كتابات | آراء

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (18)

بريطانيا وأمريكا تاريخ أسود من الإجرام المُفرِط بحق الأمة والإنسانية ! (18)

ومن سُخرية القدر والعجب العجاب أن " أمة إقرأ بإسم ربك الأكرم الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم" ، صارت أمةً لاتعلم أو أنها بالأصح تتجاهل وتدعي الجهل لكي لاتعلم مايتوجب عليها أن تعلم وتُحَِاط به خُبرا ،

لاسيما وهذا الذي يفترض أن يكون معلومًا لديها يبدو إلزامًا عليها طالما وهو يعنيها ويهمها ويصلح شؤونها ويدرأ عنها كل الأخطار المُحدقة بها من كل حدب وصوب .. والأعجب من كل ذلك أن هذه الأمة العظيمة التي عَزَ الله أبنائها بالإسلام ، بدت وكأنها عادت إلى طبيعة وسيرة جاهليتها وأميتها الأولى ، ولم تقوم بمسؤوليتها المناطة وواجبها المفترض عليها إزاء هذا الذي حدث ولا يزال يحدث على مسمع ومرأى منها ، وهو يمسها بكل ضر وشر وخطر دون أدنى رحمة أو رأفة بها .
ولذا تجد أمة كهذه ، أمة لا تقرأ شيئًا مما كُتب ولا يعنيها أن تفهم أو تستوعب درسًا من الدروس ، وإذا قرأت شيئًا من ذلك فلا يرقى بها إلى مستوى الإستفادة والعظة مما تضمنته تلك الوقائع والحقائق التي نخالها تصرخ اليوم في وجوه الجميع بصوت أقرب إلى صوت الأنين : إن بريطانيا الملعونة التي استعمرت الكثير من بلدان العرب والمسلمين ، وهي تشرع في تأسيس الكيان الصهيوني الغاصب في قلب المنطقة بفلسطين المحتلة ، عبر اعلان وعد بلفور المشؤوم في نوفمبر من عام 1911م ، قد دشنت بذلك مشروعًا استعماريًا تبناه الغرب كله.. وأراد رعاة وداعمو ذلك المشروع المشبوه والخبيث أن يكون مصدر إقلاق وإشغال للعرب والمسلمين ، وأن يكون ذلك الكيان اللقيط الهجين الغريب بالتالي بمثابة الشرطي التابع للغرب وحضارته ومصالحه في المنطقة العربية.. وقد تم لبريطانيا وللغرب الإستعماري بزرع إسرائيل وتبني كيانها المجرم هذا ما خططوا له وأرادوا له أن يتم ويكون ، فيما أمة إقرأ لا تقرأ ما احتوته السطور وثناياها من حقائق وبينات جلية وواضحة ، بل وتعاملت مع هذا الأمر الخطير بمنتهى الإستخفاف والتجاهل والغفلة والسلبية المُفرطة ، وكأن الأمر لا يعنيها ولا يهمها في شيء على الإطلاق .
وبرغم أن القرآن الكريم وحي الله المُنزل من السماء على نبيه الخاتم محمد صلوات ربي وسلامه عليه ، أخبرنا وحذرنا بخطابه الصريح والمباشر إلينا معشر المسلمين قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، من أن اليهود والنصارى الذين وصفهم بالضالين والمغضوب عليهم ، لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم.. ووضح لنا ذلك التحذير الإلهي في سياق أحد آيات القرآن الكريم ، أن هذا الإتباع منا لليهود والنصارى يعني الإذعان والتسليم المطلق لهم والتخلي عن كل تعاليم ومبادئ الإسلام وقيمه السامية ، وقبول كل ما يفرضوه علينا دون نقاش ولا تردد ، ومع ذلك ارتمينا بأحضان هؤلاء الأعداء وأسلمنا مصائرنا وارتهنا لهم بكل صغار ومذلة ، وحاق بنا مكرهم السيء ، ولقينا منهم ولا نزال نلقى ما نعاف ونكره .. وظل الغرب ودوله الاستعمارية المارقة ، يتوجسون منا خيفة ، ويعتبرون إسلامنا هو الخطر الأعظم وألد أعدائهم وخصومهم ، وأنه يتوجب عليهم مواصلة الحرب الضروس عليه في كل جبهة وميدان .
وهذا ما عبر عنه صراحة وكشف عنه أكثر من مسؤول ومستشرق غربي في مختلف المراحل التاريخية ، واتسقت آراء هؤلاء جميعًا على أن الإسلام كان وسيظل مصدر خوف وخطر على الغرب وحضارته وأن استهدافه يعد ضرورة ملحة تفرض على الغرب ومعه الصهيونية العالمية الكيد له ولأهله والنيل من عقيدته ومن ينتمون إليه .
وفي هذا السياق يقول وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر اليهودي الأصل ، وهو يتحدث لرئيس وزراء الكيان الصهيوني الهالك مناحيم بيجن :" إنني أُسلمك أمةً نائمة ، أمةً تنام ولكن مشكلتها أنها لا تموت ، استثمر ما استطعت نومها ، فإن استيقظت أعادت بسنوات ما أُخِذ منها بقرون" .. من جهته يقول الرئيس الأمريكي السابق ريتشارد نيكسون ": إن دورنا المنوط بنا هو تأخير خروج المارد الإسلامي من قمقمه" .
وينسب إلى المبشر الأمريكي لورانس براون قوله ": كان قادتنا يخوفوننا بشعوب مختلفة ، ولكن تبين أن اليهود أصدقاؤنا والشيوعيين حلفاؤنا. ، لكن الخطر الساحق موجود في الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع ، وفي حيويته المُدهشة " .

....... يتبع .....ِ

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا