محليات

أقل استحقاق للشهداء

أقل استحقاق للشهداء

تحظى ذكرى سنوية الشهيد، باهتمام واسع من قبل أبناء الشعب اليمني في التذكير بالمواقف المشرّفة التي سجلّها شهداء الوطن في مختلف جبهات مواجهة العدوان السعودي الأمريكي وساحات العزة والكرامة.

وتتعاظم مكانة الشهداء يوماً تلو الآخر، بتسابق الأحرار من خيرة أبناء اليمن لنيل شرف الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله، في صورة تجسد معاني الإباء والشموخ في التصدي لقوى العدوان ومخططاتها التآمرية الرامية تمزيق النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية.. ولم تقتصر تضحيات أبناء اليمن في جبهات الكرامة والبطولة، لكنها أصبحت شاملة لمختلف المجالات، مشكلة دافعاً كبيراً وعاملاً مهماً لتدفق المزيد من قوافل التضحية والفداء، ما يعكس انفراد الشعب اليمني وتلاحمه في الدفاع عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية.
وتتصدر ذكرى سنوية الشهيد مختلف الأنشطة والفعاليات المكرسة للاحتفاء بهذه الذكرى وما سطره الشهداء من بطولات وتضحيات جسيمة، ستظل محفورة في وجدان اليمنيين حاضراً ومستقبلاً، وسيخلدها التاريخ في صفحاته المشرقة.

لا ينتظرون مقابلا
إن التضحيات التي يقدمها الشهداء العظماء في سبيل الله ونصرة اليمن واليمنيين وعزتهم وكرامتهم لا ينتظرون عليها مقابلاً في هذه الدنيا الفانية فجميع كنوز الأرض وملذاتها لا تساوي أن يضحي الإنسان بروحه ودمه ولا يمكنها أن تعوض رحيله عن الدنيا وفراق أهله ومحبيه فما عند الله هو الغاية والباقي وهو خير من الدنيا وزينتها، فعندما تسألني عن حقوق الشهيد وأسرته على المجتمع أقول لك إن أسرة الشهيد لا تنتظر الاهتمام والرعاية من أحد فهي تفتخر وتتباهى بشهيدها وتنتظر شفاعته يوم القيامة للفوز بالجنة وهذا هو المقصد والغاية بل إن على أسر الشهداء إذا كانوا مقتدرين أن يسيّروا القوافل والدعم بالمال والرجال لمواصلة هذه المسيرة التي انطلقت من مبدأ الحق في مواجهة الباطل، فالثواب والأجر عند الله سبحانه وتعالى لن يضيع وها أنذا في هذا العام كما كل عام أزفّ ابني الشهيد الرابع وأتجهز لتسيير قافلة باسمه للمجاهدين والمرابطين في الجبهات كما أفعل كل عام، ومستعدة أن أكون الشهيدة القادمة من هذه الأسرة بإذن الله تعالى لكي يرضى الله عنا ويكتب لهذا الدين وهذه المسيرة النصر على العدوان والتمكين في الأرض لإحقاق الحق وإزهاق الباطل.

لن نفيهم حقهم
مهما تحدثنا عن الشهداء فلن نفيهم حقهم، فلا الكلمات تنفع ولا العبارات تكفي لإنصافهم، فهم النجوم المضيئة التي زينت طريق الحق، وهم المشاعل التي أوقدت ملامح النصر، وهم الذين رسموا لوحة الصمود الأسطوري للعام الخامس تواليا في وجه أعتى عدوان سافر في تاريخ اليمن، وهم من سطروا أروع ملاحم البطولة والوفاء والتضحية بأغلى ما يملكون ليحيا غيرهم في عزة وكرامة وحرية، ولا بد أن يبادلهم الجميع الوفاء بالوفاء والتضحية بالتضحية، فبعد السير على نهجهم وعدم التنازل عن أهدافهم يأتي الدور على الاهتمام بأسرهم وذويهم واحتضانهم ورد الجميل لهؤلاء الشهداء، وهذه ليست مهمة الحكومة بجميع قطاعاتها فحسب بل واجب المجتمع أجمع، وعلى كل قادر أن يلتفت لهذه المسؤولية التي سوف يُسأل عنها يوم القيامة فلا بد أن تتوفر لأسرهم الرعاية الكاملة والتسهيلات اللازمة في جميع القطاعات الاقتصادية والصحية والتعليمية وغيرها، وتكون لها الأولوية في كل الحقوق تكريما لما قدمه شهداؤها من تضحية وفداء لنصرة وعزة الأرض والعرض، وعلى التجار أن لا يبخلوا وعليهم أن يقدموا كل ما يستطيعون لهذه الأسر التي فقدت قطعة من روحها وحياتها.

فارق كبير
يمكننا ملاحظة الفرق الكبير والجوهري بين الشهيد الذي يسقط من الجيش واللجان الشعبية وبين صرعى المرتزقة الذين يسقطون في خدمة أسيادهم من اليهود والنصارى بأبخس الأثمان ذلك الصريع الذي بمجرد أن يسقط في ميدان المواجهة تترك جثته للكلاب والحشرات تنهش فيها وإذا انتشلت جثته تدفن في غير بلاده وقريته ودون حضور أهله وبمراسم صامتة لا يعلمها أحد ولا يؤخذ العزاء فيه ممن يعرفونه على عكس شهيد الجيش واللجان الشعبية الذي يعود رفاقه بجثمانه مهما كانت التحديات ويدفن في مسقط رأسه وسط أهله وأحبائه في موكب تشييع كبير ويمكن زيارة ضريحه في أيّ وقت والدعاء له، وهذا الفرق إنما هو فرق بين الحق والباطل وهو الفرق بين من يسقط دفاعا عن أرضه وعرضه ليستحق الشهادة وبين من يسقط مدافعا عن الكفر والطاغوت متمثلا بأمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار العالمي ومن ينفذ مخططاتهم من السعوديين والإماراتيين ليسقط عبداً ذليلاً تم دفع قيمته مسبقا.
ومكانة الشهداء ودورهم في الانتصار عظيم، فلا شك أن لهم الدور الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى فيما يحققه الشعب اليمني منذ خمس سنوات، وأيضا لا ننسى الجرحى فالشهداء قد قدموا أرواحهم من أجل أن يعيش الشعب اليمني في عزة وكرامة وتستمر الحياة كما هي في المناطق المحررة ولولا دماء الشهداء لرأينا السحل والذبح يطال أبناء المجتمع كما يحدث في المناطق المحتلة والتدمير والشحناء فيما بينهم من أجل إرضاء الغزاة.
إن دماء الشهداء هي التي جعلتنا نعيش في أمن وأمان، ويكفي الشهيد قول الله تعالى “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ “فهم في حياة أبدية منذ استشهادهم وهذا الفوز العظيم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا