الأخبار

قراءة في كتاب الحرب النفسية لمؤلفه العميد حسن حسين الرصابي

التجارب الشخصية هي ثمار مهمة وعندما تتضاعف الخبرات الخاصة فإنها تتحول إلى دروس مهمة تعزز من مجالات النجاح وتبني اسساً مطلوبة في مجال تلك الخبرات المكتسبة ولدي انا خبرات عسكرية ومعنوية واسعه لا  اقولها من باب التباهي ولكن من باب ايراد المعلومات والاستفادة من الخبرات لاحقاً وانا هنا أورد شذرات محددة من تجربتي وخبراتي يمكن إيجازها في الأتي:

قراءة في كتاب الحرب النفسية لمؤلفه العميد حسن حسين الرصابي

عقبات تواجه المربي  والموجه العسكري ( ركن التوجيه المعنوي)  في جبهات القتال ..

 (اثناء تنفيذ المهام القتالية في ميدان المعركة )  تنتشر الشائعات والدعايات .. يصعب على ركن التوجيه إن لم يكن متمكناً من عمله.. إقناع المرؤوسين في بعض المواقف التي تنشب قبل وبعد واثناء المعركة بين أفراد الوحدة المقاتلة وكثرة التساؤل عن بعض الخيارات والمواقف السلبية التي قد تحدث من بعض القيادات الفرعية أو الأعلى مستوى أو الأعلى مستويين وتذمر البعض من أي نواقص تموينية أو حقوقية .. وتهرب بعض القادة من تفهم المرؤوسين ومنهم تحت أمرته واقناعهم بالحقائق بكل شفافية بل ترى البعض يتهرب ويلقي الثقل على غيره من المرؤوسين الأدنى أو القيادات الوسطية الأعلى وهنا تبرز المسؤولية الصعبة للمربي العسكري "ركن التوجيه المعنوي" فإن لم يكن متمكناً وحكيماً وذا تجربة في عمله عنده قدر من الثقافة ومؤهلاً ومتشبعاً بالإيمان والوطنية والقدوة الحسنة والقدرة على التحمل وتقبل الأفكار بصبر وصدر واسع رحب ثم يحاول يفند تلك الافكار ويجيب عليها بكل حب ويتخذ الاسلوب الامثل   للإقناع بكل الطرق والسبل ويتوسع في الامثال والاحاديث والآيات القرآنية وعدالة الحرب وأن بعض التصرفات من الأشخاص قد تكون مبررة أو ناتجة عن وجهة نظر معينة تراها القيادة قد لا نعلمها ولكن علينا التنفيذ والطاعة و تقبل ذلك بكل قناعة لآن ذلك من صلب الدين ومن صميم الموقف الإيماني الملتزم

وفي البداية يجب أن نعرف حقيقة مهمة:

وهي إن إعداد الإنسان وتربيته لكي يحيا سعيداً، ويتمتع بخيرات الحياة ونعمها ، أسهل بكثير من إعداد وتربية الإنسان للموت

    هذا هو حال المقاتل ، وغيره من الناس . فالمعلم في المدرسة والأستاذ في الجامعة يربي تلاميذه حتى يكونوا نافعين في الحياة ،ويغرس في أذهانهم وعقولهم أنهم إذا بذلوا جهوداً في الدرس والتحصيل ، فإنهم سوف يصلون إلى أهدافهم التي في الأغلب تقتصر على الوظيفة الممتازة ، والبيت المريح ، والزوجة الجميلة ، والسيارة الفارهة.

    في حين أن المربي العسكري تكون مهمته أصعب بكثير لأنه يعد رجاله لأقسى ما يتصوره المرء، وهو الموت، ولابد أن تكون عبقرية المربي العسكري من طراز فريد، لكي يقنع المقاتل بالقضية التي من اجلها يقاتل. ويعمل على تهيئته عقلياً ونفسياً وجسمياً   ( يعني الاستعداد العقلي والنفسي والبدني ) لمواجهة تحديات المعركة ، ومعاناتها القاسية.

    فركن التوجيه المعنوي  يحتاج إلى قدرات عالية ، وثقافة دينية عميقة ملم في مجال التربية وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ولإعداد المعنوي والنفسي، وكيف يتصدى لمفهوم الشائعات المعادية حتى يُحسِنّ التعامل مع المقاتل ، وذلك بالتعرف على حاجاته النفسية فيعمل على تفهما بكل حب ومرونة، وسواء كانت الحاجات أساسية كالأكل والشرب .. أو حاجات نفسية كحاجته إلى الأمن والحب والرغبة في التفوق ، وتأكيد الذات ، وغرس العقيدة القتالية التي تجعله مرحباً ومقبلاً على الموت في سبيل ما يؤمن به .

        

            التصدي للحرب النفسية

التصدي للحرب النفسية وتعرية أهدافها وكشف زيف ادعاءاتها مهمة الجميع في كل التشكيلات والمناطق العسكرية والقوى وعموم الوحدات .. وفي المقدمة القادة ونوابهم للتوجيه المعنوي :

تعتبر الحرب النفسية واحدة من اخطر الأسلحة الموجهة ضد ابناء الشعب بصورة عامة وأبناء القوات المسلحة والأمن .. بصورة خاصة. وترتكز على الدعاية التي تعتمد على استخدام وسائل الإعلام الحديثة بشكل كبير لنشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم مثلما يجري اليوم ضد بلدنا العزيز. والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تسعى لاختراق المواطن والمقاتل وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في شرعية قضيته والإيمان بها. وتستهدف الدعاية في المقام الأول بث الفرقة وعدم الوئام بين صفوف أبناء الشعب وقواته المسلحة والأمن واللجان الشعبية  أما الإشاعة فتتمثل في غالب الأحيان بجملة او بعبارة نوعية "أو موضوعية" قابلة للتصديق تتناقل من شخص لآخر. وهي تعتمد على المبالغة في أخبار معينة والترويج لها ونشرها على نطاق واسع أو خلق أخبار لا أساس لها من الصحة. كل ذلك بهدف التأثير على الرأي العام تحقيقا لأهداف سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. وقد تعتمد على جزء من الحقيقة من اجل إمكانية تصديقها وتقبلها من قبل الناس.

وقد تظهر الإشاعة أحيانا في الصحف والمجلات او تجد طريقها إلى القنوات الفضائية وموجات الإذاعة والتلفزيون. وتستخدم الإشاعة وتنتشر في وقت الحروب والأزمات الاجتماعية والوطنية.

ويلجأ العدو في الحرب النفسية إلى اختلاق القصص والأساطير ويعمل على إذاعتها بين صفوف الشعب معتمدة في ذلك على عدم تحصين عقول أفراده ضدها فقد يذيع العدو عن نفسه أن له قوة لا تقهر أو أن لديه أسلحة فتاكة سرية لم يستخدمها بعد.

وهنا يبرز دور القادة وأركا نات التوجيه المعنوي في تكذيبها ودحضها واثبات الحقائق المعاكسة لها وذلك من خلال اللقاءات المتواصلة مع المقاتلين وإذكاء روح الشجاعة وعناصر القوة والمنعة وغرس عوامل الثقة بالنفس وبالسلاح وبالقيادة العسكرية والسياسية , والثورية . كما لا بد من التأكيد على تأجيج روح الولاء والانتماء الوطني في نفوس المقاتلين. كما لابد أيضا من تنمية العلاقات الودية والصريحة بين القادة والمقاتلين وكذا تحقيق أعلى درجات الانضباط العسكري وروح الفريق حتى تسهل مكافحة الدعاية التخريبية للعدو، والتعاون مع هيئات التوجيه المعنوي في الوحدات لمعاونة القائد في تنفيذ مهام توعية الأفراد.

على ركن التوجيه أن يلم ويتسلح بطرق الإقناع العلمية وحسن المنطق واللباقة والرصانة في الطرح وغرس القناعات في نفس المجاهد لتصبح عقيدة راسخة تهون من اجلها التضحيات ولتحقيق ذلك لابد من إعداد وبناء وتدريب المقاتل المجاهد وتمرينه على أهم المبادئ في تربية شخصيته العسكرية الجهادية  وفي المقدمة التربية الإسلامية التي تنفرد عن سائر أشكال التربية الأخرى بخصائص مشتقة من خصائص الإسلام نفسه ؛ لأنها ربانية المصدر ، ثابتة الأسس ، موافقة للفطرة ، شاملة شمول الإسلام ، معتدلة متوازنة، مرنه التطبيق ، متفائلة إيجابية موحدة للطاقات البشرية في نطاق الفرد والجماعة كاملة ، ذات أصالة وفضل على جميع أشكال التربية في العالم.

عموماً على المربي العسكري ان يبادر الى اكتساب المزيد من المعارف العسكرية وان يتهيآ ايجابياً لتقبل الجديد والمؤثر في طرائق الإعداد المعنوي والنفسي لامتلاك مفاتيح العمل الصامت والمؤثر في اطار الوحدات العسكرية التي يعمل فيها وينشط في فروعها وتفاصيلها.

 

تقييمات
(3)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا