محليات

فيما ينتج اليمن 22 ألف طن سنوياً من البن من مساحة 35 الف هكتار:البن اليمني.. حضور في السوق العالمية ومنافسة في السوق المحلية

فيما ينتج اليمن 22 ألف طن سنوياً من البن من مساحة 35 الف هكتار:البن اليمني.. حضور في السوق العالمية ومنافسة في السوق المحلية

الرئيس المشاط يؤكد على التوسع في غرس أشجار البن في كافة محافظات الجمهورية
مظاهر احياء اليوم الوطني للبن الذي يوافق 3مارس من كل عام، جاءت هذا العام وسط تفاعل رسمي وحضور شعبي،

يعبر عن مكانة هذا المحصول التاريخي والنقدي بين بقية المحاصيل الزراعية الاخرى، والآمال المستقبلية في استعادة البن اليمني مكانه في صدارة الأسوق العالمية لما يتميز من الجودة والمذاق..  وتأكيداً للتوجه الداعم من قبل القيادة الثورية والسياسية للتوسع في زراعة شجرة البن، فقد حرص رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير مهدي المشاط وكبار مسؤولي الحكومة على المشاركة في افتتاح معرض صنعاء للقهوة والمهرجان التسويقي للبن اليمني الذي احتضنته على مدى ثلاث أيام العاصمة صنعاء.

استطلاع | عبدالحميد الحجازي
وحث الرئيس المشاط على الاهتمام بزراعة البن ودعم المزارعين بالشتلات وتحفيزهم على زراعة هذا المحصول النقدي المهم، لما له من دور في رفد الدخل القومي بالعملة الصعبة .. وأوضح أن البن اليمني منتج أصيل عُرف بجودته العالية وارتباطه بحضارة اليمن.. مشيراً إلى أن البن اليمني اشتهر على مستوى العالم عبر تصدير كميات كبيرة إلى مختلف بلدان العالم من ميناء المخا والذي عرف عالمياً باسم "موكا كوفي"، ومؤكداً في ذات السياق دعم المجلس السياسي الأعلى لجهود وزارة الزراعة والري والجهات ذات العلاقة في زراعة الأشجار المثمرة، بما فيها التوسع في غرس أشجار البن في كافة المحافظات اليمنية.
من جانبه اكد رئيس مجلس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور على أهمية المعرض والمهرجان، وما يمثلانه من تظاهرة سنوية للترويج للبن اليمني، واطلاع المجتمع على أنواعه المتعددة وميزاته الكبيرة مقارنة بالأصناف المستوردة.. مؤكداً أهمية تضافر مختلف الجهود لتطوير زراعة البن وتوفير مقومات النهوض به وحمايته.

يحظى باهتمام
وعلى هامش معرض صنعاء للقهوة، اجرت صحيفة" 26 سبتمبر"  استطلاع الرأي التالي مع عدد من المشاركين والزوار للمعرض.. وكانت البداية مع الاخ سمير علي العتمي - نائب مدير عام تنمية البن بوزارة الزراعة والري- الذي قال: إن محصول البن يحظى باهتمام كبير من القيادة العليا ومن قيادة وزارة الزراعة، ويتضح ذلك من خلال التوجهات التي تمت في الفترة القريبة الماضية، والمتمثلة في زراعة مليون شتلة في العام 2019م ، وتوزيع مليون و500 شتلة في العام 2020م ، وكذلك في الاعوام 2021م و2022م ، إلى جانب اعتماد 3 من مارس يوم وطني للبن كمناسبة لعرض كل جديد في الأدوات والأجهزة، وأنواع البن التي تزرع في الجمهورية اليمنية.
واشار العتمي إلى أن المساحة المزروعة بأشجار البن وصلت إلى 35 ألف هكتار تنتج سنوياً حوالى 22 ألف طن، مع وجود أكثر من 120 شركة لتصدير البن إلى خارج بلادنا، وهو ما يفتح باب التنافس في الجودة والسعر وحصول المزارع على عائدات جيدة في سوق منافسة مفتوحة.. لافتاً إلى انه وبسبب جودة البن اليمني العالية يتم تصدير أغلب الانتاج إلى الخارج، ولا يُغطى السوق المحلية إلا بكميات قليلة، الأمر الذي ساعد على استمرار دخول البن الخارجي لليمن بطرق غير قانونية خصوصاً بعد قرار منع تداول البن الخارجي داخل اليمن.
واشاد نائب مدير عام تنمية البن بوزارة الزراعة بتوجه المزارعين خلال السنوات الخارجية إلى قلع شجرة القات واستبدالها بشجرة البن، كما حدث في منطقة حراز وآنس وإب.. مبيناً أن هناك توجهاً في المرحلة الراهنة لزراعة شجرة البن في مناطق خولان وارحب والجوف.

اهتمام محدود
>> فيما يرى عدنان محمد شبام الرئيس التنفيذي لمشاتل " واي 30" ضمن المشاركين في معرض صنعاء للبن اليمن، بأنه ورغم اهتمام الجهات الرسمية مؤخراً بمحصول البن،  إلا أن ذلك الاهتمام يظل محدوداً للمكانة الاقتصادية والتاريخية الهامة التي تحظى بها شجرة البن وايضاً ثقافة البن في اوساط المجتمع..  وأضاف أن مشاتله بدأت العمل في العام 2017م ، وتمكنت في المرحلة الاولى من زارعة 4 آلاف شتلة من شجرة البن، وحالياً تعمل من خلال ثلاث مشاتل لتغطية زراعة شتلات البن في محافظات الجمهورية، كما أن هناك توجهاً للبدء بعمل حقول تجارب في محافظتي شبوة والجوف ونشر ثقافة زراعة البن في بقية مناطق اليمن.

البيئة الخصبة
>> أما الأخ طه عبدالرحمن صلاح – من شركة " فيرشن" التي تشارك في المعرض بأنواع متعددة من البن أهمها بن  منطقة مسور بمحافظة عمران، فيقول: إن محصول البن محصول اقتصادي ارتبط تاريخاً باليمن منذ زمن بعيد، وكان لليمنيين الفخر بأنهم من قام بزرع هذه الشجرة ونقلها إلى العديد من البلدان الاخرى ونقل ثقافة القهوة معها.. وأضاف: أن مهرجان صنعاء للقهوة جاء في اطار استعادة شجرة البن لمكانتها وقيمتها الاقتصادية والحضارية.. مشيراً إلى  أن جودة البن اليمني تكمن في البيئة الخصبة التي حباها الله لبلادنا خصوصاً في المناطق المرتفعة ومعتدلة المناخ، وهو ما ساهم في وجود انواع مختلفة من البن ذات المذاق والجودة العالية، الأمر الذي جعل البن اليمني يحتل المرتبة الأولى عالمياً بين مختلف الدول المنتجة للبن.
 واعتبر صلاح أن التسويق الجيد لمحصول البن وحصول المزارعين على اسعار مجدية وعادلة، أحد العوامل المهمة التي تساهم في تحول المزارع نحو زراعة البن بمساحات كبيرة وزيادة الانتاج.

تعرض للإهمال
>> ويشير الأخ أحمد محمد علي عبادي- مستشار الغرفة التجارية نائب رئيس لجنة التجارة الداخلية باتحاد الغرف التجارية، إلى أن البن اليمني تعرض للإهمال في الفترات الأخيرة خصوصاً مع منافسة شجرة القات وعائداتها السريعة التي فضلها المزارع على الانتظار لمحصول البن.. ويضيف: أن سعر الطن من البن اليمني وصل عالمياً إلى 15 ألف دولار بينما افضل انواع البن الاخرى بما فيها البرزيلي لا يتجاوز سعره 2000 دولار، وهذا يعود لجودة شجرة البن اليمني وطبيعة التربة والطقس في اليمن ، حتى لو تم نقل شجرة البن من اليمن إلى دول اخرى لن تعطي المحصول بنفس جودته في اليمن.
وتحدث عبادي عن حرص اليمنيين على استخدام " القشر" في مشروبهم وتصدير البن الصافي للخارج للعائد الاقتصادي الذي يعود به ، لافتاً إلى ان تصدير البن  اليمني بدأ عن طريق ميناء المخا ثم عبر ميناء عدن ثم الحديدة شركة " ايطالك" واشتهرت اليمن من ذلك التصدير وصار اسم البن مقروناً بأسم اليمن في كل العالم.
وبين أن المعارض والمهرجانات التي تقام حالياً تتميز بأنها أوجدت شباباً يدرسون البن وطرق تحسينه بدلاً من الطرق التقليدية القديمة، فاصبح المزارع من خلال هذه الثقافة والتقنية المتوفرة ينظر للتصدير وأهمية المنافسة على الجودة والمواصفات العالمية.

قرارات صائبة
>> أما شهاب المليكي من " كوفي لاند"، فيقول: إن ثقافة البن متأصلة في مجتمعنا اليمني فلا يكاد يوجد بيت في اليمن لا يفضل القهوة كمشروب يومي، لكن المشكلة التي نعاني منها هو غزو البن الخارجي للسوق المحلية، فاصبح البن المستورد رغم جودته الرديئة ضمن تفضيلات المستهلك اليمني..  وأشار إلى ان الدول الخارجية المنتجة للبن لا تهتم بجودة البن بقدر ما تهتم بكميات انتاجه وبذلك يصل إلينا بجودة رديئة وسعر أقل، فوجد له سوقاً في ظل الظروف الاقتصادية لمجتمعنا، وعزوف المزارعين اليمنيين بعد أن قل المردود الاقتصادي عن زراعة البن والبحث عن محاصيل أخرى كشجرة القات مثلاُ وهي كارثة كبرى.
واضاف المليكي: أن منع استيراد وتداول البن الخارجي من القرارات الصائبة التي ستجعل المزارع اليمني يعود لزراعة البن نتيجة ارتفاع الطلب عليه في السوق المحلية والسوق الخارجية .. مطالباً بإعطاء المزارعين التسهيلات والحوافز التي تشجعهم على التوسع في زراعة شجرة البن، للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والتصدير بكميات تجارية واعادة مجد القهوة اليمنية، وبالتالي دعم الاقتصاد الوطني بشكل كبير.

جزء بسيط
> أوضح الاخ محمد عبدالله الارياني-  مؤسسة الهامي لإنتاج وتجارة البن الحواري الذي يزرع في منطقة حوار في اريان مديرية القفر، أن اليمنيين كانوا قد استغنوا عن القهوة بمشروب الشاي ، إلا أن هناك توجهاً في الفترة الاخيرة للعودة إلى مشروب القهوة اليمنية ، وهذا يتطلب التوسع في زراعة شجرة البن.. مشيراً إلى ان كل ما ينتج حالياً لا يغطي سوى جزء بسيط من احتياج السوق المحلية، كما ان اغلب الانتاج يذهب للتصدير للخارج، وبالتالي يقع على الدولة وكذلك القطاع الخاص الاتجاه لزيادة المساحة المزروعة بالبن في مختلف المحافظات اليمنية.
واضاف الارياني أن البن الحواري رغم كميات انتاجه القليلة يمتاز بمذاقه الفريد الذي لا يضاهيه أي بن أخر في مناطق اليمن خصوصاً إذا ما تم تحميصه بطرق معينة تحفظ جودته ونكهته، وذلك بحكم المنطقة التي يزرع فيها، كمنطقة دافئة ومهيأة من الله لزراعة البن فقط وبعض اشجار المانجو.

ثقافة البن
> في حين قال الاخ محمد الرميم – مؤسسة الجودة لإنتاج وتصدير البن- :" حريصون على المشاركة في اغلب المهرجانات والفعاليات التي تساهم في نشر ثقافة البن في اوساط المجتمع ، وكذلك تشجيع المزارعين على الاستمرار في زراعة هذا المحصول والتوسع في رقعة الارض الزراعية له بدلاً من زراعة شجرة القات التي اضرت كثيراً باقتصادنا واحتلت مساحات واسعة من اراضينا الزراعية.. واضاف: نحن في مؤسسة الجودة نعمل على تشجيع زراعة البن، وتعريف المزارعين بالطرق الصحيحة للعناية بشجرة البن وجني المحصول وتجفيفه بشكل جيد يحافظ على جودة ونكهة البن وبالتالي يستفيد المزارع من خلال السعر المناسب الذي يعينه على الاستمرار وزيادة كميات الانتاج في السنوات القادمة.

معروف عالمياً
>> الاعلامية ليلى سعيد من فلسطين ، قالت: معرض البن في عاصمة اليمن صنعاء يمثل أهمية كبيرة لأنه أظهر أصالة البن اليمني، وعرفنا نحن كزوار للمعرض أنواع كثيرة من البن وطرق زراعته وتحضيره كمشروب يفضله كل الناس.. وأضافت: أن سمعة البن اليمني معروفة عالمياً وعليه اقبال كبير، وهذا بحد ذاته حافز لإخواننا في اليمن للتوسع في الزراعة وزيادة كميات الانتاج، والاستفادة من العائدات الاقتصادية في تحسين وضع المجتمع بشكل عام.

الاستقرار والنهوض
>> أما المصورة أية مكاوي من السودان، فقالت: جميل جداً أن نرى هذا الاهتمام من المسؤولين والمزارعين في اليمن لزراعة شجرة البن وتحسين جودة الانتاج من هذا المحصول الذي له عائدات اقتصادية خصوصاً ما يتم تصديره إلى اسواق العالم.
وأضافت: البن اليمني له شهرته العالمية أكثر من أي أنواع البن الذي تنتجه مثلاً البرازيل وغيرها من الدول، لكن اليمن الشقيق تعرض في السنوات الماضية لحرب اقتصادية وحرب عسكرية، وإن شاء الله يعود له الاستقرار وينطلق من الزراعة والصناعة وينهض في مختلف المجالات.    

 المحرر:
ورغم المشاركة الرمزية من قبل المصدرين والمسوقين للبن في معرض صنعاء للقهوة، إلا أن المزارع كالعادة هو الحلقة المفقودة والمهملة في مثل هذه المهرجانات، وكذلك الحال بالنسبة للمستهلك المحلي المغيب من اهتمامات التجار والمصدرين، فاغلب ما تم عرضه عينات للتصدير أو للتذوق فقط، في حين كانت توقعات المواطنين بأن يحظون بعروض وتخفيضات تكسر الارتفاعات السعرية للبن في الأسواق والمولات.
والملفت من عام إلى آخر زيادة عدد المشاركين من أصحاب المتاجر الإلكترونية " تسويق إلكتروني" الذين يفترض وجودهم ليس في مثل هذه المهرجانات المحلية بل في المهرجانات والفعاليات الدولية، فالمستهلك المحلي لا يحتاج   إلى وسطاء للحصول على كميات بسيطة من البن.
ومع ذلك تظل هذه المهرجانات من الأهمية بمكان لتعزيز ثقافة المواطن بمشروب القهوة اليمنية، والاعتزاز أيضاً بهذا المنتج المحلي الذي له سمعته التاريخية وجودته العالية، والذي يمكن مستقبلاً أن يكون أحد روافد الاقتصاد الوطني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا