصل نتيجة انقطاعه وغيابه في السعودية، ومن ليس في الجامعة سنستقبله بشرط حصوله على شهادة أكاديمية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا