كتابات | آراء

حديث الإثنين: الجمهورية اليمنية تدخل عامها الـ 34

حديث الإثنين: الجمهورية اليمنية تدخل عامها الـ 34

لن أمل من تكرار ما سبق لي وقلته في أكثر من مقال بأن الوحدة اليمنية ستظل ماضيا وحاضرا ومستقبلا وعلى مر العصور المطلب الجماهيري الوحيد المجمع عليه شعبيا ورسميا ،

ومن يشذ عن هذه القاعدة ليس له علاقة باليمن أو أنه عميل ومرتزق ينفذ أجندات أعداء اليمن ووحدته خاصة التاريخيين منهم  وعليه نقول في خضم احتفالات أبناء الشعب اليمني بمرور ثلاثة وثلاثين عاماً على استعادة وحدتهم في تاريخهم الحديث وقيام الجمهورية اليمنية وسط ظروف صعبة ومعقدة قابلة للانفراج بإذن الله وفي وقت يستعدون فيه لتصحيح مسار الوحدة من خلال بناء دولة يمنية جديدة يسودها النظام والقانون والمواطنة المتساوية  وقهر العدوان أن الوحدة اليمنية قد وجدت لتبقى واياً كانت الصيغة الجديدة التي ستحفظ لليمن وحدته أرضاً وإنساناً فإنها ستؤكد أن اليمنيين قد عاشوا فترة طويلة من الصمود والتصدي لكل المحاولات البائسة بهدف تفكيكها والعودة بعجلة التاريخ إلى الوراء وان كانت كلها قد باءت بالفشل الذريع وهو ما يؤكد أن الوحدة اليمنية قد تخطت الصعاب وترسّخت جذورها رغم ما شاب مسيرتها من سوء إدارة بفعل أولئك الذين وثق بهم الشعب اليمني وجعلهم قادة له ولكنهم استغلوا الوحدة وحوّلوها إلى مشروع للمتاجرة به والمزايدة عليه منذ أول يوم تحققت فيه لأن نيتهم كانت في الأصل خاسرة فتسببوا في إيجاد شرخ بين أبناء الشعب اليمني الواحد ، ومع ذلك فقد أثبت اليمنيون فعلاً من خلال دفاعهم وتمسكهم بوحدتهم والمحافظة عليها حتى في ظل العدوان الحالي على اليمن وشعبه العظيم الذي يشنه رباعي الشر المتمثل في أمريكا والسعودية وإسرائيل والإمارات ومن تحالف معهم للعام التاسع على التوالي إنهم رجال قادرون على أن ينتقلوا بالوحدة من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر وهو جهاد النفس المتمثل في ترسيخ دولة النظام والقانون ومحاسبة الفاسدين أياً كانوا في السلطة أو المعارضة أو من أصحاب الجاه والنفوذ فالكل أمام القانون سواسية .
إن الوحدة اليمنية وهي تدخل منذ يوم غد الثلاثاء الموافق 23 مايو 2023 م عامها الرابع والثلاثين قد تخطت بنجاح مسيرة الصعاب والعقبات وواجهت التحديات والمؤامرات التي تُحاك ضدها في الداخل والخارج وستظل تلك الشمعة المضيئة الوحيدة في سماء الأمة العربية حتى تأتي شمعة أخرى تنافسها كاتحاد دولتين عربيتين أو أكثر ولكن عندما ننظر إلى الوضع العربي الراهن وكيف حاله ؟ ونعتبر بانفصال جنوب السودان عن شماله بسبب الصراع على كرسي الحكم وما يحدث فيه حاليا من اقتتال بين العسكر لا نجده إلا أنه يسير من سيء إلى أسوأ ، وهو ما جعل المواطن العربي يفقد ثقته في الحكام العرب بشكل عام  مما يؤكد أن مشكلتنا في العالم العربي ليست مشكلة تتعلق بالموارد وعدم وجود الكفاءات التي تحكم ، وإنما المشكلة تتعلق بحب التسلط والسيطرة ، فأي طرف يصل إلى السلطة بأية طريقة كانت ديمقراطية أو انقلاب عسكري من الصعب عليه أن يفكر بمغادرة السلطة حتى لو ضحّى بشعبه كاملاً ليبقى هو وبطانته على رأس الحكم ومستعداً أن يسخر كل موارد شعبه وجيشه ونظامه للدفاع عن الكرسي بدلاً من أن يعمل على تحقيق مصالح الشعب ويؤسس لنظام إداري جيد يمكن على أساسه بناء دولة المؤسسات كما هو حاصل في الدول المتقدمة.
 ومن هذا المنطلق أو المفهوم عند الحكام العرب ، فإنه من الصعب على أي مواطن عربي تخيل أن تتحد دولتان عربيتان حتى لو في شكل تنسيق المواقف ولذلك ستبقى الوحدة اليمنية تفرض بعدها الإقليمي والقومي والدولي على كل الأقطار العربية  وهو ما أكدنا عليه في مقالات سابقة بحيث تشكل انموذجاً يُحتذى به كونها وحدة معاصرة تشكل حلقة متفردة وذات أكثر من خصوصية في تاريخ اليمن الراهن وفي تاريخ العرب عموما لاسيما بعد أن يتم تصحيح مسارها نزولا عند رغبة وإرادة الشعب وطموح الجماهير قبل أن تكون إرادة سياسية أو قرارات سلطوية يكون الشعب فيها رقماً مفقوداً ولذا فإن مجرد التفكير في رفض هذا الإجماع التاريخي والوطني كما يحاول البعض اليوم تنفيذا لإرادة تحالف العدوان على اليمن والنكوص نحو أشكال التفرق والتشرذم والتشطير سيكون خيانة وطنية وتاريخية يدفع ثمنها الجميع عاجلاً أم آجلاً ، ويكفي أن نشير إلى أن مجرد وجود أزمة سياسية قد ألحقت الضرر السياسي والاقتصادي والاجتماعي باليمن وجلبت العدوان عليه وكادت أن توصله إلى مفترق طرق فما بالنا بما يترتب على عودة اليمن إلى عهد التشطير  غير مدركين أن التآمر على الوحدة اليمنية سيلقى نفس مصير التآمر على يمن اليوم الذي رفع شعار تحرير القرار السياسي اليمني من الوصاية الخارجية وتحديدا الأمريكية والسعودية فتحطمت كل معاول هذا التآمر الخبيث على صخرة مقاومة أبناء الشعب اليمني الشرفاء المؤمنين بالثورة والجمهورية والوحدة  كقدر ومصير لأكثر من  30 مليون يمني ومن شذ عن هذه القاعدة فليس منا ، وهناك تجارب سابقة تثبت إن انفراط عقد المحاولات المتصلة لتوحيد اليمن أرضا وإنسانا كان ينسحب دائما وبالا وكوارث تطال عامة الشعب حكاما ومحكومين ولذلك علينا اليوم أن نستفيد من عبر ودروس الماضي البعيد والقريب تجنبا لتكرارها وحتى لا ندخل في متاهات جديدة من الصعب الخروج منها.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا