اليمن سينتصر.. رغم تدويل أزمته.. !!
أصبح مسار الحرب العدوانية على اليمن واضحاً وضوح الشمس في رابعة النهار، الكل يسعى لتقسيم الكعكة اليمنية وتوزيع الغنائم بين الفرقاء والشركاء ..
ولكن نسوا أو تناسوا هؤلاء البعران أن اليمن عصية، ومن يتجرأ على غزوها سيدفع الثمن مضاعفاً، وباهظاً، والتاريخ خير دليل على ذلك.. التاريخ لايرحم .. وستظل الأجيال تتداوله جيلاً بعد جيل، لأن الازمة في اليمن ازمة سياسية، ومجتمعية شاملة، وأي تدخل خارجي سيؤثر على مسار الحوار اليمني- اليمني—هناك إشكالية أن بعض النخب السياسية يصنعون الاحداث والأزمات دون وضع حلولٍ لها .. وهذا ما سيؤدي الى تفاقم الموقف.
فاليمنيون عبر القرون أهل شهامة ونخوة ورجولة، وبأس شديد، كل شيء يهون إلا الأرض والعرض، والشرف والكرامة، فهي خطوط حمراء من يقترب منها سيحرق عن بكرة أبيه ، وكل قطرة دم سالت جوراً وظلماً وغبناً على تراب هذا الوطن المعطاء، سيدفع ثمنها غالياً كل مرتزق وخائن وعميل، مهما طالت الأيام .. فالتاريخ سيدون كل شاردة وواردة على جدار الزمن..أم الذين تجاهلوا خارطة الأرض والجغرافيا اليمنية، والتاريخ والحضارة العريقة ، زاعمين أنهم أصل العرب والعروبة ، ومهد الحضارات ، هم كانوا بالأمس القريب رعاة إبل ، حفاة عراة، لا يجدون ما يقتاتون به ، بل كانوا عالةً على الآخرين.. وعندما شبعوا بطروا.. وعاثوا فساداً، يحسبون كل صيحة عليهم من خوفهم ورعبهم، لأنهم أساءوا الى عروبتهم، والى شعوبهم ، والى معتقداتهم.. باعوا مقدساتهم بعرضٍ دنيوي زائل..
هؤلاء البعران تناسوا ما ارتكبوه من جرائم نكراء، ومجازر شنعاء بحق اليمنيين اطفالاً،ونساءً ، وشيوخاً ..ليدرك الجميع أن الحرب العدوانية على اليمن، حرب مفتعلة بامتياز لتنفيذ أجندة إقليمية ودولية، وجعل اليمن تحت البند السابع ، كي يحلو له رسم خارطة جيوسياسية جديدة في المنطقة كيفما يشاؤون..
كل هذا يسير وفق خطة مدروسة برعاية المشروع الأمريكي –البريطاني-ودويلة الكيان الإسرائيلي ظاهره توجه إنساني، وباطنه مصالح جيوسياسية وتقسيم اليمن الى كانتونات متناحرة .. وإمارات متنافرة.
لذا سعت تلك الدول الى توسيع فجوة الخلافات بين الفرقاء، وتمديد فترة الحرب، لتضع لنفسها موطئ قدم على المواقع الاستراتيجية المهمة المطلة على البحر الأحمر، وبحر العرب، والجزر الغنية بمواردها الطبيعية.. وفي زحم الاحداث تناسوا هؤلاء أن اليمن ما عاد طفلاً يحبو على ركبتيه.. بل شب عن الطوق.. وأصبح فتياً يافعاً، فاتركوا ياآلـ سعود وصية اجدادكم التي أكل عليها الدهر وشرب .. وصارت عارا على جباهكم..
فاليمن اليوم غنية برجالها الاوفياء الشرفاء، الذين عاهدوا الله أن يقدموا أغلى ما يملكون فداءًوتضحيةً لتراب هذا الوطن الغالي، مهما كلفهم ذلك من ثمنٍ وتضحيات..وليعلم الجميع أن السياسة الامريكية تجاه دول المنطقة وشبه الجزيرة العربية تلجأ الى زرع الفتن بين الشعوب، وشيطنة المنطقة بالصراعات والخلافات المذهبية، والمناطقية، واحياء النعرات الدينية والطائفية، والاثنية كي يخلو لها الجو .. كما هو حاصل اليوم في العراق، ولبنان، وسوريا، وليبيا، واليمن، وفلسطين.. كل هذا بهدف هدم المجتمعات، وتمزيقها .. وطمس تراثها وهويتها التاريخية والحضارية والدينية لأن زرع الفتن والخلافات المذهبية والحروب بين الشعوب والدول هي إحدى الوسائل الذكية لتنفيذ المشروع الأمريكي –البريطاني-الصهيوني في المنطقة.
فالعالم اليوم يعيش فراغاً سياسياً بسبب افتقاده لسياسات التوازنات بين الدول الكبرى التي تفاقمت فيها الكثير من الصراعات والاضطرابات والأزمات بين الدول.. ونتج عنها إفراز موجات الحروب والفوضى، والتنظيمات الإرهابية .. وهذا ما ارهق كاهل الكثير من الأنظمة والدول والشعوب..
لذا علينا أن ندرك أن عملية السلام الشامل لم ولن تتحقق في ظل عدم احترام القوانين الدولية، وتجاوز الأعراف والدساتير والتشريعات والهيئات الدولية من قبل الكثير من الدول والأنظمة التي تدعي بأنها حامية للسلام..
كلمات مضيئة:
احتفاءً بالذكرى السادسة والخمسين للشهيد الثائر الزاهد.. المناضل الجسور.. محمد محمود الزبيري..لقد كان شاعراً وطنياً وقومياً وانسانياً فذاً، قل أن يُوجد نظيره في زماننا هذا.. فهو شاعر السيف والميدان والفرس، عاش زاهداً مناضلاً .. وشاعراً مناهضاً لكل اشكال الظلم والظلام.. ومادحاً حيناً..وقادحاً حيناً حسب ما تتطلبه الاحداث والمواقف.. حتى سقط شهيداً مضرجاً بدمائه، في 30 مارس 1965م وكأنه تنبأ بنهايته:
فهو القائل:
بحثت عن هبة أحبوك يا وطني
فلم أجد لك إلا قلبي الدامي
فحياة الشهيد الزبيري حافلة بالمآثر البطولية والوطنية والقومية لا تكفيها البحوث ولا المجلدات..ولكن ما نقدمه عبارة عن قطرة من خضم عظيم من مآثره واعماله الوطنية والقومية الخالدة من باب تمجيد وتخليد الشرفاء الاوفياء لهذا الوطن الغالي فإلى جنات الخلد والخلود يا أبا الأحرار.. رحلت جسداً.. وبقيت أعمالك ومآثرك محفورةً في عقول الأجيال جيلاً بعد جيل الى أن يرث الله الأرض ومن عليها..!!