كتابات | آراء

بوح اليراع: على ذمة فرية أنقاض الهيكل سيناريو هدم الأقصى يتواصل

بوح اليراع: على ذمة فرية أنقاض الهيكل سيناريو هدم الأقصى يتواصل

لقد اتخذت العصابة الصهيونية من الادعاء الكاذب بأحقية اليهود التأريخية في أرض الإسراء وسيلة لإقناع الرعاع بالهجرة إلى أرض فلسطين، مطلقةً عليها -بهدف إغراء أولئك المهاجرين باللجوء إلى العنف والدموية في انتزاع أملاك الفلسطينيين- تسمية «أرض الميعاد»..

وفي ضوء تلك التسمية البراقة والخادعة، أوهمت تلك العصابة الصهيوصليبية عوام اليهود المستقدمين من أصقاع المعمورة -بعد تدجيجهم بأحدث ما أنتجته مصانع بريطانيا من سلاح وعتاد- أنَّ قتلهم للأطفال والنساء والشيوخ في عموم البلاد مجرد معركة استرداد، وأنَّ قتل أولئك العزل -وفق «بروتوكول حكماء صهيون» المسيَّس- نوعٌ راقٍ من الجهاد المقدَّس.
وبتلك الوسيلة تمكنت تلك العصابة الضالة المضلة من استقدام المزيد من المهاجرين، ثم لم تلبث -بعد أن أعدَّت معظمهم مقاتلين وبعد تلقي الضوء الأخضر والدعم والمساندة من البريطانيين- أن أعلنت الحرب الشاملة على سكان فلسطين بالتزامن مع إعلانها -يوم الجمعة الـ٥ من شهر أيار  سنة ٥٧٠٨ عبرية الموافق ١٤ أيار سنة ١٩٤٨ ميلادية- عن قيام الكيان الدخيل المسمى «دولة إسرائيل»، وقد كانت تلك العصابة على استعداد تام للتعاطي مع ردّ الفعل العربي على ذلك الإعلان الذي كان قد حصل على ضوء أخضر من الراعي الأوروبي، فإذا بها تبدأ يوم ١٥ مايو من عام ١٩٤٨ -بما بات تحت سيطرتها من قوة مسلحة ومدربة- بمواجهة قوات كل من: [المملكة الأردنية الهاشمية، والمملكة المصرية، ومملكة العراق، وسوريا، ولبنان، والمملكة العربية السعودية]، ملحقة -خلال مدة الاقتتال  التي بلغت ٩ شهور و٣ أسابيع ويومين- بتلك الجيوش العربية العاربة والمستعربة هزيمة مستغربة اصطلح عليها -على سبيل الاستعارة- مصطلح «النكبة»، فقد تسببت بنتائجها المخيبة في تشريد عدد كبير من الشعب الفلسطيني خارج دياره.
وبعد عشرين عامًا من هذه المعركة التي مكنت لدولة الكيان من السيطرة على الكثير من البلدات الفلسطينية وقتل أو تشريد ما كان بها من سكان، خاض جيش الكيان عام ١٩٦٧ مواجهة أخرى مع عدة جيوش عربية انتهت بتلك الجيوش العربية إلى الخيبة والخسران، فقد جللتها بهزيمة ساحقة اصطلح عليها «نكسة حزيران»، بينما خرجت منها دولة الكيان مسيطرة على أجزاء من أراضي معظم تلك البلدان، فضلًا عن إحكام سيطرتها على القطاع والضفة الفلسطينيين.
ومنذ ذلك الحين -بعد سيطرة دولة الكيان على القدس الشرقية- بدأ -بالتدريج- تنفيذ المخطط التهويدي الأقسى ضد المسجد الأقصى، وبدأت تُروَّج -في أوساط اليهود والمسلمين على السواء- فرية [ابتناء المسجد الأقصى وكافة مرافق الحرم القدسي الواسع البنيان  على أنقاض هيكل سليمان].
وبالاستناد إلى هذه الأكذوبة بدأت مجموعة من متطرفي الصهاينة -عقب تلك الحرب التي ضاعف فيها الكيان مكاسبه- بأول اقتحام لحرمة الحرم القدسي الشريف على ظهر دبابة.. ومع مرور الأعوام يتزايد عدد اقتحام مسرى خير الأنام من حين إلى حين، كما تتزايد أعداد المقتحمين من قطعان المستوطنين، وبالرغم من أنَّ النصوص التوراتية تحرم على أتباعها مجرد الولوج إلى المسجد، فقد بلغ بالكيان الصهيوني صلفه وتماديه إغراء قطعان مستوطنيه بتدنيس ثراه الطاهر بممارسة ما لم ينزل الله به من سلطان من طقوسهم التلمودية بصورة استفزازية.
ومن الملاحظ أنَّ أفواج المقتحمين لا يتوانون -بإيعاز من سلطات الكيان- عن المطالبة بتقسيم الحرم القدسي بينهم وبين المسلمين تكريسًا لافتراء تداخل مبنى المسجد الأقصى مع هيكل سليمان، وهي مطالبة تهدف إلى إيجاد ذرائع واهية لتمكين السلطات الصهيونية من هدم أهم ما تحتويه المدينة المقدسة من المعالم الإسلامية.. وقد تمثل أهم الأدلة أنَّ سلطات الكيان ماضية على قدم وساق في العمل على هدم ذلك الصرح الديني العملاق بما كان -في سبتمبر ١٩٩٦- من الإعلان عن نيتها تخلل بعض أساساته بعدد من الأنفاق، وكانت جادَّة في تنفيذ هذا المشروع التخريبي المقلق، لولا أنَّ الجماهير الفلسطينية  فجّرت في وجهها ما عُرف بـ«هبة النفق».
والحقيقة أنَّ مهمة الإغراء بديمومة انتهاك حرمة المسجد الأقصى قد اضطلع بها وزراء وربما رؤساء وزراء من مجرمي عصابة صهيون، وقد كان أول من تولى كبر الإغراء بهذا الجرم المزدرى السفاح «آرييل شارون» الذي تسبب -باقتحامه عام ٢٠٠٠ أولى القبلتين وثالث الحرمين- بتفجر انتفاضة فلسطينية كبرى أطلق عليها «انتفاضة الأقصى».. واليوم ها هما الوزيران الصهيونيان المتطرفان [«بستلئيل سموتريتش» و«إيتمار بن غفير»] يترسمان خطا سلفهما «شارون» في الإغراء بالاعتداء على حرمة الأقصى، وبما يؤكد أنَّ العمل على هدم المسجد الأقصى متواصل على ذمة فرية «أكذوبة» إنشائه على أنقاض «الهيكل».

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا