كتابات | آراء

الذي في الشبك أكبر من الوعل

الذي في الشبك أكبر من الوعل

في المثل الشعبي أعلاه وجدت ضالتي وأنا أُراقب التواجد المباشر والزيارات والتحركات الاستفزازية العدائية للأمريكيين وغيرهم على أراضي ومحافظات الجمهورية اليمنية

وقد يكون ما سأورده في هذا المقال عبارة عن قراءة ورأي شخصي إلا أنني أجده ينسجم مع الواقع والحقائق وأقرب إلى العقل والمنطق ولطالما تسألنا أنا وعدد من الرفاق عن الأسباب الدامغة والمصالح الجسام التي تبرر الحضور والتواجد المباشر العدائي الواضح والصريح للأمريكيين في المحافظات الشرقية المحتلة من الوطن وعلى وجه الخصوص محافظتي حضرموت والمهرة لاشك هي أجندات ومصالح أهمها اقتصادية وهذا طبيعي جداً فإذا أردنا معرفة جوهر وخلفيات الحروب فعلينا النظر للأجندات والمصالح الاقتصادية من ورائها ومن هنا كان يتبادر إلى أذهاننا أن للأمريكيين مصالح ومطامع وهم يسعون كعادتهم للسيطرة ونهب ثروات الشعوب وهذا سلوك وديدن أمريكا ليس في حربها وعدوانها على اليمن فقط بل في دول كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر في سوريا وصل بهم الحد إلى دعم و تمكين الجماعات الإرهابية كداعش وجبهة النصرة من مناطق الثروات وأصبحوا يعتمدون عليهم في سرقة ونهب ثروات الشعب السوري الشقيق وهذا المثال من وجهة نظري يؤكد حقيقة سرقة ونهب ثروات الشعوب من قبل الأمريكيين كما أن في هذا المثال أيضاً دلالة واضحة على أن الأمريكيين يمكنهم وبوسعهم  القيام بذلك وبكل بساطة عن طريق تجنيد أدوات محلية يقومون بدعمها وفرضها دون أن يكلفهم الأمر بأن يكونوا حاضرين ومتواجدين بأنفسهم في المشهد وبشكل مباشر، المقاربة ذاتها يمكن إسقاطها على المشهد اليمني فإذا كان الأمر يتعلق بالسيطرة ونهب ثروات الشعب اليمني وحسب فما أكثر الأدوات المحلية بل وحتى الأدوات الإقليمية التي يمكن أن يعتمد الأمريكيون عليها ويسندون إليها تنفيذ هذه المهمة دون عناء، لكن أن يقرر الأمريكيون عدم الاعتماد على كل أدواتهم سواءً المحلية منها أو الإقليمية في اليمن وأن هذه الأدوات غير جديرة ولم تعد محل ثقتهم وأن الأمر في اليمن  يقتضي ويتطلب أن يتواجدوا بأنفسهم و يحتم حضورهم المباشر فهذا يجعلنا نجزم أننا لسنا أمام مجرد مصالح اقتصادية لدى الأمريكيين عدة طرق وبدائل لتحقيقها في اليمن دون أن يأتوا بأنفسهم بل إن الأمر بالنسبة لهم يتجاوز ذلك ويرقى إلى مستوى أن هناك تهديد خطير لأمنهم القومي وعليهم مواجهته بأنفسهم وانطلاقا من هذا المعطى ليس أمام العقل والمنطق إلا القول إن: (الذي في الشبك أكبر من الوعل).
الحقيقة إن القلق الأمريكي من تصاعد وتفوق الكارتلات الاقتصادية الجديدة وعلى رأسها الصين لم يعد خفيا والأمريكان يعبرون عن ذلك علنا ومؤخرا وخلال إعلانهم (للإستراتجية السنوية للأمن القومي الأمريكي) التي نصت وأكدت وبشكل واضح وصريح تصنيف الصين أنها  العدو الأول لأمريكا وأنها تشكل تهديداً خطيراً لأمنها القومي وعليه من الضرورة بمكان الإجابة على هذا السؤال ماذا يعني هذا التصنيف الأمريكي للصين؟
قطعا يعني أن الأمريكيين ومادام الأمر يتعلق بأمنهم القومي ومصالحهم فإنهم على أتم الاستعداد للتواجد بأنفسهم دون الاعتماد على أية أدوات لمواجهة الخطر والتهديد الصيني حيثما وجد، وهل هناك خطر وتهديد للمصالح والأمن القومي الأمريكي أكبر من مشروع الحلم للصين (مبادرة الحزام والطريق) وأهمية الجمهورية اليمنية التاريخية وموقعها الجغرافي الاستراتيجي بالنسبة لهذا المشروع الصيني الذي سيحرف بوصلة مسارات وطرق التجارة العالمية إلى المياه المفتوحة بعيداً عن المياه و المضايق التي يتحكم بها الأمريكان ومن خلال سيطرتهم عليها نصبوا أنفسهم كشرطي للعالم، طبعا المقام هنا ليس كفيل للاسترسال وسرد تفاصيل كثيرة حول مشروع الصين الاستراتيجي (مبادرة الحزام والطريق) وأثره الإيجابي في شتى المجالات على الدول الواقعة في إطاره بما فيها اليمن ولماذا ينظر الأمريكيون وبكل غطرسة إلى هذا المشروع الصيني على أنه يشكل تهديداً لهم ويجب مواجهته كل هذا وتفاصيل أكثرمتاح أمام القارئ الكريم للاطلاع عليه من خلال مصادر متعددة.
عقب هذا الإيجاز أرجو أن أكون قد وفقت وكنت محقاً بأن (الذي في الشبك أكبر من الوعل) بالنسبة للأمريكيين لأن (الذي في الشبك هي الصين).
ختاماً أقول دون شك أن الشعب اليمني صاحب المصلحة الحقيقية لديه من القدرات والإمكانيات بفضل الله عز وجل وبفضل حنكة وحكمة قيادته ما يمكنه من ردع وإفشال كل المخططات العدائية التي تستهدف وتنتهك سيادته على أراضيه وجزره ومياهه وتحاول النيل من ثوابته الوطنية والأمريكيون تحديدا يعون ويدركون ذلك جيداً لذلك هم قلقون كثيراً حيال ذلك فلا خيار لهم ولا لأي تواجد أو احتلال أجنبي إلا الرحيل ومغادرة كامل  جغرافية الجمهورية اليمنية.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا