كتابات | آراء

حديث الإثنين: فلسطين 75 عامـاً احتلال والعـرب يطالبـون بالاسـتقـلال

حديث الإثنين: فلسطين 75 عامـاً احتلال والعـرب يطالبـون بالاسـتقـلال

في مثل هذا اليوم الموافق 15 مايو من عام 1948م تم تأسيس الكيان الصهيوني في فلسطين تحت مسمى إسرائيل بناءً على قرار التقسيم الذي أصدره مجلس الأمن الدولي

ومنح اليهود أكثر من نصف مساحة فلسطين لإقامة كيانهم عليها وأبقى للفلسطينيين القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وكان الرئيس الأمريكي آنذاك ترومان قد سارع في الاعتراف بهذا الكيان الدخيل بعد ساعة واحدة فقط من صدور قرار التقسيم  وقد رفض العرب حينها هذا القرار وطلبوا من الفلسطينيين مغادرة أراضيهم حتى تقوم الجيوش العربية بتحرير فلسطين وهزيمة اليهود ومن ثم إعادتهم إلى أرضهم وصدّق الفلسطينيون هذه الكذبة الكبرى فغادروا إلى الشتات تاركين كل شيء على أمل أن يعودوا إلى أرضهم خلال شهر أو شهرين وفعلا قامت حرب صورية بين سبعة جيوش عربية وعصابات الهجانا اليهودية المدعومة من الدول الاستعمارية وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا وفرنسا انتهت بهزيمة الجيوش العربية واستيلاء اليهود على أراض جديدة من فلسطين لم تكن ضمن قرار التقسيم وبدلاً من أن يقيم الفلسطينيون دولة لهم في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ويستقروا فيها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا راهنوا على مزايدة القوى الثورية العربية بأنها سترُجع لهم كل فلسطين وتُخرج اليهود منها بعد أن يتم رمي إسرائيل في البحر حسب ما كان يردده الخطاب الإعلامي للقومية العربية فبقي الفلسطينيون في الشتات وتم تسليم القدس والضفة الغربية كأمانة لتبقى تحت الإدارة الأردنية وكذلك تم تسليم قطاع غزة كأمانة أيضاً لتبقى تحت الإدارة المصرية وتم تشكيل المقاومة الفلسطينية بدعم من القوى الثورية العربية بقيادة مصر الناصرية من أجل تحرير فلسطين كل فلسطين حسب زعم الإعلام القومي العربي .
 مرت الأيام والأشهر والأعوام والفلسطينيون ينتظرون من يعيدهم إلى بلدهم نادمين على استماعهم لنصائح الأنظمة العربية بمغادرة أرضهم وحين أدرك الرئيس التونسي الأسبق الحبيب بورقيبة في منتصف الستينيات من القرن الماضي بأنه لا أمل في تحرير فلسطين حسب زعم المزايدون العرب وأن إسرائيل قد أصبحت أمراً واقعاً قدم مقترحا وجيها مفاده أن يقتنع الفلسطينون بما لديهم ويقيموا لهم دولة في المساحة المتبقية من فلسطين والتي تشمل القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وهو مستعد لأن يقوم بالتواصل مع إسرائيل والدول الكبرى الداعمة لها لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فقامت عليه الدنيا ولم تقعد واتهموه بالعمالة والرجعية وحاولوا اغتياله وقطعوا العلاقات مع تونس وازداد الخطاب الإعلامي القومي العربي تشنجا مهددا بتحرير فلسطين من النهر إلى البحر واتسع نفوذ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وتأثيره في الوطن العربي خاصة بعد تدخله في اليمن وإرسال جيشه إلى صنعاء لحماية ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الملكي والدفاع عنها مهدداً بتحرير الجزيرة العربية والخليج من الرجعية السعودية والامبريالية ولكن تشاء الأقدار إلا أن تسير الرياح بما لا تشتهيه السفن  فقد قامت إسرائيل يوم 5 يونيو 1967 م بشن حرب مفاجئة على ثلاث دول عربية في وقت واحد هي : مصر وسوريا والأردن واستطاع الجيش الصهيوني الذي كان يفترض أن يرميه العرب مع كيانه الغاصب إلى البحر خلال ستة أيام أن يدمر القوات العربية في الدول الثلاث بالكامل ويهزم جيوشها ويستولي على القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وهي المناطق المتبقية من فلسطين والتي كانت كما أشرنا آنفا تحت الإدارة العربية في مصر والأردن ثم أضاف إليها الجيش الصهيوني احتلال شبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية وأراض أردنية وهو ما جعل الرئيس جمال عبد الناصر يعترف بالهزيمة التي سماها نكسة ويتحمل بشجاعة مسؤوليتها مقدما استقالته ولكن الشعب المصري رفضها وطلب منه الاستمرار في رئاسته لمصر وبعد عدوله عن الاستقالة لم يجد جمال عبد الناصر أمامه من خيار سوى أن يسحب قواته من اليمن لتسد الفراغ في مصر الذي أحدثته هزيمة الجيش المصري وأمر بالإفراج عن القيادات اليمنية التي كانت تقبع في السجن الحربي المصري والسماح لها بالعودة إلى اليمن وكان قد دعا إلى عقد قمة عربية عقدت في العاصمة السودانية الخرطوم أطلق عليها قمة اللاءات الثلاث : لا صلح ولا تفاوض ولا سلام مع إسرائيل ومن المفارقات العجيبة أن العسكر الحاكمين اليوم للسودان قد هرولوا وطبعوا مع إسرائيل ونسوا اللاءات الثلاث التي أعلنتها الخرطوم وفي تلك القمة وجدها عبدالناصر فرصة للخروج من ورطته في اليمن والتي كانت سببا لهزيمة مشروعه القومي العربي فاجتمع بالملك فيصل بن عبد العزيز ملك السعودية بحضور رئيس وزراء السودان محمد أحمد محجوب وسلم الملك فيصل ملف اليمن بيده في مقابل أن يقدم فيصل الدعم المادي لمصر بعد أن خسرت كل شيء ويعين أنور السادات عميل أمريكا والسعودية نائبا له وقد وافق عبد الناصر على هذه الشروط السعودية ونفذها قبل اعتراف السعودية بالنظام الجمهوري في اليمن ومن هنا انتهت زعامة جمال عبدالناصر للأمة العربية وانتهت المزايدات الثورية ضد الرجعية والامبريالية وتحولت الزعامة ضمنيا للملك السعودي فيصل لدرجة أن آخر قمة عربية عقدت في مصرفي عهد الرئيس جمال عبدالناصر في سبتمبر عام 1970م لحل الإشكال بين الملك حسين ملك الأردن والقيادات الفلسطينية بزعامة أحمد الشقيري أن تنازل جمال عبدالناصر عن رئاستها للملك فيصل في محاولة منه للتودد إليه وكسب رضاه بعد أن كان يقول عنه جمال عبدالناصر في خطاباته بأن جزمة أصغر جندي مصري أفضل من تاج الملك فيصل وعقاله الذهبي وهي القمة العربية التي قضى فيها جمال عبد الناصر نحبه وهو يودع أمير الكويت في مطار القاهرة الشيخ عبد الله السالم الصباح حيث يقال أن الملك فيصل اتفق مع أنور السادات بمباركة أمريكا لدس السم لعبدالناصر في عصير الجوافة الذي قام أنورالسادات بتحضيره بنفسه في المطار حينما لاحظ علامات التعب والإرهاق على عبدالناصر ليتسلم بعد ذلك أنور السادات رئاسة مصر كونه كان النائب الأول لجمال عبدالناصر فحول مصر من اليسار إلى اليمين في غضون أشهر قليلة ليبدأ فصل جديد ومختلف في العلاقات العربية – العربية ودخول مصر مرحلة التبعية بعد أن كانت متبوعة ورائدة العمل العربي المشترك وهو ما جعل إسرائيل تستأسد على العالم العربي وتجعل الكثير من الدول العربية تهرول للتطبيع معها والاعتراف بشرعية احتلالها لفلسطين ولا تحرك ساكنا عندما يقوم هذا الكيان الغاصب بشن حرب شعواء على الفلسطينيين كما يحدث حاليا لكن عندما ترد المقاومة الفلسطينية للدفاع عن نفسها تقوم الدنيا ولا تقعد فتسعى هذه الدول العربية المطبعة وعلى رأسها مصر للقيام بوساطة لوقف إطلاق النار خوفا من هزيمة إسرائيل وحفظا لماء وجهها ..!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا