الصفحة الإقتصادية

عدد من رواد التنمية لـ " 26 سبتمبر ": مقاطعة البضائع الصهيونية سلاح فعال لتنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز المنتج المحلي

عدد من رواد التنمية لـ " 26 سبتمبر ": مقاطعة البضائع الصهيونية سلاح فعال لتنمية الاقتصاد الوطني وتعزيز المنتج المحلي

أكد عدد من رواد وخبراء التنمية على أهمية مقاطعة منتجات العدو الأمريكي والإسرائيلي، كجزء أساسي من المعركة مع هذا العدو، إذا تم استخدمها بشكل مناسب فهي كفيلة بإنهاكه اقتصادياً، ومنعه من تمويل ترسانته العسكرية، التي يستخدمها في قتل أطفال غزة.

وأشاروا إلى أن المقاطعة لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية مع العدو الإسرائيلي، لأن هذه المنتجات هي التي تمول الحرب على أبناء غزة، ومن غير المنطق الاستمرار في شراء المنتجات التي تمول من يقتلنا.
موضحين أهمية تعزيز وتطوير المنتجات المحلية وخلق ثقافة استهلاك محلية من خلال تفعيل واستغلال دور وسائل الاعلام المختلفة لرفع وعي المجتمع بأهمية المقاطعة وخطورة هذه المنتجات على الامة والترويج للمنتج المحلي.. تفاصيل أكثر في الاستطلاع التالي:

استطلاع: رضوان الشارف
البداية مع نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية، المهندس علي احمد الهارب، والذي يرى أن مقاطعة المنتجات الخارجية جزء أساسي من المعركة مع العدو الصهيوني الأمريكي، وإذا تم استخدامها بشكل مناسب، فهي كفيلة بإنهاكه اقتصادياً، في إطار المعركة الشاملة التي تخوضها الأمة مع العدو الصهيو-أمريكي ومنها الاقتصادية، وفي هذا الجانب فقد تبنت حكومة تصريف الاعمال خطوات وإجراءات عملية لمقاطعة السلع والبضائع الأمريكية ومنتجات الشركات الداعمة للكيان الصهيوني كسلاح استراتيجي من شأنه إنهاك العدو اقتصاديا.
موكدا أن هذه الإجراءات المهمة التي تبنتها حكومة تصريف الأعمال في الجانب الاقتصادي تأتي بالتزامن مع التحرك العسكري وانخراط اليمن رسميا في معركة "طوفان الأقصى" لمساندة الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته وقضيتها الأولى فلسطين، والتي كان لها بالغ الأثر على العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة، وتنفيذا لتوجيهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، والمجلس السياسي الأعلى.
في المقابل يجب أن يكون هناك وعي كامل لدى المجتمع، والشعب اليمني يتميز عن غيره بالوعي، والهوية الإيمانية والأخلاق والقيم وانتماء أصيل، تتجسد في التجاوب الشعبي منقطع النظير من كل فئات وشرائح المجتمع بمن فيهم التجار وأصحاب الوكالات التجارية بتغليب المصلحة العامة على غيرها من المكاسب الشخصية، كواجب ديني وأخلاقي وإنساني لنصرة الأشقاء الفلسطينيين في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات وجرائم حرب وإبادة من قبل العدو الاسرائيلي.
وأعتبر الهارب أن الاستمرار في شراء واستهلاك منتجات دول العدوان، يوفر لها الكثير من العائدات الاقتصادية لتمول بها حربها على المسلمين، وتسخر جزء كبير منها لشراء الأسلحة والذخائر التي توجهها إلى صدور أبناء الأمة، كما حدث في اليمن ويحدث في فلسطين، وبالتالي فإن شراء تلك المنتجات والسلع يعد مشاركة فعلية في الحرب على المسلمين والمجازر الوحشية التي يرتكبها أعداء الإنسانية في غزة وغيرها من البلدان.
لذا فإن سلاح المقاطعة لمنتجات أعداء الأمة، موقف صحيح وسلاح فاعل ومؤثر ومتاح ينبغي أن تجمع عليه كل الدول والشعوب العربية والإسلامية لتستعيد هيبتها وتفرض على الآخرين احترامها، خصوصا تلك الشعوب التي تمنعها أنظمتها الحاكمة من التظاهر والتعبير عن مساندة الشعب الفلسطيني وقضايا الأمة.

واجب ديني واخلاقي
ولخص مدير ادارة البرنامج المركزي بمؤسسة بنيان، الاستاذ خالد المؤيد، أهمية مقاطعة المنتجات الشركات الداعمة للعدو الأمريكي والاسرائيلي على أبناء فلسطين عامة وأبناء غزة خاصة، بالواجب الديني والاخلاقي، على الجميع دون استثناء سوئ قيادة أو حكومة أو شعب، واليمنيين سباقين في المواقف المشرفة، فقد أعلن السيد القائد، يحفظه الله، في يوم الثلاثاء الموافق 10/10/2023م، مساندة الشعب الفلسطيني، كواجب شرعي وأنساني وأخلاقي، ولبى اليمنيون وتحركوا بكل الوسائل المتاحة العسكرية والاقتصادية، ومنها المقاطعة الاقتصادية لمنتجات الدول الداعمة للكيان الصهيوني والتي ساهمت في قتل وتجويع الشعب الفلسطينيين، كون المقاطعة سلاح فعال له تأثير كبير على اقتصادهم.
وأعتبر سلاح المقاطعة معركة تستهدف العدو إلى عقر داره، كما أوضح ذلك الشهيد القائد، رضوان الله عليه، بقوله: "والمقاطعة الاقتصادية يجب على الناس أن يهتموا بها، المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية، يحاولوا أن يقاطعوها، المقاطعة مؤثرة جداً، وحتى لو لم يكن إلا منطقة واحدة، لا أحد يقول: (كم هناك من أناس يشترون) هناك أناس آخرون يقاطعون في البلاد العربية، فأنت لا تحسب نفسك مع الذين لا يقاطعون، احتسب نفسك رقماً إضافة إلى آلاف الأرقام الأخرى في البلاد العربية تقاطع"
وقد أوضح أيضا السيد القائد، يحفظه الله، في أحد محاضراته أن المقاطعة الاقتصادية هي السلاح الفاعل والمؤثر للتحرر من هيمنة الأعداء، والخروج من بئر الوصاية والارتهان وهي الوسيلة الاهم لتنمية اقتصادنا الوطني وتحصين شعبنا.
وأيد الموقف اليمني الرسمي والشعبي بتحركه من الوهلة الأولى للعدوان على الشعب الفلسطيني استجابة لموجهات القيادة في تفعيل سلاح المقاطعة الاقتصادية كأحد مجالات المواجهة مع العدو وترجمتها على أرض الواقع العملي، والتي سيكون لها فائدة عظيمة لتعزيز مكانة المنتجات المحلية، والتي عانت كثيرا من إغراق السوق المحلية بالمنتجات الخارجية وانتشارها في الأسواق المحلية، ومنها المنتجات الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، بالإضافة إلى الأثر الإيجابي والأساسي لشعبنا اليمني في تحقيق الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الذات بعيدا عن الاتكالية والارتهان للخارج، وتحصين جبهتنا الداخلية ضد الأعداء.

فعالة ومفيدة
من جهته اعتبر مدير عام المبادرات بمحافظة الحديدة، المهندس أحمد هيج، أن المقاطعة هي فرصة استثمارية للأسر المنتجة والأسرة الصغيرة التي تعاني من طفرة الاستيراد، يمكن استغلالها بتعزيز مكانة المنتج المحلي، فقد دعا الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين، سلام الله عليه، إلى المقاطعة من قبل حرب غزة، معتبرا المقاطعة فرصة فعالة ومفيدة لتأهيل الأسر المنتجة وتعزيز جودة المنتج المحلي، بالإضافة الى الاهتمام بالتوسع في زراعة الأراضي الزراعية التي تنتج معظم المحاصيل، من أبرزها الحبوب، والقطن، والاهتمام بالأولويات الثلاث الملبس والغذاء والدواء.
وتطرق إلى إنه، ولأول مرة، في هذا العام، انتجت تهامة ما يقارب 5000 طن من القطن، وهذا يعد خطوة كبيرة قد تصل إلى 50% من نسبة الاحتياج إذا تم الاستفادة من هذا المحصول بشكل كامل، من خلال توفير المعامل الصناعية لصناعة الملابس الداخلية والملابس الجاهزة، أما بالنسبة للغذاء فلا زال الاستيراد معضلة تواجه المنتج المحلي، وخفض فاتورة الاستيراد يزيد المنتج المحلي من القمح والشعير والحبوب بشكل عام، ويوفر فرصة كبيرة لتحقيق اكتفاء ذاتي خلال عامين.
وقال: إن اليمن قبل ستة عقود كانت مكتفية ذاتيا، ولم يكن وقتها يوجد معدات حديثة، أما الآن فالمعدات الحديثة متوفرة وقد تم إعداد بحوث علمية في هذا الجانب، واستطاعتنا استعادة مكان اليمن في الاكتفاء من جديد.

سلاح فعال
وأوضح منسق المشاريع الصغيرة والأسر المنتجة بأمانة العاصمة، رشاد الفضيل، أن مقاطعة المنتجات الخارجية، هو امتداد لما تحرك به الشهيد القائد في المسيرة القرآنية، الذي عندما أطلق شعار الصرخة، طرح في المقابل شعار المقاطعة، وهذا يشير إلى وعي كامل بأهمية هذا السلاح، كونه سلاح فعال ومؤثر، كما تحدث أيضا السيد القايد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن أن هذا السلاح هو سلاح مؤثر يؤثر على العدو في عقر داره.
وأضاف: سلاح المقاطعة يمنع العدو الأمريكي والاسرائيلي من تمويل ترسانته العسكرية، التي يستخدمه في قتل أطفال غزة كما استخدمها في قتل أطفال اليمن اثناء عدوانه على اليمن أو لكل الدول المستضعفة في المنطقة.
وأشار إلى أن المقاطعة لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية مع العدو الإسرائيلي، لأن هذه المنتجات هي التي تمول الحرب علينا، ومن غير المنطق أن نستمر في شراء المنتجات التي تمول من يقتلنا، وفي نفس الوقت نحاربه، وقد أثبت هذا السلاح فعاليته من خلال الأزمات الاقتصادية التي إصابة دول العدوان، ولذا يجب الاستمرار بالمقاطعة، ولابد أن تتوجه كل الشعوب إلى المقاطعة.
اما فيما يتعلق بكيفية تحقيق النجاح في المقاطعة، أشار الفضيل إلى أن ذلك يتحقق من خلال الوعي بأهميته، والشعب اليمني وبعض الشعوب في الوطن العربي وحتى في الوسط الأوروبي كامل، أصبح يعي أهمية المقاطعة، كذلك توفير ساحة مناسبة تمكن المجتمع من إنتاج السلع المحلية، وعكس فاتورة الاستيراد نحو تشييد وإنشاء أسواق محلية لها مردود إيجابي في تشغيل الكثير من الأيدي العاملة، وتحقق عوائد اقتصادية رافدة للاقتصاد اليمني، بالإضافة إلى خفض فاتورة الاستيراد والتي ندفع فيها مبالغ باهظة وكبيرة جدا، والاستفادة من كل ما منحنا الله سبحانه وتعالى من موارد.

استشعار المسؤولية
فيما اعتبر الخبير التنموي، توفيق المصابي، المقاطعة للمنتجات الأمريكية والإسرائيلية من أهم الأسلحة المتاحة لكافة الشعوب كوسيلة سهلة ومؤثرة على العدو، لتأثيرها الكبير على اقتصاد هذه الدول، وستسهم في إيقاف دعم العدو بالمال الذي يسخره في تطوير الأسلحة التي يستخدمها في قتل أطفال غزة، كما أنها عامل مهم للدفع بأبناء الأمة الإسلامية إلى التوجه للإنتاج بدلا عن الاستهلاك، وتشكل المقاطعة حماية تقي أبناء الأمة من الاستهداف بواسطة منتجات العدو التي ينتجها ويصدرها لنا، وخاصة تلك التي لها تأثيرات سلبية على صحة الانسان.
وقال: إن الشهيد القائد، رضوان الله عليه، قارن المقاطعة بشعار الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ونستطيع أن نضرب عدونا بدون تعب أو تكلفة ونحمي أنفسنا من خطره بل ونحمي كافة شعوب العالم
ونوه إلى ضرورة استشعار المسؤولية أمام الله والوعي بخطورة وحجم الأموال التي تذهب إلى بنوك أعدائنا وحجم المآسي والجرائم التي ترتكبها أمريكا في كافة بلدان العالم وبالأخص البلدان العربية والمسلمة، والتحرك في المسار الاجتماعي والذي يتمثل في نشر الوعي في أوساط المجتمعات العربية والمسلمة بأهمية المقاطعة ودورها في هزيمة أمريكا وإسرائيل، والمسار الاقتصادي ويتمثل في دعم المنتج المحلي ليكون بديلا عن المنتجات الأمريكية والإسرائيلية.

رفع وعي المجتمع
رئيس قطاع المرأة بمؤسسة بنيان، سارة جحاف، بدورها، أكدت أن
المقاطعة مسؤولية كل إنسان يستشعر خطورة العدو الأمريكي والإسرائيلي تجاه الأمة وتجاه المجتمع وتجاه الأطفال والنساء التي تقطع أشلائهم كل يوم في غزة، وشراء هذه المنتجات يعني المشاركة في سفك تلك الدماء، كما أن المقاطعة تعزيز وتطور المنتج المحلي، وفرصة كبيرة لانتشار المنتجات المحلية وتشجع التجار للتوجه نحو الاستثمار في الصناعات المحلية، من خلال إنتاج كل ما نحتاج من مواردنا الطبيعية.
منوهة بضرورة أن نرتقي إلى مزارعين ومنتجين مصنعين وخصوصا وشعبنا أصبح على قدر عالي من الوعي وقد صنع الصواريخ والمسيرات، وقادر على تحقيق التنمية المستدامة في بقية الصناعات.
وأشارت إلى الوعي بأهمية المقاطعة الجدية والمساندة في تطوير المنتجات المحلية من خلال تقديم المساندة والدعم الفني للأسر المنتجة وتوفير نقاط البيع ليكون المنتج الحلي في متناول المستهلك ويعتبر سوق الخميس من أهم هذه النقاط، والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت ووسائل الإعلام المختلفة في التوعية بأهمية المقاطعة للمنتج الخارجي والترويج للمنتج المحلي، والاستفادة من التقنيات الحديثة في استثمار الموارد وعلى رأسها المورد البشري في بناء مجتمعنا بناء صحيحا صحيا ونفسيا وأخلاقيا واقتصاديا متوكلين على الله وعلى قيادتنا الحكيمة وعلى شعبنا اليمني العظيم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا