محليات

محافظ تعز الشيخ صلاح عبدالرحمن بجاش لـ« 26 سبتمبر »:ثورة الـ 21 من سبتمبر ثورة العزة والكرامة والحرية والاستقلال والتنمية والبناء

محافظ تعز الشيخ صلاح عبدالرحمن بجاش لـ« 26 سبتمبر »:ثورة الـ 21 من سبتمبر ثورة العزة والكرامة والحرية والاستقلال والتنمية والبناء

أوضح محافظ تعز صلاح عبدالرحمن بجاش أن مطامع أنظمة العدوان ومن يقف خلفها من قوى الاستكبار العالمي في السيطرة على باب المندب وميناء المخا والساحل الغربي

وصولاً إلى الحديدة وفرض التحكم والهيمنة على الطريق البحري لحركة التجارة العالمية، من أبرز العوامل والأسباب التي جعلت من تعز الأرض والإنسان، تعز التاريخ والهوية والثقافة، تعز الكثافة السكانية والتعايش السلمي، تعز الموقع الاستراتيجي، تتعرض للاستهداف الممنهج والشامل منذ بداية العدوان وحتى اليوم، مشيراً إلى ما تشهده مدينة تعز والمناطق التي يحتلها مرتزقة العدوان من فوضى عارمة وانفلات أمني وجرائم قتل وتشريد وسطو وسلب ونهب، وبالمقابل ما تنعم به المناطق التي تديرها حكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى من أمن واستقرار معيشي واقتصادي وما تشهده من حراك تنموي وخدمي رغم الظروف الصعبة والتحديات الناجمة عن استمرار العدوان والحصار، وأكد المحافظ النشيط والطموح عزم السلطة المحلية على النهوض بواقع المحافظة وفق خطة تنموية ممنهجة ورؤية إدارية متميزة.. وفي سياق الحوار الذي أجرته معه الصحيفة تحدث المحافظ الشاب والمجاهد الشجاع عن العديد من القضايا الهامة المتعلقة بالحفاظ على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية وتعزيز إرادة الصمود، داعياً كافة المخدوعين للعودة إلى طريق الرشد والصواب والوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان.. مؤكداً أن الأحرار والشرفاء من أبناء محافظة تعز وكل المحافظات سيواصلون بعزيمة لا تلين تلقين المعتدين أقسى الدروس حتى تحقيق النصر الكامل وتحرير وتطهير كل شبر من أرض اليمن الطاهرة، التي كانت على مر التاريخ ولا تزال وستظل أبد الدهر مقبرة للغزاة، فإلى تفاصيل الحوار:

حوار/ موسى محمد حسن - طلال الشرعبي
> ونحن نعيش أفراح العيد والذكرى السابعة لثورة 21 سبتمبر المباركة.. ماذا يحضركم من القول عن هذه الثورة وأهمية الاحتفاء بها؟
>> في البداية يسرنا بهذه المناسبة الوطنية العظيمة والغالية على قلوب أبناء اليمن الأحرار أن نرفع باسم السلطة المحلية وكافة أبناء محافظة تعز الشرفاء، أسمى آيات التهاني والتبريكات لقائد الثورة المباركة المجاهد العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- ولرئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ الوطني ولحماة الوطن ودرعه الحصين، صناع المجد الميامين، المجاهدين الأبطال الشجعان، منتسبي الجيش واللجان الشعبية ولكل أبناء شعبنا الأباة الأحرار الصامدين في وجه العدوان والحصار.
ثورة الـ 21 من سبتمبر المباركة هي ثورة الحرية والاستقلال والسيادة، ثورة العزة والكرامة، ثورة الشموخ والإباء، ثورة البذل والعطاء، ثورة التنمية والبناء، وبهذه الثورة المباركة استعاد وطننا وشعبنا اليمني العزيز، بل انتزع حقوقه المشروعة والمكفولة والطبيعية التي صودرت وسلبت منه لعقود طويلة، وأصبح اليوم بفضل الله، ثم بفضل ثورته المباركة وقيادتها الملهمة والحكيمة يمتلك قراره ونال حريته وسيادته واستقلاله، ولقد استطاعت هذه الثورة الوطنية القضاء على واقع وعهود التبعية والهيمنة والوصاية الخارجية التي كانت مفروضة على بلدنا وطناً وشعباً.. كما أنها جاءت لتعيد ثورة ال 26 من سبتمبر إلى مسارها الصحيح ولتعيد للشعب اعتباره وللوطن ألقه ومكانته المشرفة بين البلدان والأمم، ومضت وستظل تمضي بقوة وعزيمة لا تلين بحكمة قائدها العظيم والتفاف الشعب حولها نحو تصحيح الأوضاع وتجاوز الصعوبات والتغلب على التحديات وتلبية التطلعات وتحقيق الطموحات في البناء والتطوير والنهوض الحضاري والتنمية الشاملة والمستدامة في كافة المجالات وصولا إلى المستقبل الواعد والغد المنشود.
وبالنسبة للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية، فإن له أهميته البالغة وقيمته العظيمة، ودلالته التاريخية المجيدة، فهو احتفاء بعظمة المسار الوطني والمنجز الثوري التحرري لشعبنا اليمني وما حققته هذه الثورة المباركة من إنجازات كثيرة وكبيرة وهامة، تجسدت وتجلت مباشرة منذ لحظة انبلاج فجر نورها الوضاء عزاً ومجداً وحريةً وكرامةً وإباء، وانقشاعاً وإزاحة لعهد الظلام الحالك الذي كان مخيماً على سماء وأرجاء الوطن جراء الفساد والظلم والاستبداد والاستئثار بالثروة وممارسة التهميش والإقصاء.. ولذلك فقد حُقَ لنا أن نفتخر ونفاخر ونحيي ونحتفي ونعظم ونتباهى بهذه الثورة المباركة، التي شكلت محطة تحول مهمة في تاريخ اليمن المعاصر، طوى فيها اليمنيون عقود وعهود الهيمنة والتبعية والوصاية الخارجية وستظل هذه الثورة المباركة محطة مضيئة ومشرقة في تاريخ شعبنا اليمني وستمضي بصوابية رؤيتها وحكمة قيادتها والتفاف الشعب حولها نحو تحقيق كامل أهدافها العظيمة والسامية.
ولعل ما يميز هذه الثورة "ثورة الـ 21 من سبتمبر" هذا العام، أن أفراح احتفاء شعبنا اليمني العظيم بذكراها السابعة تأتي متزامنة، مع أفراحه بالانتصارات الحاسمة التي تتحقّق على أيدي أبطال الجيش واللجان الشعبيّة في العمق السعودي وبعمليات توازن الردع والتي كانت آخرها عملية توازن الردع السابعة، فهي ذكرى ثورية سابعة وعملية ردع سابعة أيضاً، إضافة إلى الانتصارات العزيزة والمؤزرة التي يسطرها المجاهدون الشجعان في مختلف جبهات القتال وميادين الشرف والبطولة والدفاع عن الوطن والشعب، ومنها ما تحقق ويتحقق في محافظتي البيضاء ومأرب التي سُحقت وتُسحق فيها جموع شراذم الارتزاق والإرهاب وبشكل متسارع يتم فيها تحرير وتطهير المديريات والمناطق الواحدة تلو الأخرى من الغزاة المحتلين والمرتزقة الآثمين..
ولنكن على يقين أننا وطناً وشعباً، بهذا المسار الثوري وفي ظل قيادتنا الثورية الشجاعة والحكيمة منتصرون لا محالة وسنطهر ونحرر كل ذرة رمل من تراب اليمن الطيب والطاهر، وأن مدة بقاء المحتل لن تطول، وسرعان ما سيندحر ويزول، فالأحرار الشرفاء والمجاهدون الشجعان الأوفياء الذين يخوضون معركة التصدي للعدوان مستمرون في السير بكل قوة وعنفوان على درب تحرير كل شبر محتل من أرضناً والانتصار الكامل لليمن وشعبه من أقصاه إلى أقصاه شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً، وعما قريب سترفرف راية الحرية والعزة والكرامة خفاقة فوق كل الروابي والقمم على امتداد خارطة اليمن، لتعزف ألحان النصر المبين وترتل آيات المجد والإباء والشموخ اليماني مدى الأزمان والسنين.
> ماذا عن الخطط التنموية والخدمية التي قمتم بوضعها عقب توليكم قيادة السلطة بالمحافظة وما هي أولوياتكم للنهوض بالمحافظة وخدمة المواطنين؟ ؟
>> بالتأكيد لدينا خطة تنموية شاملة ومتكاملة للنهوض بواقع المحافظة في كافة المجالات.. فقد عملنا منذ أن تم تكليفي بقيادة المحافظة كقائم بالأعمال مع المخلصين والصادقين والجنود المجهولين في المحافظة على إعداد خطة تنموية شاملة وبشكل ممنهج ومدروس وفقاً لاحتياجات المحافظة من المشاريع الخدمية والتنموية، بدءًا بالمشاريع الأساسية والملحة وذات الأولوية التي تلامس احتياجات أبنائها وتخفف من معاناتهم وتلبي تطلعاتهم.
محددات هذه الخطة التنموية تمثلت أولاً بإعادة تفعيل العمل في مكاتب العموم والمكاتب التنفيذية بالمحافظة، والبدء بإيجاد مقرات بديلة للمكاتب السابقة التي كانت داخل المدينة، ومن ثم توفير احتياجاتها ومتطلباتها اللازمة، من أثاث وغيره والحرص المستمر على تطوير مستوى أداء هذه المكاتب وكذا أداء مؤسسات السلطة المحلية بشكل عام، لتقوم جميعها بواجباتها على أكمل وجه وبالدور المنشود منها في خدمة المواطنين وتلبية احتياجاتهم والتخفيف من معاناتهم.. إضافة إلى محددات ومرتكزات أخرى عديدة وهامة اشتملت عليها الخطة التنموية في المحافظة، كتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية وذات الأولوية، وهي مشاريع تشمل مختلف المجالات، المياه والصحة والتعليم والطرق والتخطيط العمراني وترسيخ الأمن والاستقرار، الذي يعد الركيزة الأساسية في تهيئة الأجواء الملائمة لانتعاش النشاط التجاري والاقتصاد الوطني وذلك من خلال جذب رجال المال والأعمال من المناطق الواقعة تحت سيطرة وعبث عصابات المرتزقة، إلى المناطق والمدن التي تنعم بالأمن والاستقرار في ظل إدارة السلطة المحلية وحكومة الإنقاذ والمجلس السياسي الأعلى.
وقد استطعنا بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل الدعم الكامل والاهتمام الكبير الذي يوليه قائد الثورة المباركة والمسيرة القرآنية والتنموية الظافرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وكذا دعم القيادة السياسية العليا ممثلة بالمجلس السياسي الأعلى برئاسة فخامة الرئيس المشير الركن مهدي المشاط، أن نبدأ السير بخطوات ثابتة ومدروسة وفقاً للخطة المعدة، تمثلت هذه الخطوات بتطوير أداء السلطة المحلية وعموم المكاتب التنفيذية بالمحافظة وتنفيذ العديد من المشاريع الخدمية والتنموية في مختلف الجوانب والمجالات، ونحن مستمرون في المضي قدماً بجهود حثيثة ومتفانية ودؤوبة نحو تحقيق المزيد من الإنجازات والنجاحات وبما من شأنه تلبية كافة التطلعات والطموحات المنشودة في صنع الغد الواعد والمستقبل المشرق بالبناء والنهوض الحضاري والتنمية الشاملة والمستدامة.
> أثر العدوان بشكل عام على كافة مناحي الحياة .. ماهي الخطوات التي قمتم بها لتجاوز تلك التحديات والصعوبات؟
>> هناك الكثير من الصعوبات والتحديات التي تعترض طريق البناء والتنمية والسير نحو النهوض الحضاري الشامل بالمحافظة وهي صعوبات وتحديات أغلبها -إن لم تكن جميعها- ناجمة عن استمرار العدوان والحصار، لكننا بعون الله وبدعم القيادة الثورية والسياسية العليا سنتجاوز كافة الصعوبات ونتغلب على كافة التحديات.. فها نحن بعد سبع سنين من العدوان الغاشم والحصار الخانق صامدون وثابتون ثبات الجبال الرواسي لم ولن نخضع لهمجية وغطرسة المعتدي الجبان، بل انتصرنا عليه وكسرنا شوكته وألحقنا به وبجموع مرتزقته الذين حشدهم من كافة أصقاع الأرض الهزائم النكراء داخل الوطن وفيما وراء الحدود، وكذا أفشلنا مخططاته العدائية الحاقدة في كل المحافظات الحرة التي لم تقبل الارتهان للخارج ولم يفرط أبناؤها الأحرار الشرفاء بكرامتهم وعزتهم وحريتهم، وسنواصل بعزيمة لا تلين تلقين المعتدين أقسى الدروس حتى تحقيق النصر الكامل وتحرير وتطهير كل شبر من أرضنا اليمنية الطاهرة والعصية على الأعداء التي كانت على مر التاريخ ولا تزال وستظل أبد الدهر مقبرة للغزاة.
 ازدادت جرائم قتل وتشريد المواطنين الأبرياء ونهب ممتلكاتهم في المناطق التي يسيطر عليها مرتزقة العدوان .. هل هناك أطراف خفية دخلت في المشهد الدموي الى جانب تحالف العدوان السعودي والإماراتي؟
ارتهان وتبعية من يحكم ويتحكم بواقع تلك المناطق من قيادات الارتزاق، ذات التوجهات السياسية المتعارضة تبعاً لتعارض توجهات ومشاريع الأعداء الخارجيين، وفي مقدمتهم العدو الإماراتي والعدو السعودي، وخضوع تلك القيادات لأوامر وإملاءات تلك الأطراف والعمل على تنفيذها، من أجل الحصول على مال الارتزاق، إضافة إلى سعي تلك القيادات المرتزقة إلى تحقيق مصالحها الشخصية والأنانية الضيقة.. كلها عوامل وأسباب طبيعية لانتشار الفوضى العارمة ومنهجية العبث والانفلات الأمني السائد في تلك المناطق وما نتج عن ذلك من جرائم اعتداء وتشريد للمئات وليس العشرات من الأسر البريئة في المحافظة منذ بداية العدوان.. وأستطيع القول أن ما شهدته المناطق التي تحتلها تلك الفئات المرتزقة خلال الآونة الأخيرة من جرائم قتل وتشريد وإبادة لأفراد أسر بكاملها كجريمة آل الحرق ليست سوى امتداد طبيعي لما ارتكبته تلك العصابات من جرائم قتل واعتداء وتنكيل وتشريد بالمواطنين من المدنيين الأبرياء الآمنين كأسرة آل الرميمة والجنيد والسروري في قرى مشرعة وحدنان والصراري.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الجرائم التي ترتكبها تلك العصابات المرتزقة والمأجورة لم تقتصر على جرائم القتل والتشريد والتنكيل بأسر بعينها بل امتدت لتشمل جرائم الاعتداء والاقتحام لمنازل الأبرياء بصورة عشوائية وترويع أو قتل ساكنيها في بعض الأحيان لغرض النهب والسرقة والسطو على الأموال والممتلكات الخاصة وصولاً إلى حد الارتكاب لجرائم النهب والسطو على الأراضي ونهب الموارد والممتلكات العامة والتسابق على الاستحواذ والسيطرة على المؤسسات الرسمية والانفراد بنهب عائداتها المالية التي تعتبر حقاً لأبناء المحافظة.. وغيرها من الجرائم التي تمارسها مكونات الارتزاق والعمالة وعصاباتها المأجورة في تلك المناطق والتي أصبحت اليوم تعيش واقع صراع وتناحر واقتتال دموي مستمر فيما بينها تديره وتغذيه وتذكي فتيله أنظمة العدوان بهدف توفير البيئة المواتية لتحقيق أهدافها ومطامعها وتنفيذ مخططاتها ومشاريعها ومؤامراتها وخدمة مشاريع من يقف وراءها من قوى الاستكبار الأمريكي والصهيوني المتربصة بمحافظة تعز أرضاً وإنساناً.
> أين عقلاء ومشايخ ومثقفي وسياسيي تعز مما يحدث في تلك المناطق؟ وكيف تنظر إلى مستقبلها في ظل استمرار العدوان وهكذا أوضاع أمنية وحياتية؟
>> عقلاء ومشايخ ومثقفو وسياسيو تعز بشكل عام حاضرون ولهم مواقف مشرفة ورافضة لما ترتكبه تلك العصابات من جرائم بحق الأبرياء، ولعل ما شهدته أحياء المدينة التي يحتلها ويحكمها مرتزقة العدوان من خروج مستمر للمسيرات والمظاهرات الرافضة والمنددة بالجرائم التي تشهدها تلك الأحياء، والتي كان آخرها جريمة آل الحرق خير دليل على وجود قوى شعبية اجتماعية وسياسية وثقافية حية تقاوم وترفض طغيان واستكبار العدوان ومرتزقته رغم سياسة القمع الوحشي والاعتقال وجرائم الاختطاف والتعذيب التي طالت الكثير من وجهاء وعقلاء ونشطاء ومثقفي وسياسيي القوى الاجتماعية والسياسية الحية في تلك الأحياء والمناطق التي يزداد واقع الحياة فيها سوءاً وتدهوراً وبروزاً لصنوف وأشكال متعددة من المعاناة ولن يرى مستقبلها النور في ظل استمرار العدوان واستمرار فوضى وعبث عصاباته بأمن واستقرار وحياة المواطنين من الوجهاء والعقلاء والمثقفين والسياسيين والتجار وغيرهم من عامة الناس ما لم تتحول مشاعر وأفعال التعبير عن سخطهم واستنكارهم وتنديدهم بممارسات وسلوكيات تلك العصابات الإجرامية إلى ثورة غضب وفعل ثوري يكسر حاجز الخوف من بطشها وسطوتها ويقتلعها من جذورها ويستعيد مناخ حياة العزة والكرامة والاستقرار الأمني والمعيشي في تلك المناطق.
منذ العام 2011م تحولت محافظة تعز إلى نقطة تجمع وتقاطر لعناصر الإرهاب وتشكلت فيها جماعات ذات مسميات متعددة من يقف خلف ذلك؟ ولماذا؟
>> من يقف وراء ذلك دون شك هي أنظمة الاستكبار العالمي، وفي مقدمتها الأمريكي والصهيوني، ثم الأنظمة العربية العميلة، وفي مقدمتها النظامان السعودي والإماراتي، وقد أثبتت تطورات الوقائع والأحداث، التي شهدتها ولا تزال تشهدها العديد من الأوطان العربية والأوطان الإسلامية، أن تلك الجماعات الإرهابية التكفيرية الداعشية صنيعة أمريكية صهيونية سعودية بامتياز وأداة تحركها وتستخدمها تلك الأنظمة متى تشاء، وتوفر لها كافة الوسائل والإمكانات، وتؤمن لها طرق الانتقال إلى المناطق التي تريدها، وتضع لها الخطط وترسم الأهداف وتحدد المهام التي يجب عليها تنفيذها، ولعل ما شهدته محافظة البيضاء سابقاً وما شهدته مؤخراً من نشاطات وتحركات لتلك الجماعات خير دليل على ذلك ونحمد الله تعالى أن مَنّ علينا بقيادة حكيمة وملهمة وعلى وعي كبير بالمخططات والمؤامرات التي يحيكها الأمريكي والصهيوني ومن معهما من قوى العمالة والعدوان والارتزاق رغم كثرة مناوراتهم السياسية وحربهم الإعلامية التضليلية.
تلك المخططات والمؤامرات أصبحت قيادتنا العليا وأصبح شعبنا اليمني قادر على التصدي لها وإفشالها بفضل الله وبفضل سواعد الرجال الأبطال من أبناء الجيش واللجان الذين يسطرون أروع الملاحم والبطولات والانتصارات المتوالية التي كان آخرها على سبيل المثال ملحمة التطهير لمحافظة البيضاء من شراذم الإرهاب الأمريكي السعودي الداعشي خلال عملية "النصر المبين".. بمرحلتيها الأولى والثانية والتي لن تكون الأخيرة بل ستستمر عمليات النصر المبين والتطهير لكافة محافظات الوطن بما فيها تعز من تلك الجماعات بمسمياتها المتعددة وفي القريب العاجل بإذن الله.  
> في الآونة الأخيرة تم تداول أخبار عن وجود خبراء عسكريين اجانب في الساحل الغربي بينهم من كيان العدو الصهيوني يقومون بتدريب مليشيات طارق عفاش وقياداتهم ,ما تعليقكم على ذلك؟ وهل يعني ذلك وجود علاقة قديمة بين الطرفين تجسدت حالياً بشكل معلن على أرض الواقع في الساحل الغربي؟
>> يعلم الجميع أن ما يسمى بحراس الجمهورية صنيعة إماراتية عمل نظام آل نهيان على تأسيسها ودعمها مالياً ومادياً وعسكرياً والغرض من ذلك كله استخدامها كأداة طيعة لتحقيق أهداف نظام الاحتلال الإماراتي ومطامعه في اليمن بشكل عام وبحار اليمن وسواحلها وموانئها وجزرها بشكل خاص.. ويعلم الجميع أيضاً أن نظام آل نهيان في الوقت ذاته عبارة عن أداة طيعة وعميلة للكيان الصهيوني، وقد تجلى ذلك بوضوح تام بعد إعلان ذلك النظام تطبيعه الكامل مع الكيان الصهيوني.
إضافة إلى أن السواحل والجزر اليمنية بشكل عام ومحافظة تعز ولا سيما مديرياتها الغربية الساحلية كالمخا وذباب، بحكم إطلالتها على البحر الأحمر وعلى مضيق باب المندب الاستراتيجي، هي هدف من أهداف السياسات الإسرائيلية والنشاطات والتحركات الصهيونية منذ تأسيس ذلك الكيان الغاصب والمحتل للأراضي الفلسطينية، ولا تزال حاضرة اليوم في العقلية الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية، ويأتي العدوان والحصار الاقتصادي "السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني" في إطار السعي إلى الترجمة والتنفيذ الفعلي لتلك الاستراتيجية على أرض الواقع، وبالتالي يأتي تواجد خبراء أمريكيين وإسرائيليين لتدريب ما يسمى بحراس الجمهورية أو قيادتها في الساحل الغربي في إطار السعي إلى تحقيق أهداف ومطامع تلك الاستراتيجية الصهيونية الأمريكية.
أما ما يتعلق بالشق الثاني من السؤال المتعلق بوجود علاقة قديمة بين الطرفين فهذا أمر واضح، وقد تحدث عنه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- في خطابه بمناسبة الذكرى السادسة لثورة الواحد والعشرين من سبتمبر، وعقب خطاب السيد القائد تم كشف المعلومات والوثائق التي أكدت وجود علاقات بين النظام السابق والكيان الصهيوني، وعرض مراحل تطورها وطبيعة أهدافها بشكل مفصل في مؤتمر صحفي رسمي.. ولا شك في أن ما يشهده الساحل الغربي اليوم يأتي في سياق العمل على تجديد تلك العلاقات واستكمال تنفيذ الاتفاقات السابقة بين الكيان الصهيوني والنظام السابق على تسليم اليمن للعدو الإسرائيلي، وليس محافظة تعز أو المديريات الساحلية منها فقط.
> يسعى تحالف العدوان إلى تقسيم المحافظة إلى كنتونات ومربعات تتقاسم سلطة إدارتها الجماعات والميليشيات المتعددة وذات التوجهات والثقافات المتباينة والمتعارضة.. ما هي الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها من وراء ذلك؟ ولماذا برأيكم يقبل من يدعون النضال من أجل حرية وعزة وكرامة تعز حياة الارتزاق والعمالة للخارج والتحول إلى أدوات هدم وتدمير للمحافظة وتقسيم وتمزيق لنسيجها الاجتماعي؟
>> الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها العدوان من وراء التقسيم للمحافظة واضحة وهي توفير البيئة المواتية لتحقيق أهدافه ومطامعه وتسهيل مهمة تنفيذ مخططاته ومؤامراته ومشاريعه التي سبق الإشارة إليها في معرض إجابتنا على الأسئلة السابقة .. أما أسباب قبول من يدعون النضال من أجل حرية وعزة وكرامة تعز حياة الارتزاق والعمالة للخارج والتحول إلى أدوات هدم وتدمير للمحافظة ، فتأتي المصالح الشخصية والأنانية الضيقة والجري وراء المال السعودي والإماراتي والرغبة في تنمية الأرصدة والثروات في مقدمة هذه الأسباب، ثم تأتي المكايدات وتصفية الحسابات السياسية الحزبية، إضافة إلى التأثر بالحرب الإعلامية التضليلية للعدوان التي تستهدف الهوية الإيمانية اليمانية السليمة.
> ما مدى تأثير السياسة التي يمارسها العدوان ومليشياته لإدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم على وحدة وتماسك الجبهة الداخلية في المناطق الواقعة تحت سلطة إدارتكم المحلية.. وهل لتلك السياسات انعكاسات على الأوضاع الاجتماعية والأمنية والمعيشية فيها؟
>> الجبهة الداخلية في المناطق الواقعة تحت سلطة إدارتنا المحلية للمحافظة قوية ومتماسكة ولا خوف عليها بإذن الله، وهناك وعي شعبي ووطني متنامٍ باستمرار، ولا تأثير مطلقاً للسياسة التي يمارسها العدوان ومرتزقته في إدارة المناطق الواقعة تحت سيطرتهم أو انعكاسات سلبية لها على الأوضاع الاجتماعية والأمنية والمعيشية في مناطق سيطرتنا.. وعلى العكس من ذلك تماماً هناك انعكاسات إيجابية، فما تشهده مناطق سيطرة الفئات المرتزقة من جرائم وانفلات أمني وتدهور للوضع الاقتصادي وانهيار مستمر للعملة، وبالمقابل استقرار الوضع الأمني والاقتصادي والمعيشي إلى حد ما في مناطق سيطرة حكومة الإنقاذ الوطني.. كلها أمور كفيلة بتعزيز وحدة وتماسك الجبهة الداخلية واستمرار الصمود في وجه العدوان لا سيما في ظل استمرار انكشاف حقيقة أهداف العدوان وأهداف مرتزقته حتى لذوي الثقافة المحدودة من عامة الناس.
> كيف تفسرون انتعاش الحركة التجارية بشكل كبير في منطقة الحوبان ومناطق المحافظة الأخرى الواقعة في نطاق سلطتكم المحلية؟
>> انتعاش الحركة التجارية بشكل كبير في منطقة الحوبان وغيرها من مناطق المحافظة التي تديرها حكومة الإنقاذ الوطني سببه الرئيس استقرار الوضع الأمني في هذه المناطق، التي انتقل إليها الكثير من التجار من المناطق التي يحتلها مرتزقة العدوان داخل المدينة، لا سيما بعد أن تحولت أحياء المدينة التي كانوا يمارسون تجارتهم فيها إلى مناطق فوضى وانفلات أمني وبيئة سلب ونهب للممتلكات الخاصة وابتزاز وفرض للإتاوات والجبايات غير القانونية من قبل العصابات المرتزقة.
> فيما يتعلق بقرار العفو العام عن المخدوعين الراغبين في العودة إلى صف الوطن.. ما هي الإجراءات التي اتخذتموها في سبيل العمل على تحقيق أهداف القرار.. وما الذي تحقق بصورة عملية على أرض الواقع.. هل هناك عائدين من أبناء المحافظة.. وكم عددهم؟
>> أولاً قرار العفو العام هو قرار حكيم وصائب يجسد حكمة وشجاعة وعظمة وسعة صدر قائد الثورة بالعفو عن المغرر بهم، الذين يريدون العودة إلى جادة الصواب وإلى صف الوطن، فالوطن يتسع لكل أبنائه.. أما الإجراءات المتخذة بشأن من يريد العودة إلى حضن وصف الوطن، فقد حددتها القيادة العليا وأعلنت عنها مع إعلان القرار وهي الاتصال على الرقم المجاني 167 وهناك أيضاً ترتيبات وإجراءات أخرى منها تكليف بعض الشخصيات الاجتماعية في المحافظة بالسعي لإيجاد طرق تواصل مع المخدوعين وإقناعهم، وهناك الكثير منهم قد اتضحت لهم الرؤية الصحيحة الآن ويريدون العودة إلى الصف الوطني ونحن بدورنا سنقوم بالتنسيق مع الجهات الأمنية والعسكرية والإشراف والمتابعة المستمرة وتسهيل عملية عودتهم ومرورهم من كافة المنافذ والنقاط العسكرية والأمنية، واتخاذ كافة الترتيبات لضمان وصولهم إلى مناطقهم وقراهم وإلى أسرهم بسلامة وأمان، وفقاً لقرار العفو العام، وبما يحقق الأهداف المنشودة منه وثماره اليانعة في عودة الكثيرين من المخدوعين، وبالنسبة للمحافظة فقد عاد الكثير من المخدوعين من أبنائها حتى اليوم وهم الآن يعيشون بين أسرهم وفي مناطقهم بأمن وأمان وسلام وطمأنينة تامة، ونقول لبقية المخدوعين من أبناء المحافظة، سواء الذين يقاتلون مع العدوان وعصابات المرتزقة في المحافظة أو في غيرها من المحافظات وفيما وراء الحدود، أن قرار العفو ما يزال ساري المفعول والفرصة مواتية وسانحة أمام كل من يريد العودة، وعليهم اغتنام هذه الفرصة قبل فوات الأوان.
> في اطار التصدي لمواجهة العدوان ومرتزقته ..ما هو الدور الذي تقومون به في قيادة السلطة المحلية  لدعم واسناد المرابطين في جبهات القتال ؟
>> عملية التعبئة والتحشيد والدعم والإسناد للجبهات مستمرة، ونحرص أيضاً على زيارة الجبهات بشكل مستمر وتفقد أحوال المجاهدين الأبطال المرابطين في مواقع وجبهات القتال وميادين الشرف والبطولة والتضحية والفداء، دفاعاً عن الوطن والشعب.. ومن خلال هذه الزيارات الميدانية التفقدية للأبطال الميامين الشجعان، الذين سطروا ويسطرون أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن الأرض والعرض والدين، نتلمس همومهم واحتياجاتهم، ونبذل كل ما بوسعنا لتلبيتها دون أي تأخير، فهم صناع النصر المؤزر الذي تحقق لنا ويتحقق يوماً بعد يوم، وسيكون لهم منّا كل التقدير والإجلال والوفاء والعرفان، وسنكون على الدوام إلى جانبهم، سلاحنا بأيدينا، ملبين لنداء الجهاد والوطن حتى يتحقق لنا النصر والتمكين والفتح المبين بإذن الله.
> تعرضت محافظة تعز ولا تزال تتعرض للاستهداف الممنهج والشامل لمختلف الجوانب المتعلقة بحياة الإنسان.. برأيكم لماذا كل هذا الاستهداف من قبل تحالف العدوان؟
>> أهداف السيطرة على باب المندب وميناء المخا والساحل الغربي وصولاً إلى الحديدة، وتنفيذ المشاريع التآمرية والمخططات الاقتصادية والعسكرية، والتحكم والهيمنة على الطريق البحري لحركة التجارة العالمية من خلال بناء القواعد العسكرية في الجزر اليمنية القريبة من باب المندب، وكذا تفتيت وتمزيق وحدة الكيان الجغرافي والنسيج الاجتماعي الواحد لأبناء تعز، وتدمير مقومات وممكنات استقرارهم الأمني والاقتصادي والمعيشي وغيرها من أهداف ومطامع أنظمة ممالك وإمارات الخليج العميلة ومطامع وأهداف من يقف وراءها من قوى الاستكبار الأمريكي والصهيوني.. كلها عوامل وأسباب جعلت من تعز الأرض والإنسان، تعز التاريخ والهوية والثقافة، تعز الوعي الوطني الأصيل، تعز الخبرة والمرجعية العلمية والاقتصادية والسياسية المسخرة لتنمية وبناء اليمن والإنسان اليمني، تعز الكثافة السكانية الكبيرة والتعدد والتعايش السلمي، تعز الموقع الاستراتيجي، تعز الوصل والربط بين شمال الوطن وجنوبه وشرقه وغربه.. تتعرض لكل ذلك الاستهداف الممنهج والشامل منذ بداية العدوان وحتى اليوم.. ذلك الاستهداف الذي لا يزال مستمراً وسيظل مستمراً ما لم تعيد حساباتها وتعد إلى رشدها وتتخذ قرار انحيازها إلى صف الوطن تلك القيادات والمكونات السياسية التي تحمل أصل الانتماء الجغرافي لتعز -للأسف الشديد- ولم يعد لها اليوم كيان انتماء أو ولاء حقيقي لتعز، بل أصبح ولاؤها لأعداء تعز وأعداء الشعب والوطن اليمني بشكل عام من قوى وأنظمة العدوان والغزو والاحتلال السعودي الأمريكي الإماراتي الصهيوني.
تلك القيادات الفكرية والثقافية والسياسية التي تخلت عن ارتباطها بتعز واليمن، وارتبطت بالخارج وأعداء تعز واليمن، وانجرت وراء وعودهم الكاذبة وما نسجوه لها من أحلام زائفة.. ولا شك في أن حقيقة تلك الوعود والأحلام قد تكشفت لها بعد مرور ما يقارب السبعة أعوام من العدوان والحصار، وأصبحت تدرك وبوضوح تام أن أنظمة العدوان لم ترد الخير لها ولمحافظة تعز ولليمن يوما من الأيام.. وإنما أرادت من خلال التغرير بها واستغلال حاجتها وتقديم الدعم المادي والعسكري لها، تحويلها إلى أداة تنفيذ لمطامعها وتأمين لمصالحها ومعول هدم وتدمير لوطنها.
> كلمة أخيرة او رسالة تودون قولها؟
>> أجدها فرصة هنا لدعوة كل من لهم أصل انتماء جغرافي أو روحي أو فكري أو سياسي أو ثقافي إلى تعز، ونجحت قوى العدوان في خداعهم وفي أن تدس لهم السم في العسل، أن يعودوا إلى وعيهم وإلى طريق الرشد والصواب وأخذ العضة والعبرة من تطورات أحداث ووقائع ما يقارب السبعة أعوام من التيه والضياع في دروب الانسلاخ عن هويتهم الوطنية، كانت كفيلة بأن تثبت لهم حقيقة أهداف ومطامع قوى وأنظمة العدوان، التي أعلنوا ولاءهم لها وانحيازهم إلى صفها ذات يوم.. أدعوهم جميعاً إلى الاحتكام إلى العقل والتفكير المنطقي بمصلحتهم الحقيقية ومصلحة تعز ومصلحة الوطن اليمني.. أدعوهم إلى ترك المكابرة والتخلي عن العناد، أدعوهم إلى نبذ الفرقة والتعصب والولاء والارتهان للعدو الخارجي الذي لا يريد ولا يسعى سوى إلى تحقيق أهدافه ومطامعه ومصالحه.. أدعوهم إلى فتح صفحة جديدة عنوانها التسامح والتقارب والتوحد السياسي والديمقراطي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي والوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان والعمل الجاد والمشترك من أجل الإفشال لكافة مخططاته ومؤامراته المتربصة بمحافظة تعز وبالوطن، أدعوهم إلى الانتظام في مسار واحد هو مسار الاستئصال لشأفة العدوان والغزو والاحتلال بشكله الجديد، حتى تحقيق النصر المبين والكامل ونيل الاستقلال واستعادة السيادة الوطنية على كل شبر وكل ذرة رمل في وطننا اليمني الحبيب.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا