محليات

« 26 سبتمبر » تحاور البروفيسور عبدالعزيز بن حبتور- رئيس حكومة الإنقاذ الوطني:وحدة الوطن اليمني أصبحت وحدة أمة وليست وحدة أشخاص أو أحزاب

« 26 سبتمبر » تحاور البروفيسور عبدالعزيز بن حبتور- رئيس حكومة الإنقاذ الوطني:وحدة الوطن اليمني أصبحت وحدة أمة وليست وحدة أشخاص أو أحزاب

استحسنت نقل بعض ما سطره رئيس الشهداء صالح علي الصماد سلام الله عليه لكتاب البروفيسور عبدالعزيز بن حبتور- رئيس حكومة الإنقاذ الوطني:

اليمن في مواجهة عاصفة الحزم الجزء الأول تحت عنوان "نقاء السريرة" كمقدمة للحوار الذي أجرته صحيفة "26سبتمبر" مع رئيس حكومة الإنقاذ الوطني.. كونها شهادة من رئيس جمهورية مشهود له بالصدق والأمانة:
يقول الشهيد الصماد: صفاء النفس ونقاء السريرة غالباً ما نجدها لدى الأكاديميين والمثقفين الذي أفنوا جل حياتهم في التحصيل العلمي والاستزادة منه من خلال البحث المتواصل عن مناهل المعرفة المختلفة خدمة لأمتهم وشعوبهم، حيث نلاحظهم وصلوا الى مراحل متقدمة في قراءة الأحداث وسبر أغوارها وتحليلها سلباً وإيجاباً في ضوء الثوابت الوطنية الأساسية في حياة الشعوب والأمم مدركين الخصوصيات الثقافية والاجتماعية التي ينفرد بها ذاك الشعب أو ذاك عن أقرانه عن بقية الشعوب الأخرى..
في هذا السياق الأستاذ الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور- رئيس حكومة الإنقاذ الوطني يعتبر من الشخصيات الوطنية البارزة على مستوى الوطن اليمني نجده يقف شامخاً مع الحق وضد الظلم والطغيان مع الوطن اليمني الموحد الأرض والإنسان.. تقلد الكثير من المناصب في إدارة الدولة وعلى الرغم من كل ذلك منهج البحث العلمي والتأليف والتوثيق يلازمه خلال مراحل حياته العلمية والعملية..
"26سبتمبر" انتهزت فرصة حلول العيد الوطني الثالث والثلاثين للجمهورية اليمنية وأجرت مع دولته حواراً تحدث فيه عن هذه المناسبة الوطنية الخالدة مؤكداً أن الوحدة آمن بها اليمنيون وأنها وجدت لتبقى.. فإلى التفاصيل:

حاوره: احمد ناصر الشريف
بداية نشكر البروفيسور عبدالعزيز صالح بن حبتور- رئيس حكومة الإنقاذ الوطني على تخصيصه جزء من وقته للحديث لصحيفة "26سبتمبر" وسؤالنا الأول هو: وشعبنا اليمني يحتفل بالعيد الوطني الثالث والثلاثين لإعادة تحقيق الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية.. كيف تقيمون صمود الوحدة ومقاومتها للدعوات الانفصالية وإفشال التآمر عليها من الخارج والداخل؟
>> شكراً لصحيفة "26سبتمبر" هذه الصحيفة الوطنية الكبيرة التي تحمل اسم الثورة الأم 26 سبتمبر في الجمهورية اليمنية.. بطبيعة الحال كلما ما مررنا به من عقد الزمان ونحن الآن مررنا بالعقد الثالث ودخلنا في العقد الرابع أكيد هذه الوحدة تعرضت وتتعرض لسيل من المؤامرات لأن خصومها كثر في الداخل والخارج.. لكن أكبر خصمين لها في الخارج للأسف هما مجلس التعاون الخليجي والمملكة السعودية تحديداً..
هذه الدول تعتقد أن في توحيد اليمن تضعف مكانتها في الجزيرة العربية، وبالتالي هم يبحثون عن مزيد من التشظي ومزيد من الفرقة من أجل يسهل السيطرة اما اليمن كله بجزئيه أو الجزء الذي يسيطروا عليه من خلال عملائهم وخلافه.. لكن أنا أؤكد لك وأنت إعلامي مشهور أن هذه الوحدة ليست وحدة أشخاص ولا أفراد ولا أحزاب ولا دول وإنما هي وحدة أصبحت وحدة أمة ووحدة الأمة ضمانها في ذاتها.. اليمنيون مستعدون أن يدافعوا عن هذه الوحدة في كل زمان ومكان بكل ما يمتلكون من إمكانات وقدرات، وبالتالي يستحيل أن نعود خطوة الى الوراء في موضوع الوحدة اليمنية..

الوحدة تجسدت في فكر الإنسان اليمني
> الوحدة اليمنية عبر التاريخ تشكل القاعدة الأساسية للشعب اليمني بكل مكوناته وفترات الانفصال هي الاستثناء.. والنادر لا حكم له كما يقال.. ومع ذلك نجد البعض يربط أخطاء إدارة الدولة بالوحدة ويجعلها شماعة لتحميلها المسؤولية.. كيف تعلقون على ذلك؟
>> الذين يربطون قضية الوحدة ببعض الأخطاء الإدارية والإجرائية هؤلاء نظرتهم قاصرة لفهم فكرة الوحدة.. فهم فكرة الوحدة هي في الواقع أكبر وأعمق من الشخوص والأحزاب والإدارات ولذلك نحن نقول أن الوحدة تجسدت قضيتها أولاً في عمق تفكير الإنسان اليمني.. ثانياً في أرثه التاريخي الطويل.. ثالثاً في المصلحة المباشرة له.. هناك مصلحة حقيقية إنسانية واجتماعية واقتصادية وثقافية لكل يمني يعيش على هذه التربة.. له مصلحة في بقائها.. رابعاً يستحيل التفريط في الوحدة مهما كانت المغريات التي تأتي من الخارج مع مجموعة من العملاء في الداخل.. هؤلاء مشاريعهم دون شك ونحن نحكم عليها أنها منتهية لأن إرادة الأمة العربية هي إرادة واحدة وقوية تجاه الوحدة اليمنية المباركة..
> في ظل ما يحدث حالياً من تآمر على الوحدة وما يرافقه من دعوات للانفصال.. في رأيكم هل سيكون لهذا التوجه غير المسؤول تأثير على الإرادة الشعبية؟
>> على الإطلاق.. أنا أؤكد أن اليمنيين آمنوا بالوحدة كقضية إستراتيجية.. واليمنيون عندما خرجوا في 22 مايو عام 1990م خرجوا بإرادة شعبية واسعة وهم اكتووا من النظامين السابقين ما قبل الوحدة في الشمال وفي الجنوب.. وإن كان في الجنوب اكتووا أكثر.. اكتووا من خلال الإجراءات الماركسية المتطرفة.. اكتووا من خلال السحل الذي كان يتم للشخصيات والعلماء والقادة في الجنوب.. اكتووا بسبب الصراعات التي كانت تحدث بين الجبهة القومية وجبهة التحرير والحزب الاشتراكي اليمني بينه البين اكتووا من التأميمات أمموا عليهم كل شيء بما فيها حوانيت الحراثة.. إذاً اليمنيون آمنوا إيماناً مطلقاً بالوحدة بعد أن ودعوا فترة تاريخية مؤلمة واستقبلوا فترة استقرار وهي فترة الوحدة اليمنية..

اليمنيون لديهم مناعة من الهزيمة
> مع دخول العام التاسع صمود في وجه تحالف العدوان.. ماهي أهم القرارات الأنسب للأعوام الثمانية التي عاشها الشعب اليمنية وقواته المسلحة ولجانه الشعبية ونخبه السياسية في مواجهة عدوان ظالم تشارك فيه دول كبرى وإدارة معارك المواجهة وكذلك الشأن الاقتصادي في ظل أوضاع استثنائية؟
>> الدرس الأبلغ والأكبر الذي يستقيه أي إنسان من هذا الصمود الأسطوري الذي صمده الشعب اليمني طيلة ثماني سنوات ونيف هو أوله في تماسك الجبهة الداخلية وتماسك بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وأيضاً في الجبهة الداخلية من خلال توجيهات دائمة ومستمرة من قبل قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدرالدين الحوثي إضافة الى ذلك أن الشعب اليمني عنده مناعة من قضية الهزيمة يؤمن إيماناً مطلقاً بالنصر أو الاستشهاد لا يوجد لديه قضية وسطية وهذا تأكيد لدروس التاريخ أن اليمن هي مقبرة الغزاة وأن اليمن كانت ولا زالت عصية على الغزاة الأجانب.. اليمن هي في جزء من تضاريسها الوجداني زائداً تضاريس الجغرافيا زائداً التلاحم الشعبي والتلاحم الإنساني والوجداني.. كل هذه العوامل هي التي مكنت الشعب اليمني من صد العدوان الذي تكون من 17 دولة.
> كيف يمكن أن يتجاوز الشعب اليمني حالة اللا سلم واللا حرب التي يحاول تحالف العدوان فرضها والتلاعب بالمفاوضات التي تهدف الى إنهاء العدوان والحصار؟
>> السعودية والإمارات يفرحون بوجود الهدنة وهي فترة اللا حرب واللاسلم.. وهذه الحقيقة أكد عليها قائد الثورة وفخامة الرئيس مهدي المشاط بأننا لا يمكن أن ننتظر فترة أطول من أجل أن يرتبوا أوضاعهم ونحن الشعب اليمني لانزال نعاني الأمرين من جراء الحصار والعدوان.. ولذلك إما أن يخطوا خطوات الى منظور السلام أو أننا نعود الى المربع الأول ونبدأ ثقافة من جديد..

حافظنا على مؤسسات الدولة
> حكومة الإنقاذ الوطني لوضعناها في ميازين التقييم.. ما أبرز النجاحات المحققة وما هي أخطر التحديات التي واجهتها وما تزال تواجهها وأين ارتبطت الإخفاقات؟
>> أول مشكلة واجهتها حكومة الإنقاذ الوطني هي في نقل وظائف البنك المركزي وفي الحصار المالي والاقتصادي على المناطق الحرة التي تدار من قبل حكومة الإنقاذ الوطني والمجلس السياسي الأعلى وقائد الثورة.. هذه النقطة الأولى.. النقطة الثانية تم التأكيد على الحفاظ على مؤسسات الدولة كي تبقى قائمة بحد ذاتها ونجحت في ذلك نجاحاً كبيراً.. ثالثاً دعمت الحكومة الجهات العسكرية في 49 جبهة عسكرية مشتعلة على حدود اليمن من شماله الى جنوبه الى شرقه الى غربه وأيضاً الحفاظ على الأمن الداخلي وثباته من خلال الحفاظ على الوحدة التنظيمية الداخلية ما بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام..
> الحصار الدبلوماسي المفروض على حكومة الإنقاذ الوطني.. كيف تمكنتم من اجتياز صعوباته التي لم تخف تكشير أنيابه؟
>> الدول المعتدية علينا هي دول نافذة على مستوى العالم أولاً في عمالتها الكبرى للدول الغربية.. ثانياً لديها أموال طائلة وهي موظفة لصالح الدبلوماسية التي تقوم بها دولتا العدوان.. ثالثاً النظام الغربي كله وقف مع العدوان وأصدروا قرارات ضد العاصمة صنعاء من أجل تركيعها وإخضاعها للمشروع العدواني.. لكن كل هذه الإجراءات فشلت وقد ظلت علاقتنا الإيجابية بدول محددة في سوريا وفي العراق وفي عمان وفي إيران ومع الإخوة الفلسطينيين وهذا بالنسبة لنا كافٍ بأن جبهة المقاومة هي التي ارتبطنا بها ارتباطاً مفيداً ومباشراً..

عملنا على ألا يتم التضخم
> كيف تمكنت حكومة صنعاء من بناء نجاحات مستحيلة في ظل إطباق الحصار الدبلوماسي ووقوع اليمن تحت البند السابع؟
>> لقد حاولنا منذ اللحظة الأولى أن نروض ونكيف أنفسنا على النظام المالي الصعب الداخلي وحافظنا قدر الإمكان على ألا يتم التضخم وأنت تعرف الفرق بيننا وبين حكومة العملاء في عدن لأن سعر الدولار لدينا أقل من خمسمائة وخمسين ريالاً يمنياً بينما في عدن سعر الدولار أكثر من ألف وثلاثمائة ريال.. هذا الفرق كمؤشر من مؤشرات عدم سماحنا بحدوث أضرار يتضرر منها المواطن في المحافظات التي تدار من قبل المجلس السياسي الأعلى..
> كيف استطاعت النخب السياسية بناء تحالف وائتلاف طوال الأعوام الثمانية التي مرت وكيف تمكنت من تجاوز تحديات المرحلة؟
>> هذا يعتمد على قدرة القيادات السياسية الفكرية في المؤتمر الشعبي العام وحلفائه وأنصار الله وحلفائهم هؤلاء جميعاً التقوا في تأسيس شراكة عبر المجلس السياسي الأعلى وهو الذي يسير أمور الدولة وأيضاً عبر حكومة الإنقاذ الوطني وعبر المؤسسات المختلفة.. كذلك هذا التفاهم من أجل الحفاظ على الجبهة الداخلية هو الذي مكن الدولة من الاستمرار والحفاظ على هيبتها وقوتها حتى اللحظة..
> ما أبرز القضايا التي تقف اليوم أمام حكومة الإنقاذ الوطني وهل استوعبتم لحقائق الثابت المتحول في علاقات طرفي أو أطراف حكومة الإنقاذ الوطني؟
>> نحن قلناها منذ اليوم الأول أنه بدون أن يرفع الحصار عن الموانئ والمطارات وتفتح الطرقات سيظل موضوعنا والخلاف بيننا وبين دول العدوان قائماً ومستمراً.. نحن رفضنا الهيمنة ورفضنا أيضاً أن يباع نفط اليمن وغاز اليمن من أجل أن يتصرف فيه عملاء السعودية وعملاء الإمارات ولذلك نحن أوقفنا موضوع تصدير الغاز والنفط من كل الموانئ بناءً على حسابات دقيقة لدينا متى سنفتح مثل هذا الموضوع عندما يأتي الحل السياسي..

قادمون على سلام
> هل تعتقدون بأن هناك أملاً في انفراجة قادمة قد تساعد على إنهاء العدوان ضد اليمن ورفع الحصار عنه في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات لا سيما الاتفاق بين إيران والسعودية لإعادة العلاقات بينهما؟
>> البوادر والمؤشرات تشير إلى أننا قادمون على سلام.. لكن هذا أمر مرتبط بالطرف الآخر نحن بحثنا عن السلام منذ اليوم الأول للعدوان ولكن لم يتم سماع صوتنا الآن بعد أن تكبد العدوان الخسائر المباشرة استمعوا الى صوت صنعاء.. صوت صنعاء هو الصوت المقرر في أي سلام وفي أي حرب قادمة بإذن الله..
> كلمة أخيرة تودون قولها في نهاية هذا الحديث الخاص لصحيفة "26سبتمبر" بمناسبة حلول العيد الوطني الثالث والثلاثين للجمهورية اليمنية؟
>> أولاً أهنئ كل وسائل الإعلام المقاوم التي قاومت العدوان منذ بدايته وأهنئ جماهير شعبنا الذين صبروا وتحملوا آلام العدوان منذ لحظته الأولى.. وأهنئ قيادتنا الثورية والسياسية ممثلة في قائد الثورة الحبيب عبدالملك بدرالدين الحوثي وفخامة الرئيس مهدي محمد المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس مجلس النواب ونوابه ورئيس مجلس الشورى ونوابه والحكومة.. إضافة الى أن المرتزقة الموجودين الآن في المحافظات الجنوبية والشرقية أنصحهم بأن يتعلموا من درس 7/7/1994م دونها يمكن أن يكرروا ذلك ويهربوا هروباً مخيفاً هذه المرة لن يستطيعوا الهروب وسيحاكمون محاكمة شعبية من قبل جماهير شعبنا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا