كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (95)

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. (95)

واليمن الكبرى, أو "اليمن التاريخية", التي تشمل كما هو معلوم, تلك الأرض الواقعة جنوب شرق / جنوب غرب الجزيرة العربية, إلى عدن في أقصى الجنوب, إلى باب المندب غرباً,

إلى مضيق هرمز شرقاً, إلى تخوم كاظمة (الكويت حالياً) في الشمال الشرقي, كانت وستظل هذه الرقعة والمنطقة الجغرافية المشهورة والمعروفة من الأرض, والعالم بما تمثله من أهمية استراتيجية لموقعها الجغرافي الذي يتوسط العالم وتمر به التجارة الدولية مابين الشرق والغرب وصولاً إلى أبعد من ذلك مقصد الطامعين وهدف وغاية المحتلين والمستعمرين والغزاة على اختلاف أجناسهم وأنواعهم وأغراضهم وتوجهاتهم وستبقى اليمن بكل تلك المميزات وغيرها محور الارتكاز والاهتمام للجميع, وفي ذات الوقت لن تكون أبداً مع ذلك بمنأى ومعزل عن الخطر الذي يترصدها ويستهدفها دوماٌ, ممثلاً بهذا الغازي, وذاك المحتل الطامع فيها وفي خيراتها والمتطلع لنهبها واحتلالها وإخضاعها لسطوته ونفوذه  وفي اليمن التي وصفها الله في القرآن الكريم من بين بلدان العالم بالبلدة الطيبة ما يطمع به الآخرين باستمرار, ولكل طامع فيها اسلوبه وطريقته وحجته في استهدافها والنيل منها ونهب وسرق خيراتها وثرواتها, وهذا ما يعني "تعددت الأسباب والشر واحدُ"!. وتزخر أرض اليمن الخيرة, المعطاءة بكل ما يجعلها عُرضةً للأخطار والأطماع التي تتهددها عبر التاريخ, ولأنها كذلك فلا بَدَعَ ولا غرابة أن يقصدها ويستهدفها الغزاة والمستعمرين الطامعين بجيوشهم ومشاريعهم الاستعمارية, ويجعلونها نصب أعينهم, بحيث لا يفوتون فرصة سانحة للتدخل في شؤونها الداخلية, ويعمدون كل فترة وأخرى إلى تبني أطراف يمنية تتبعهم لتتصارع وتتنازع مع أطراف أخرى في الداخل اليمني خدمة لمصالحهم وأجندتهم الخاصة وإن أدعوا في الظاهر حرصاً على اليمن واليمنيين
ولأن اليمن كانت ولا زالت بما تمتلكه من تاريخ وحضارات عريقة ضاربة جذورها في أعماق تاريخ الإنسانية والوجود البشري على الأرض, ولما تمثله أيضاً من رمزية ومعنى وقيمة حضارية إنسانية تفردت بها دون سواها, فقد كان هذا بدوره سبباً لتحريك دوافع الغيرة والنقص بكل عُقده الدفينة لدى البعض ممن لا يملكون ذلك, أو حتى لهم نصيب أدنى وأقل منه للتآمر والحقد على اليمن والانتقام منها ومن أهلها بأية طريقة كانت, وهذا ما جسدهُ ويجسده على أرض الواقع ( بني سعود وبني نهيان ) على وجه الخصوص من خلال هذه الحرب العدوانية التي يشنوها على هذا البلد بالتحالف والتعاون مع حلفائهم من مُرتزقة الأرض منذ أكثر من سبع سنوات ولا زالوا  ولا يغيب عن البال ذلك الاستهداف المُتعمد والمُمنهج من قبل دول تحالف العدوان وعلى رأسهم السعودية والأمارات, لكل ما هو تاريخي وحضاري وله قيمته الإنسانية في اليمن
فعلى مدى سبعة أعوام خلت وحتى الآن استهدف تحالف العدوان على اليمن كل المعالم التاريخية والحضارية اليمنية, جميع المعالم الحضارية بطول البلاد وعرضها بالقصف والتدمير حتى سووها بالأرض, وحتى الأطلال أو ما تبقى منها كآثار شاهدة على حضارات عريقة طالها القصف والتدمير بالقنابل والصواريخ الغربية الذكية.
بيد أن أعراب الخليج الذين ليس لهم سبق حضاري وليس لديهم إرث تاريخي خالد كاليمنيين, لا يهمهم ولا يعنيهم أن ينطمس هنا كل معلم حضاري وتاريخي يُخلد أصحابه اليمنيين, ودافعهم في ذلك الحقد وعُقد النقص التي تحركهم ودفعتهم وتدفعهم لهذا التنمر والتوحش والإصرار العجيب على هوية اليمن واليمنيين الحضارية ومحاولة محو وإفراغ مخزون ذاكرتهم التاريخية بما تشمله من تراث إنساني
ولأن هؤلاء المعتدين يفتقدون كل ذلك التراث الإنساني والحضاري الخالد الذي تمتلكه اليمن فلا يهمهم أن يطاله التدمير والخراب على أيديهم أو أيدي غيرهم حقداً وغيلةً, لأن بقائه والمحافظة عليه يشعرهم بالدونية والنقصان والتقزم كونهم ليسوا من أهله وأصحابه .
والأهم أنهم ليسوا بُناة حضارة ولن يكونوا ولا يمكن اعتبارهم أصحاب مشروع حضاري أو غير حضاري على الإطلاق, هُم فقط مجرد وعاء لنفايات الغرب وإسقاطات حضارته ومجرد مُستهلك ومُروج لبضائعه وسلعه التي يتم استيرادها  ما يعني أن هؤلاء الأعراب الذين يشنون حربهم العدوانية على اليمن مجرد عالة على الآخرين, لا ينتجون شيئاً إلا الدمار والخراب والتآمر على سواهم, وما فعلوه ويفعلوه باليمن أكبر شاهد ودليل على ذلك   لا تثريب علينا تأسيساٌ على ما تقدم أن نقول وهذا, وصفهم وحالهم ومآلهم : إنهم حُثالة البشر, ولا يمكن أن يكونوا رقماً صعباٌ في تاريخ الإنسانية أو تاريخ أمتهم الذي يمثلون ويجسدون فيه أسوأ ما فيه بسوء أفعالهم, وما أشد كفرهم ونفاقهم هؤلاء الأعراب  إنهم لا يصلحون لشيء إلا للأذى والإضرار بالآخرين والإفساد في الأرض, ولا مكان لهم في التاريخ إلا مزبلته, وهذا هو المكان الطبيعي والمُستحق لهم ولأمثالهم!.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا