الأخبار

مقتل 6جنود بريطانيين في الحديدة

 تم جلاء آخر جندي بريطاني ورحيل آخر وكيل سياسي عن الحديدة يوم الجمعة الثاني عشر من جمادى الآخر 1339هـ / الحادي والعشرين من يناير 1921م، لتبدأ تهامة فصلاً جديداً من فصول تاريخها الحديث وليرحل الاستعمار البريطاني عن أرضنا

مقتل 6جنود بريطانيين في الحديدة


وهذا التحرر جاء بعد ضربات موجعة تلقاها المحتل البريطاني من المقاومة التهامية وكان اشهر العمليات النوعية التي نفذها رجال المقاومة التهامية وتوجت بمقتل 6 من جنود الاحتلال البريطاني الذين قتلوا بعد خطبة نارية للعلامة محمد بن أحمد بحر الأهدل في يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة 1337هـ/التاسع والعشرين من أغسطس 1919م وهو خطيب متفوه والتي قال فيها :إن تهامة قدمت كفاكهة للبريطانيين هذه الخطبة هي التي الهبت حماس المقاومة فانطلقت المقاومة وشنت هجماتها وكان أولها عندما تحركت نخبة من المقاتلين من أبناء تهامة وكان جُلّ قصدهم القبض على القنصل البريطاني وبعض التجار في الحديدة أحدهم يدعى أبو ستول اليوناني، فتواجهوا مع جنود الاحتلال بالحديدة وقتل خمسة من الجنود البريطانيين والحرس، وغنمت القبائل أشياء كثيرة وقاد هذا الهجوم أي القائد علي باري، والذي عمل وأدار الكثير من الخطط والهجمات وربط بين مقاومة القبائل والمقاومة الشعبية في داخل مدينة الحديدة وهرّب كميات من الأسلحة عبر الجنائز والتي كان يدّعي أن أصحابها من الحديدة وماتوا خارجها وأوصوا بالدفن في الحديدة، فأدخل الكثير من الأسلحة التي أفادت المقاومة التهامية في شن هجماتها التي أقلقت العدو وجعلته
فاستمرت المقاومة توجه ضرباتها بعدة طرق ومنها الضربات المباشرة والزحف بعد تحشيد القبائل والمواجهة مع العدو وجهاً لوجه والإغارة على مواقع العدو وفي حالات عديدة تتبع تكتيك حرب العصابات، أما داخل المدينة فنصبت الكمائن لقوات ومعدات العدو وتوجيه هجمات خاطفة على مصالحه ورعاياه، بعدها طلبت القوات البريطانية لإمدادات من عدن والهند، وفي ذي الحجة 1337هـ هجم جماعة من العبسية ومعهم من أهالي المراوعة السيد علي باري الأهدل والسيد محمد بن أحمد بحر الأهدل على الإنجليز الذين بالحديدة، فقتل عدد منهم واستولوا على اسلحة وغير ذلك ونجوا سالمين”
واستمرت عمليات المقاومة من كافة القبائل التهامية اليمنية والشرائح الاجتماعية بمدن تهامة ضد المستعمر البريطاني وهو ما لم يتوقعه البريطانيون، فقد ظنوا أن التهاميين لا يريدون حكم الإمام الإدريسي ومستحيل أيضاً أن يقبلوا بحكم الإمام يحيى، وأنهم سيرحبون بالإنجليز، إلا أن التهاميين أرادوا تأسيس كيان لهم وتأكيد استقلاليتهم، وحسمت المقاومة التهامية اليمنية في الأخير الأمر،
ومن صور المقاومة التها مية ان مجموعة من الصيادين الذين كانوا يمتلكون قوارب صيد صغيرة تسمى (سنبوك) واستطاعوا بها كسر الحصار الذي فرضته السفن والمراكب البريطانية على الساحل الغربي فكانوا يهربوا الامدادات والمؤن والسلاح من ميدي بحجة الى مدن الحديدة فكانت السفن البريطانية تطاردهم وتغرق بعض القوارب وفي الأخير قرر أصحاب القوارب تشكيل تجمع من عشرين قراب مثل ذلك الوقت اسطول بحري بامكانيات ذاتية
واستطاعوا بقواربهم البسيطة وبنادقهم مواجهة السفن البريطانية التي كانت تمتلك أسلحة حديثة وفكوا الحصار عن الساحل .
وأمتد الاحتلال البريطاني لمدينة الحديدة ثلاث سنوات من صباح يوم السبت الحادي عشر من ربيع الأول 1337هـ / الرابع عشر من ديسمبر 1918م حتى جلاء أخر جندي بريطاني محتل بعلمه البغيض في يوم الجمعة الثاني عشر من جمادى الأولى 1339هـ / الحادي والعشرين من يناير 1921م

 

تقييمات
(1)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا