ملف الأسبوع

الفروق  واضحة

الفروق واضحة

العقيد/ يحيى أحمد صالح سفيان/ 


هناك فرق ينبغي على الجمهور والرأي العام وجهات معنية متعددة المهام والاختصاصات ملاحظته واحترامه والبناء عليه، فالفرق كبير ومهم وجوهري وفي غاية الخطورة

من عدة وجوه بين من يكتبون ويتكلمون محاولة منهم في أن يتعبدون إلى  الله جل جلاله وعلى علمٍ ودراية وبصيرة على اعتبار أن حياة المؤمنين كلها عبادة ومن العبادات الكتابات بكل أنواعها وأغراضها والتكلُّم الشفهي كذلك بكل أغراضه وأمَاكنه .
 إن الفروق واضحة بين من يتكلمون ويكتبون وهم متجردون من التعصب الأعمى والمكابرة ومن المصالح المادية والمعنوية التي يمنحها المخلوقين لبعضهم بعض بدون وجه حق أحقه الله جل جلاله.. وهناك أيضاً فروق واضحة بين من يتكلمون ويكتبون بأسلوب معين ويقررون في كتاباتهم وكلامهم ما يحقق  المحافظة على وظائفهم وما فيها من امتيازات مادية ومعنوية  او ما يرفع من مقاماتهم الوظيفية والزيادة في امتيازاتها المادية وكذا من يتكلمون ويكتبون على خلفية خلل في فِطْرَتهم ( في محلات تعقلهم وتفقههم  في وظائف أجزاء ذواتهم وفي طاقاتهم الغرائزية وفي وجداناتهم بنوعيها من حب وكراهية)، فنجد وبشكل واضح في ما يكتبون وفي كلامهم من الضعف في ذواكرهم وكثرة اللغط والخلط بين المفاهيم  واللا منطق في سياقات ما يطرحون شفهياً وكتابة، لا يفرقون  بين ما يمكن  أن يدلون فيه بدلوهم وما لا يمكن لأسباب علمية، ولا يعلمون متى يكتبون ومتى يتكلمون لجهلهم بالإختصاصات والمسؤوليات.
فلا يفرقون بين ما يمكن قوله وبثه شفاهاً او كتابةً عبر  مختلف وسائل الإعلام  وبين ما لا يمكن إلا أن يكون طرحه ومناقشته وتداوله في الأُطر المحدودة والسرية، أيضاً ولا يفرقون بين مقدمات ونتائج أحداث القضايا العامة والخاصة وتفاصيلها وبين الضرورة وغير الضرورة، ولا يفرقون بين الخاص والعام وما هي القضايا الخاصة التي يمكن الانطلاق منها إلى  العام أو أن تكون عنواناً واستدلالاً على العام،  ولا ما هي القضايا العامة التي وإن كانت عامة لكنها علمياً يمكن الانطلاق منها إلى القضايا الخاصة سوى في مجال السياسة والفكر أو في مجال الثقافة عموماً.
هناك فوارق بين من يتكلمون ويكتبون خوفاً من عقاب أو خوف من أذى ومن يكتبون ويتكلمون تحت الضغوط النفسية والذهنية وهي كثير جداً في عصرنا وفي واقعنا الوطني، ومنهم من يكتب ويتكلم في ظل فقدانهم (حُرِّية  الإختيار وهذا مأساة من أسوأ المآسي التي يواجهها أو يقع فيها البعض ) بغض النظرعن كيف فقدوا ذلك ففيه تفاصيل، وهناك من يتكلمون ويكتبون بناء على أوهام وخيالات  وتصورات ليس لها وجود حقيقي على الواقع ولا يمكن أن تكون حقائق على الواقع الذي يتكلمون ويكتبون من اجله.. هناك  فوارق وفوارق بين كل أولئك الذين أشرتُ إليهم في السطور السابقة والذين أقترحوا على السلطة بعمل دورات لهم في المعاهد الإعلامية وفي اتحاد الكتاب اليمنيين وفروعه وبين من يتكلمون ويكتبون بوعي لِمَا يقولون وإن خالفوا س أو ص من الأشخاص أو المكونات، فيبقى المجال آمناً أن يناقشهم ويحاورهم س أو ص من الذين كانت كتاباتهم وكلامهم مخالفة لهم.
هناك فروق بين من يكتبون ويتكلمون في قضايا الوطن والأمة والإنسانية وليس لهم مصلحة على الإطلاق  فلا يبالون بوظائفهم وامتيازاتها ولا يطمعون بالمزيد من ذلك بل بعضهم يتكلمون ويكتبون بعلم ودراية وحكمة وإخلاص وهم من المظلومين والذين لم ينصفوا حتى وقتنا الحاضر لكنهم بأخلاقهم يعرفون الفصل بين القضايا على أساس مبدأي فيعملون مترفعين يكتبون ويتكلمون وتدمغ أدمغتهم وقلوبهم بألسنتهم وأقلامهم الباطل وكل وَهَمٍ بالحقائق تعبداً لله جل جلاله وابتغاءً لمرضاته لا  لتعصب ولا لمصالح شخصية أو حزبية أو مذهبية أو فئوية أو مناطقية وبدون وجه حق او مع تفريط بالمصالح العامة والثوابت الوطنية، يكتبون ويتكلمون بوعي لِمَا يجب كتابته والكلام فيه عبر وسائل الإعلام وما لا يجب إلا في الأُطُر المحدودة والسرية ويحترمون التخصصات وتنوع المسؤوليات التي ليس لهم فيها علماً ولا خبرة ودراية.
إنهم لا يكتبون ويتكلمون ويبنون على أوهام وخيالات وتصورات كالتي يبني عليها أولئك بل ويفرقون بين الضرورة وغير الضرورة وبين الخاص والعام وبين المقدمات والنتائج ويعلمون أن المقدمات لها أحكامها والنتائج لها أحكامها ويعلمون بالتكتيكي والاستراتيجي وتكنيك كل منهما، ويعلمون كيف يكون الفصل بين ملفات  القضايا الوطنية بمختلف أنواعها التي تكثر وتتراكم لظروف وأسباب معينة.
هناك فرق وفرق وفرق ينبغي على الجمهور والرأي العام  ملاحظته واحترامه والبناء عليه لتنشأ إرادة من الوسط الشعبي الواعي وهو ما يُطْلَق عليه الرأي العام ومن ثم تنهض الدولة بذلك بإرادة تمتلك وسائل القوة والقدرة فيتحقق التناغم بين الشعب والسلطة وبين الشعب والسلطات والقيادة  لتنضبط الحركة الديناميكية للقوى الوطنية في المجتمع والدولة التي تدافع عن وطن وشعب وفي مرحلة مصيرية في غاية الخطورة.
حفظ الله وطننَّا ووحدتنا ونصر شعبنا وبارك بثورتنا.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا