ملف الأسبوع

أمريكا.. ‏من مُستعمَرَة إلى استعمارية

أمريكا.. ‏من مُستعمَرَة إلى استعمارية

عقيد. د. صريح صالح القاز/ 

يبين التاريخ السياسي؛ إن أميركا حين كانت ترزح تحت نير الاستعمار الأوروبي؛ لطالما قاومت الاستعمار، ونادت بحق الشعوب في تقرير مصيرها، ولعل مبدأ(مونرو) عام 1823م الذي تبنى التحرر من الاستعمار الأوروبي،

والانعزالية (عدم التدخل في الشؤون غير الأميركية)؛ هو المبدأ الذي حَكم سياستها حتى مطلع القرن العشرين، ولم يكن ذلك ناتجًا عن عقلانية- فضلت الخير على الشر- بل لأنها لم تكن في تلك الفترة تمتلك الجيش والقوات البحرية التي تمكنها من التحرك صوب غزو العالم، وما أن توفرت لها أسباب القوة حتى دَشن رئيسها(ثيودور روزفلت) سياسة جديدة(العصى الغليظة). وهكذا تعاظم النفوذ والتوحش الأميركيين حول العالم؛ لا سيما بعد أن تراجعت القوى الاستعمارية الأوروبية بفعل الخسائر التي مُنيت بها عقب الحربين العالميتين، وكذا تفكك الاتحاد السوفيتي؛ مما أتاح المجال أمام أميركا لهندسة عالم جديد على المزاج الأميركي؛ وأصبحت هذه الدولة التي رفضت استعمار التراب الأميركي؛ دولة استعمارية تدنس التراب غير الأميركي، وتتجول بأساطيلها ومقاتلاتها، وتعبث عسكريا، وسياسيا في الدول النامية كيف تشاء؛ وبخاصة داخل الوطن العربي، وبعد أن كافحت من أجل تقرير مصيرها؛ باتت تصادر حق الشعوب في تقرير مصيرها، وبدلا من أن تراعي ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة؛ ظلت تؤيد منها ما تشاء وتتجاهل ما تشاء، ولولاها على سبيل المثال؛ لما تمكنت إسرائيل من الاستمراء في جرائمها بحق شعب فلسطين، ولما تعذر قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، ولقد بات جليا تدخلها السافر إلى جانب إسرائيل خلال عملية طوفان الأقصى بصورة تنم عن الفوضوية، والشيفونية، والعنصرية؛ دون تفويض من مجلس الأمن الدولي، وبعيدا عن كل تلك الشعارات الزائفة التي درجت على التغني بها كدولة راعية للديمقراطية، والحقوق والحريات. وليت العرب يفقهون!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا