أخبار |

التُبّع اليماني: أسعد الكامل

التُبّع اليماني: أسعد الكامل

26سبتمبرنت:يُسرى زيدان/

أعظم ملوك حمير وأطولهم عُمرا، أول من حمل أطول لقب ملكي في تاريخ اليمن (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانة وأعرابهم في النجد وتهامة). نُسِجت حوله الأساطير، ونُسِبَت له الخوارق، حتى قيل أنه غزا الأرض حتى وصل الهند والسند والصين بل وصل أرض الظلمات حيث لا تشرق الشمس.

فمن هو هذا التُبّع في الأسطورة، وكيف ذكره التاريخ؟

هو أبي كرب أسعد المعروف بـ أسعد الكامل، ابن الملك اليمني (ملكي كرب)، وقد ولد في خَمِر. تقول الأسطورة حين كان في التاسعة خرج ذات يوم إلى قصر خَمِر حتى انتهى إلى جبل هنوم، وقيل بل اختُطِف، فصادف ثلاث نسوة، وجاءته الكبرى منهن بأسقية فيها خمر وفيها دم فشربه حتى أخذ فيه السكر، ثم جاءته الوسطى بمركب من مراكب الجن -قيل أنه حمار- فركبه، فطار به فأسقطه حتى تجرح بدنه، فمارضته الثالثة حتى برئ، ثم فرشت له فرشا من إبر فاضطجع عليه، ومارضته حتى برئ جسمه و قوي عظمه، ثم سرّحته وأخبرته أنه سيقتل أعداءه ويبلغ أينما انتواه، وأمرته أن لا يقف في خمر وأن يكون مقامه في ظفار. في الخامسة والعشرين من عمره أصبح ملكا عظيما وشاعرا فصيحا وكان من المعمرين، عُمِّر ثلاثمائة وإحدى وخمسين سنة.

وأخذ يسير في البلاد إلى فارس والعراق حتى وصوله إلى بلاد الهند والسند والصين، وغيرها من بلدان الشرق والغرب. ولم يزل تُبّع يفتح البلدان ويقتل الفرسان، ويركب البحار، حتى كسا البيت عند رجوعه من غزواته بالانطاع المذهبة اليمانية، والمعافري، ونحر بمكة سبعين ألف بدن، وطاف وسعى؛ ثم رجع إلى اليمن فاعتل علته التي مات منها لمرض شديد، وقيل أنه قُتِل في قومه لأنه أحب الديانة اليهودية حين دخلا عليه حبرين من اليهود، فآمن بالله وصدّق بنبيه موسى وما أنزل عليه، فطالبه قومه بقتلهما، لكنه أبى فثار عليه بنو حمير وقتلوه.

أسعد الكامل كما ذكرته كتب التاريخ حكم اليمن فترة طويلة في نهاية القرن الرابع الميلادي وبداية القرن الخامس الميلادي، أي قبل ظهور الإسلام بـ 200سنة. بعيدا عن غزواته التي حكتها الأساطير فقد حكم معظم الجزيرة العربية، وسمي الكامل -قيل- لكمال خُلُقه أو لاكتمال الدولة على يديه أو لاعتناقه دين التوحيد. أسعد الكامل شخصية حقيقية تاريخية تشهد آثاره والكتابات المنقوشة من عصره على عظمة شخصيته وقوة بأسه، فقد أكثر الغزو في كل ناحية خاصة وسط جزيرة العرب. وقد زار مكة وأقام بها ينحر كل يوم بدنة، وكسا الحرام وقيل هو أول من كساه.

إن شخصية التبع أسعد الكامل تدلّنا على بأسه وقوته، فلقب التبع لا يسمى به إلا من كانت له حمير وحضرموت وسبأ. وقد تم العثور على الجزء الأكبر من النقوش المنسوبة لفترة حكم أبي كرب أسعد في مناطق حكمه المركزية، أي في ظفار التي كانت عاصمة للحميريين، وفي منطقة صنعاء، وقبره موجود كما ذكر الهمداني في غيمان حيث مدافن ملوك حمير. هذا هو التبع (أسعد أبو كرب) البطل الذي تطفى قصصه على من سبقه ومن جاء بعده من التبابعة حتى قيل فيه:

والكامل الملك المتوج أسعد

فيه تقصّر مدحه المــــــداح

المراجع:

1-الأسطوره اليمنية في الأدب العربي: فاطمة علي الصافي.

2-أوراق في تاريخ اليمن: د.يوسف محمد عبدالله

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا