فلسطيني يزرع الفراولة في الفحم بدلاً من التراب

تحوّل فلسطيني يزرع الفراولة‭‭‭‭ ‬‬‬‬إلى طرق ري جديدة، بعد أن أصبح عاجزاً عن دفع تكاليف المياه في الضفة الغربية التي تحتّلها إسرائيل، ووضع أيضاً لمسته الخاصة من خلال استخدام الفحم بدلاً من التربة.

تقع مزرعة شادي عطاطرة في ما يسمى المنطقة (ج) بالضفة الغربية، والتي تقع تحت السيطرة الكاملة لإسرائيل في إطار اتفاقات السلام الموقتة مع الفلسطينيين.
وبموجب الاتفاقات الموّقعة في عام 1994، تسيطر إسرائيل على أكثر من 80 في المائة من موارد المياه في الضفة الغربية.
ومثله مثل العديد من الفلسطينيين، يشير عطاطرة إلى أن إمدادات المياه نادرة ومكلفة خاصة عند المقارنة بإمدادات المياه للمستوطنين اليهود في الضفة.
وقال "هونا في المنطقة بتعاني من شح المياه وإذا بدنا نستخدم مياه البلدية إللي واصلة، مشكورة موصلتلنا المي البلدية، لكن المي من البلدية مش زراعية يعني تكلفتها عالية. فإحنا توجهنا للزراعة بنظام الأكوابونيك، إللي هو نظام الزراعة المائي المعلق، مع وجود خزان يحتوي على أسماك، منقوم بتربيتها طبعا، نستفيد منها. نظام زراعة الأكوابونيك بيقلل من هدر المياه لأنه نروي النباتات وبترجع المي الزائدة على الخزان أو على البركة".
وتذكر إسرائيل أنها تزوّد الفلسطينيين بالفعل بكمية من المياه أكثر مما ورد في الاتفاقات الموقتة لعام 1994 وأن أي إعادة توزيع رسمية ستتطلّب اتفاق سلام نهائياً. ومع ذلك ، فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق حتى الآن يحافظ على الوضع الراهن.
وفي الوقت الحالي، يتعايش عطاطرة مع الوضع معتمداً على نظام الاستزراع النباتي والسمكي "أكوابونيك" ويضع لمسته الخاصة من خلال الزراعة في الفحم كبديل للتربة.
يلفت عطاطرة إلى أن فوائد استخدام الفحم عديدة.
ويتميّز الفحم بانخفاض التكلفة مقارنة بالزراعة في التربة. كما أن الفحم يمنع الأمراض التي تسبّبها الفطريات، على حد قول عطاطرة، حيث يُعالج بمجموعة متنوعة من البكتيريا لإزالة الأمونيا من بركة للأسماك تُستخدم أيضا للري.
ويتحدّث عن مميزات الزراعة في الفحم قائلاً "ميزة الزراعة على الفحم، أولا حكينا ميزات كثيرة لكن بنضيف عليها أنه بتبعد الأمراض الفطرية، بتحافظ على جذور النبتة وسلامتها، يعني ما بعانيش هون الحمد لله رب العالمين من حشرات تتواجد على النبات".
ويشرح عملية المعالجة قائلاً "طبعا كمية سمك تتناسب مع المياه الموجودة. إحنا الحمد لله رب العالمين السمك إللي عنا تقريبا حاليا فاق الـ20 ألف سمكة، في البركة. طبعا مخلفات السمك الذائبة، إحنا منرجع منحكي، البكتيريا إللي إحنا عملنالها بيئة حاضنة، مع مرور المياه خروجها من البركة ومرورها عبر الفحم، البكتيريا هذه بتعالج الأمونيا الموجود، أحدها بحول الأمونيا إلى نيتريت والآخر بيحول النيتريت إلى نترات إللي بتتغدى عليه النبتة".
ويضيف "بعد ما غربلنا الفحم هون إحنا قمنا بمعالجته، كان في عندي هون معدات لمعالجة الفحم، منغسله ومعالجته مع البكتيريا إللي حكينا عليها إللي هي نيتروسوموناس والنيتروباكتر وأدخلنا بكتيريا لاكتوباسيلس إللي صنعناها محليا من مصدر نشا إللي هو الأرز. ودخلناه عالفحم ومن ثم عبينا الفحم في الأصيص ونقلناه إلى الداخل وزرعناه".
من جهته، يشيد المهندس الزراعي في مديرية زراعة جنين سامر فرح بالتجربة ونتائجها. ويقول "النتائج الآن كما نشاهدها مميزة، نتائج ممتازة، الحلاوة بالثمار في الكربون واضحة أنها أكثر حلاوة".