كتابات | آراء

الكيان الصّهيوني: من حروب استباقيّة إلى حربٍ وجوديّة

الكيان الصّهيوني: من حروب استباقيّة إلى حربٍ وجوديّة

بعدما فشل الكيان الصّهيوني في سياسة المعارك بين الحروب ضدّ المقاومة في فلسطين وسوريا ولبنان يشهد الكيان المؤقّت تنامي المخاطر الأمنيّة والعسكريّة التي باتت تهدّد وجوده وسط ارتفاع مستوى التّهديد واتساعه من خلال ما أوردته بعض التّقديرات الأمنيّة

عن احتمال التّعرّض لهجومٍ يستهدف الكيان من عدّة جبهاتٍ في أيّة معركةٍ قادمةٍ يترقّبها العدوّ. تقديرات أكّدها ارتفاع نسبة المؤشّرات التي بدت واضحةً من خلال زيارة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد نخالة إلى بغداد على رأس وفدٍ من الحركة وإعلان زعيم حركة أنصار الله السّيد عبد الملك الحوثي في يوم القدس عن استعداده وحضوره لخوض أيّة معركةٍ فاصلةٍ وحاسمةٍ ضدّ العدوّ الصّهيوني الزّائل حتمًا إضافةً إلى ما شكّلته زيارة القائد في حركة حماس صالح العاروري إلى بيروت ولقاؤه بالأمين العام لحزب الله السّيد حسن نصر الله على رأس وفدٍ من الحركة وعقد مجموعة لقاءاتٍ واجتماعاتٍ حصلت بين فصائل المقاومة الفلسطينيّة وقيادة المقاومة في بيروت ووصولاً إلى زيارة وزير الخارجيّة الإيرانيّة أمير عبد اللّهيان وإعلانه من أقرب نقطة مواجهة مع العدوّ الصّهيوني في مارون الراس إنّ انهيار الكيان الصّهيوني بات وشيكاً. اللّقاءات والزّيارات تؤشّر إلى وحدة السّاحات واتساع وتعدّد جبهات الاشتباك مع العدوّ الذي لن يتوانى عن استعمال كامل قوّته في أيّة معركةٍ قادمةٍ للضّغط من أجل حسم المعركة خاصّة وأنّ مجتمع الكيان الصّهيوني المؤقّت وقطعان مستوطنيه يعجزون عن تحمّل أيّة حربٍ طويلة الأمد خاصّة وأنّ ما يجري في الضّفة والقدس أثبت أنّ مراكز الاحتلال باتت أهدافاً يوميّةً للمقاومين الذين نجحوا في تحويل قطعان المستوطنين إلى رهائنَ وأهدافٍ أيضاً إضافةً إلى ما شهده شهر رمضان من مناورةٍ مصغّرة للرّدّ على العدوّ من سوريا ولبنان وغزّة عقب الاعتداء على القدس. حيث لملم العدوّ الصّهيونيّ خيباته مفضّلاً الرّدّ على رشقات الصّواريخ بغاراتٍ على مناطقَ خاليةٍ في عمليّة ردّ اعتبار لهيبة (الجيش الذي لا يقهر) وتجنباً للتّصعيد وخوفا من الدّخول في حربٍ شاملةٍ مع محور المقاومة وتصاعد العمليّات في الضّفة والقدس الذي قد يؤدّي إلى تشتت قوى العدوّ في مواجهة العديد من الجبهات أو انهياره على جبهة الدّاخل على الأقلّ في حرب لن تكون نتيجتها أقلّ من التّعجيل بتهاوي الكيان المؤقّت وارتفاع نسبة الهجرة العكسيّة لقطعان المستوطنين ممّا سينعكس سلباً على صورة الكيان الذي لا يتحمّل المزيد من الأزمات رغم ما بات يحمله ذاتياً من عناصر الانهيار والتفتّت والاندثار. لكن بالرّغم من ذلك ثمّة قراءة عسكريّة وأمنيّة أخرى يتبنّاها بعض القادة من السّياسيين والعسكريّين والأمنيّين الصّهاينة وفي مقدّمتهم (وزير الحرب) يؤاف غالنت الذي اعترف بأنّ المتغيّرات في الفترة الأخيرة باتت كبيرةً وأنّ سياسة المعارك بين الحروب لم تمنع من تنامي المخاطر المحيطة بالكيان بعد تضرّر وتراجع  قوّة الرّدع لدى ( إسرائيل ) على حدّ قوله مؤكّداً بأنّ جيش الاحتلال سيواصل العمل على كلّ الجبهات سرّاً وعلانيةً. فيما أكّد مسؤولٌ أمنيٌّ (إسرائيلي) كبير لـ موقع (المونيتورالصهيوني) قوله (إنّنا نواجه ترسانة هائلة، وهي من أكبر الترسانات في العالم، حيث تتكوّن من مئات الآلاف من الصّواريخ والقذائف التي يخزّنها حزب الله وإيران وحماس والجهاد الإسلامي والميليشيات الموالية لإيران في سوريا والعراق واليمن).
وهذا يعني أنّ جيش العدوّ يعمل بجهدٍ للقضاء على تلك المخاطر أو على الأقلّ للتّخفيف من وقعها على الكيان المحتلّ المؤقّت  وبذلك قد يذهب إلى تنفيذ عمليّاتٍ سريّةٍ في محاولةٍ منه لاستعادة الرّدع المفقود وإعادة تجميل صورته التي تهشّمت. لذا فإنّ العدوّ بات أمام خياراتٍ تتلخّص بالآتي:
1- محاولة العدوّ توجيه ضرباتٍ استباقية لشلّ قدرة المقاومة بالرّدّ في الدّاخل والخارج
2- اللّجوء إلى عمليّات اغتيالٍ تستهدف قادة من المقاومة في الداخل والخارج  
3- شنّ أكبر عدد ممكن من الغارات على الأهداف المدنية وارتكاب المجازر واستهداف البنى التّحتية وإحداث أكبر كمّ من الدّمار في محاولة للضّغط على بيئة المقاومة لوقف الحرب وعدم استنزاف العدوّ بحربٍ طويلةٍ لا يتحمّلها.
تلك الخيارات التي أكّدها الصّحفي (الإسرائيلي) والمحلّل العسكريّ (بن كاسبيت) نقلاً عن أحد قادة العدوّ الأمنيين إنّه في حال اندلعت حربٌ متعدّدة الجبهات سيلجأ جيش الاحتلال الاسرائيلي لاستخدام كامل قوّته من اللّحظة الأولى للحرب ممّا سيخّلف دماراً هائلاً في أيّة جبهة مستهدفة مضيفاً أنّ الغاية من ذلك هو محاولة (القيادة الاسرائيلية) حسم المعركة  لصالحها في أقلّ وقت ممكن بعدما باتت قيادات الكيان تدرك يقيناً أنّها عجزت عن تحمّل وإدارة الحرب على الجبهة الدّاخلية الواحدة فكيف إذا تعدّدت الجبهات وطال أمد الحرب التي يدرك كبار القادة في الكيان حقيقة عدم قدرتهم على تحمل أوزارها وعلى دفع ثمنها غالياً. فمقياس تهديد الكيان تخطّى حدود فلسطين واتسعت رقعته مساحة وكمّاً وعدداً ونوعيّةً واستراتيجيّةً والتهديد الجديّ القائم لم يعد يقدّره العدوّ بعدد المقاتلين والصّواريخ بل بنوعيّتها التي يمتلكها محور المقاومة والموجهة إلى الكيان الصهيوني بدأ من اليمن مروراً بطهران والعراق وسوريا ولبنان ووصولاً إلى فلسطين بانتظار ساعة الصّفر.
#كاتب واعلامي لبناني

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا