ملف الأسبوع

شذرات عن المخابرات المركزية الأمريكية  (3)

شذرات عن المخابرات المركزية الأمريكية (3)

العميد أنور الماوري/ 


في مطلع الثمانيات أصبح يحق لنا أنْ نصف المخابرات الأمريكية بأنها وراء الكثير من المؤامرات والاغتيالات والانقلابات والحروب الدامية في العالم نسبة لميزانيتها الضخمة التي تُقَّدر بحوالي عشرات البلايين من الدولارات،

ويعمل في هذه المخابرات بشكلٍ دائم ما يقارب إلى خمسين ألف موظف وعسكري، فضلاً عن العملاء والمراسلين والمخبرين المنتشرين في جميع أصقاع العالم،
وقال عنهم أحد المحللين العسكريين: أنهم موجودون في السفارات والبعثات الثقافية والقنصليات العسكرية والشركات الاستثمارية والتجارية، ولا يتورعون عن تنفيذ جميع الأعمال الإجرامية والتجسس على كل الشخصيات الاعتبارية في الدول، وحتى سرقة ملفات من السفارات الأجنبية، كما أُنشئت الوكالة القومية للأمن وشعارها (ISN) التي تُعتبر من أضخم الأجهزة الأمنية في العالم من حيث التقدم العلمي والتكنولوجي والميزانية، وقد تألق اسمها باستعمالها طائرات التجسس الحديثة (يو 2)، كما أنَّ هذه الوكالة مسؤولة عن عمل وتسيير وإطلاق الأقمار الصناعية التجسسية والرادارات واختراع أحدث الآلات الفنية للتنصت والتجسس، وهي مرتبطة مباشرة بجهاز الأمن القومي.
وتوجد معاهد وجامعات متخصصة عدة في الولايات المتحدة لتدريس فن وعلم المخابرات والتجسس للأميركيين وأصدقائهم من الدول العربية والصديقة، ولكن لا تُمنح لهم شهادات تخرج.
ومن اهم إنجازات المخابرات الامريكية:
•  التوصل إلى طرق ومخططات تشغيل معظم الأسلحة السوفيتية.
•  التوصل لمعرفة طريقة تشغيل الصاروخ البحري من طراز ستبكس.
•  التوصل إلى أسرار الغواصة طراز ويكلاس.
•  التوصل إلى معرفة أسرار الطوافة قاذفة الصواريخ (كومار)
•  التوصل إلى أسرار المدمرة طراز (ريجا).
•  التوصل إلى معرفة أسرار الصاروخ (كينيل).
ومن أهم أعمال المخابرات الأميركية اغتيال الجنرال فيديل كاسترو الزعيم الشيوعي لكوبا، الذي كلفها الكثير من الجهد والمال والوقت، حيث كلفت المخابرات الأميركية أنْ تقوم عصابات المافيا باغتيال كاسترو ويبدو أن الأحداث والوقائع أخذت في التغير بسرعة لم يتوقعها الذين بنوا قصصهم ورواياتهم على العداوة المطلقة بين المافيا والدولة الأميركية بأجهزتها المختلفة، فقد قام تحالف بين المافيا والمخابرات الأميركية على إنهاء حياة الرئيس فيديل كاسترو، وكان مكتب التحقيقات الفدرالي (المباحث الأميركي) يتابع هذا الحلف ويطلع على كل الخطوات، وصمت المباحث هو الذي حَّول ما كان (عداوة) بين المافيا وآل كندي إلى تآمر ضد كوبا انتهى بمقتل الرئيس الأميركي جون كندي عام 1963م وليس اغتيال فيديل كاسترو..؟
قامت الحرب بين المخابرات الأميركية والمباحث، فالمخابرات تعمل على حماية المافيا، والمباحث تلاحقها بعنف وقوة بناءً على أوامر وزير العدل وقد كلفت المخابرات الأميركية أحد زعماء المافيا "سام غيا نسانا" من زعماء المافيا المطردوين من كوبا باغتيال كاسترو في وقت كانت المباحث، وبأمر وزير العدل تضيق الخناق على سام وأعماله، وهو الذي خسر الملايين في عملية وضع اليد التي قام بها كاسترو على كازينوهات هافانا التي كانت مملوكة لعصابات المافيا وكان من الممكن أنْ يكشف سام الحقيقة عن تكليفه بمهمة اغتيال كاسترو قبل أن يقتل جون كندي من قبل المخابرات الأميركية.
وقد أعلن الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون أنّ المخابرات الأميركية هي التي اغتالت هذا الشاهد، وأعلن أيضاً أنَّ المخابرات الأميركية هي التي "صنعت" آل كندي وهي التي أوصلت جون كندي إلى سدة الرئاسة الأولى وبالتزوير أيضاً.. فقد قال الرئيس نيكسون في إحدى حلقات الفيديو الثاني والثلاثين التي سجلها لإحدى شركات التلفزيون الأميركية أنه سكت على فضيحة سقوطه في الانتخابات الرئاسية بفارق ثمانية آلاف صوت فقط، لأنه لم يرد أن "يفضح" الديمقراطية الأميركية حتى تبقى نموذجاً للشعوب الأخرى، ومن جهة ثانية لكي لا يكتشف العالم عمليات التزوير التي تحدث في الأنظمة الديمقراطية التي تصنعها الولايات المتحدة في العالم الثالث..

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا