"السمبوسة".. أكلة رمضانية تفنن فيها أصحاب الخبرة والذوق

عبدالسلام محمود الزبيري/ 

ما أن يهل علينا شهر رمضان من كل عام يبدأ الحديث عن وجبة الإفطار وضرورة تنوع المأكولات فيها، على أن تكون أكلة السمبوسة على رأس مائدة الإفطار..

هذه الأكلة التي تفنن فيها أصحاب الخبرة والذوق خصوصاً ذوي الخبرة في هذا المجال حتى أضحت إحدى الطقوس الرمضانية وإن كانت توجد طوال العام لكنها في رمضان تستحوذ عقول الصائمين وتفتح شهيتهم للإفطار..
تاريخ هذه الأكلة وبحسب إفادة المتخصصون في إعدادها يعود إلى أصول هندية انتقلت في أربعينيات القرن الماضي إلى مدينة عدن ومنها إلى بقية المدن والمناطق اليمنية، لكن مساهمة الأيادي اليمنية في تطوير شكل السمبوسة ومحتويات تكوينها، حيث برز بشكل كبير الإضافات النوعية التي جعلت هذه الأكلة تشد الصائمين إلى اقتنائها أو إعدادها في البيوت..
كما تعددت أذواق ورغبات اليمنيين بتعدد أنواع ومحتويات السمبوسة فالبعض يفضلها بالحم المفروم والبعض بالجبن والبعض الأخر بالبقوليات وغير ذلك من الأنواع.
حلويات السعيدة إحدى المحلات المشهورة بأمانة العاصمة ببيع السمبوسة ذات المذاق المتميز والذي يعود إلى احترافية من يقومون بإعدادها فهم ممن نضجت خبراتهم في مجال الحلويات والسمبوسة وتوارثوا هذه المهنة من أسلافهم وآبائهم، وواصلوا بإصرار وعزيمة مشوار تطوير هذه الأكلة الرمضانية.
ورغم الظروف الاقتصادية التي يمر بها بلدنا الحبيب نتيجة الحصار الظالم ارتفعت تكاليف المواد الداخلة في صناعة الحلويات والسمبوسة, إلا أننا كمنتجين نعمل جاهدين على المضي في تطوير هذه المهنة وإعداد أصناف السنموسة والحلويات بجودة عالية مع الاكتفاء بهامش ربح لا يذكر، لأن هدفنا هو الإرتقاء والتميز بالمنتج اليمني كي ينافس غيره من الأصناف التي توجد في البلدان العربية والأوربية, وفعلاً الحلويات اليمنية متميزة ومنافسة لغيرها من الحلويات ويكثر الطلب عليها في دول الجوار وفي كل الأسواق التي تصل إليها, ناهيكم عن إقتنائها من قبل الكثيرين كهدايا لتقوية روابط المودة والإخاء والصداقة .
ومن خلال هذا الشهر الفضيل ندعو الجهات الرسمية إلى الاهتمام بعملية الترويج والتسويق لهذه المنتجات اليمنية الأصيلة، والاستفادة من الخبرات اليمنية في صناعة السمبوسة والحلويات من خلال اتجاه الشباب لأخذ تلك الخبرات وتطويرها بما يخدم المحافظة على سمعة وجودة المنتجات اليمنية.