كتابات | آراء

طُرُق لتحقيق السلام في فِكْرِ وأدَبِ المسلمين

طُرُق لتحقيق السلام في فِكْرِ وأدَبِ المسلمين

البادئمون هم العدوانيون المعتدون والله لا يحب المعتدين من هذا الوجه (أي أنهم عدوانيون معتدون بأي شكل من أشكال العدوان وبأي وسيلة وأسلوب من وسائل وأساليب العدوان

وفي أي مستوى كان المعتدون أفراداً أو جماعات أو دول أو تحالفات وعلى أي شيء وقع العدوان على الدماء أو جملة الحقوق الخاصة أو مختلف المصالح العامة) فالله جل جلاله لا يحب كل هؤلاء لأنهم معتدون ويبقى المعتدون محرومين من محبة الله لهم ما بقوا في عدوانهم.
وقد يستمر عدم محبة الله جل جلاله للمعتدين على الآخرين من الناس بمختلف مستوياتهم ولمختلف عدواتهم من وجوه أخرى حتى لا يبقى لهم وجه من الوجوه ينالون من خلاله محبة الله لهم، لكثرة الوجوه التي منها حرموا محبة الله لهم ولمحقها وجوه من الأعمال الصالحة لهم في الدنيا وفي الآخرة، حين يضع الله جل جلاله الموازين بالقسط فوجوه الحرمان من حب الله كثيرة إذ قد يظلمون المعتدون وظلم متعدد إلى جانب ظلمهم بفعل العدوان على الآخرين من الأفراد والجماعات والدول فقد يرتكب المعتدون خيانات إلى جانب ظلمهم بفعل العدوان، وقد يكون بعضهم أكثر من يتصدر كل هذه الأفعال الإجرامية وإلى أن يصلوا إلى مستوى الإسراف فيسرفون في عدوانهم وظلمهم وفخرهم بعدوانهم وخياناتهم فيصيرون مسرفون في كل ذلك وهو وجه من الوجوه التي يحرم المعتدين من حب الله لهم، إلى جانب الوجوه التي أشرتُ إليها فأين يذهب المعتدون وأي خسران يكنون فيه.
أولاً: الصراع بكل أنواعه وأساليبه ظاهرة قدمها قدم البشرية ويحدث بين الحق والباطل أو بين فئتيْن مؤمنتيْن أو بين خليط من هذا وذاك .
ثانياً: إنهاء الصراع بكل أنواعه وأساليبه وخاصة المسلح بين الحق والباطل وهذا لا سبيل لتحقيقه إلَّا باستمرار الصراع المسلح حتى يُزْهِقُ الحق الباطل بسحق عدوانية أهل الباطل بالأعمال الحربية الدفاعية المقدسة على الأرض ، أو بجنوح العدوانيين المعتدين للسلم وتعبيرهم عن ذلك يعلنون اللجوء إلى الحوار السلمي مع المعتدى عليهم مباشرة دون وسيط وتحكيم طرف ثالث، وهنا لا يمكن يكتب النجاح للحوار إلَّا إذا سلَّم العدوانيون بأن حقيقة السلام لا تعني عدم استخدام السلاح للقتال بين المتحاربين وأن حقيقته قبل ذلك أن يتحقق في نفوس الأطراف وأن تحققه في نفوس المتصارعين يعني أن العدوانيين المعتدين قد استيقظوا وعرفوا وعلموا بفداحة ما هم عليه من حال بأنهم عدوانيون ومعتدون وأنهم قد أخطأوا وأنهم من أهل الفساد والإفساد أو الأهواء وأن الشياطين قد زينت لهم فبنوا على ذلك ومضوا متبعين لهم وأهوائهم فيكون الندم ومن ثم الجنوح إلى تحقيق السلام بالحوار.
 حينها لا سبيل إلى تحقيق السلام سلمياً بطريق الحوار إلا بشروط أخلاقية حتى يتحقق السلام هذه الشروط التي يجب أن يلتزم بها العدوانيون المعتدون، أولها أن يَحِلُوا قيم السلام الأخلاقية محل قيم الباطل والعدوانية في نفوسهم سواء كانوا ممن ترتبط أخلاقياتهم (بالإيمان بالغيب ) أم ممن ترتبط أخلاقياتهم برباط ذاتي في جزء من أجزاء نفوسهم وذلك الجزء من أجزاء ذواتهم منفصلاً عن الإيمان ( بالغيب ) ثم قبل أن يذهبوا إلى الحوار مع الطرف المعتدى عليهم وهم نادمون بعد معرفتهم وعلمهم بحقيقة أنفسهم ومواقفهم العدوانية التي كانت خطأ فادحاً منهم، عليهم أن يطفئوا نيران الحرب الإعلامية الدعائية والحرب النفسية وكذا السياسية والاقتصادية أو الحد من كل ذلك بما يحقق الأجواء والبيئة المناسبة للحوار بشروطه الأخلاقية ثم وفي حال الحوار وجولات الحوار الالتزام بخُلُق الشجاعة والتواضع والإذعان للحق لتقبُل تبعات عدوانيتهم وعدوانهم من جبر الضرر والتعويض المعنوي والمادي للمعتدى عليهم والتجرد من اللؤم وتبييت وإبطان غير ما يطرح في جولات الحوار بهذا وهذا فقط وفي هذا الإطار يمكن أن يتحقق السلام ويمكن تأمين استمراره لأجيال وبغير هذا لا يعني إلا أن الشياطين لم تزل مسيطرة على موقف العدوانيين المعتدين ومتحكمة بطريقة تفكيرهم وسلوكهم إلى جانب حالة الكِبْر التي تكون في نفوس من يقعون تحت سيطرة تزيين الشياطين والجهود والوقت المبذولان لإجراء حوار يعقد عليه الآمال في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام سيذهبان هدراً وبالتالي حتماً لابد من وسيط ثالث يسمعون من الأطراف ويحيطون بجملة حيثيات الصراع ويكونون قادرين على ممارسة صلاحيات الوسيط المُحَكَم في زجر المعرقل من الأطراف وفي التوضيح للرأي العام بكل شفافية للأساليب والوسائل التي يستخدمها المعرقلون لعرقلة الصلح كما لابد من توفر القدرة للوسيط على تقريب وجهات النظر بين المتصارعين وعلى التصرف بحزم وحكمة للوصول إلى حلول ومعالجات لإنهاء الصراع وكل هذا في مجمله يشكل مساعي وحُكُم الوسيط أو المحكم من الأطراف أو وسيط محكم بصلاحيات وقوة الشرعية الدولية المحترمة بهذا وبهذا فقط يتحقق الصلح ثم الأمن والاستقرار للأطراف المتصارعة ويتحقق السلام لهم جميعاً ولغيرهم ممن قد تتهدد وتتأثر مصالحهم من استمرار الصراع بين س أو ص من المتصارعين وبغيره ستكون العودة إلى الخيار الأول وهو تحقيق السلام بالسلاح لسحق عدوانية العدوانيين المعتدين فينتصر الحق بكل مستوياته على الباطل بكل صوره وإشكاله وأساليبه فلا حرب إلى الأبد والله غالب على أمره.
أمّا تحقيق الصلح والأمن والاستقرار والسلام بين أطراف خليط من الحق والباطل فلا يختلف عن طُرُق وأساليب ووسائل تحقيق كل ذلك بين طرفي الحق والباطل المتصارعيْن أو بين فئتيْن مؤمنتيْن إنما الاختلاف يكون في الشدة والحزم في التعامل مع الأطراف المتصارعة من هذا النوع لكثرة ( الشرور ) التي قد يواجهها الوسيط والمحكم من قبلهم أو بشرعية وصلاحيات هيئة دولية أممية محترمة والتي قد تصدر من الباطل في كل الأطراف التي تفسد كل مساعي للخيرين في الأطراف المتصارعة وكذا المساعي الخيرة للوسيط ولهذا وباختصار لابد من الشدة واستخدام كل الأساليب والوسائل لتحقيق الحسم والحزم كُلّمَا دَعَت الدواعي إلى ذلك والشفافية طوال مراحل مساعي إصلاح الشأن وبقدر سلامة نوايا المصلحين ومساعيهم بقدر ما يكون التأييد الرباني لهم لإصلاح ذات البين والله غالب على أمره .
أمّا تحقيق السلام بين فئتيْن مؤمنتيْن متقاتلتيْن بالسلاح فيأتي من طريق تحقيق الصلُح العادل المنصف بين الفئتيْن والواجب على المؤمنين المسارعة لإصلاح ذات البين أكان المختلفين أو المتشاجرين أو المتقاتلين وبالسلاح أشخاص أو جماعات بمختلف مستوياتها أو دول أو تحالفات فإصلاح ذات البين من البر وخير البر عاجله لحكمة يطول بيانها هنا وفي إصلاح ذات البين لتحقيق الصلح بين فئتين مؤمنتيْن أي كان مستوياتهما هناك إجراءات يتخذها الطرف الثالث الوسيط المؤمن أو المُحَكّم المختار من الأطراف المتصارعة أو محكم ووسيط مؤمن يأخذ شرعية وساطته وقوة حكمه من قوة الشرعية الدولية المحترمة مع مراعاة صفة الفئتيْن كونها مؤمنتيْن أثناء تنسيق الوسيط مع الشرعية الدولية.. وأثناء الإجراءات على الأطراف الالتزام بالصبر والحكمة وعدم التأجيج وإشعال الفتن لإفشال الصلح وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام للمتصارعين وأي تصرف او سلوك من أي طرف يسيء لمساعي إصلاح الشأن لابد على المحكمين ومن صميم واجبهم التحقيق في ذلك وتبيين الحقائق للرأي العام بكل شفافية ولابد من توفر القدرة للمحكم من استخدام صلاحياتهم كوسيط ومحكم ولابد من سلامة نواياهم وكفاءتهم في زجر الأشرار وتأديبهم بإيقافهم على الحق بهذا وبهذا فقط يتحقق الصلح بين الفئتين المتصارعتين المتقاتلتين بقوة السلاح وجملة أساليب التدمير والتخريب.
فإن لم تسير الأمور كما ينبغي كأن لم تلتزم كلتا الفئتيْن بما يحقق الصلح فالوسيط المحكم لابد من دراسة كل ذلك وبشكل دقيق وبذل الجهود لتقريب وجهات النظر مع الشفافية بوضع الجمهور والرأي العام على حقائق العراقيل التي تفتعلها الأطراف ومنح الفرصة للأطراف للكف عن ذلك ووضعهم أمام عقوبات قد تتخذ في تكرار افتعال العراقيل فإن لم يكفوا عن ذلك فتكون العقوبات المناسبة حقاً على الأطراف حتى تعود الأطراف إلى طريق السلام والعاقبة للمتقين.
فإن التزمت إحدى الفئتيْن بما يحقق الصلح والأمن والاستقرار والسلام وبغت الأخرى فالحكم واضح يعلمه كل مؤمن ومؤمنة حتى تفيء الفئة الباغية إلى أمر الله جل جلاله وتقبل بما يحقق الصلح والأمن والاستقرار والصلاح والفلاح والسلام والله غالب على أمره.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا