محليات

مدير مديرية جهران بذمار لـ" 26 سبتمبر ": مدينة معبر معرضة لكارثة وشيكة

مدير مديرية جهران بذمار لـ" 26 سبتمبر ": مدينة معبر معرضة لكارثة وشيكة

أكد رئيس المجلس المحلي في مديرية جهران  بمحافظة ذمار، العميد صالح محمد العياضي، أن من أولويات المجلس،

خلال العام الجاري 2022، توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وفق الإمكانيات المتاحة.
وقال العياضي: "إن مدينة معبر معرضة لكارثة حقيقة جراء تدفق سيول الأمطار، وانعدام شبكة الصرف الصحي، بحاجة لحلول جذرية".
وتطرق إلى دور قاع جهران في تحقيق الأمن الغذائي، مرجعا التوسع في زراعة القات إلى غياب الخطط الإستراتجية للدولة خلال السنوات الماضية.

حوار :  فهد عبدالعزيز
* ما الأهداف التنموية التي تتجهون إلى تحقيقها خلال العام الجاري؟
** مديرية جهران تفتقر لأبسط المقومات الخدمية، تأتي في مقدمتها تصاريف سيول الأمطار، وشبكة الصرف الصحي التي تعتبر  الركيزة الأساسية في تحقيق التنمية من سفلتة شوارع مدينة معبر.
ولعلكم تابعتم خلال الأيام الماضية تعرض بعض الاحياء والحارات للغرق جراء سيول الأمطار، الذي يحتم علينا الحد من تكرار هذه المعاناة وإنقاذ المواطنين في مدينة معبر، الذين يواجهون كوارث سيول الأمطار بصورة مستمرة، الذين هم بحاجة ماسة لقنوات تصريف السيول، وايجاد شبكة الصرف الصحي،  حيث يعتمد الأهالي وسكان المدينة على البيارات اليدوية، التي تتعرض الكثير منها للانهيار والسقوط، ومثلت اهم العوائق أمام الجهود لشق الشوارع داخل المدينة وسفلتتها.
نسعى في مديرية جهران خلال الفترة الراهنة لتحقيق ابسط للخدمات الرئيسية وفقا للأولويات بما ينسجم مع الرؤية الوطنية لبناء الدولة، وفق الامكانات المتاحة والمتوفرة.
* ما الذي تم تحقيقه من مشاريع على أرض الواقع؟
** دعني اصدقك القول، لم تمض سوى 8 أشهر على تعيني بالمديرية، ولكن حاولنا جاهدين تحريك عجلة بعض المشاريع في مدينة معبر مركز المديرية، وكان من اهما إصلاح الشارع الرئيسي ضمن الأولوية الذي لا يزال العمل جاراً فيه، باعتباره شرياناً يربط العاصمة صنعاء بكافة المحافظات الجنوبية، والعمل على رصفه بالأحجار، وتوسيع العملية التعليمية بإنشاء مدرسة الحرية على نفقة فاعل خير، وايجاد 5 مشاريع للمياه منها 4 مشاريع ريفية ومشروع مركزي.
* تتعرض مدينة معبر لاقتحام سيول الأمطار.. ضعنا في الصورة عن الاسباب والمعالجات؟
**حقيقة تعرض المدينة للسيول لأسباب تراكمية منذ العقود الماضي، اذ تشكل تهديداً كبيراً لمنازل المواطنين، تعود بعضها لإنزال المخططات العشوائية والبناء في مجاري السيول، وتحديدا حارة المجرة، التي تتعرض لسيول الأمطار..الشيء الغريب، كيف نفذ المسؤول وأنزل المخطط دون أن يضع في حساباته بأنها مجاري سيول، ولا يمكن أو يسمح للبناء فيها، وكان من أهم اسباب تكرار كوارث السيول في حارة المجرة بصورة متكررة.
أطلعنا قيادة السلطة المحلية بالمحافظة، ممثلة بالأستاذ المجاهد محمد البخيتي على وضع المدينة بأنها معرضة لكارثة حقيقية، ليس من سيول الأمطار فقط، إنما من خلال انتشار البيارات التي تمثل مصائد وكمائن للسيارات والاطفال وغيرهم، وتفاعل الأخ المحافظ ووجه لجنة الطوارئ بالوقوف إلى جانب أهالي معبر.
في الوقت الراهن ينبغي فتح تحقيق لمعرفة المتسبب بمثل هذه الكارثة قبل عقود من السنوات ومحاسبته لما اقترفه من مشاكل أضرت بالمواطنين ومستقبل المدينة بصورة مستمرة.
* هل وضعتم خططاً مسبقة لتصريف سيول الأمطار على الأحياء السكنية؟
** نعول كثيرا على الله ثم على الأخ المحافظ الذي يقود عملية التصحيح الجذرية بالمحافظة، الذي سبق واطلعناه بمعاناة مدينة معبر والتهديدات التي تواجهها بعض الحارات بالغرق، واستجابة لتوجيهات الأخ المحافظ شاركت لجنة الطوارئ بالمعدات في فتح منافذ وقنوات تصريف مياه السيول من الحارات، وايجاد الحلول والمعالجات طارئة للأهالي.
الا أن مدينة معبر بحاجة لحلول ومعالجات جذرية خصوصا وأن المدنية تشهد توسعات وزيادة في عدد السكان بصورة مستمرة.
ونقولها بكل وضوح ما تعانيه معبر من تهديد سيول الأمطار، بسبب التخطيط العشوائي للمدينة من الهيئة العامة للأراضي والتخطيط العمراني، التي لم تضع أي مجال لتصريف سيول الأمطار.
* ما الدور الذي تسهم به جهران في تحقيق الأمن الغذائي؟
** اسهم قاع جهران الزراعي الذي تبلغ مساحته 12 ألف هكتار في مختلف المراحل التاريخية بتأمين الغذاء لابناء اليمن، باعتباره أهم المناطق الزراعية الخصبة، يحتم على الجميع التوجه الصادق مع دعوات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، الذي أكد وشدد على أهمية التوجه نحو الزراعة منذ اليوم الأول للعدوان على بلادنا لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي، وهناك توجه مؤسسي من مختلف الجهات المعنية للتوسع في الزراعة من خلال انشاء جمعيات وكيانات خاصة بالمزارعين تنفذ مختلف الانشطة والبرامج المختلفة، رغم التوسع العمراني الذي يهدد الزراعة في قاع جهران.
* إلى ماذا يرجع اتساع زراعة القات في قاع جهران؟
** هناك الكثير من الأسباب التي تكمن خلف اتساع زراعة القات ليس في جهران فقط، وانما في الكثير من المناطق، ابرزها عدم تشجيع الحكومة للمزارعين للتوجه نحو الزراعة البديلة للقات من مختلف الثمار والفواكه التي تسهم في رفد الاقتصاد الوطني.. للأسف الشديد أصبح المزارع يبحث عن المنتج الأكثر دخلاً له، لكن بوجود البدائل والدعم والتشجيع الحكومي، سيتم العزوف عن زراعة القات.
كذلك تعود إلى ضعف التوعية ودور الإعلام الزراعي في التطرق لمثل هذه القضايا ومخاطرها على التربة باستخدام المبيدات، واستنزاف المياه الجوفية، وعدم تبني الحكومات السابقة أي استراتيجيات زراعية مستقبلية تسهم في تحقيق الأمن القومي الغذائي والاكتفاء الذاتي للبلد.
بالإضافة إلى كارثة التوسع العمراني في المساحات الزراعية التي تشكل تهديدا حقيقيا للزراعة في قاع جهران، الذي وقفنا أمام هذه الاشكالية بقوة واجراء خطة لمنع البناء في الأراضي الزراعية والبناء العشوائي بالمدينة.
* ما أهم الإجراءات المتخذة بذلك؟
** تم عقد لقاءات مع الأمناء الشرعيين، والاجتماع مع رئيس المحكمة على أساس منع البيع والشراء للأراضي الزراعية لغرض البناء، والسماح بالبيع لغرض الزراعة وحققنا إنجازاً كبيراً جداً.
* وما دوركم في الحد من الحفر العشوائي للآبار والاستنزاف الجائر للمياه الجوفية لري القات؟
** تحركاتنا في اطار هذا موجودة وعملنا على وضع آلية تمنع السماح بتعميق الآبار، إلا بعد التوقيع من قبل الأمين الشرعي بالمنطقة، وعضو المجلس المحلي، والجهات المعنية، بأنها مطابقة للمواصفات، وقطعت مديرية جهران شوطاً كبيراً في هذا الجانب، محققة المرتبة الأولى بتطبيق الاجراءات القانونية، بالإضافة إلى ضبط واحالة 11 حفارا إلى النيابة.
كما عملنا على منع نقل المياه من المديرية لري القات في المديريات  الأخرى.
* ما الأنشطة والبرامج المنفذة في الجانب الزراعي؟
** نسمع عن الكثير من الخطط والبرامج الزراعية، ولكنها تبقى على الورق، اما على الساحة الزراعية تنفيذها ضئيل جدا وبعضها تأتي من بعض المنظمات الداعمة، مثل مشاريع التقطير أسفل جهران.. مديرية جهران ارضها طيبة تحتاج للفتة جادة من قيادة الدولة، باعتبارها السلة الغذائية لليمن، ومنطقة استراتيجية تقع في قلب البلاد،، وحاليا نخوض معركة الوعي بين المزارعين بالحفاظ على الزراعة التي تمثل الهوية الحقيقية لكل يمني، ونعمل جاهدين للحد من التوسع بالبناء في الاراضي الزراعية.
* كم عدد الجمعيات الزراعية في المديرية؟
** الجمعيات الموجودة في عموم المديرية تصل لكثر من 10 جمعيات، و قرابة 11 وكالة زراعية خاصة، تسهم في خدمة المجتمع، رغم الاحتكار.. خلال الأشهر القليلة الماضية عملنا جاهدين لتأسيس جمعية عامة، لأبناء مديرية جهران، على أن يكون هناك ممثل واحد من كل قرية، هدفها التأهيل والتدريب مع مؤسسة بنيان، وإن شاء الله سيتم تنفيذها على أرض الواقع.
* ما حجم الاستثمار الزراعي؟
** هناك استثمارات، لكنها محدودة جدا لا تكاد تذكر، ونأمل أن يتوسع الاستثمار في الجانب الزراعي، لأن هناك أراضي تقدر بـ 25% غير مزروعة ، للعديد من الاسباب، بعضها محل نزاع بين المواطنين انفسهم، ونزاع بين المواطنين والدولة.
لهذا ندعو إلى تشكيل اللجان العدلية لحل مختلف اشكالات الأرضي في مثل تلك القضايا، التي اسهم عضو المجلس السياسي الأعلى الاستاذ محمد علي الحوثي، بدور كبير جدا في حل الكثير من القضايا عن طريق تلك اللجان.
* ما دوركم في الرقابة والتفتيش على تجار المبيدات الزراعية؟
** بالنسبة للمبيدات الزراعية يتم النزول اليومي من قبل لجان الضبط والتفتيش على المبيدات بصورة مستمرة، حيث تم ضبط 5 مخالفات خلال الشهر الماضي عدد من المبيدات وتم اتلافها وإتخاذ كافة الإجراءات القانونية، واحالة المضبوطين إلى الجهات المختصة لتطبيق القانون بحقهم، لم يكن ما يتم تنفيذه بالمستوى المطلوب، بسبب الافتقار للمهندسين المختصين في هذا الجانب.
* ما الصعوبات والمشاكل التي تواجهكم في قيادة المديرية؟
** يحتاج المجتمع للتنمية في مختلف المجالات، ونحن نبذل ما بوسعنا للتخفيف من معاناته جراء الحرب والحصار المفروضة على بلادنا منذ أكثر من 7 سنوات، خلفت اوضاعا إنسانية صعبة، ونعاني شح الامكانات ونحاول قدر المستطاع تنفيذ ما نقدر عليه لمدينة معبر التي هي بحاجة لمشاريع استراتيجية لتصريف سيول الأمطار ولشبكة تصريف مياه الصرف الصحي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا