كتابات | آراء

طمعًا في الأصوات الانتخابية للجالية العربية بايدن يقر عقوبات على 4 مستوطنين

طمعًا في الأصوات الانتخابية للجالية العربية بايدن يقر عقوبات على 4 مستوطنين

لأنَّ رؤساء أمريكا يعتمدون في وصولهم إلى البيت البيضاوي على دعم اللوبي الصهيوني، فقد استبق «بايدن» مهرجاناته الانتخابية -بصورةٍ مستفزة- بدعم المجازر الصهيونية في غزة، لكنه من منطلق حرصه -في ذات الحين- على حصد ملايين الأصوات الانتخابية للجالية العربية، وقع مؤخرًا عقوبات على عدد من المستوطنين.

حيثيات وماهية العقوبات

على الرغم من معايشة العجوز المغرور «جو بايدن» -على مدى 3 سنوات وبعض شهور من رئاسته- ما تمارسه قطعان الاستيطان في «الضفة الغربية» من عنفٍ وقتل وتهجير في حقِّ أبناء «الضفة»، فقد اتخذ من انتقاد هذه الممارسات -مع قرب موعد الانتخابات- فرصه لتبييض صفحته أمام الحشود الجماهيرية الغاضبة على سياسته الداعمة بلا حدود لمتطرفي اليهود.
ولأنَّ عنف المستوطنين قد أسفر -خلال شهور معدودة من العام الماضي 2023- عن قتل ما لا يقل عن 10 مدنيين فلسطينيين وإحراق عشرات المنازل وإتلاف عشرات الأطنان من ممتلكات المواطنين وإفساد معظم محاصيل المزارعين، فقد اعتبر «بايدن» حصول ذلك كله في «الضفة المحتلة» -بحسب ما تتناقله وسائل إعلام أمريكية وأوروبية وعربية- (تهديدًا خطيرًا للسلام والأمن والاستقرار في «الضفة الغربية» و«غزة» و«إسرائيل» ومنطقة الشرق الأوسط بأكمله).
بل لقد رفع «بايدن» سقف تلك الانتقادات إلى استهداف بعض الشخصيات الاستيطانية ببعض العقوبات، وفي هذا المعنى استهل «كريم بن مهدي» تقريره الإخباري المعنون [بايدن يعلن عقوبات وطوارئ وطنية للتعامل مع عنف المستوطنين في الضفة الغربية] الذي نشره موقع «فرانس 24» في الـ2 من فبراير الحالي بما يلي: (فرض الرئيس الأمريكي «جو بايدن» الخميس الـ1 من فبراير الجاري عقوبات على مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية، كما أعلن طوارئ وطنية للتعامل مع "التهديد" الذي تمثله تصرفات المستوطنين المتطرفين، وتمثل هذه العقوبات إجراءً أمريكيًّا نادرًا تجاه المستوطنين.
وأصدر بايدن أمرًا تنفيذيًّا يتضمن إجراءات أمريكية ردَّا على هجمات و"أعمال إرهابية" في الضفة الغربية.
وكشفت وزارة الخارجية الأمريكية عن فرض عقوبات على أربعة مستوطنين، ستجمد -بموجبها- كل الأصول والأرصدة التي يملكونها في الولايات المتحدة، فيما سيمنع الأمريكيون جميعهم من القيام بأية تعاملات مالية معهم).

الشخصيات والانتهاكات المستهدفة بالعقوبات
بالرغم من أنَّ معظم المستوطنين المتراوح عددهم بين 500 و700 ألف مستوطن مساهمون -بهذا القدر أو ذاك- في التنكيل بسكان الضفة، فقد اقتصرت العقوبات على أكثر الشخصيات الاستيطانية نفوذًا وأشدها تأثيرا في ارتكاب المجازر النكراء، وقد أورد «عبد الرؤوف أرناؤوط» -في سياق تقريره الإخباري المعنون [من هم المستوطنون الأربعة الذين طالتهم عقوبات أمريكية؟] الذي نشرته وكالة أنباء «الأناضول» يوم أمس الأول- الشخصيات التي اشتملتها العقوبات مقترنة بما ثبت عليها من انتهاكات- في ما هو آت:
(1 - «دافيد خاي خاسداي»: قاد أعمال شغب، شملت إضرام النار في مركبات ومبان، والاعتداء على مدنيين فلسطينيين، وإلحاق أضرار بالممتلكات في حوَّارة، مما أدى إلى مقتل مدني فلسطيني.
2 - «إينان تانجيل»: متورط في الاعتداء على مزارعين فلسطينيين ونشطاء إسرائيليين من خلال مهاجمتهم بالحجارة والهراوات، مما أدى إلى إصابتهم بجروح استدعت العلاج الطبي.
3 - «شالوم زيخرمان»: أظهرت أدلة فيديو مصورة أنه اعتدى على نشطاء إسرائيليين ومركباتهم في الضفة الغربية وأوقفها في الشارع، وحاول تحطيم نوافذ المركبات المارة وفي داخلها نشطاء. كما قام زيخرمان بمحاصرة اثنين على الأقل من النشطاء وإصابة كليهما.
4 - «ينون ليفي»: قاد مجموعة من المستوطنين في أعمال خلقت جوًا من الخوف في الضفة الغربية، كما قاد بانتظام مجموعات من المستوطنين من بؤرة "ميتريم" الاستيطانية للاعتداء على المدنيين الفلسطينيين والبدو، وتهديدهم بمزيد من العنف إذا لم يغادروا منازلهم).

لهث وراء الأصوات الانتخابية للجالية العربية
ممَّا لا شك فيه أنَّ الجالية العربية تمثل -إذا ما قورنت بغيرها من الجاليات الوافدة في الولايات المتحدة- كتلة سكانية وازنة وذات تأثيرات نسبية في المعتركات الانتخابية، وهذا ما فطن إليه «بايدن» مؤخرًا، فسعى -من خلال إقرار هذه العقوبات في هذه الأوقات بالذات- إلى استرضاء أبناء الجالية العربية واستلال ما ترسخ في نفوس أبنائها عليه -طيلة الأربعة الشهور الماضية- من مشاعر البغضاء، ومن هذا المنطلق تزامن إقرار هذه العقوبات -بحسب تقرير «كريم بن مهدي»- (مع زيارة «بايدن» إلى ولاية «ميشيغن» المحورية في الانتخابات الرئاسية المقبلة في الـ4 من نوفمبر، ويقطن هذه الولاية عدد كبير من الأمريكيين ذوي الأصول العربية.
وقد تصاعد الغضب في صفوف هذه الجالية بسبب دعم «بايدن» لإسرائيل، بل إنَّ رئيس بلدية إحدى ضواحي «ديترويت» ذا الأصول العربية بقي مقاطعًا تلك الزيارة الرئاسية).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا