الأخبار |

ثلاث رسائل للجنرال الضيف هزت الكيان الصهيوني وارعبته

علق الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان على رسائل قائد كتائب القسام المجاهد محمد الضيف

ثلاث رسائل للجنرال الضيف هزت الكيان الصهيوني وارعبته

علق الكاتب الفلسطيني عبد الباري عطوان على رسائل قائد كتائب القسام المجاهد محمد الضيف


وقال عطوان ..تتزامن الرّسائل الصوتيّة للمُجاهد محمد الضيف قائد كتائب “القسّام” الجهاز العسكري لحركة “حماس” بإعلان الحُروب على دولة الاحتلال، وتحقيق الانتصارات في ميادين القتال، وجاءت رسالته الأخيرة التي بثّها الإعلام العسكريّ مساء أمس الأربعاء لتَصُبّ في الهدفِ نفسه، ودعوة الشّعوب العربيّة والإسلاميّة للنّفير والتحرّك “اليوم وليس غدًا” زحفًا إلى حُدود فِلسطين المُحتلّة للقيام بفريضة الجِهاد والمُشاركة في تحرير المسجد الأقصى، وحِمايته من الاقتِحامِ والتّهويد.
رسائل الجنرال الضيف لا تأتي من قبيل الصّدفة، ولا بهدف إثبات الوجود الإعلامي أو سعيًا للأضواء، فالرّجل لا تنطبق عليه هذه المُواصفات، لتواضعه، وزُهده بالأضواء، وعدم وجود أيّ صُورةٍ له، جامدة أو مُتحرّكة، تُؤكّد هذه الحقائق، فالرّسالة الصوتيّة التي أطلقها في اليوم الأوّل لحرب سيف القدس وأعلن فيها إطلاق الصّواريخ على القدس وتل أبيب ومُدُنٍ إسرائيليّة مُحتلّة أُخرى، وحدّد الموعد بالدّقيقة والسّاعة في 10 أيّار (مايو) عام 2021، كانت تأكيدًا على تبنّي مُعادلةٍ سياسيّةٍ وعسكريّةٍ راسخة، عناوينها تقول إنّ المُقاومة الإسلاميّة تقول وتفعل، وإنّ اقتِحام الأقصى من قِبَل المُستوطنين “خطٌّ أحمر” سيتمّ التصدّي لهُ بجُرأةٍ وشجاعة، والشّيء نفسه يُقال عن الرّسالة التي أعلن فيها يوم السّابع من تشرين الأوّل (أكتوبر) عام 2023 انطلاق حرب “طُوفان الأقصى” التي غيّرت كُل قواعد الاشتباك، وأرخَت لبداية الانهِيار للمشروع الصّهيوني، وتثبيت سابقة نقل الحرب إلى عُمُقِ الكيان للمرّة الأولى مُنذ قيامه قبل 75 عامًا.

واضاف ..رسائل الجنرال الضيف الصوتيّة قليلة الكلمات، ولكنّها تُصيب قلب الهدف، وتصل إلى قُلوب المُؤمنين مُباشرةً دُونَ تمهيد، الأمر الذي يجعلها مُؤثّرةً تُحقّق الهدف المقصود وهو التّعبئة والتّحشيد خلف المُقاومة واستراتيجيّة المُواجهة، وتجاوز قهر الأنظمة، والنّزول إلى ميادين المُواجهة المُزدوجة مع الاحتِلال والأنظمة الرّاكعة له وإملاءات “العم” الأمريكي.
توقيت الرّسالة الصوتيّة التي بُثّت يوم أمس، أي مع بدء الأيّام العشرة الأواخِر من شهر رمضان المُبارك، شهر التّضحية والفِداء، جاء مدروسًا ومحسوبًا، وجرى اختِيارهُ بعنايةٍ فائقة، بحيثُ يتزامن مع ليلة القدر، وللتّأكيد مُجَدَّدًا على صُمود المُقاومة للشّهر السّادس على التّوالي في مُواجهة واحدٍ من أقوى الجُيوش وأحدثها تسليحًا في العالم، وهزيمته في العديد من جبهات المُواجهة في ميدان (قطاع غزة) لا تزيد مِساحته عن 150 ميلًا مُربّعًا، لا تُوجد فيه غابات ولا جبال، ولا أيّ سواترٍ طبيعيّة، وهُنا يكمن الإعجاز الحقيقيّ.
لا نقول هذا الكلام من موقع المبالغة او الدعاية، وانما استنادا الى وقائع على الأرض جاء معظمها اما من بيانات الكيان وإعلامه، او على لسان جنرالاته، او من مصادر محايدة، ونوجزها في النقاط التالية:
أولا: زادت خسائر الجيش الإسرائيلي الى أكثر من 50 الف قتيل وجريح حتى الآن حسب التقديرات شبه المؤكدة، ومن بينهم إعاقة دائمة، وربما الرقم الحقيقي أكثر من ذلك لأن الرقابة العسكرية تمنع نشر أي معلومات في هذا المضمار.
ثانيا: الجيش الإسرائيلي يعيش حالة انهيار، ولولا الجسر الجوي الأمريكي لنقل الذخائر والمعدات الثقيلة (500 رحلة جوية و140 سفينة محملة بآلاف الاطنان من الأسلحة) لما صمد حتى الآن.
ثالثا: تقدر مصادر إسرائيلية حجم تكلفة هذه الحرب بأكثر من 75 مليار دولار حتى الآن، يعود معظمها الى الازمة المالية، وإفلاس العديد من الشركات، وهروب رؤوس الأموال، وإنعدام السياحة، وإغلاق العديد من المصانع والمؤسسات بسبب استدعاء أكثر من 350 الفا من قوات الاحتياط.
رابعا: إجلاء أكثر من مئتي ألف شخص من شمال فلسطين المحتلة (الجليل)، او جنوبها (مستوطنات غلاف غزة) هروبا من القذائف والصواريخ هربا من ضربات المقاومة.
خامسا: العزلة السياسية والأخلاقية لدولة الاحتلال، وتصاعد الكراهية لها في مختلف أنحاء العالم باعتبارها دولة ترتكب جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية، وتدمير المستشفيات، وقتل الأطفال، وتستخدم سلاح التجويع للمدنيين، وتمنع وصول الادوية والمعدات الطبية والمساعدات الغذائية.
سادسا: توسع دائرة الحرب، ودخول أذرع المقاومة نصرة لأبناء القطاع ومقاومته، فها هي المقاومة الإسلامية تخوض حرب استنزاف ضد الاحتلال انطلاقا من جنوب لبنان، ونظيرتها في العراق دخلت الميدان بقصف حيفا وتل ابيب، وقواعد جوية في الجولان، اما الحصار البحري الذي فرضته القوات اليمنية طوال الأشهر الخمسة الماضية في البحر الأحمر، وباب المندب، وبحر العرب، والمحيط الهندي، وقصف ايلات، فحدث ولا حرج.
واختتم عطوان ..التجاوب مع رسالة المجاهد زعيم “كتائب القسام” من قبل الملايين في العالمين العربي والإسلامي، نتوقع انه سيكون إيجابيا، فهذا الرجل، ورئيسه السنوار، يحظيان بإحترام كبير، ومصداقية عالية، وكذلك المقاومة التي يقودانها، ومقياسنا تجاوب عشرات الآلاف من نشامى الأردن مع نداء “أبو عبيدة” الناطق الرسمي باسم الكتائب، وتدفقهم لمحاصرة السفارة الإسرائيلية في عمان في تحد للطوق الأمني الضخم الحامي لها.
حركات المقاومة الإسلامية في قطاع غزة أفشلت كل المخططات الإسرائيلية الإرهابية للضغط عليها للاستسلام والافراج عن الرهائن، وتمسكت بشروطها كاملة، وأكدت بصمودها، وصواريخها، انها باقية وتزداد قوة، وتثبت حقيقة تقول بأنه كلما طال أمد الحرب كلما اقترب النصر النهائي وهزيمة الاحتلال الكبرى.
ثلاث رسائل للجنرال الضيف هزت الكيان الصهيوني وارعبته، وأرخت لملحمة جهادية مشرفة، ونحن في انتظار الرسالة الصوتية الرابعة التي لا نستبعد ان تكون اعلانا للنصر.. والأيام بيننا.

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا