أخبار وتقارير

التواجد العسكري الأمريكي البريطاني على الأراضي اليمنية احتلال مكتمل الأركان

التواجد العسكري الأمريكي البريطاني على الأراضي اليمنية احتلال مكتمل الأركان

سبع سنوات من العدوان على اليمن خلفت الكثير من المآسي والدمار الهائل لم نجد لها تفسيرا منطقيا سوى التستر خلف الأهداف الاستعمارية العميقة للإمبراطوريات العالمية الكبرى

وهو ما يعني نسف مفاهيم السلام وبروز الأطماع الاستعمارية في بواعثها التقليدية وأهدافها ووسائلها وأساليبها وطابعها في سلسلة ترتيبات اجتمعت فيها المطامع الامبريالية والنزعة السيكوباتية خارج جغرافياتها في تسخير الجهد العسكري لحالة التطابق والتوافق في تقاطع المصالح المشتركة لفرض أساليب القوة القهرية في ابتزاز وسلب ثروات الغير ذلك هو سلوك الولايات المتحدة للبحث عن فضاءات تعتاش عليها في تغطية أزماتها الداخلية وهي غالبا ما تلجأ إلى سياسة إنتاج الحروب وإشعال الأزمات هنا وهناك للبحث عن المواد الخام وهوس استمرار هيمنتها في لعب دور الشرطي وصياغة سيكولوجية خبيثة تقدم للرأي العام الداخلي لتسويغ سلسلة من التدخلات العسكرية في شؤون بلدان العالم الثالث.

مفهوم السلام
السلام متاح وموقف اليمن هو الدفاع عن النفس لأننا شعب معتدى عليه وجزء كبير من أراضيه محتلة ومن ينادي بالسلام وهو يرعى استمرار العدوان فهو يقدم سلاما على الطريقة الإسرائيلية ومفهوم السلام على الطريقة الأمريكية هو الاستسلام والقبول بالاستباحة للأرض واستمرارية العدوان وكيف يمكن للسلام أن يتحقق في ظل استمرارية الغارات والهجمات والتجاوزات والحصار الخانق؟ وإذا كانت هناك من نوايا جادة للسلام عليهم أن يثبتوا نواياهم في الملف الإنساني ووقف الغارات وإيقاف الحرب وإنهاء الاحتلال اليمن جاهزة للسلام الحقيقي وليس الخداع وقدمت مبادرات عدة وعندما أتى الوفد العماني الوسيط إلى صنعاء قدمت اليمن مبادرات مهمة لكن المشكلة هي في إصرار دول العدوان على استمرار عدوانهم وحصارهم والمراوغة دون اتخاذ خطوات عملية حتى في جانب الملف الإنساني.
لقد استخلص محللون دوليون السياسة الخارجية الأمريكية واستنتجوا أنها تصب في محورين : جيواقتصادي وجيواستراتيجي ومن هذا المنطلق يندرج مفهوم الغزو والاحتلال لليمن كمعطى في حلقة الارتباط الجوهري ضمن سلسلة التدمير للمقاومة المناهضة لسياسات الهيمنة والنفوذ التي تجمع بين اللا أخلاق في ممارسة السياسة وبين أفعال القوة والإفراط في استخدامها وقد تجلى ذلك بوضوح في فداحة الأسلحة في جغرافية فقيرة مثل اليمن التي حولتها دول العدوان إلى حقل تجارب لتطبيق الأسلحة الغربية الحديثة الأكثر فتكا بالأرواح والبيئة وبين تكريس حاضر تراجيديا تميل إلى إبطال مفاعيل الحراك الثوري الصاعد في النمو نحو الاستقلال والحرية واستعادة القرار السياسي المستقل.
ومع احتدام هذه الحرب ما انفكت السعودية تراهن وهي تؤدي الوظيفة التدميرية تحت شعارات زائفة لمحاولة كسر العظم لهذا التحول الاجتماعي والسياسي والعسكري والثقافي النوعي في الصمود لمقاومة العدوان باستخدام الدعاية التحريضية المكثفة ودفعها بطواحين إعلامها في خط الغرفة الامريكية في إدارة الدعاية وبث الشائعات على شبكات الفضائيات في سياق الجهد المنظم لعمل المراسلين ومواقع التواصل الاجتماعي لتشبيك الجوقة الإعلامية في تشويه الحقائق عن قصد وتحريف وقائعها وأحداثها وكذلك مآسيها الفضيعة على الشعب اليمني.

أكثر صلفا وشراسة
لقد بدا العدوان غريبا وأكثر صلفا وشراسة في طبيعته وسلوكه الفاشي وأهدافه ومآلاتها الكارثية المباشرة على الحياة التي ضاعفت رأسيا وافقيا من حجم المآسي بصورة لم يقبلها الضمير الإنساني فلم يسبق لشعب أن عاش سنوات طويلة هذا الحصار ربما حدث ذلك في المقاربة مع حصار مدينة لينينجراد الروسية (سانت بطرسبورغ حاليا) الذي استمر عامين ونصف العام من قبل الفاشية الألمانية ومع ذلك يظل حصار المدن اليمنية هو الأبشع تاريخيا وإذا ما استدعينا الذاكرة لحصار بريطانيا التي انتهجت نفس السياسة لمحاصرة مدن الشمال اليمني بعد الحرب العالمية الثانية 1918م عندما احتلت مدينة الحديدة وأغلقت ميناءها وجعلت ميناء عدن حصريا على التجارة الخارجية لتفرض بريطانيا شروطها على المملكة المتوكلية اليمنية للاعتراف بها وبالتقسيم الانجلو عثماني الذي ابرم بين الدولتين الأجنبيتين المحتلتين لليمن عام 1914م.
وتوقيت الحرب كان قد تزامن مع حالات الانقسام والتشظي المجتمعي والصراعات البينية بين أدوات الداخل وكل ذلك التحضير كان لبروفات العدوان وتمهيدا لاحتلال اليمن الذي وجد التفاعل من بعض القوى المحلية التي ارتمت في أحضانه بينما قاومت مدن الشمال هذا الزحف العدواني وبدأت أهداف العدوان تتضح بعد وقت قصير بما يكفي من الحقيقة عن التورط الأمريكي البريطاني الفرنسي الصهيوني السعودي الاماراتي في العدوان على اليمن يتصل بالنفط والغاز أولاً: ذلك كان هو العامل الذي يجعل اليمن هامة وثمينة للغاية لنهب ثرواتها وثانياً: موقع اليمن ومنافذه وجزره الهامة الواقعة على خط الملاحة الدولية وثالثاً: إصرار السعودية أن لا تحيد اليمن قيد أنملة عن مسارها لاستمرار الهيمنة والتدخل في شؤونها وفرض الوصايا عليها.

استثمار الحرب
تكشف الدراسات الحديثة عن مناطق النفط والغاز في اليمن وتشير بأنها بكميات كبيرة في اليابسة والمياه تلك المعلومات كانت حصريا لدى شرائك التنقيب والمسح الجيولوجي ولدى الأنظمة الغربية وعندما تبدلت أوضاع اليمن ذهبت أمريكا لإنتاج تحالف العدوان فعمدت سرا لتشكيل أطرافه لتأمين مصالحها بتحالف عسكري جديد لضرب اليمن وبسط نفوذها والسيطرة عليها بواسطة الوكلاء الاقليميين وكانت الإدارة الأمريكية تدرك حجم الفاتورة لاستثمار الحرب لملء خزينتها المنهارة وهي تدفع بالسعودية إلى مستنقع اليمن وتحميلها فواتير باهظة لتغطية جرائمها في اليمن.
معادلة الحرب لم تمض على تلك الوتيرة فقد تغيرت طبيعة الحرب بظهور الأسلحة التكتيكية والاستراتيجية التي بدلت الكثير من المعطيات على الأرض لصالح الشعب اليمني وجيشه ولجانه في حسم الصراع المكلل بالانتصارات وتكبيد العدو الخسائر الكبيرة والهزائم المتلاحقة في كل الجبهات ومع كل هذه التحولات لم يصبح العدو آمنا على قواعده ومراكزه القيادية ومنشآته العسكرية التي أصبحت في متناول الأسلحة الاستراتيجية اليمنية.

في قلب المشهد
ولم تكن الادارة الأمريكية بعيدة عن مخطط تدمير اليمن بل كانت حاضرة في قلب المشهد وفي رسم سيناريو العدوان وفي توليفة التحالف العربي الذي شن هجماته المباغتة على اليمن وضرب بنيتها التحتية وتدمير مؤسساتها الدفاعية والأمنية والاقتصادية، ومنذ الوهلة الأولى سارع تحالف العدوان السعودي الإماراتي للعب بأوراق مختلفة لتبرير عدوانهم وفكفكة النسيج المجتمعي ونسف وحدته وتمزيق أواصر لحمته وإغراق البلد في لجة الفساد السياسي والاقتصادي.
 ولا شك أن العدوان شاركت فيه قوى دولية كبرى تحت قيادة الولايات المتحدة تحت شعار "عاصفة الحزم" في إحداث الصدمة والرعب فالصدمة قد حدثت أما الرعب فما زال مستمرا والرعب الحقيقي هو الحصار الاقتصادي جوا وبرا وبحرا وإغلاق الفرصة أمام الوطن من استعادة دوره في الحياة السياسية الداخلية والخارجية والفساد هنا هو إنتاج المكونات السياسية وبناء منظومته الحاكمة المحلية إلى جانب المكونات الحزبية التي تقاتل عن وجود المحتل وتعمل وفق شروطه وقوانينه في توسيع دائرة نفوذه وتطبيق أجندته وانتشاره في مناطق الطاقة والمضائق البحرية والموانئ والجزر والشواطئ اليمنية وتزامن كل ذلك مع أنشاء مكونات مليشاوية مسلحة جلهم من السلفيين ومن مجاميع تنظيم القاعدة وهي إحدى التكوينات الهامة في المعادلة الأمريكية.

النفوذ الاستعماري
الخليج الذي يعيش رهينة للغرب في ماضيه وحاضره هو الآخر واقع تحت سيطرة النفوذ الاستعماري القديم حتى اليوم فقديما استعمرته بريطانيا لمدة تزيد عن 150 عاما وأسفر انسحابها عن افساح المجال لظهور أطماع قوة عالمية أخرى بدأت تحل محلها وهي التي حرصت على الانفراد بإدارة شؤون النظام الإقليمي الخليجي ونعني بذلك الولايات المتحدة التي وجدت فضاءات توسعها للهيمنة على المنطقة وبدأت تزداد حاجتها إلى الطاقة كما بدأت بتمكين تواجدها الاستراتيجي المعزز بالقواعد العسكرية لتصبح صاحبة الامتياز في استثمار ونهب الطاقة بوسائل مختلفة، وأصبحت دول الخليج أسيرة قيود صياغة علاقتها مع الغرب والاتكاء عليه في توفير الحماية الأمنية والسياسية وسوقا اقتصادية للشركات الغربية لإدرار الأموال وتدفقها للخزينة الامريكية والأوروبية في حصيلة بيع السلع ومنتجات الأسلحة الغربية والزج بها في تمويل مشاريع الحروب والأزمات التي تفتعلها الولايات المتحدة في مناطق عديدة من العالم.

أخطر مراحلها
من غير المؤكد حتى الآن إن كانت الأزمة اليمنية دخلت مرحلتها الأخيرة أم لا لكن ما من شك في أنها دخلت أخطر مراحلها حتى الآن وتتميز المرحلة الراهنة بمزيج خطير من الرهانات الاستراتيجية المرتفعة المرتبطة بالتدخلات العسكرية الأجنبية المباشرة للقوات الأمريكية والبريطانية وتواجدها في محافظتي حضرموت والمهرة وقد شهدت محافظة المهرة وصول قوات بريطانية وأمريكية إلى مطار الغيضة وذكرت مصادر محلية ان القوات البريطانية والأمريكية انضمت إلى قوات سابقة متواجدة هناك، واستخدمت بريطانيا تسريبات صحفية معهودة من قبل المملكة لتبرير تواجد قواتها الخاصة في المهرة اليمنية وذلك بحجة القبض على مهاجمي الناقلة "ميرسر ستريت" الاسرائيلية في خليج عمان وعادة ما تستخدم بريطانيا صحافتها لتسريب مثل هكذا معلومات عبر وسيط الصحيفة لديها وقد اختارت "المحرر الديبلوماسي" لصحيفة “ديلي اكسبرس” اليومية لتسويق حجج تواجد 40 جنديا من قواتها الخاصة من بينهم متخصصون في الاستخبارات الالكترونية حيث جرى نقل هؤلاء جوا إلى مطار “الغيضة” في شرق اليمن.
وأشارت الصحيفة الى أن قوات "SAS" تتعاون مع قوات عمليات خاصة أمريكية منتشرة في المنطقة للمساعدة في تدريب نخبة من قوات "الكوماندوز" ضمن الجيش السعودي. وبعيدا عن السياق الهوليودي الذي ساقته الصحيفة لتواجد هذه القوات ومهمتها فعادة ما تكون التسريبات صحيحة أي إرسال مثل هكذا قوات وأما ربط الأمر بالهجوم على الناقلة الإسرائيلية وأن هذه القوات تريد القبض على المهاجمين.
 تلك مجرد حجج وتبريرات ومن غير المستبعد أن يكون زمن نقل هذه القوات إلى المهرة اليمنية قبل حادثة الناقلة بكثير وأن تكون هذه القوات قامت وتقوم بأعمال مشبوهة لا علاقة لها بالهجوم الذي تحاول أمريكا ومعها الكيان الإسرائيلي وبريطانيا إلصاقه بإيران بل وقد تكون مشاركة في تدبير بعض العمليات التي تهدد الملاحة الدولية في تلك المنطقة، إذ من الواضح أن المعلومات الصحفية المسربة تأتي لتبرير التواجد البريطاني الذي أتى للتعاون مع الأمريكيين الذين سبقوا البريطانيين إلى المهرة ويأتي ضمن حملة أكبر للضغط على إيران فيما يتعلق بمحادثات الاتفاق النووي.
وهو ما اعتبرته لجنة الاعتصام السلمي في المهرة بأنه مجرد بحث عن ذرائع للتواجد العسكري وتتراوح ردود الفعل الوطني والشعبي والرسمي من جانب حكومة الإنقاذ الوطني في استلهام الصمود والثبات ومقاومة العدوان مهما بلغ حجمه فموقف اليمن هو الدفاع عن النفس لأننا شعب معتدى عليه وجزء كبير من أراضيه محتلة.

أبشع الوسائل والأساليب
تمارس واشنطن مع وصيفتها السعودية في عدوانها على اليمن أبشع الوسائل والأساليب اللا أخلاقية واللاإنسانية في الحرب الاقتصادية وفرض الحصار على اليمن الذي تزامن منذ بدء الشرارة الأولى للعدوان في 2015م وكان الهدف منه تركيع الشعب اليمني أو قتله جوعاً وقد بدأت الحرب الاقتصادية على اليمن منذ أن فرضت دول التحالف حصارا خانقا على البلاد جواً وبراً وبحراً ونقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن ومن ثم طباعة أوراق نقدية بدون غطاء لمئات المليارات وانهيار العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية حيث تجاوز سعر الدولار الواحد 1050 ريال يمني وتزامن ذلك مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية ولعل هذا التدمير الممنهج اقتصاديا إلا ضرباً من الحرب الاقتصادية الضارية بحق اليمن وشعبه ويعد الحصار الاقتصادي استراتيجية أساسية في أجندات العدوان للسيطرة على المنافذ البحرية ومنع وصول الاحتياجات وفرض الحظر على أكثر من 400 صنف من المواد الغذائية والسلع ورفع التعرفة للدولار الجمركي إلى 500 ريال يمني كل ذلك يتزامن مع استهداف العملة وطباعة الأوراق النقدية وهو ما يزيد الوضع أكثر تأزما يتحمل تبعاته شعبنا اليمني.

مضاعفة حجم المأساة
ليس ذلك فحسب بل لجأت السلطات السعودية إلى مضاعفة حجم المأساة إلى مراحلها القصوى بطرد وترحيل الأكاديميين اليمنيين من أراضيها وقبل ذلك العمال اليمنيين على قائمة الاولويات ليتبعها موجات الترحيل المتلاحق. وتسهم تحويلات المغتربين بالنصيب الأكبر من العملة الصعبة وتغطية النفقات اليومية لملايين الأقارب في الداخل.
‏خطر المجاعة لا يأتي فقط من اغلاق الموانئ أو توقف صرف المرتبات فعدد المغتربين اليمنيين في السعودية يتجاوز الإثنين مليون نسمة وهم يعيلون على أقل تقدير 6 ملايين نسمة داخل البلاد وترحيل السلطات السعودية لهم مسألة حياة وموت لا يمكن للأمم المتحدة التغاضي عن دورها في مفاقمة المأساة الإنسانية.
 هذه وغيرها من السياسات تأتي في سياق هذه المؤامرة المشتركة في تجليات هذا العدوان الإقليمي الدولي الشرس على اليمن ولازال الطرفان الرئيسان الأمريكي- السعودي يقدمان نفسهما إلى جانب حلفائهما في القدرة على التحكم بمستوى إيقاع العدوان وفي النوايا الأمريكية المفضوحة لاحتلال اليمن بعيدا عن عملية إحلال السلام وإقدامها على التهديد بالعمل العسكري وتأسيس مناطق لتواجد القوات الأمريكية البريطانية على أراضي محافظة المهرة اليمنية وهو ما اعتبره الشعب اليمني تدخلا سافرا في الشأن اليمني أكثر من أي وقت مضى، وعلى المجتمع الدولي استيعاب المخاطر الكامنة في المبالغة بإجراءات واشنطن في تصعيد الضغوط على اليمن واحتلال أراضيها باستحضار شبح التدخلات العسكرية على الأراضي اليمنية تحت وطأة هذا العدوان في بيئة لا تقبل جغرافيتها وسكانها هذا الاحتلال الغاشم.
هذا السلوك العدواني للولايات المتحدة المتناقض مع شعارات القيم الديمقراطية والحريات وإلى هنا تبدو البروبجندا الغربية قد سقطت وانكشفت دعايتها ولم تعد بتلك البريق والجاذبية السابقة فقد انكشفت اقنعتها في ممارسة المزيد من الخداع والكذب والتدليس لتسويق النظام الرأسمالي الذي بات شكلا من أشكال الاستعمار الجديد.

لا مستقبل للهيمنة
اليوم على النظام السعودي أن يستوعب الحقيقة التاريخية أن لا مستقبل للهيمنة على قرار اليمن وانتهاء عهد الوصايا. فقد فشلت السعودية عسكريا وسياسيا كما فشلت مراهنتها في ملفات عديدة لتطويع اليمن بالشكل الذي تريد ويعد الحصار من بين الأوراق السياسة الهامة كقضية إنسانية يقف المجتمع الدولي وفي طليعته الأمم المتحدة ومجلس الأمن متأملا ولا يلقي بالا لمثل هكذا انتهاكات إنسانية جسيمة في مخاطرها على تجويع الشعب اليمني وجعل البنك المركزي في عدن أداة لتمويل الحرب وتنفيذ الحصار الاقتصادي وحرمان موظفي الشمال من استلام رواتبهم في عملية عنصرية فاضحة ومدانة من قبل كل المنظمات الحقوقية والإنسانية.
لقد ازداد الوضع الاقتصادي صعوبة وكانت مراهنة القوى الدولية والإقليمية ومرتزقة الداخل والخارج على إسقاط نظام صنعاء إلا أن هذا كان من قبيل الترف السياسي والتفاؤل خارج سياق حقائق التاريخ في الوصل والاتصال بالجذور التاريخية الأصيلة التي أشار إليها رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور بالقول: "لا يمكن لليمني الأصيل أن يكون ضمن القطيع الذي يساق من الصهيونية ولا يمكن أن نكون تابعين للهيمنة الأمريكية".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا