الأخبار

مبادرة أمريكية .. حين يتحول المجرم الى وسيط؟!

لم يكن مستغرباً على السياسة الأمريكية أن تتقمص دور الوسيط في نزاعات وحروب وأزمات ساهمت هي في نشوبها واستمرارها فهذا ديدين الأجندة الامريكية ليس في المنطقة بل في العالم بأسره.

مبادرة أمريكية .. حين يتحول المجرم الى وسيط؟!

قد يختلف الأمر قليلاً بالنسبة لبلادنا (اليمن) فالولايات المتحدة الأمريكية تدعم تحالف العدوان وتقف خلفه ولم تنفي يوماً أنها لا تشارك في ذلك العدوان بل صرحت في أكثر من مناسبة سواء في عهد الديمقراطيين (أوباما) أو الجمهوريين(ترمب) أنها تدعم العمليات العسكرية لما يسمى بالتحالف وتقدم الدعم اللوجيستي بل ويشارك ضباط امريكيون في غرف عمليات التحالف ناهيك عن الدعم بالأسلحة فمعظم ما يسقط على رؤوس اليمنيين ومنازلهم ومدنهم وقراهم ليس إلا قذائف صنعت في أمريكا.

اليوم وبعد أن شعرت واشنطن أن قوات الجيش واللجان الشعبية قد تمكنت من تغيير المعادلات العسكرية على الأرض وانتقلت من الدفاع الى الهجوم وباتت تمضي بكل ثقة نحو تحرير اليمن وتحقيق الحرية والاستقلال سارعت الى تغيير تكتيكاتها وانتقلت من مربع المجرم الذي يشارك في ارتكاب الجرائم البشعة بحق اليمنيين الى مربع الوسيط الحريص على السلام وعلى أرواح اليمنيين.

مثل هذا الخطاب بدأنا نسمعه من الإدارة الامريكية الجديدة التي عينت مبعوثاً لها الى اليمن وهو المبعوث الذي بدأ يعمل مع تحالف العدوان من اجل تقديم الشروط الاستسلامية لليمن إنما بطرق مختلفة علّها تجبر الطرف الوطني المدافع عن البلد للقبول بها مع تقديم بعض العروض المؤقتة التي لا تحقق الهدف الاستراتيجي للجيش واللجان الشعبية والمتمثل في وقف العدوان ورفع الحصار.

اليوم تحاول واشنطن من خلال سياساتها واعلامها وادواتها أن تتحدث عن السلام وأن تقدم أنصار الله ومعهم كل الشرفاء في هذا البلد على انهم يرفضون السلام والعملية السياسية في حين أن الحقيقة تؤكد أن ما قدمته الإدارة الامريكية ليس إلا محاولة لفرض واقع من خلال الضغط السياسي والاقتصادي بعد أن فشلت في فرض ذلك الواقع من خلال العدوان والحصار.

الاستراتيجية الأمريكية في اليمن ترى الى أن متغيرات الواقع اليمني تشكل تهديداً خطيراً على مستقبل مصالح واشنطن في اليمن والمنطقة والأمر ذاته ما يصرح به العدو الإسرائيلي بالنسبة له ولنفوذه فيما الشعب اليمني مستمر في معركته التحررية المصيرية الاستقلالية والمحاولات الامريكية لن تنجح.

وفي الأخير .. على الإدارة الأمريكية أن تتجه الى وقف العدوان ورفع الحصار فذلك مقدمة لأي عملية سياسية قادمة وما دون ذلك ليس إلا أكاذيب لن تنطلي على شعب الصمود والتحدي وعلى قيادته التاريخية والوطنية.

وقبل كل ذلك على تلك الإدارة ان تدرك جيداً أن العودة الى ما كان من نفوذ وهيمنة وسيطرة على اليمن من سابع المستحيلات وبالتالي عليها أن تعترف بالواقع اليمني الجديد الذي صنعته دماء الشهداء ويصنعه اليوم أبناء اليمن العنيد الصامد المجاهد وما على واشنطن وأدواتها في المنطقة إلا أن يرفعوا أيديهم على اليمن فالمعركة مستمرة سياسية كانت أو عسكرية حتى يكتب الله لهذا الشعب الأبي النصر يرونه بعيداً ونراه قريباً وإنا لصادقون.

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا