ملف الأسبوع

مولد نبي الرحمة..  مناسبة فارقة

مولد نبي الرحمة.. مناسبة فارقة

إنّ مناسبة المولد النبويّ هي إحدى المناسبات الفارقة في تاريخ البشريّة جمعاء، وقد كان مولده عليه وآله الصلاة والسلام مولد الخير والحقّ، وكان شعاع النور الذي جاء للقضاء على الظلام،

فهي ولادة سيد الخلق وأعظم شخصيات التاريخ، وخاتم الأنبياء وأشرف المرسلين فقد ولد صلّى الله عليه وآله وسلّم في العام نفسه الذي نجّى الله تعالى بيته الحرام من شرّ أبرهة وجيشه بمعجزة الطيور الأبابيل التي قضت على فيلة أبرهة، ليكون المولد النبويّ الشريف شعاع الأمل لتغيير الدنيا والقضاء على الجهل والظلم الذي كان سائدًا في ذلك الوقت، فهذا مولد خير البرية الذي بعثه الله تعالى رحمةً للعالمين.
فقد كانت ولادته الشريفة مشعلاً للهداية والنور للعالم بأسره، وقد جاء عليه وآله الصلاة والسلام ليرسم للبشر طريق الفلاح والنجاح في هذه الدنيا وفي الآخرة، ولم يكن تأثير النبيّ الكريم مقتصرًا على الزمان الذي بُعث فيه، بل كان معروفًا عند أهل مكة قبل البعثة النبويّة بأخلاقه وصدقه وأمانته حتّى لقبته قريش بالصادق الأمين وقد اصطفى الله تعالى نبيه ليكون له الأخلاق العالية والسيرة القويمة، وقد كانت أخلاقه الحميدة وسيرته العطرة سبب محبة الناس له عليه وآله الصلاة والسلام، كما كانت السبب في دخول الكثير من الصحابة في الإسلام، فقد صدقوه وآمنوا بدعوته والتفوا حوله يساندونه في الحقّ، فكانوا شعلة الإسلام الأولى، في مكّة المكرمة، وكانوا نواة الدولة الإسلامية الأولى التي ملأت الأرض بعد ذلك عدلًا وخيرًا، ونشرت الإسلام في أصقاع الأرض، فتأتي فرصة المولد النبوي في كل عام لتذكرة المسلمين بسيرة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما عاشه من المعاناة برفقة صحابته الكرام، وما واجهوه من المشاق والصعوبات في سبيل نشر رسالة الإسلام.
إنّ مناسبة المولد الشريف هو فرصة ليزيد تمسّك الناس بالقرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، وأن يسعى كلّ مسلم إلى السير على نهج النبوة، كما على كلّ أب مسلم أن يعلّم أطفاله سيرة رسول الله وأخلاقه، وأن يروي لهم السيرة النبوية منذ بداية ظهور ملامح الإسلام الأولى وحتّى قامت الحضارة الإسلاميّة في جميع أنحاء الأرض.
إن الخروج الشعبي السبت قبل الماضي للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف في العاصمة صنعاء وعواصم عدد من المحافظات صورة يمانية مشرقة ومعبرة عن تجسيد المحبة والولاء والانتماء إلى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، إذ سجل أبناء يمن الحكمة والإيمان هذا العام حضورا مليونيا لافتاً في إحياء هذه المناسبة الدينية العظيمة فقد كان لذلك الخروج الشعبي والحضور المليوني المشرف إلى ساحات الرسول الأعظم إحياء واحتفالا بذكرى مولده الشريف دلالاته العظيمة ورسائله القوية المجسدة لعظمة شعبنا اليمني.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا