ملف الأسبوع

التطبيع الناعِم والتطبيع الخَشِنٌ

التطبيع الناعِم والتطبيع الخَشِنٌ

عقيد. د. صريح صالح القاز/

إنه لمن طبيعة السياسة ومجرياتها أنّ تظل العلاقات الدولية في الغالب الأعم محكومة بمنطق القوة حينًا، ولغة المصلحة حينًا آخر، و ديناميكية باستمرار استجابةً لحسابات الربح، والخسارة وحُب الهيمنة، و تكريس النفوذ.

وبالنظر إلى سيرورة العلاقة بين العديد من الدول العربية، ومحيطيها الإقليمي والدولي يتضح أنّ هذه الدول لم تستطع حتى اليوم الدفاع عن وحدة الأمة وسيادتها، واستقلالها، ومقدراتها ومصيرها؛ لا من خلال نظرية القوة، ولا عَبر نظرية المصلحة؛ لأنّها أبعد ما تكون عنهما، وعن توظيف أي منهما، إنما كانت، وما زالت تعيش في إطار نظرية التبعية. لا سيما في مسألة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي!! فبعد أن فُرض على بعضها التطبيع الناعم مع الكيان الصهيوني (صفقة القرن) ها هي أميركا وحلفاؤها بواسطة الآلة العسكرية (عملية السيوف الحديدية) والتهديد والوعيد، والقتل، والتشريد تَفرض على جميعها التطبيع الخَشِنٌ؛ أي أنّ هناك على مايبدو ترتيبات مفروضة تَمت خلف الكواليس بينها، وبين أدواتها العربية؛ ترمي إلى الانتقام من حركة حماس، وكل فصائل المقاومة، ومِن ثَمَّ خلق واقع جيو سياسي جديد في فلسطين والمنطقة، بمواصفات ومعايير إسرائيلية- غربية يخدم الصهيونية ويّجُر الأمة العربية برمتها إلى التطبيع الشامل والكامل معها ويَّنل من روح المقاومة.
إذا لم تآزروا حماس على أنّها إسلامية فافعلوا لأنّها عربية، وإذا لم يَرِقُ لكم لا هذا ولا ذاك فمن ناحية إنسانية.
الم تروا اليهود الأميركيين وهم يقتحمون (الكابيتول) رفضًا لقتل الأبرياء في فلسطين ومُثلهم المسيحيين في لندن، وباريس وبرلين، وغيرها!!
 ألم تروا (جو بايدن، ريشي سوناك، جورجا ملوني، إيمانويل ماكرون) البعيدين وهم يناصرون الصهيوني الظالم، وتخذلون مع قربكم المسلم المظلوم. أَمَا فهمتم من الجلاد ومن الضحية؟، ومن الغاصب ومن المغصوب؟.
(فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور).

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا