أخبار وتقارير

القوات المسلحة.. 8 أعوام من البناء والتصدي للأعداء

القوات المسلحة.. 8 أعوام من البناء والتصدي للأعداء

 في الـ26 من مارس الجاري يلج شعبنا وقواته المسلحة العام التاسع من الصمود في وجه الغزاة المعتدين ولاتزال راية الصمود والدفاع عن السيادة الوطنية

وتحقيق الحرية والاستقلال هي الغاية الأسمى التي من أجلها قدمت القوافل من الشهداء الأبرار والجرحى.. خلال هذه الفترة الممتدة منذ مطلع العام 2015م من العدوان الظالم والحصار الجائر تاريخ من الجهاد والفداء والاستبسال الذي اختطه اليمنيون بالدماء الطاهرة لتروي ترابه الغالي لينبت الكرامة والحرية والاستقلال.

قراءة وتحليل :  مدير التحرير
السنوات الثماني التي عشناها وعاشها الوطن وخاضت غمارها قواتنا المسلحة والأمن والأبطال الميامين كانت المعين المتجدد من العطاء والعمل والاستزادة من خبرات الحياة ومن تاريخ الجهد المدروس الذي يفضي الى تأسيس مهارات وترسيخ خبرات عمل عسكري سواء كان في اطار التأهيل والبناء والاعداد.. أو كان في إطار ابتكار أساليب وأنماط عمل عسكري تكتيكي في اطار ادارة المعارك وخوض الأعمال القتالية واحداث فارق مهم في معطيات المعركة الحديثة المشتركة وفي ادارة مواجهات كر وفر في ظل اتباع اساليب مواجهة ذات سمة يمانية..
بعد ثماني سنوات من البناء للقدرات الدفاعية لمختلف صنوف القوات المسلحة البرية والبحرية والجوية وخوض معارك الدفاع لصد تحالف الشر والعدوان تخطى الشعب وقواته المسلحة مراحل صعبة وبالغة الخطورة, باتت تباشير النصر تلوح في الأفق بفضل الله وبفضل قيادته الحكيمة التي قادت معارك النفس الطويل للمواجهة وأشرفت على مجالات البناء للقدرات الدفاعية للقوات المسلحة التي اصبحت اليوم قوة ردع يهابها الأعداء.

المشروع القرآني
انطلاقا من المشروع القرآني والهوية الايمانية الجامعة تحركت مواكب الدفاع عن السيادة الوطنية تباعا بصور واشكال شتى, فمن تحت الركام نهض التصنيع الحربي وفي ميادين ومواقع المواجهة تجددت الدماء من خلال تلاحم الاحرار الذين هبوا في زحف ثوري عظيم  للدفاع والتصدي للأعداء, ومن ساحات المدن والقرى تواصلت قوافل الاسناد الشعبي الذي مثل احدى الركائز الهامة لتعزيز الثبات والصمود على المعتدين.
ونحن اليوم نستعد لإحياء يوم الـ26 من مارس الذي نحييه كيوم وطني للصمود نسترجع الى ذاكرتنا صورا شتى من المآسي التي القت بظلالها على شعبنا جراء العدوان الذي لم يبق ولم يذر بل دمر كل شيء من البنى التحتية المرتبطة بتقديم الخدمات واستخدم سياسية الأرض المحروقة التي لا تفرق بين الاعيان المدنية وميادين المواجهة العسكرية.

مسارات بناء القدرات العسكرية
في اطار خطة الدفاع واستراتيجية المواجهة العسكرية الشاملة اتجهت مسارات بناء القوات المسلحة بشكل متواز مع ما يجري في ميادين المواجهة على امتداد خارطة المواجهة للغزاة المسنودين بمرتزقة الداخل بحيث استطاعت القوات المسلحة أن تتجاوز مراحل عدة انتقلت خلالها من خطة الدفاع الى خطة الهجوم الشامل والمباشر من خلال المعارك البرية والبحرية والجوية التي استطاعت من خلالها ان تكسر شوكة المعتدين وتعيد التوازن في الرعب والخوف معا وتفتح المجال واسعا أمام تحريك الملفات السياسية ليعود المرابطون بالنصر للوطن والشعب .

القوات البرية
شهدت القوات البرية بمختلف تشكيلاتها نقلة نوعية من حيث الاعداد والتدريب والحفاظ على الاسلحة والمعدات العسكرية التي كان العدو يريد لها ان تصل الى أيدى الجماعات الارهابية لخلط الارواق بشكل  كبير لتحقيق اهدافه ومخططاته, لكن بفضل الله تم الحفاظ على المقدرات والاسلحة العسكرية وانطلقت جهود التطوير والبناء بشكل عام لمنظومة الدفاع الوطني للقوات المسلحة ومنها القوات البرية التي خاضت معارك نوعية واستطاعت في الوقت نفسه ان تصل الى مستويات متقدمة من حيث التأهيل والتدريب وانشاء وحدات نوعية كوحدة القناصة والمدفعية والمدرعات والمشاة التي اسهمت بدور كبير في توجيه ضربات نوعية وخوض ملاحم نوعية كبدت العدوان ومرتزقته خسائر كبيرة في العدة والعتاد على مستوى جبهات الداخل وفيما وراء الحدود.

اسلحة حديثة
الى جانب جهود التطوير والتدريب استطاع المرابطون من وحدات القوات البرية والمسنودين باللجان الشعبية ان يرفدوا مخازن القوات المسلحة بأسلحة حديثة اغتنموها من عدوهم في كثير من مواقع وجبهات التصدي والمواجهة لتحالف العدوان ومرتزقته, بشكل يذكر ببطولات اليمنيين وكيف انهم يأخذون سلاحهم من العدو وهناك شواهد تاريخية كثيرة مثل اغتنام اليمنيين سلاح الاتراك وقتالهم به في معركة شهارة وغيرها من المعارك التاريخية للتصدي للغزاة والمحتلين.

مشاهد لن تنسى
من خلال مشاهد العرض لبعض لقطات الفيديو التي نشرت عن بطولات المرابطين والشهداء والجرحى اثناء خوض معارك التصدي للعدو ووثقتها عدسة الاعلام الحربي شاهدنا وشاهد العالم مشاهد قتالية نادرة ومقاطع شديدة الخطورة تجاوزت الواقع واوضحت ان السجايا النفسية والخصائص القتالية للابطال والمجاهدين والمقاتلين اليمنيين قد اقتربت من المستحيل واذهلت الجميع واصابت العدوان في مقتل, فمن المجاهدين الشهداء ابو حرب الملصي الى ابو قاصف الى طومر الى كثير من المرابطين الذين حفروا بتلك المواقف البطولية الخالدة تاريخا لن ينسى وصوراً معبرة عن بسالة وشجاعة المقاتل اليمني وشراسته وخفته في المناورة والحركة الخاطفة التي ارعبت العدو وجعلته يعيد حساباته تجاه ما اقترفته يداه بحق اليمن واليمنيين .
المتتبع لتلك البطولات التي يطول الحديث عنها يستخلص أن ما  تطرقنا له يعد نموذجا ليس الا , فكم من الابطال قادة وأفراداً لم توثق العدسة بطولاتهم لكنها حفظت في ذاكرة من كانوا معهم من المجاهدين .
معارك خاطفة وتكتيك وسيطرة نارية ومفاهيم جديدة اضيفت الى قاموس القتال في المناطق البرية , صحاري وجبال ووديان ومناطق اخرى تغطيها الاشجار الى جانب المعركة البحرية كلها  كانت كلها مدرسة حربية متكاملة كتب فصولها رجال اشداء اقوياء لا يخافون إلا الله .

القوات الجوية
السلاح الاكثر رعبا والذي كان ولايزال القوة الضاربة التي تساند بقية وحدات القوات المسلحة وتشارك في اهم العمليات الهجومية لتدمير الأهداف المعادية المختلفة في عقر دار المعتدين الذين ظنوا أنهم في مأمن من ضربات الردع اليمنية وان منظومات الدفاع التي كلفتهم مليارات الدولارات ستحميهم , لكن ما شهدته السنوات الثماني من عمر العدوان الظالم والغاشم اثبت التفوق في سلاح الجو اليمني الذي اضاف الى منظومته الدفاعية أجيالاً من الطائرات المسيرة الهجومية المقاتلة والاستطلاعية وغيرها من اجيال الطائرات المسيرة أن القوات المسلحة تملك قوات ردع واسراب من الطائرات التي ارعبت العدو واصابت اهم المواقع واكثرها حساسية في اقصى مواقعه ومطاراته الحربية على امتداد مناطقه .

القوة الصاروخية
اجيال من الصواريخ الحديثة والمتطورة التي تم تصنيعها على  ايدي خبراء عسكريين يمنيين ومنها صواريخ تم تطويرها وتحويرها بشكل كبير جعل من هذه القوة -قوة الردع الصاروخية- سلاحا فعالا في دقة الإصابة للأهداف المعادية رغم حداثة منظومات الدفاع الجوي للعدو التي عجزت عن صد الضربات الصاروخية لما تميزت به من حداثة تفوقت على السلاح التقليدي  من الباتريوت وثاد الأمريكية ومحطات الرادار ..
ولا تزال الخبرات اليمنية العسكرية تفاجئ الجميع بجديد صناعاتها العسكرية التي تؤكد بأن القدرات الدفاعية للجمهورية اليمنية باتت قوة للشعب تدافع عنه ضد كافة المخاطر للمحتلين أيان كانوا .

 القوات البحرية
تعد القوات البحرية من أهم صنوف القوات المسلحة التي تحظى باهتمام ودعم كبير من قبل القيادة الثورية والسياسية والعسكرية العليا لما لها من دور هام في حماية المياه الاقليمية اليمنية وتأمين الملاحة في  البحر الاحمر ومضيق باب المندب وحماية الثروات النفطية من النهب المنظم للعدوان ومرتزقته .
ولان اليمن تمتلك واجهة بحرية كبيرة وسواحل طويلة تصل الى اكثر من 2200 كم وجزر ذات مواقع جيوسياسية فقد كثفت برامج البناء والتدريب والتصنيع والتطوير لكل التخصصات العسكرية في القوات البحرية والدفاع الساحلي .
وبعد هذ التطور النوعي الذي وصلت اليه القوات البحرية من القدرة على ضرب الأهداف البحرية المعادية لمنع التواجد في المياه الاقليمية والجزر اليمنية وتأمين الملاحة البحرية ,  لا يمكن ان يحقق المحتل الامريكي اهدافه الرامية في السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر والبحر العربي .
استعرضنا هنا بشكل موجز التطورات التي تحققت للقدرات الدفاعية اليمنية في زمن العدوان الذي كان يظن ان حربه الظالمة على بلدنا ستكون اشبه بنزهة يخوضها في غضون  ايام معدودة , لكن واقع الحال اثبت ان اليمن وقواته المسلحة جعلت من سنوات العدوان مرحلة اكتساب خبرات وبناء للقدرات وتعزيز لجوانب التدريب والتأهيل المستمر الذي مثل الرافد الحيوي لجبهات الصمود والمواجهة المفتوحة مع اعتى عدوان همجي غاشم على مر التاريخ .

بناء القدرات العسكرية
وعن بناء القدرات العسكرية أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الحوثي  أنها اتجهت نحو الافضل حيث قال: "بناء القدرات العسكرية اتجهت نحو الأفضل والأكبر على مسار الزمن والمراحل منذ بداية العدوان وإلى اليوم".
واضاف "كلما سعى تحالف العدوان أن يضعف شعبنا أكثر، ليتمكن من السيطرة عليه، وأن ينهي قدراته العسكرية؛ كانت القدرات العسكرية تزداد أكثر، وكان شعبنا يقوى أكثر، وكانت القوة العسكرية من جديد تتشكل وتنتظم بشكلٍ أفضل، والوضع اليوم مقارنةً ببداية العدوان، وبمراحل ماضية في السنوات الماضية، وضع واضح، هناك فارق كبير جداً في مستوى القدرات العسكرية، في بداية العدوان، في وسط الأعوام الماضية، وفي المرحلة الراهنة، هناك فوارق واضحة، فهذا أيضاً علامة مضيئة لثمرة التضحيات والجهود، هذا لم يكن شيئاً تلقائياً، هو بتوفيقٍ من الله "سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى"، وثمرةً للجهود، للعطاء، للتضحية، للصبر، للعمل الدؤوب "

تحقيق السلام
ان القوة تعد احدى المرتكزات الفاعلة في وضع المعتدين امام الأمر الواقع في الدخول في الحوار السياسي الشامل الذي ينطلق من موقع الندية وتحقيق السلام العادل والمشرف الذي يضمن للشعب التحرر من الاحتلال والسيادة الكاملة غير المنقوصة على التراب اليمني بعيدا عن الهيمنة والوصاية التي لن تعود مجددا بفضل الله وبفضل تلاحم احرار الشعب اليمني الى جانب القوات  المسلحة في خوض معركة الدفاع الوطني لصد الغزاة الطامعين ومرتزقتهم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا