الأخبار |

 هل اقترب العلماء من إيجاد حلّ لمرض ألزهايمر؟

 يصيب مرض ألزهايمر وهو اضطراب عصبي مدمّر الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم ويسلبهم ذاكرتهم وقدراتهم المعرفية. لعقود من الزمان عمل الباحثون بلا كلل لفهم تعقيدات هذا المرض على أمل العثور على علاج. في حين أن العلاج النهائي لمرض ألزهايم لا يزال بعيد المنال  فإن التطورات العلمية الحديثة والاختراقات قد وفّرت بصيص أمل في السعي للقضاء على هذه الحالة المنهكة.

 هل اقترب العلماء من إيجاد حلّ لمرض ألزهايمر؟

وفي سابقة جديدة فتحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، الباب أمام حقبة جديدة لمكافحة مرض سرقة الذاكرة وذلك بعد أن أعطت الموافقة الكاملة التقليدية على عقار "ليكيمبي" (Leqembi) لعلاج مرض ألزهايمر وهو أول دواء ثبت أنه يبطئ مسار المرض وفقاً لما نقلته شبكة سي إن إن الأمريكية.

وقالت تيريزا بوراكيو مديرة مكتب علم الأعصاب في مركز تقييم الأدوية والبحوث التابع لإدارة الغذاء والدواء في الإعلان: "أثبتت هذه الدراسة التأكيدية أنها علاج آمن وفعال لمرضى ألزهايمر". بينما يعدّ قرار الموافقة من قبل (FDA) بمنزلة أول تصديق على أن الدواء قد أظهر قدرة للتصدي لهذا المرض المدمّر.

 

"بداية حقبة جديدة"

تلقى عقار "ليكيمبي" من صانعي الأدوية (Eisai) و(Biogen) موافقة سريعة في يناير بناءً على أدلة على أنه يزيل تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ المرتبط بمرض ألزهايمر. علماً أن الدواء حالياً يكلف في الولايات المتحدة نحو 26500 دولار سنوياً قبل التغطية التأمينية.

وحصلت الموافقة على الدواء فقط للأشخاص الذين يعانون أشكالاً مبكرة من مرض ألزهايمر وأولئك الذين يعانون ضعفاً إدراكياً خفيفاً أو خرفاً خفيفاً والذين تأكّد وجود لويحات أميلويد في أدمغتهم.

يقدر الدكتور لورنس هونيغ أستاذ علم الأعصاب في مركز إيرفينغ الطبي بجامعة كولومبيا أن هذه المجموعة تشكل نحو سدس أكثر من 6 ملايين أمريكي شُخّصت إصابتهم حالياً بمرض ألزهايمر.

يرى هونيغ أن العقار يمكن أن يؤجل مصير المصابين بمرض الزهايمر المبكر وقال إن الأشخاص الذين يعانون أشكالاً أكثر تقدماً من المرض قد لا يستفيدون من الدواء وقد يواجهون مخاطر متزايدة تتعلق بالسلامة.

وأشار هونيغ خلال حديثه لـ"سي إن إن" إلى أنه حتى بالنسبة لأولئك الذين قد يستفيدون من العقار فإنه ليس علاجاً أظهر "ليكيمبي" في تجربة سريرية لمدة 18 شهراً إبطاء التدهور في القدرة والوظيفة الإدراكية بنسبة 27%. وختم كلامه قائلاً: "العلاجات التي لدينا الآن هي مجرد بداية لعصر جديد. نأمل أن يكون لدينا علاجات أكثر فاعلية".

من جهتها قالت جمعية ألزهايمر في بيان يوم الخميس إنها ترحب بالموافقة الكاملة من إدارة الغذاء والدواء. ومع ذلك فإن الدواء يأتي أيضاً بآثار جانبية ويتطلب المراقبة من خلال التصوير المنتظم للدماغ.

عانى نحو 13% من المشاركين في التجربة تورماً أو نزيفاً في الدماغ وقد تكون هذه المخاطر أعلى لمجموعات معينة بناءً على جيناتهم أو إذا كانوا يتناولون أدوية تسييل الدم وفق الشبكة الأمريكية.

 

ألزهايمر: مرض سرقة الذاكرة

يعرف مرض ألزهايمر بأنه اضطراب عصبي تدريجي يصيب ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم. ويتسبب المرض بفقدان الذاكرة التدريجي الذي لا رجعة فيه، والقدرات المعرفية، وفي النهاية القدرة على أداء الأنشطة اليومية. سمي على اسم الدكتور ألويس ألزهايمر، الذي اكتشف المرض لأول مرة في عام 1906، ولا يزال يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة مع تداعيات عميقة على الأفراد والأسر والمجتمع كله.

السمة المميزة لمرض ألزهايمر هي تراكم رواسب البروتين غير الطبيعية في الدماغ، إذ تتداخل هذه البروتينات مع شبكات الاتصال بين خلايا الدماغ، ما يضعف تكوين الذاكرة، وعمليات التفكير، ويؤدي في النهاية إلى تدهور الوظيفة الإدراكية بشكل عام. وغالباً ما تشمل الأعراض المبكرة لمرض ألزهايمر النسيان وصعوبة إيجاد الكلمات والارتباك في محيط مألوف. مع تقدّم المرض، قد يعاني الأفراد الارتباك وتغيرات الحالة المزاجية والشخصية، وصعوبةً في أداء المهام الروتينية وانخفاضاً في قدرات حل المشكلات.

لا يزال السبب الدقيق لمرض ألزهايمر غير واضح، على الرغم من أنه يُعتقد أن عوامل العمر والجينات ونمط الحياة تساهم في تطوّره. ويعد العمر أحد أهم العوامل الخطرة، مع زيادة انتشار مرض ألزهايمر بشكل ملحوظ بعد سن الـ65. ومع ذلك، يمكن أن يحدث مرض ألزهايمر المبكر أيضاً لدى الأفراد في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر، وإن كان أقل شيوعاً.

 

فك ألغاز ألزهايمر

 

لمعالجة مرض ألزهايمر عمل العلماء على كشف الألغاز الكامنة وراء ظهوره وتطوره وخيارات العلاج المحتملة. وقد أُحرز تقدمٌ كبيرٌ في تحديد السمات المرضية الرئيسية لمرض ألزهايمر مثل تراكم لويحات الأميلويد وتشابكات تاو في الدماغ اللذين بدورهما يعطلان الأداء الطبيعي لخلايا الدماغ  ما يؤدي إلى تدهورها وموتها.

الجهود البحثية في مجال مرض ألزهايمر واسعة النطاق ومتعددة الأوجه، وفي الوقت الذي يعملون فيه بلا كلل لفهم الآليات الكامنة وراء المرض وتحديد المؤشرات الحيوية للكشف المبكر يحاول العلماء تطوير علاجات من شأنها أن تبطئ أو توقف تقدمه وقد قدمت التطورات في التصوير العصبي وعلم الوراثة والبيولوجيا الجزيئية رؤى قيمة حول تعقيد المرض ما مهّد الطريق لتحقيق اختراقات محتملة في استراتيجيات العلاج والوقاية.

حتى اللحظة لا يوجد علاج قادر على القضاء على ألزهايمر نهائياً لكن مناهج العلاج الحالية تركز في المقام الأول على إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة للأفراد المصابين بهذه الحالة اذ يمكن للأدوية تحسين الوظيفة الإدراكية مؤقتاً وإدارة الأعراض السلوكية بينما تعدّ الرعاية الداعمة والمساعدة في الأنشطة اليومية أمراً بالغ الأهمية في الحفاظ على بيئة آمنة ومريحة للأفراد المتضرّرين.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا