كتابات | آراء

واجب النصرة والمدد للشعب الفلسطيني

واجب النصرة والمدد للشعب الفلسطيني

اليمن بقيادته وشعبه كان ولايزال في مقدمة السابقين على مستوى الشعوب العربية والإسلامية بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتقديم كل ما بوسعه من أجل نصرة الحق والانتصار لقضية الأمة وإسناد المرابطين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس للتصدي لجيش كيان العدو الصهيوني الغاصب.

هذه المواقف الثابتة والمبدئية إلى جانب المقاومة الباسلة في الضفة والقطاع وكل الأراضي الفلسطينية المحتلة أكدتها القيادة الثورية والسياسية العليا في أكثر من خطاب وأكثر من موقف وجسدتها الجماهير المليونية بالخروج المشرف للتعبير عن الغضب اليمني والجاهزية لتقديم الدعم ونصرة المجاهدين في قطاع غزة وفصائل المقاومة الفلسطينية وللتعبير عن الإدانة الشديدة لجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو ضد المدنيين المحاصرين في قطاع غزة.
وتجاه هذه المواقف نرى أن كثير من الناس قد عبر عن الارتياح والسعادة لحجم هذه التظاهرات بالإضافة إلى ما تحقق نتيجة التفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال مظلومية الشعب الفلسطيني إلى الرأي العام الدولي وأيقظت الضمير والوعي الإنساني لدى شعوب العالم..
وعلى الرغم من الإيجابية الكبيرة للمظاهرات اليمانية والطوفان البشري الذي يمثل مددا لا ينقطع لطوفان الأقصى إلا أنها تعد واحدة من المهام الآنية التي تؤكد على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الصهيوني على سكان قطاع غزة ورفع الحصار وإدخال المساعدات الإنسانية بصورة عاجلة لسكان غزة.
وإن كانت هذه المسيرات الحاشدة بالتأكيد تأتي في إطار الموقف اليمني الثابت تجاه القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية فإن هناك أهداف أكبر واستراتيجية شاملة تتمثل في استمرار الدعم بكل الامكانات المتاحة حتى تحرير أولى القبليتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
ولذلك فإن هذه التظاهرات شيء جيد ويجب أن نستمر فيه لأنها وسيلة للتعبير عن حجم غضبنا وتفاعلنا ويستدل من خلالها على وعي وإيمان هذا الشعب بقضيته المركزية والأولى (القضية الفلسطينية ) كما أنها تعبر عن استفتاء شعبي تؤيد ما تتخذه القيادة من قرارات او تصرفات لإيقاف العدوان وفك الحصار استجابة لهذه المطالب الشعبية الغاضبة.. بالتالي فهي جيدة جدا ويجب أن لا تتوقف من أجل نصرة فلسطين والأقصى.. وبفضل هذه المظاهرات والتفاعل في وسائل التواصل الاجتماعي تفاعلت معنا معظم شعوب العالم وخرجت لتندد وتدين المجازر الصهيونية بحق شعب فلسطين.
إلا أنه بالرغم من ان المظاهرات المحلية والعربية والدولية المنددة بجرائم الحرب الصهيونية التي تتواصل ضد المدنيين في قطاع غزة منذ 18 يوما لكن تلك الاصوات لم تؤثر على قيادة كيان العدو التي لم تبالي بها ولم تعرها اي اهتمام بل انها زادت وامعنت في سفك المزيد من دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والمدنيين ولا زالت جرائم الإبادة مستمرة حتى هذه اللحظة وقد وصل الحال بجيش الاحتلال إلى قصف المستشفيات ودور العبادة والاسواق الى جانب المنازل التي تدمر على رؤوس ساكنيها وكذلك استخدام الأسلحة المحرمة دوليا بضوء أخضر أمريكي وتحت مبرر "حق الدفاع عن النفس" مما يعني السماح لهم بالاستمرار في التصفية العنصرية والقتل المفرط دون حساب أو عقاب.. ولأن كيان العدو يرى نفسه فوق القانون الدولي بل يرى نفسه فوق التشريعات السماوية ويستمر في غيه وعربدته في تصفية قطاع غزة وسكانها من خلال سياسة الأرض المحروقة والحصار الجائر لقطع كل سبل العيش بهدف التهجير القسري للأصلاء أصحاب الحق والأرض وانهاء المشروع الكبير للتحرر من الاحتلال الصهيوني الغاصب .
وللأسف فإن كثير من قادة بعض الأنظمة المطبعين مع كيان العدو كانت مواقفهم مخجلة ولا ترقى حتى إلى أدنى مستوى من المسؤولية التي يجب أن يقومون بها تجاه ما يرتكبه العدو من جرائم بشعة في قطاع غزة ولذلك لا نعول كثيرا على قادة الأنظمة المطبعة ويبقى الأمل معقودا في الشعوب العربية التي عبرت عن رفضها المطلق لجرائم الإبادة وللسلوك المخجل لقادتها ولذلك يجب على هذه الشعوب أن تتحرك وتضغط بشكل أكبر على حكامها لكي تتخذ مواقف واضحة تمثل انفعالاتهم ضد هذا العدوان أقلها إغلاق السفارات وإيقاف الصادرات النفطية ومقاطعة المنتجات الغربية.
والسؤال الذي يطرح نفسه ما هو الحل إذا في ظل هذا الوضع؟
الحل الوحيد يكمن في فوهات البنادق فقط في تصعيد المقاومة في كل مكان ضد الصلف الأمريكي الصهيوني والغربي بشكل عام .. لا نعول على أحد سوى الله.. بالتحرك الفردي والجماعي والدعم بالمال والسلاح والنفس إلى من يستطيع ان يصل ليقاتل الى جانب المجاهدين في فصائل المقاومة الفلسطينية..
ويجب أن يدرك الجميع أن القدس ليست قضية حماس وفصائل المقاومة في فلسطين وحدها ولا يعني إن كان حزب الله أو الحكومة اليمنية في صنعاء أو في العراق أو سوريا أو حتى إيران معهم أن هذا يكفي أو أن ذلك يمنع أن نتشارك معا في الذود عن مقدساتنا وعن أهلنا في فلسطين بسبب اختلافات مذهبية او غيرها من مبررات اخرى فلا تأخذنا العزة بالإثم فالجميع معنيون امام الله لأن نصرة المجاهدين واسنادهم فرض عين على كل مسلم وواجب علينا كلنا النفير والجهاد لتحرير الأراضي المحتلة وتطهير الأقصى الشريف من دنس الصهاينة الغاصبين.
فالجميع معنيون أمام الله بالقيام بواجبهم في إسناد المجاهدين الأبطال لأن أمريكا ودول الغرب وحتى شرق أوروبا قد تكالبوا ووقفوا جميعا إلى جانب الجلاد الصهيوني ضد المقاومة المشروعة للمحتل التي تدار عملياتها البطولية على أيدي مجاهدي القسام والجهاد ومختلف الفصائل .
وأمام بشاعة المجازر التي ترتكب بدم بارد ووحشية غير مسبوقة يبقى السكوت وصمة عار في جبين الإنسانية وفي جبين كل متخاذل لم يقم بواجبه تجاه إخوانه الذين تسفك دماؤهم ليلا ونهارا وسط وضع معيشي وإنساني صعب للغاية .. نحن جميعا مسلمون مهما اختلفت مذاهبنا.. الله سيحاسب كل منا على ذنبه.. ويكفي تخاذل وتهاون وفرقة وشتات وحجج وأعذار واهية..
أما نحن في اليمن فقد وهبنا الله قيادة مؤمنة وصادقة ومجاهدة غيورة على قضايا الأمة حريصة على مصالحها وعزتها وكرامتها.. هذه القيادة تتمثل في قائد الثورة المباركة السيد العلم عبد الملك بن بدر الدين الحوثي يحفظه الله.. ولذلك فالواجب الديني والوطني يحتم علينا جميعا أن نقف معه مخلصين ومفوضين تفويضا مطلقا للخيارات التي يراها مناسبة لردع العدوان على فلسطين.
عموما في إعتقادي بل في يقيني أن النصر وتحرير الأقصى بات وشيكا جدا كما وعد الله عز وجل في كتابه الكريم ومن أصدق من الله قيلا.. لنثق بالله سبحانه ونجاهد في سبيله.. وليدرك الجميع ان من يتخاذل في هذا الموقف فهو من المخلفين وكفى المرء خزي وعار ان يكون من المخلفين.. هذا والله من وراء القصد

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا